الجزء ٣٠

117 5 0
                                    

واقعه على الأرض في الطريق العام قلبها ينزف ألم وعيونها تنزف دموع ولسانها يردد جمله واحده ( أنا بريئه والله العظيم أنا بريئه والله العظيم أنا مظلومه والله العظيم أنا ماقتلت حد لتقوم وتتحرك كالأموات حتى وصلت إلى بيتها وهي لا تعلم كيف وصلت إلى أن دخلت الشقه فسقطت على الأرض لتصرخ بكل قوتها الهشه : أنا بريئه والله العظيم أنا بريئه والله العظيم أنا مظلومه يا رب إرحمنى يا رب إرحمنى يا أمي إلحقينى يا أمى إلحاقي بنتك يا محمد شوف إللي حصل لأختك) لتزيد صرخاتها حتى دارت الدنيا من حولها وينطفئ النور وتهرب من واقعها بإغمائه تسحبها إلى أرض الظلام.
###########################٢#
أما أحمد فقد كان الغضب ينهش في قلبه وإحساسه پالغدر يقتله: مستحيل البنت الوحيدة إللي حبيتها تكون دى حقيقتها أكيد عبدالله الكلب هو إللي سلطها عليا أنا لازم أنتقم منه الحيوان ده.
فحرك السيارة بعنف و غير إتجاهها إلى بيت عبدالله.
#############################
صوت طرقات شديدة على الباب فزع منها عبدالله واستيقظت هنا الصغيرة تبكي ليقوم عبدالله مسرعا ليفتح الباب بينما تهدء سارة من بكاء بنتها الصغيرة
وما إن فتح الباب حتى سقط على الارض من شدة الضربه التى أخذها من أحمد وهو يصرخ ويقول: هيا دي خطتك يا حقير باعتلى حالتك الإنسانية عشان تدمرنى.
أما عبدالله الذي كان على الأرض فقد تلقى ضربة أخرى موجعه من أحمد وبالرغم من قوتها فقد حاول الوقوف ليتفادى ضربات أحمد العنيفة.حتى تفادي ضربة جديدة بسرعه ليردها لاحمد بقوة شديدة في وجهه جعلت الدماء تخرج من شفة أحمد.ثم مسكه من مقدمة ملابسه وصرخ فيه ،: مالك إنت إتجننت كنت في بيتى من ساعتين زى الفل راجع والشياطين ركباك ليه ؟ إيه إللي حصل.
فيحاول أحمد التملص من يد عبدالله وهو يصرخ: حصل إنى عرفتك يا حقير باعتلى قريبتك عشان تدمر الشركة.
فنظر له عبدالله بهدوء حتى استوعب ما قاله أحمد ثم قال: تقصد ياسمين ؟
فقال أحمد بصوت عالي: أيوه باعت واحدة رد سجون تشتغل عندي في الشركه ،
نظر عبدالله لزوجته سارة التي كانت واقفة في زاوية من الصالة تحتضن هنا الصغيرة فقال بهدوء: خشى جوة هدى هنا ونيميها مافيش حاجه.
وبعد أن دخلت سارة الغرفة.حتى دفع عبدالله أحمد علي أحد الكراسي ثم قال بهدوء: كل الجنان ده عشان ياسمين.
فيصرخ أحمد: أيوه عشان عرفت حقيقتها رد السجون.
فقال عبدالله بهدوء: ورد السجون دى دمرت شركتك إزاى دى حتة موظفه في الارشيف.
ليصرخ أحمد بجنون: إنت مش معترف بغلطتك دى
فيقاطعه أحمد: خلاص يا سيدي حقك عليا أنا أسف ولو ياسمين هتضر شركتك خلاص مش هتشتغل عندك تانى فيه حاجه تانيه.
أحمد: بالبساطة دى.
فينظر عبدالله لوجه سارة آل خرجت من الغرفه وهي تتابع الحوار بصمت وعيونها مليئة بالدموع وقال: أيوه بالبساطة دى من بكره هشغل ياسمين عندى في مكتبى ولو رفضت هعمل لها مشروع بسيط تعيش منه ولا إن كلب ذيك يذلها.
فتملك الغضب الشديد من أحمد فما فيه ليس بسبب عملها ولكن من وجع قلبه.
فقال بغضب: وليه ما شغلتهاش عندك من الأول وإلا عشان خايف من عارها.
فيصرخ عبدالله: إخرس عمرى ما أعتبرت ياسمين عار دى أحسن منى ومنك.
أحمد: طبعا بتدافع عنها ما إنت المحامى بتاعها صح.
فيصرخ عبدالله: أيوه بدافع عنها ولأخر يوم في عمري هدافع عنها لأنها بريئه وتستحق الدفاع عنها.
أحمد: طبعا ما هى دى شغلتك حتى ولو كانت مجرمه واتحبست ست سنين.
عبدالله بألم: ياسمين مظلومه مظلومه وما قتلتش حد وعمرى ما دافعت عن حد وأنا متأكد إنه بريئ مليون في الميه زيها.
أحمد: لو كانت بريئه ما كانتش إتحبست
عبدالله: إتحبست لأن العدالة عميا تحتاج مين يوجهها وأنا كنت محامي صغير ما عنديش أى خبرة رغم إنى كنت متأكد من برائتها بس ما قدرتش أنقذها من السجن.
أحمد ببعض الهدوء والفضول: متأكد متأكد ليه متأكد بالصورة دى.
عبدالله ' : لأن القتيل ما يستحقش الموته دى يستحق إنه يموت موته أصعب من كده ويتعذب كمان أستغفر الله العظيم الله يسامحه ما يجوزش عليه إلا الدعاء بالرحمه.
أحمد بسخرية: القتيل غلطان إنها قتلته صح.
أحمد: هو ما يستحقش إنه يموت بإيد ملاك زى ياسمين بس الله يسامحه كان مؤذى وهو عايش ومؤذى جدا بعد ما مات لأنه راح وواحدة بريئه إتأذت منه إنت ما تعرفوش لكن أنا أعرفه كويس.
أحمد: إنت تعرفه.
عبدالله: طبعا ده كان أيقونه ومثل أعلى لكل طلبه الحقوق الكل بيتمنى يكون زيه أنا نفسى كنت بتمنى أتدرب على إيده.
أحمد بفضول: كان محامى.
عبدالله ،: أيوه كان محامى بس متخصص في ثغرات القانون كان يقدر ببساطة يخلى البريئ متهم.كان عبقري بس وجه عبقريته في الدفاع عن تجار المخدرات ورجال الأعمال إللي بيسرقوا فلوس الناس ويهربوا.
أحمد بدهشة: وإيه علاقة ياسمين براجل زى ده.
عبدالله: حظها الوحش رماها في سكته هو يموت وهى تنحبس.تعرف ملفها معايا كل فترة أشوفه وأستغرب.لأن كل الأدله بتأكد برائتها.
أحمد: طيب وليه إتحبست ما دام كل الأدلة بتأكد برائتها.
عبدالله: عشان غبيه حاولت تساعد القتيل فمسكت سلاح الجريمه وإنطبعت بصمتها على السلاح.
أحمد: مش يمكن هيا المجرمه الحقيقية.
عبدالله: مستحيل مافيش أى دافع عشان تقتله دى ما عرفتش إن اسمه عماد إلا منى.
فإنتبه أحمد لإسم القتيل وقال: عماد.
عبدالله بإسترسال: عماد الهادى ديب القانون
ليقول أحمد بخوف: هو كان لسه عايش
ليكمل عبدالله دون الإنتباه لكلمة أحمد.
ده محامى بدأ من تحت الصفر ولما مات حسبوا ثروته كانت ملايين.
دارت الدنيا بأحمد وإنطفأت ليجلس مهدودا بعدما سمع أسم عماد الهادى المحامي كابوسه المزعج الذى يؤرق نومه منذ أكثر من ست سنوات.عماد الذى سرقه واختلس أمواله وهو من رفع عليه السكين عماد الذى طعنه بيده هو من دخلت فيه ياسمين السجن .
لاحظ عبدالله شرود أحمد فقال: مالك يا أحمد
ليحاول أحمد تمالك نفسه ويقول بألم: ازاي إزاى إتهموا ياسمين بقتله.
عبدالله: كانت المسكينة بتشتغل في مسمط شعبي وصاحب الشغل بعتها بفلوس لشخص بيته في منطقه إسمها الجياره وهيا راجعه في طريق ضلمه لقت إللي شدها من هدومها وقال لها إلحقينى قتلونى ( فنظر أحمد برعب)ليكمل عبدالله: كان عماد بيموت وحاولت المسكينة توقف النزيف ما قدرتش فجريت بسرعه تنادى وتصرخ عشان يلحقه الناس.لكنه كان مات وإتهموها بقتله.
لتكمل سارة: حرام عليكم كفاية إللي شافته في حياتها ليه مصرين تأذوها.
فنظر أحمد لساره بعيون فارغة وقال: حصل إيه تانى ؟ فأكملت سارة: المسكينة خسرت كل حاجه مات أبوها وهيا في السجن وإنطردت عيلتها من بيتهم واختفى أهلها وسمعتها إللي إتدمرت بسبب التهمة دى حتى أنا كنت من إللي أذوها بالرغم من كده عمرها ما شالت في قلبها من حد حرام عليكو
أحمد بصوت ميت: إيه كمان ؟ فيدخل عبدالله المكتب ويعود ومعه ملف ووضعه بين يدي أحمد وقال: ده ملف قصيتها إقرأه عشان تعرف إنك ظلمتها.
فيرد أحمد بصوت ضائع: أنا عارف إنى ظلمتها ظلمتها أوى.
فيقوم أحمد وهو يجر قدميه ليخرج من الشقه لتقول سارة بعد تفكير: فيه شيء مش طبيعي.
أحمد وهو يضع يده على عينه المتورمه: إيه إللي مش طبيعي غير عينى دى.
فتجيب ساره: الوضع كله مش طبيعي غضب أحمد وختاقه مش لمجرد موظفه عنده لأن ببساطة كان رفدها ده غضب واحد موجوع.
عبدالله: تقصدى إيه
سارة: إنت ما لحظتش نظراتهم لبعض كانت إزاى كان كلها حب وعشق
عبدالله: إنتى إتجننتى حب إيه وكلام فارغ إيه ياسمين مش بتاعت المسخره دى.
فتقول سارة: خلاص يا عم أنا أسفه بس برضه أنا متأكدة إن نظراتهم لبعض كان فيها حاجه.
##############################
دخل الڤيلا يجر قدميه لم يقوى على الكلام فما يعيشه أقوى من قدرته دخل جناحه الملوكى وكأنه يدخل قبرا مظلما.
ياسمين ضحيته هى من دفعت ثمن أخطاءه قضت في السجن ست سنين كامله من عمرها خسرت كل شيء بسببه أبوها أهلها سمعتها.ليصرخ بصوت عالي آآآآآآآهههههههههههههههههه.عرفت سبب حزنك يا ياسمين أنا أنا سبب حزنك أنا إللي سقيتك كاس الألم ووقفت أتفرج عليكى وإنتى بتتعذبى أه أه أه.
ليتذكر كلماته القاسيه التى سلخها بها بلا رحمه( أنا إللي عرفت بنات بعدد شعر رأس تيجي واحدة زيك رد سجون تضحك عليا)ليضرب يده في الحائط بقسوة وهو يتذكر توسلاتها: ( أنا مظلومه والله العظيم أنا بريئه)ليصرخ ويصرخ ويصرخ ويحطم كل ما تقابله يده من تحف عطور يحطم المرايا والزجاج ويصرخ فهذا عقاب الله له أن يحب ضحيته أن يراها تتعذب وهو سبب هذا العذاب.لم يهتم بالطرق الشديد على الباب ولا بتوسل أمه كى يفتح الباب ولا بأمرها للخدم بكسر الباب وظل يقاوم بشدة وهم يقيدوه بأيديهم حتى يغرس الطبيب حقنه مهدئه ليستسلم أخيرا للغيبوبه المؤقته وأخر كلمه نطقها ياسمين
#######################

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن