الجزء السابع

127 6 0
                                    

فى الساعة الواحدة ظهرا كان أحمد جالس على ظهر سيارته البيضاء الجديدة وهو يشعر بالملل فاقترب منه صديقه وائل وهو يقول: مالك يا بوص مش فى المود النهارده.
أحمد: ملل يا وائل كله ملل الجامعة ملل والنادى ملل والديسكوا ملل أف
- طيب أنا عندي إقتراح إيه رأيك نغير الملل ده ونقضيها اليوم كله شعبي.
تجيبه إحدى الفتيات بدلع مبالغ فيه: ياي شعبي فين الشعبى ده ؟
فيكمل عادل وقد بدا عليه الحماسة.دى فكرة هائلة نروح قهوه بلدى ناخد حجرين وندخل المطاعم دى إللى أسمائها تضحك فاكر يا أحمد (كل واشكر)(كشري ابو رزه) فيضحك أحمد مع الجميع وقد لاقت الفكرة إستحسان الكل وبالفعل ركب الجميع السيارة وارتفع صوت المسجل إعلانا ببدء مغامرتهم الشعبية
**********************************.
فى الناحية الأخرى كانت ياسمين تعمل فى صمت حزين وقد قررت أن تنسى حسن وكيف لا تنساه وقد أعلن خطوبته على إبنة عمه هبه وحددوا ميعاد حفله الخطوبه بعد شهر والفرح بعد خمسة أشهر لتعيش حالة من الألم المضاعف وتغيب عن العمل ولم تفوق لنفسها إلا عندما رأت إخوتها والجوع ينهش فى أمعائهم فالعائلة كلها تعتمد على بقايا الطعام الذي تحضره كل يوم من المطعم لذا تخلت عن غبائها وعن فكرة ترك العمل فمن فى ظروفها الحب بالنسبة لها كماليات مثل الزينة فعادت إلى العمل .
لم يخرجها من سرحانها إلا الأصوات العالية والصرخات والضحكات التي ملئت المكان وسمعت أحد الجرسونات يقول بضيق مجموعة من الشباب دخلوا المحل وواضح أنهم فى حالة غير طبيعية فلم تهتم وعادت إلى عملها .
أما فى المطعم فقد إنزعج كل الموجودين من هؤلاء الشباب وصوت ضحكاتهم العالى حتي أتى لهم الجرسون وسألهم: طلباتكم إيه يا كباتن؟
فضحك الجميع عليه ثم سألت إحدى الفتيات بدلع: عندكم إيه يتاكل يا عسل؟
فيضحك الكل عليها وكثرت التعليقات السخيفة
إديه رقم تليفونك. ..... ..لا ميعاد أحسن
فيقرأ عليهم الجرسون لائحة الطعام دون النظر لتعليقاتهم السخيفة على كل ما يعرضه الجرسون.
لحمة راس ( يع) إيه الكوارع دى يعنى إيه ممبار كرشة إيه القرف ده.
بالرغم من ضيق الكل منهم إلا أن الجرسون كان هادئ وحاول أن يسيطر على أصواتهم إلى أن خرج لهم حسن وهو غاضب: إيه الصوت العالي ده إنتم فى مكان محترم لو مش هتقعدو بأدبكم فلو سمحتم أخرجوا.
فينتفض أحمد وهو غاضب ويقول بغرور: إنت بتطردنا إحنا من هنا .دا أنا أشتريك إنت ومطعمك وشارعك وفوقهم البهايم بتاعتك كمان.
فينفجر زملائه بالضحك أما حسن فيرد بكبرياء: لا إنت ولا فلوسك يهمونى فإما تقعد بأدب أو فارق.
فيجلس أحمد ويضع ساق فوق الأخرى ويجيب: أنا قاعد بفلوسى إنت يا ويشير إلى الجارسون: هات كل الأصناف إللى عندك فيذهب الجارسون إلى المطبخ ويطلب من الطهاه التركيز فى عملهم ووضع الطعام فى أطباق مزخرفه راقيه فالزبائن هذه المرة من الطبقة العليا ولابد من تشريف صورة المحل .
وبعد قليل وضع الطعام على الطاولة وقد إمتلئت بالاصناف المتنوعة وانتشرت رائحة الطعام الشهيه لكن الفتيات ينظرن إلى الطعام بقرف وقالت ميساء: مش ممكن.مستحيل أكل من القرف ده .
فيأخذ هانى إحدى قطع الكوارع ويقربها من فمها ويقول: ليه يا ميسو ياللا دوقى هم ياللا فتصرخ وهي تحرك راسها يمين ويسار وهي مغلقة فمها بقوة ثم تصرخ: شفت يا حيوان بهدلت لبسى وتملأ الملعقة بالأرز وتلقيها فى وجه هانى فيقولل .أحمد ،: إمسكها وانا هأكلها منه غصب عنها .
فيمسكها هانى ويحمل أحمد قطعه من طاجن العكاوى ويضعها فى فمها بالقوة فتحمل رنا طبق التورلى وتلقيه فى وجه هانى الذي يحمل طبق الفته ويلقيه فى وجهها ويتحول المكان إلى ساحة معركة بين الشباب وقد تعالا صراخهم وضحكاتهم المجنونه ليخرج حسن بسرعة فيجد الاطباق المهشمة والأكواب المحطمة والطعام المنتشر وباقي الزبائن تركوا المكان ووقفوا بعيدا يراقبون الوضع بغضب وقد تلوثت ملابسهم من هذه المهزلة.
فيصرخ حسن: إيه قلة الأدب دى أنا لازم أطلب الشرطة لأشكالكم إنتم كسرتوا المحل ولازم أحبسكم كلكم.
فيخرج هانى رزمه من المال ويلقيها فى وجه حسن ويقول باستهزاء: مش إنت إللى تودينا السجن إحمد ربنا إننا فكرنا ندخل محلك المقرف ده وأظن المبلغ ده أكتر من تمن الأكل والاطباق وخلى الباقى عشانك هههههههه فيخرج هانى والبنات ويكمل أحمد شرف ليك إننا كنا هنا غيرك بيحلم إننا بس نعدى من جنب محله ثم بشير باستهزاء سلام .
فيخرجوا من المحل فيقول وائل: أيه رأيكم فيه قهوه بلدى هناك يالا نقعد فيها بشكلنا المبهدل ده حقيقي فكرة تحفه.
فتجيب رنا بدلع: لا مش ممكن أنا عاوزه أخد شور دافئ وأغسل القرف ده حرمت أسمع كلامك وادخل مكان شعبي تاني ليركبوا فى سيارة أحمد.
*****************************★***
أما حسن بمجرد أن خرجوا حتي صرخ على ياسمين فخرجت بسرعة ووقفت تشاهد الكارثة ليصرخ عليها حسن: إنتى لسه هتتفرجى يالا بسرعه نظفى المكان.
فتدخل بسرعة وتعود وهي حاملة سلة المهملات وأدوات النظافة لتبدأ فى جمع الاطباق المحطمة ولكنها لاحظت وجود نظارة شمسية على الأرض فحملتها بسرعة وهي تسال: نظارة. مين دى؟ فيجيبها أحد الزبائن: أكيد نظارة واحد من الشباب الصايع إللى كانوا هنا.
فتأخذها ياسمين وتتجه إلى الخارج حتي تعيد النظارة . فيقول الرجل فى إحتجاج.الشباب ده ما يستاهلش خديها لكى أحسن وإلا بيعيها .
فترد عليه: لا طبعا دى أمانه.
فى الخارج يتلفت أحمد وهو يفتش فى السيارة فتقول ميساء: واقف ليه يا أحمد فيه حاجه؟
فيجيبها ؛ مش لاقي نظارتى.
فتقول: مش مهم يالا بسرعه مش طايقة هدومي .
فيجيبها ببرود عندك حق ويدير السيارة لتنطلق ولم ينتبه لتلك الفتاة التي تركض متجهة إليه وهي تحمل النظارة فى يدها .
لتعود إلى المطعم ليناديها حسن فى عصبيه: ياللا يا ياسمين بسرعة نظفى المكان.
لم تنتبه أن كل العيون تنظر لها وهي تقارن بينها وبين أولئك الشباب فهى أصغر منهم فى العمر ولكن هناك فرق كبير بين من يبحث عن لقمة العيش ومن ولد وفي فمه ملعقه من ذهب.
بدأت ياسمين فى تنظيف الأرض وهي تتحسر على كل هذا الطعام فالطواجن كامله لم تمس لكنها لن تأخذها إلى أهلها فهى ملقاه على الأرض ومختلطة بالزجاج المكسور .
لكنها لم تنتبه أن عيون الزبائن مسلطة عليها وهم ينظرون إليها فى شفقة.ولم تنتبه إلى قطعة الزجاج الكبيره التي جرحت يدها فخرجت منها صرخه مكتومه فينتفض أحد الزبائن ويتجه إليها بسرعة ويمسك يدها المصابةبيده وبيده الاخرى يضغط على الجرح حتي يوقف نزيف الدم ويسألها: إنتي منيحة؟. فتنظر إلى عيون السائح الخضراء وقد وترها قربه واحمر وجهها بشده فهزت رأسها بخجل لتنتفض من صرخه حسن الذي رأها مع هذا السائح الغريب.
- أنتى عجبك القرف ده يالا بسرعه وبلاش دلع.
لتنبه فتجد يدها مازالت فى يد هذا السائح الذي أخرج منديلا ووضعه على جرحها فسحبت يدها من يده وأسرعت إلى المطبخ وهي تحمل سلة المهملات وتعود مرة أخرى بسرعة ومعها مفرش جديد للطاولة وفوطه لتمسح ما تبقى من الأوساخ عن الحائط ليعود المكان نظيفا.

دموع الياسمين وإبتسامتها حيث تعيش القصص. اكتشف الآن