21

1.4K 106 72
                                    


ساقاها ضعيفتان وليس لديها طاقة لمواجهة هذا الكم من مجريات الحياة ، لم تعد قادرة على الوقوف ومطاردته اثناء ذهابه .

لم تصدق انها تُركت من قِبله بعد كل مافعلته من أجل البقاء معه

لم تثنيه العاطفة المتأججة خلال اللحظات التي كانت بينهم

لا القبلات ولا حتى اللمسات التي مازال أثرها راسخًا في جلدها ، مازالت شفتيها حساسة وشعور بالوخز يملئها ومع ذلك هو لم يبقى معها ، لقد تخلى عنها ، سيضاف أسمه الى قائمة الراحلين

كانت مليئة بالامال تجاهه ثم اصبحت فارغة

وهل هناك ماهو اسوء من أن يصبح الانسان فارغًا ووحيداً ؟

الفراغ والمكان المليء بالصمت ، صمت بارد وحاد يثير الذعر لايمكنها تحمله

حقاً انها ليلة مناسبة للبكاء ومع ذلك لم تبكي ظل قلبها يرتعش بلا توقف وتنفسها يضيق ولم يعد بوسعها تحمل الفوضى التي لازمت حياتها .

لم تعد قادرة على تجاوز ازماتها

لقد اختنقت من قبح ما مرت به ، من أناسها القديمين الذين زاروها مؤخراً لترى تألقهم ثم غادروها دون الاكتراث بما قد يحدث معها .

ايضاً من الخيالات التي بدأت في تصورها والتي شغلت افكارها بالعديد من الاسئلة..

ماذا لو كان محقاً وجون يختبئ داخل المنزل اثناء غيابها

هل تذهب نحوه ؟

أتلجأ له ؟

هل يمكنها فعل ذلك بسهولة ومثل كل مرة تكون فيها مذعورة فيستقبلها حنانه ؟

هل يقبل بها وهي بمثل هذه الهيئة ؟

الرطوبة في اسفلها ورائحته في كل مكان ، كل جزء منها أصيب به من فرط التعمق الذي وصلوا له

الاجابة واضحة ، لايمكن

الخيانة جريمة تقتل الضعفاء حزنًا ، قد تودي بزوجها كما سبق وحدث لوالدتها

إن علم جون ثم رحل هو الاخر وتركها مصيرها يكون أن تبقى تصارع خيباتها وحيدة وليس بمقدورها فعل ذلك بعد الان

ليس باستطاعتها العيش بمفردها .

نظرة واحدة وجهتها تجاه النافذة القريبة منها وسريعاً ما خفضت رأسها وانزلته متكئةً على ركبتيها.

لفت يداها حولها لتوقف من ارتعاش اطرافها ثم اغمضت عينها في استسلام نهائي ، لا رغبة لديها في فتحهما وعلها تكون الاخيرة

Back to black حيث تعيش القصص. اكتشف الآن