ولم يتمكن من التحكم في ارتعاشِ يده وارتجافِ قلبه عندما مسحَ البلل الذي حطَ على ملامحه وحين لمح الدم الذي لطخ اصابعهذكرى حبسه عادت تلوح في أذهانه.
في ذلك الوقت كان يرتدي قميصًا فاتح اللون وملطخًا بالدماء وظل على جسده أيامًا عديدة.
سجين في مساحة ضيقة بين أربع جدرانٍ خانقة.
حين عاش الانكسار
حين أيقن آلا أحد معه
حين أمضى حياته في الفراغ والوحدة.
هدأَ من روعه وبردت مشاعره حين شاهد ملابسه نظيفة خالية من اي لون
بصاقها لم يكن كافيًا لإغراقه ، لا أثر ولا بقع دماء لانه كان يرتدي الأسود.
كان هذا سبب حُبهِ للون ، فقد امتلك تلك الميزة ، حيث كانَ يحميه من رؤية اي دماء قد تلطخه واخفائها دون أن يتأثر
بسببه لن يصيبهُ الذعر من منظرِ الدم على ملابسه مجددًا.
كان يخفي أحزانه من خلالِ الأسود ، ليس من أجل ان يبدو مثل المختلين او رجال العصابات .
وايضاً عزاءً لروحها الطيبة تلك المتوفاة ثم عزاءً لروحه التي لحقت بها لحظة موتها.
ذكرياته لم تكن سوى تاريخًا حافلًا من الحزن والعذاب ويجب عليها تحمل العواقب المترتبة على تذكيره بكل تلك اللحظات السيئة.
تلك المرحلة من حياته كان قد طواها منذ زمن.
اجتازها دون الرجوع إليها
تغلب عليها وحده
دونها ، دون رِفقة ، دون عائلة
واضطرب قلبه لوهلة حين تذكر عائلته
والده ، ذلك العجوز اللعين كان محقًا تمامًا فيما قاله عنهن وللمرة الاولى وبعد سنوات طويلة قنع بقوله.
-النساء لا فائدة من محبتهن ، ان أحببت امرأة ومنحتها الطاعة والقبول ولو لمرة واحدة ستصبح بعد ذلك عبداً وتابعاً لها ،استخدمها ثم القي بها تحت قدميك ،هذا هو مكانها-
استحق لإنه كان متساهلًا معها منذ البداية.
استعبدته في ماضي وتلاعبت به والان تستغله ليصفح عن اللص زوجها.