الجزء ١٨

116 7 0
                                    

بدأت ياسمين العمل بالأرشيف في مكتب كبير به ثلاثة موظفين غيرها الحاج كامل رئيس المكتب ومدام سعاد وهما متخصصين في الأعمال الكتابية في المكتب أما الخاص بالتوثيق على الكمبيوتر فهو تخصص سلمى الموظفة الأصغر من ياسمين بعامين وهي مجنونه بأمرين أولهم الكمبيوتر والثاني أحمد بيه صاحب الشركه لا تترك فرصة أو مجال حتى تصعد الدور السادس دور العظماء كما تسميه ففيه مكتب أحمد بيه ومكاتب أعضاء مجلس الإدارة وايضا مكتب المرعبه والمقصود بها الٱنسه( هايدي )
رئيسه العلاقات العامة بالشركة.لذلك كان عمل ياسمين في كل أدوار ومكاتب الشركة ما عدا الدور السادس وهذا ما إرتاحت له
★###############*#######*#######
فى المكتب الكل يعرف عن الموظفة الجديدة التي تجتهد في عملها والتي تطيع الجميع ولا تقول لأحد لا أبداً لذلك فاستغلها الجميع في قضاء مشاويرهم بين المكاتب فمر شهر كامل لا تكاد ياسمين تجلس على مكتبها خمس دقائق.
_ يا ياسمين عاوزك تروحى مكتب الاستاذ عادل في الدور العاشر يمضي على الورقة دى.
( حاضر)
- وانت في طريقك عدى على الأستاذه هاله في الدور السابع طلبت منا عقد الشركة الفرنسية.
(حاضر )
- وانت نازله في الدور الثالث هاتى ملف العمال من الاستاذ محمد وصوريه.
(حاضر)
هذا حالها في العمل الكل يستغلها وهي على مبدأ واحد الطاعة لكل الأوامر والصمت وهو أمر اعتادت عليه في السجن فقليل ما تشاركهم في الحوار وإن كانت تحب الاستماع لهم فسلمى مرحة  والكل اعتاد على جنونها بأحمد بيه وبذلة أحمد بيه وسيارة وعطر ووسامة أحمد بيه وكل أخبار أحمد بيه لكن الكل يحب مرحها وجنونها ومدام سعاد طيبة جدا وحنونه فهى كالأم للجميع وحتى الأستاذ كامل بالرغم من شدته وصرامته إلا أنه طيب القلب متفاهم.
##########################

مضى أكثر من شهرين في العمل وقد بدأت تندمج مع زملائها في المكتب وإن كانت لا تزال تقضي لهم أعمالهم واعتادت على زيارة الاستاذ عبدالله لها مره في الشهر يحمل فيها كل متطلبات المنزل من أرز ولحم وخضار وفاكهة وخلافه ودعوته لها في بيته مره كل فترة وقد بدأت الدكتورة سارة الاعتياد على وجود ياسمين في حياتها.
************★*★************
أما ياسمين لا يكاد يمر يوم دون أن تسير في الشوارع حامله صورة العائلة وتسأل عنهم. ولم تفقد الأمل أبداً وإن كانت قد إنهارت أكثر من مرة في الشارع.
##############################
سلمى: إيه إللي أخرك دا كله يا ياسمين ؟
ياسمين: مجرد ما مضى الاستاذ حسان على الطلب جيت
مدام سعاد: نص ساعة كاملة في طلب واحد.
ياسمين: إنتى عارفه ان إنه في الدور العاشر يعنى على ما طلعت ومضيت الطلب ونزلت العشر أدوار ف
تقاطعها سلمى: إنتى بتستخدمى السلم ليه يا مجنونة مش بتستخدمى الاسانسير.
ياسمين بخجل: أصلى مش بعرف .
سلمى: يا مجنونه ليه تعذبى نفسك طول الفتره إللي فاتت بتهلكى نفسك على السلم .
لا يعلمون أنها تخاف من المصعد لأنها لا تجيد استخدامه وتخاف أن تحبس بداخله.
سلمى: لو بتخافى من تشغيله اطلبى من أي واحد راكب معاكي يحددلك الطابق بسهولة لحد ما تتعودى عليه.
وبالفعل أخذت سلمى ياسمين معها وصعدت الدور الثاني عشر في دقائق كانت أنهت المهمة وهذا ما شجع ياسمين على استخدامه لأول مرة وحدها لذلك تجرأت عندما طلب منها إرسال ملفات لمدام رجاء في الدور الثاني عشر أن تضغط زر إستدعاء المصعد ليفتح وتركيب بسرعه وتقول للموجود معها: الدور ١٢ من فضلك.
لكنه نظر لها نظرة تفحصية من قدمها حتى رأسها دون أن يتحرك.
فقالت مره أخرى: الدور١٢ لو سمحت بسرعه أنا مش فاضيه.
فيرفع حاجبيه في دهشه ثم ضغط على الطابق ومازال يتفحص الفتاة الواقفة أمامه بملابسها البسيطة التي لا تتناسب مع الشركة الملتزمة بدرجة رفيعة من الأناقة والجمال ووجهها الخالى من مساحيق التجميل وشعرها المجموع في ضفيرة طويلة بسيطة.ثم قال:إنت تبع مؤسسة خيرية
فقالت: لا يافندم
فقال: عندك مصلحة هنا
فقالت: لأ أنآ موظفه هنا.
فأعاد النظرة التفحصية مرة أخرى وقال: غريبه أنا أول مرة أشوفك.
ياسمين: حضرتك من شؤون العاملين ؟
أحمد: شؤون العاملين إية إنت مش عارفه أنا مين ؟
ياسمين: لأ يافندم أنا أصلي لسه جديده هنا.
أحمد: جديده إنت هنا من إمتى ؟
ياسمين: تقريبامن ٣ شهور.
أحمد بدهشة وقد بدأ يعلوا صوته: مستحيل الشركة مانعة تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية إزاي إنت هنا ؟ ياسمين بخوف: هو حضرتك من الشؤون القانونية في الشركه.أصلى اشتغلت هنا بصورة خاصة.
أحمد وقد زاد الغضب: إزاى يتم تعيينك بصفة خاصة بدون معرفتى.
ياسمين برعب: أنا إتعينت بامر مباشر من أحمد بيه صاحب الشركه.
هنا أحمد فقد أعصابه ومسكها من ملابسها: إنت بتخرفى بتقولي إيه أمر مباشر من مين.!؟
ياسمين: والله العظيم أنا مش بكذب أنا هنا بأمر مباشر من أحمد بيه.
وهنا فتح باب المصعد لتخرج ياسمين وهي مرتعبة ونادمة أنها ركبت المصعد فالسلم أرحم بكثير.
#############################
دخل المكتب وقد أخذ منه الغضب فقد كان يصرخ في كل من يقف أمامه فما يحدث أكيد مؤامرة هناك من يستغل اسمه ويوظف الناس بدون علمه وهو لن يرتاح حتى يعرف هذا المتأمر ويرسله للسجن هو وكل من ساعده فهذا ما تعلمه من عماد ألا يعطي أحد ثقته الكاملة .
استدعى السكرتيره فدخلت وهي ترجف من الخوف
أحمد: يا نڤين في أمر مهم وأنا عاوز أعرف كل حاجه عنه بسرعة.
نڤين بخوف: تحت أمرك يا أحمد بيه.
أحمد: عاوز اعرف أسماء كل من عينته الشركة هنا من ٣ شهور فاتت.
نڤين: إزاى يا أحمد بيه الشركة ملتزمة بقانون عدم تعيين أي موظف لحين إنتهاء السنة المالية
أحمد: إنت متأكدة
نڤين: اكيد
أحمد: عايزك تتأكدى من شؤون العاملين بسرعه
نڤين: تحت امرك النهار ده هيكون عندك الخبر النهائي.#########################
أما ياسمين فعادت ترتجف ولونها مخطوف ولما سألتها سلمى كالعادة لم تجد إيجابه لذلك رحمتها وأصرت على تركها اليوم بأى مصالح جديدة.
بعد ساعة دخلت نڤين مكتب أحمد بيه.:
أيوة يا نڤين فيه إيه.
نڤين: حضرتك ده جواب من البنك يخطرنا عن ميعاد القسط المستحق.
أحمد:o.kفيه شىء تانى.
نڤين: الباشمهندس مدحت إتصل من الموقع الجديد بيسأل عن دفعة الحديد.
أحمد: هسيف لك شيك بمبلغ مليون جنيه لمصنع الحديد وابعتيه مع مندوبنا فيه شيء تانى.
نڤين: بصراحه حاجه واحده.حضرتك سألت عن الموظفين الجدد.
إنتبه أحمد لها: فعلا يا فندم إلتزمنا بالنظام فلم يتم تعيين أي موظفين إلا حالة واحدة.
مين الحالة دى ومين إللي عينها.
نڤين: بصراحه حضرتك.
أحمد: أنا إزاي ؟
نڤين : حضرتك أمرت بصورة مباشرة بتعيين موظفه في الارشيف ولما درست ميعاد التعيين إكتشفت يومها زارنا الأستاذ عبدالله المحامي وا.....
فقاطعها أحمد: بس بس إفتكرت أخرجي إنت.
بعدما خرجت ابتسم أحمد وقال: الحالة الإنسانية..
                          بعد أسبوع
أثناء خروج أحمد من المبنى اصتدم بياسمين التي كانت في مكتب التصوير الخاص بالشركة لما رأته خافت وإحمر وجهها وقالت بخوف: والله العظيم أنا ما بكدبش على حضرتك.
أحمد بابتسامة: خلاص انت خايفه ليه خلاص أنا عرفت واتأكدت كمان.
ياسمين براحه: طيب الحمد لله أكيد حضرتك رئيس شؤون العاملين صح.
فيضحك أحمد بصوت عالي وقال بدهشة: إنت بجد مش عارفه أنا مين ؟ 
أجابت ببراءة: لا والله.
قال بثقة: أنا أحمد صا.....
ردت بسرعه وهي تتخطاه: وأنا ياسمين إتشرفت بمعرفتك.
لتتركه وترحل بدون أن تسمع باقي كلامه وهذا ما أثار دهشته ليضحك ويرحل.
################################
مضى شهرين مازالت ياسمين في عملها  تقابلت مع أحمد أكثر من سبع مرات بالصدفة كل مرة ينتهي اللقاء بتعليق من أحمد وابتسامه من ياسمين والغريب أنها لم تعرف أنه صاحب الشركه وهذا طبيعي فهى لم تحتك بأى من أعضاء مجلس الإدارة أو رؤساء الشركة.
محتضنه الملفات بيديها ومتجه بسرعه ناحية المصعد لتصتدم به.
أحمد بمرح: نفسى أشوفك قاعدة في مكتبك مرة.
ياسمين: صباح الخير يا أستاذ أحمد أعمل إيه ده شغلى.
أحمد: شغل إيه إنتى عارفه إنهم بيستغلوكى
ياسمين: عارفه بس يعتبر نفسى بتعلم منهم.
أحمد: طيب يا تلميذه على فين المرة دى
ياسمين : الدور التاسع عند مدام رحاب.
أحمد: أظن دى علاقات عامه.
ياسمين: الوفد الروسي هيبدأ زيارته للقاهرة وهيا منسقة برنامج سياحي لهم.
( ثم تقول وهي سرحانة) تعرف يا بخت الوفد الروسي.
أحمد: لية؟
هيزوروا الاهرامات وأبو الهول.
أحمد بدهشة: إنت عمرك ما زرتى الاهرامات.
فتهز رأسها  لأ
أحمد: ولا مره ( فتهز رأسها نفس الرد)
أحمد: ولا حتى في رحلة مدرسية.مستحيل ده أنا زرت الاهرامات ولا مليون مره حتى في مرة كنت مع أصحابي هناك و............
بينما يحكى أحمد تاهت ياسمين في ذكرياتها لذكرى قريبه إلى قلبها عندما دخلت فوجدت أخيها محمد جالس حزين.فسألته : مالك يا محمد زعلان ليه ؟
الأم: عاوز يطلع رحله في المدرسة.
محمد: دى رحله لزياره الأهرمات والقلعة وجنينة الحيوانات وبعشرة جنيه بس يا أبله عشان خاطري نفسى أروح مع أصحابى عشان خاطري.
فتخرج ياسمين من جيبها عشرين جنيه ثمن أحد الكتب الجامعية وتقول: خد يا سيدي عشرة جنيه اشترك في الرحله وعشرة اصرف منها كمان ولا تزعل أنا عندي كام محمد.
توقف المصعد وانتبه أحمد أن ياسمين في دنيا تانيه ولم تسمع أى كلمة من كلامه السابق وقبل أن يتكلم لاحظ خطين من الدموع ينزلان من عيونها ليغرقا خدودها.
لتعود مره أخرى لذكرياتها عندما عاد محمد من الرحلة وهو يقفز من الفرح ليتعلق برقبة ياسمين ويغرقها بقبلاته ويقول: أنا فرحان أوى يا أبله النهار ده أحلى يوم في حياتي زرنا الأهرام وشفنا السياح وهما راكبين الجمال والخيول و.......
زاد صمت أحمد وهو يراقب ياسمين ليجدها قد إبتسمت أجمل ابتسامة رأتها عينيه ثم بعد لحظات إنتبهت ياسمين لما حولها فمسحت دموعها وخرجت من المصعد ولم تنتبه لمن كان معها في المصعد وقد شغلته بابتسامه من عيون مليئه بالدموع.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن