جزء 31

869 43 42
                                    

أصوات بعيدة تزعج غفوتها...تصارع كي تستعيد وعيها...تدرك بأنها بمكان غير مريح...غير بيت زوجها...بعيدة عن حضن رانيا...رانيا...يا إلهي...أعدني إليها...ضربها الإدراك لتفتح عينيها...وجدت نفسها بغرفة خشبية...فوق سرير ملاصق للأرض...ماللذي حصل لها بعدما خطفها ذاك الرجل وصاحبه...ووضعو منديلا على انفها ففقدت الوعي...من سينقذها من هذا المأزق...هل يعلم حازم بما حصل...هل وصله الخبر؟

فجأة اقتربت الأصوات منها...لم تميز أحدا منهم...لكن الباب فتح...فتظاهرت بالنوم...مستلقية فوق ذاك القش...تحاول تأخير مصيرها...سمعت صوت أحدهما يقول

- هذه ليست ياسمينة...فمن تكون؟

- سيدي لقد كانت الحراسة مشددة على ياسمينة ومنال...لاحظنا رجاله يحيطون المقهى...لو قمنا بحركة تثير شكوكهم لقضو علينا!

وضع الآخر أصابعه بتجويف عينيه، كأنه سئم الجدال وغباء هذان الرجلان...كان يفكر بعمق، يحاول معرفة هوية هذه المرأة وكيف يتخلص منها...لم تكن هي هدفه...بل منال وياسمينة...كي يحقق انتقامه!

- حسنا...تحقق من هوية المرأة...أين حقيبتها!

- لا تزال بالسيارة!

- أحضرها الآن إلى مكتبي!

خرجا وأقفلا الباب بالمفتاح...تنفست ريم الصعداء وقد وصلت دقات قلبها لسرعتها القصوى...كانا يريدان ياسمينة ومنال...يا إلهي لماذا؟ هل الأمر يتعلق بعدو مشترك لآدم وياسر؟ ماللذي يحصل هنا؟

تفقد الرجل حقيبة ريم، أخذ بطاقتها يتأملها بتركيز...رمى محتوياتها أمام مكتبه بوجود رجليه أمامه...ثم قال بنفاذ صبر

- أنتما لم تفعلا شيئا غير خلق عداوة جديدة لي مع رجل بوحشية آدم وياسر!

- ماذا تقصد سيدي؟

- هذه المرأة الملقاة هناك...هل تعلمان زوجة من تكون؟

نفيا برأسهما ثم اجاب بصوت جوهري

- هذه المرأة زوجة حازم الوالي، اكبر أقطاب الإقتصاد بالبلد ولا يقل نفوذا عن آدم!

اتسعت عينا الرجلين بادراك...ثم نظرا لبعضهما البعض ليقول احدهما

- هل كان هو الرجل اللذي لحق بنا واطلقت عليه النار؟

نظر إليهما الرئيس بكل تركيز ليجيب الآخر

- أخشى أنه هو...لقد رأيته من قبل...لكن هل يمكن أن يتذكر وجوهنا؟

صرخ بهما بقوة

- بالطبع سيتذكر...فقد خطفتما زوجته...كان غرضي هو الإنتقام من آدم وياسر بهدوء...ظننت بأن خطتي محكمة...لكني أعتمد على أطفال...أغربا عن وجهي وأمنا المكان!

خرجا من عنده بينما عصر يده بقوة...يتوعد لآدم وياسر...الرجلان اللذان دمرا حياته برمشة عين...كل ما أمضى حياته بجمعه...اندثر بأمر من آدم الطاغية...لكنه سيجعله يندم...هو وياسر اللذي حرضه ضده...الحقيران...سيندمان...بقي يفكر ويخطط...اتصل بمعارفه يسألهم عن حازم، وصلة القرابة بين المرأة السجينة لديه ورفيقتيها، ثم كيف يمكنه استغلالها...لمعت عيناه بمكر عندما انتهى من جمع المعلومات...ثم بخطوات مصممة...توجه نحو غرفتها...بهدوء...دون صوت...فتح الباب فأخذها على حين غفلة...كانت مستيقضة...تحاول فتح النافذة...تريد الهرب...استدارت نحوه...والآن فقط...نظر إليها بترو وذهن صافي...ابتسم نصف ابتسامة مختلة...المهووس...لكم يعشق النساء...

قبضة من حديدWhere stories live. Discover now