من شدة هول الموقف شعرت بالدوار حقًا ثم ارادت قتل نفسها والاختفاء على الفورامسكت رأسها وهي تقوم بتحليل الموقف وسرعان ما استنتجت سبب عدم رؤيتها للزجاج في وقت سابق
لأن المطر يهطل بكثرة وبسبب تشغيل المدفأة تشكلت الرطوبة على كافة الاسطح الزجاجية وبسبب استخدامها للمكان أزيلت عنه فعلياً واصبحت مكشوفةً له
ربما يكون تحليلها ذريعةً اتخذتها لتخفي من خلالها تهورها
ربما يكون سببًا مقنعًا يزيل عنها الخجل الشديد الذي تشعر به في هذه اللحظة
التعري أمامه ؟ أنه أسوء ماحصل لها على الاطلاق
شاهدت هيكله وهو يقترب من الباب فصخرت " إياك ، اقسم أن فتحت الباب او نظرت لي سأقتلك"
تحدث بطريقة ساخرة ونبرة ثقيلة " في النهاية كنت انتِ حقاً ، ظننت أن منحرف قد أقتحم المكان "
كان تستمع لصوته الساخر بحسرة وقد تحول خجلها في هذه اللحظة الى غضب
كانت غاضبةً جداً لمجيئها من أجله وتعرضها للتقليل منه
"أصمت واحضر لي قميصاً من عندك"
دون الاجابة عليها أبتعد عن ناظريها ، تحرك وعاد الى حيث كان
وهل تجاهلها الان !
قبل أن تفقد أعصابها فكرت في صوته وطريقة حديثه ثم وقوفه ومشيه ، وكلها دلت على أنه كان مخمورا تمامًا ، وبالتفكير في عدد الزجاجات الفارغة التي رأتها لحظة دخولها ، تأكدت من صحة توقعها
فتحت جزءًا صغيرًا من الباب وراقبته ، يمشي بفقدان تام الى التوازن لدرجة انه كاد أن يسقط على الأرض عدة مرات وهو يغني ويتمايل قبل أن يصل الى الاريكةِ ويجلس بإهمال بعدما التقط المزيد من الكحول التي على الطاولة ويكمل شربها
وجهه محمر كما لو أصيب بالحمى ، وعيناه ناعستان وضيقتان ، وعندما ركزت النظر اليهما أدركت أنه كان يبكي!
فكرة أن فتى بالغ وقوي مثله يبكي وحيداً ارسل شعوراً غريباً الى صدرها ، شيئا ما يشبه التعاطف معه
تبدد غضبها شيئًا فشيئا وخرجت بشجاعتها المعهودة ، أو لثقتها بكونه مخموراً فلن يؤذيها
