بعد عدة سنوات ..
رفعتْ السيدة عذراء صوت التلفاز وهي تنتظر حلقة هذا البرنامج لليوم منذُ ساعـة فالضيف اليوم شخص مهم للغآيـة بالنسبـة لها ، صدح صوت المقدمـة عبر التلفاز وهي تقول ؛
أهلاً بكم اعزائي المشاهدين أين ما كنتم ، كما أُرحب بالسادة الحضور
ضيفي لهذا اليوم مختلف بل مختلفة .. شابة طموحة حققت نجاح باهر في عُمر صغير قياساً لمهنة صعبة ذات باع ٍ طويل ، عُرفت بعنادهآ وأصرارها واستحقت المكان الذي بلغته بأجتهادها ، يصفها المقربون منها بالسيدة العنيدة ويُعبر عنها زُملائها بالمثابرة ، دعوني معكم نرحب بجراحة القلب جُلّنار الأحمدي.
واصلت المقدمـة نهلة والكاميرا تلتف لتظهر جُلّنار :
- شُكراً لوجودكِ معنا عزيزتي جُلّنار.
- أهلاً بكِ سيدة نهلة ، شاكرة لكِ جمال اطراءك.
- أود فتح محاورتي معكِ بكشف الستار عن سر هذا النجاح ، هلا أرضيتي فضولي والمتابعين بالجواب ؟
تجيبها جُلّنار بأبتسامة هادئة تخفي بها توترها وتزين لها وجهها منذ بدء الحلقة :
- لنقل إنه حصاد السهر والعمل المضني لسنوات ، ومنّ الله عليّ بثمار هذا التعب.
- لستِ بحاجة لكُل هذا التواضع عزيزتي ، فما وصلته انتِ اليوم كطبيبة عراقية لم تبلغ عقدها الرابع بعد هو ليس بهين بل دعيني اصحح القول ، قلة نادرة من حققت انجاز مشابه.جميعنا ندرك إن الحياة لا تخلو من المعوقات ولاسيما في الطريق نحو النجاح ، فما هي المعوقات التي واجهتها ؟
- بالطبع انا فخورة بما حققته وبلغته حتى يومنا هذا ، لكن كما اسلفتِ لا حياة تخلو من المعوقات ومعوقي الأكبر في مسيرتي المهنية كانت نظرة المجتمع المسبقة والتقليل من فرصكِ فقط لأنكِ امرأة ، لا زلتُ اذكر استنكار الكثيرين لقراري بدراسة جراحة القلب فقط لأقتناعهم بأن قسم النسائية اختصاص يليق بأي سيدة ولأن مصيري الفشل المهني لا محالة فيما لو اخترت الجراحة.
- هذا يقودنا لتساؤل ملح ، هل تلك المعارضة كانت بمثابة دافعكِ للمواصلة ؟
- لستُ شخصاً ينجرف مع التيار سيدة نهلة ، لكن لا يمكنني الانكار إن هذا الحكم المسبق خلق فيّ شيء من التحدي لأبرهن لهم إن المرأة اذكى وأمهر بكثير مما يعتقدون ،وبالطبع كان هناك اوقات وددتُ الاستسلام فيها لكن الحمدُلله كان هناك من اخذ بيديّ ودفعني للمواصلـة.
أنت تقرأ
غـِـمَار
Diversosيقطع عثمان الصمت الذي طال بينهما وهو يسألها - هل كان جرحـهُ أكبر من عفوكِ ؟ تبتسم بمرارة مُردفة : " لم يكن جرحاً ، بل كان اليد التي ضمدت ذاكرتي المعطوبة وكنتُ الخنجر الذي تراجع عن طعنه لكن بعد إن عكستهُ المرآة " . . . لم يبدؤوا يوماً لنسأل كيف انت...