-لابأس في جولة إضافية اخرى معها صحيح ؟- حدث نفسه وهو يبتلع فور دخوله الغرفة وفور التقاط حواسه اثر وجودها و رائحةَ عبيرها المنتشر في ارجاء المكان .
هو لم يحدد عدد المرات في كل ليلة ويمكنه ان يستمر حتى الصباح او على الاقل حتى يشعر بالاكتفاء منها.
كان عقرب الساعةِ الصغير يقف عند الثالثة بعدَ منتصف الليل ولايزال هناك وقت ،لايزال هناك متسعاً من الوقت لفعل الكثيرِ والكثيرِ معها.
ليس لديه مدفئة داخل غرفة نومه وهل يبالغ حين شعر أن غرفته اصبحت دافئة؟
وبالتأكيد ليس بسببها
ليس لأنها هنا معه ، تقضي الليل كله برفقته ، تلك الباردة لا تدفئ اي مكان تتواجد به
وعيناه بحثت عنها في ارجاء المكان حتى وجدتها ، على اريكته تجلس هناك وفور دخوله واقتحامه المكان نظرت تجاهه .
نظرت إليه وإلى مكان وقوفه بقلق وخوف واضحين على ملامحها ودون شعورًا منها ودون أن تدرك كشفت له عن أكبر مخاوفها عندما راقبت بعناية موقع مفاتيح الإضاءة الموجودة بجانبه.
كانت على وشك الوقوف والهرب ان حاول اغلاقها لكنه هدأَ من روعها عندما تحرك نحوها متجاهلاً تلك المفاتيح.
وذكّرت نفسها بأنه لا يستطيع إيذاءها بعد الآن ، ولن تسمح له بفعلها مرةً اخرى ،كانت تقوي نفسها داخليًا وهي تشاهد اقترابه منها ،قاصدها وهو يتفحصها ببصره.
لم يعد غاضباً منها مثلما كان على وشك قتلها قبل لحظات ،حِدته وعِدوانيته تجاهها قد تمكن من السيطرة عليها .
وبمجرد أن صار امامها وحرك يده تجاهها جفلت بخوف وسرعان مانكست رأسها على ركبتيها .
لم يلمسها بل انحنى وحمل علبة سجائره الموضوعة على الطاولة امامها وقبل ان يعتدل بوقفته لَفَتَ انتباهه فعلتها بتلك الزجاجة الفارغة لينظر نحوها "شَرَبتِها ؟ كلها ؟"
كانت القنينة مليئة بالشراب و الان فارغة أمامه وبدت تنبعث من تلك المنطوية على نفسها رائحة الكحول.
واللعنة على مايحدث،لقد اراد اخذ سيجارة واحدة والعودة للعبث معها قبل مغادرتها لكن الان وبعد أن قلَّ وعيها يستحيل ان يفعل ذلك
يريد منها تذكُر تفاصيل مايحدث بينهما وأن تعيشه بإدراك كامل
هو سيحرص على جعلها تتذكر حتى اصغر تفاصيل رفقته لها
