الجزء ٣٤

114 6 0
                                    

كانت ياسمين قد تغيبت كثيرا عن العمل لذلك فقد تفاجأ الجميع برجوعها إلى العمل في نفس مكتبها في الارشيف ترتدي ملابس بسيطه لكنها أنيقة ومرتبه لتقابلها سلمى بالاحضان: ياسمين وحشتينا إيه الغيبه الطويله دى.
لتدفعها مدام سعاد وتحتضن ياسمين: حمد لله على سلامتك يا ياسمين.
لترد ياسمين: الله يسلمك يا مدام سعاد.
الاستاذ كامل: المكتب نور يا بنتي.
فترد بسعادة: منور بيك يا أستاذ كامل (( يا الله كم إفتقدت كل هذا الدفئ والمحبه)) لتجلس على مكتبها فقد اشتاقت للعمل فقد ترجت أحمد كثيرا حتى سمح لها بالعودة للعمل بشرط أن ينقلها قسم أخر لكنها أصرت أن تبقى بين زملائها ولأن العمل بالشركة مؤقت حتى موعد الزفاف فتركها أحمد علي راحتها.
قطع حبل أفكارها صوت سلمى وهي تشير على يدها ،؛ إيه ده يا ياسمين إنتى إتخطبتى!؟
فنظرت ياسمين للدبله في إصبعها وقالت بسعادة: أيوه.
سلمى: إخص عليكي مش تقولى لنا ولا خايفه نحسدك.
فقالت ياسمين: لا والله بس الموضوع جه بسرعه.
مدام سعاد: وإتخطبتى لمين يا ياسمين حد نعرفه.
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.
فتقول سلمى بفضول: مين يا ياسمين أوعى تقولى إتخطبتى لحد معانا في الشركه ؟
فتهز ياسمين رأسها بالايجاب.فتصرخ سلمى بحماس: لا الفضول هيقتلنى قولي إتخطبتى لمين أوعى يكون الاستاذ شوقى إللي في الحسابات كان بيبصلك بنظرات خبيثة هو صح هو.
فإبتسمت ياسمين وقالت: لأ مش هو.
فأخرجت سلمى زفير طويل وهي تضحك: الحمد لله ده كان راجل غلس أوى.طيب قولي مين عشان خاطري.
فقالت ياسمين بحالميه: أنا إتخطبت لأحمد.
فقالت مدام سعاد: مين أحمد يا ياسمين الشركة فيها ألف واحد إسمه أحمد مين فيهم ويشتغل في قسم إيه.
فقالت سلمى بسخرية: مشهور أوى سى أحمد بتاعك هنعرفه من إسمه إيه يكون أحمد بيه صاحب الشركه وإحنا مش عارفين.
فنظرت لها ياسمين بدهشة وقالت: عرفتى من مين ؟ .
فضحكت مدام سعاد وقالت: دى بتهزر يا سلمى
ياسمين,: بس أنا بقول الحقيقه أنا إتخطبت لأحمد بيه صاحب الشركه.
فأشارت سلمى بيدها علامة الجنون لتقول ياسمين: هو إنتم مش مصدقينى..
ليقطع كلامها دخول موظف العلاقات العامة يعلق على الباب نشرة إعلان خطوبة أحمد سامى عبدالله صاحب الشركه من الأنسه ياسمين سعيد من الارشيف وقام بتوزيع نشرات على الموجودين لتقرأ سلمى النشره وتقول:إيه ده دا بجد إنتى إتخطبتى لأحمد بيه.طب حصل إزاى إحكي ليا بالتفصيل.
مدام سعاد: ألف مبروك يا ياسمين وعيب يا سلمى كلامك ده.
(( كان فضول سلمى عالى لكن الفضول الأكبر كان للموظفات في الشركه اللائي كانوا يتحججون بمليون حجه حتى ينزلوا إلى الارشيف لرؤية هذه البنت التى إختارها أحمد بيه ليتزوجها البعض يحسدها والبعض حاقد عليها.لكن المفاجأة الكبرى عندما تفاجأ الجميع بدخول أحمد بيه للأرشيف لأول مرة ليقف الكل في ذهول وهم يرونه واقف أمامهم بكل وسامته وهيبته ليقترب من ياسمين ويهمس لها: وحشتينى.
ليصبغ وجهها باللون الاحمر ثم يقول بصوت واضح: ده بقى مكتبك إللي مش عايزه تغيريه.
فتبتسم ياسمين وتهز رأسها بالايجاب.
فينظر للموظفين من حوله ويقول: مدام سعاد والاستاذ كامل صح فيهزوا رؤوسهم بغباء وينظر لسلمى ويقول:إنتى سلمى عبقرية الكمبيوتر.
فتقول بغباء: إيه ده إنت تعرفنى.
فيرد بابتسامة: عارف إنك بتعشقى حاجتين الكمبيوتر و......
فتصرخ سلمى بغباء: يا فضحتى إنتى عرفتيه يا مجنونه.
فيضحك أحمد بصوت عالي وقد إحمر وجه ياسمين من الخجل.
فينظر أحمد للأستاذ كامل ويقول: أكيد إنت عرفت إنى خطبت ياسمين
فيهز الحاج كامل رأسه.فيكمل أحمد ببعض الجديه الواضحه: وهيا إختارت تستمر معاكم هنا في الشغل.
ليتحول صوته المرح لصوت شديد الصرامه ويقول: و أنا بعتمد عليك في مسألة راحة خطيبتي.
لينظر للأستاذ كامل بحدة ويقول: يعنى مش هكون سعيد لما أعرف أنها بتمضى ملفات في الدور الخامس مثلا أو إنها بتصور ورق أو يمكن بتاخد ملفات من الدور العاشر صح يا أستاذ كامل.
ليتوتر الاستاذ كامل ويقول: طبعا طبعا.
ليحول أحمد كلامه للمرح ويقول: بس مسموح لها إنها تجيب الملفات لمكتبى بس.وهو يغمز بعينيه لياسمين.ثم يخرج من المكتب ليجلس الاستاذ كامل وهو يتنفس بسرعه أما مدام سعاد فقالت: قلبى كان هيوقف من الخوف.
##############################
لم تكن زياره أحمد هى الوحيدة للأرشيف فقد زارتهم الكارثة الكبرى المسماه امنيه هانم ومرافقتها المخلصه هايدي إبنة أختها فقد إتصلت بها هايدي وهى تبكى وتخبرها بالفضيحه المنتشرة عن خطوبة أحمد بموظفه تافهه في الارشيف لتأتى أمنية هانم بسرعه وتدخل المكتب وتتفحص بعيونها الموجودين بإحتقار لتقع عينيها على ياسمين كما وصفها لها حارس البوابه لتقف وهى تتفحص ملامح ياسمين ثم قالت باستهزاء: إنتى ياسمين إنتى إللي خطبك أحمد.ثم أطلقت ضحكة ساخره عاليه.
وقالت لهايدى: أنتى بتعيطى عشان دى دى الخدامة إللي بتغسل لبسك أنضف منها ثم تشير لها بإستصغار إنت إللي إختارك إبنى حفيد إبراهيم باشا توفيق تكونى مراته ثم أطلقت ضحكة أخرى.وكعادة ياسمين كانت صامته ودموعها على خدها لتقول سلمى باندفاع: فيها إيه ماحنا كلنا ولاد تسعه.
فتصرخ فيها أمنية هانم: إخرسى.
فترتعب سلمى من صوتها.
لتقول أمنية هانم: أنا عارفة أحمد اختارك ليه إنتى مجرد أرجوز بيتحدانى بيه هيلعب بيه شويه ولما يزهق هيرميه ويدوس عليه برجليه بس إنتى أكيد هتستفيدى يكفيكى إن إسمك هيرتبط بحفيد إبراهيم باشا توفيق واكيد هتاخدى قرشين ينفعوكى صح مش ده ٱتفاقكم مع بعض.
ليوقفها صوت أحمد: مش أنا إللي أتفق مع واحده عشان أتحداكى ومش ياسمين إللي أتسلى بيها.
فتلتفت إليه وتقول: والمفروض أصدق إن أحمد بيه إختيار الجربوعة دى.
فيقول أحمد بغضب: مش هسمح لكى إنك تهينى خطيبتي أو تجرحيها بكلامك لأنها هتكون مراتى وكرامتها من كرامتى وإللى يهنها بحرف أنسفه من على وش الدنيا.
هايدي: عيب يا أحمد تقول كدا لطنط.
أحمد بغضب: أنا مش بوجه كلامى لطنط أنا بوجهه لأمنيه هانم صاحبة ٤٩٪من أسهم الشركة إللى عاوز يقول كلمه يقولها ليا أنا أما خطيبتي فخط أحمر أدمر أى حد يتخطاه.
لتنظر له أمنية هانم ثم ترحل وورائها هايدى.ليضع أحمد يده على رأس ياسمين ويقول معتذرا: أنا أسف وأوعدك إللي حصل مش هيتكرر تانى ويخرج.
فتنظر لها سلمى وتقول: بتعملي إيه يا غبيه قومى روحي وراه.
ياسمين: أروح وراه ليه.
سلمى: بقى يدافع عنك ضد أمه وإنت قاعدة قومى وروحى له المكتب حسسيه إنك معاه وواقفه جنبه.
فتقول مدام سعاد: سلمى عندها حق روحي له ده خطيبك مش حد غريب.
فقامت ياسمين بتثاقل فقد عرفها أحمد إن هتكون فيه صعوبات ومشاكل بس ما توقعتش إن المشاكل هتبدأ من أول يوم.
###############################
في الطابق السابع وأمام مكتب السكرتيره وقفت ياسمين لتقول بصوت خجول ومهزوز: لو سمحتى عايزه أدخل عند أحمد بيه.
فتنظر لها السكرتيره بإحتقار رغم معرفتها أنها خطيبة أحمد بيه إلا أنها قالت بغرور: أحمد بيه مش فاضي ومش هيقابل حد لو عايزه حاجه قولي ليا وأنا هوصلها له.
فتقول ياسمين بإحباط: أنا كنت عايزاه بس خمس دقائق لو سمحتى.
فتصرخ فيها السكرتيره: قلت مش فاضي روحي وتعالى بعد ساعه.
فترجع ياسمين بإحباط في حين إبتسمت السكرتيره في خبث واتصلت برقم هايدي هانم لتنقل لها أخر الأخبار.
أما ياسمين فقد عادت إلى الارشيف لتسألها سلمى ؛:ليه رجعتي بسرعه.
فتقول ياسمين: السكرتيره قالت مشغول وتعالى بعد ساعه.
لتقول سلمى بغضب: إنتى هبله إنتى خطيبة صاحب الشركه كلها إزاى تسمحى لحتة سكرتيره إنها تطردك إرجعى لها وقولى لها هدخل غصب عنك وخلى قلبك جامد وقامت من مكانها تدفع ياسمين لخارج المكتب.لتعود ياسمين لتنظر لها السكرتيره بغضب وتصرخ في وجهها: قلت لك قبل كده أحمد بيه مش فاضي يالا إرجعى على شغلك.لتستدير ياسمين بإحباط لكنها تسترجع كلمات سلمى فتعود مره أخرى إلى المكتب وتجلس على الكرسي وتقول بصوت مهزوز: أنا هستناه.
فتقول السكرتيره بغضب وصوت عالي: شئ بارد نسيب أشغالنا عشانك عايزه تستنى إستنى بره يالا بره.
في نفس اللحظة فتح أحمد باب المكتب ليجد السكرتيره تصرخ في وجه ياسمين وتطردها.فيصرخ فيها: ازاي تتجرأى وتكلميها بالطريقة دى إنتى مش عارفه دى مين.
فتقول السكرتيره بخوف: با يا أحمد بيه أنا قلت لها إنك في إجتماع لكن......
فيصرخ فيها أحمد: دى ياسمين هانم خطيبتي تدخل وقت ما تحب من غير إستئذان فاهمه.
فتهز رأسها برعب.
فيكمل أحمد: لو إتكرر أسلوبك ده معاها إعتبرى نفسك مطروده بره الشركة.لتبكى السكرتيره وتقول: حاضر حاضر.
فيصرخ فيها: يالا إعتزرى لياسمين هانم.
فتقول السكرتيره ببكاء: أنا أسفه يا ياسمين هانم وعمرى ما هغلط فيكى مرة تانيه.
فيقول أحمد بنبره صارمه: هاتى عصير لياسمين هانم وإنتى إللي تقدميه لها بنفسك فاهمه.
لتهز السكرتيره رأسها بإزلال.ليدخل أحمد وياسمين المكتب فتقترب منه ياسمين وتقول: أنا أسفه.
ليقول لها أحمد بضيق: ليه بتعتزرى.
لتقول: عشان أنا السبب في زعلك ده صح لكن أنا كنت عايزه أطمن عليك.
فيبتسم أحمد ويجلس بجوارها ويقول: بجد خايفه عليا.
فتهز رأسها بالايجاب.
فيحيط وجهها بكفيه ويقول: تعرفى إنى فرحان أوى إنك جيتى لأنى بجد كنت محتاجك جنبى.
فإبتسمت له بخجل.ليقترب منها حتى كاد أن يلامس شفاها بشفتيه لتدخل عليهم العاصفة المسماه بأمنيه هانم وظلها الوفى هايدى واللتان تفاجأتا بأحمد وياسمين في هذا الوضع الحميمى لتشير لها أمنية هانم بأسلوب أمر: برا.
فتخفض ياسمين رأسها وقبل أن تتحرك يسحبها أحمد بجواره ويقول: ياسمين مش هتخرج أولا وثانيا في أسلوب أفضل من كده ومن الزوق إنكم تستأذنوا قبل الدخول هو ده الاتيكيت يا أمنية هانم.
فتقول أمنية: مش محتاجه إنى أستأذن قبل ما أدخل عند إبنى أولا وثانيا أنا بمتلك ٤٩٪ من أسهم الشركة يعنى دى شركتى وأنا حره أدخل أى مكان بالطريقة إللي تعجبنى ثالثاً واضح إن دى مجرد نزوة والدليل المنظر إللي شفناه لما دخلنا فمش دى إللي هراعى شعورها.وتنظر لياسمين بإستعلاء وتقول: برا عندنا كلام مهم هنتكلم فيه.
فيمسك أحمد ياسمين من يدها ويقول: ياسمين خطيبتي ومش هتمشى وأي كلام مهم قوليه وهيا موجودة.
فتغضب أمنية هانم بشده وتقول:طيب خلاص إختار يا أنا يا هيا في الشركه دى.
فيقول أحمد: ماما إنتى بتقولى إيه؟.
فتقول بغضب أعمى: إختار ياترميها بره الشركة.وتفسخ الخطوبه دي يانفض الشركة دى قلت إيه.
فينظر أحمد لياسمين ثم لأمنيه هانم والتى تبتسم بانتصار فهى تعرف أهمية الشركة عند أحمد .
ليجيب أحمد بعد خمس ثواني: وأنا موافق هتشترى نصيبى وإلا هتبيعى نصيبك.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن