28

1.3K 91 178
                                    






منذ متى وهي تحدق في نقطة وهمية أمامها لم تكن تعلم ، إلا أنها في وقتٍ ما تجهل مدته بذلت جهدًا للنهوض على قدميها وبصعوبة بالغة استطاعت

وقفت ، وبقدر صعوبة الوقوف تحركت نحو الباب الواسع الذي اكتشفته ليلاً وفور خروجها منه استقبلتها شمس الظهيرة الحامية

حمت عينيها أولا ثم استنشقت الهواء الخالي منه بشكلٍ عميق

بعد ذلك مررت بصرها على الاثار التي خلفاها بالامس ، مياه راكدة ، شمعة ذائبة تهالكت بمفردها ، كأسين مهجورين لم يتم استخدامهما

هناك بقايا لزوجين لم يعيشا يومًا عادياً كباقي الازواج الاخرين

كبحت افكارها ، انحنت وانتشلت ملابسها عن الارض ولم تعد هناك حاجة لغسلها فقد جففتها أشعة الشمس وعقمتها تمامًا.

هكذا فكرت وهي تلمسها ببطء ونعومة
وبنفس الطريقة تحركت للعودة إلى داخل غرفته

كانت هادئة بلا أي مبالغة وبشكل ينافي فوضى ليلتهم الصاخبة ومختلف عن أي وقت كانت فيه برفقته

وظنت أن الامر سيطول هذه المرة ، وأنها توقفت عن المبالغة واكتفت اخيراً باللامبالاة

لكن كل ذلك تغير بلقاء ، بحضوره ، باللحظة التي التقت فيها عينيها بعينه

غزى فكرها كل ماهو متعلقٌ به البارحة ، الكلمات ، القبلات ، الآهات واللمسات ، ونبض قلبها بلا توقف لدرجة أنها قربت ما كانت تمسكه بيدها باتجاه صدرها على أمل أن يهدأ

ازدردت ريقها وهي تجوب بعينها من عليه

ببشرة رطِبة كان يقف نصف عارٍ أمامها ، محاط من الاسفل بمنشفة كبيرة وفي يده اليمنى اخرى صغيرة مررها حول شعره ليجف وتوقف عن فعل ذلك عندما قابلها

كلاهما توقف عن الحركة تماماً أمام بعضهما لدراسة تعابير الاخر باهتمام ملحوظ

وبينما هي تقف في الجزء المشرق ، كان يقف في الظل

بدت له ساطعة مع انسياب الحرير على جسدها وتلألأه تحت ضوء الشمس

حتى الاسود بدى شقياً معها ، لامعاً مضيئاً بشكل ينافي طبيعته القاتمة

الخيوط الرقيقة لثوب النوم الناعم سقطت وأظهرت عري كتفيها كما هو حال فخذيها وأخذت تحاول اخفاء شق صدرها عنه بملابسها القديمة

محاولة غير مجدية

من مكانه وبفضل الشمس ، صار النسيج شفافاً ومنحنياتها مكشوفة وبشكلٍ كامل حتى ادق تفاصيلها

Back to black حيث تعيش القصص. اكتشف الآن