20 ، نيسان ،2013
التاسعة والنصف صباحاً ..
كاد جرس الباب ان يتعطل لشدة الحاح الزائر بالضغط عليه ، خرجت لُمى من الحمام ولا زالت لم تجفف وجهها وهي تُلقي بوابل من الشتائم على الطارق والذي قطعاً هو ميسم ، طلبت جُلّنار منها ان تصمت وهي تغادر المطبخ وتهم بفتح باب الشقة متصنعة ابتسامة ، وقفت لُمى خلفها متحفزة وهي تكتف يديها ، فتحت جُلّنار الباب لتقول ميسم فور فتح الباب ..
- ماذا أكُلُّ هذا نوم ؟!
- صباحُ الخير لكِ ايضاً ميسم !
أردفت جُلّنار بينما دلفت ميسم للشقة معانقة اياها وهي تقول بابتسامة ونشاط بعدما تنتقل لمعانقة لُمى التي لا زالت تكتف يديها بملامح باردة ؛
- اشتقتُ لكم كثيراً ، ما احوالكم ؟ هيي اين البقية !
- في المطبخ ميسم في المطبخ التقطي انفاسكِ اولاً من ارتقاء السلم بي...
وقبل ان تنهي جُلّنار كلامها كانت ميسم قد دلفت للمطبخ تنهدت وهي تهز رأسها بيأس وتدعو ان تمر زيارة ميسم على خير ! فور ما نظرت للُمى قالت الاخيرة بسخط ؛
- ليكن بعلمك انا لن احتمل كثيراً وسأقتلها !
- إنها ضيفة لدينا لُمى أرجوك !
تتأفف الاخيرة وهي ترمي بالمنشفة على الاريكة خلفها بحنق وتتبع جُلّنار التي توجهت للمطبخ ؛
- أيعني هذا انكِ لم تعودي تسكني مع عمتك ؟
- لا انا فقط ابيت مع الفتيات بين مدة وأُخرى وعمتي لا تعترض .
تلتفت ميسم للمائدة جانبها وقد جهز عليها الافطار بصورة مثالية لتقول بأبتسامة ؛
- لم يكن عليكم اتعاب نفسكم لهذه الدرجة لأجل قدومي ، بيض وشاي يكفي !
- انه فطورنا المعتاد .. ليس وكأن قدومكِ هو السبب
تردف لُمى ببرود لتسعل زينب من فورها بينما تشير جُلّنار للُمى ان تصمت وهي تقول من خلف ميسم ؛
- لُمى تعني تعبكِ راحة عزيزتي .
- اعلم هي فقط لا تجيد التعبير عن فرحتها بصراحة .
تقول ميسم بأقتناع مستفزة لُمى التي تقدمت تود قتلها لكن سارعت سمر وزينب بأمسكاها واجلست جُلّنار ميسم الى المائدة وهي تقول بصوت عالي تقطع به محاورة هاتان الاثنتان ؛
- هيا يا فتيات !! سيبرد الطعام هكذا ! زينب عزيزتي اسكبي لنا الشاي !
- نعم بالطبع .
سحبت سمر لُمى وجلستا في مكانهما المعتاد يسار الطاولة بينما جلست جُلّنار على رأس الطاولة تقابلها ميسم وجلست زينب على جهة اليمين قرب جُلّنار .. بدئن فطورهن لتسأل زينب ميسم عن سبب زيارتها بلباقة قائلة ؛
- لم نراكِ منذُ مدة طويلة ميسم ، ما الذي اتى بكِ لبغداد الان ؟
وماذا عن دوامكِ في المعهد ؟
- اشتقتم لي اعلم ! لكن ماذا افعل تعلمون التزام الدوام .. لكني اخذت ُ اجازة هذا الاسبوع واردت التبضع وتغيير الجو لذا فكرت بزيارة بغداد وبالطبع لم اكن لأنزل بفندق واتسبب بزعلكم مني !
- بل لم تفوتي فرصة التسبب بجنوننا !
تقول لُمى بهمس وهي تمضغ طعامها لتشعر بضربة جُلّنار لقدمها اسفل الطاولة وهي لا زالت تحافظ على ابتسامتها وتنظر لميسم التي قالت ؛
- أهناك شيء ما عزيزتي لُمى ؟
- لا هي فقط طلبت ان اعطيها الملح ، لم تخبرينا ما تودين شراءه من هنا ؟
- كُل شيء لكن بالطبع سبب قدومي الاساسي لأجل فساتين السهرة ، فخطبتي بعد اسبوعين !
- اوه !
- أانتِ جادة ! لم نكن نعلم ..
تقول سمر لتجيبها ميسم بأبتسامة ؛
- بالطبع وماذا ظننتي ، انا في عمر مثالي للزواج الان ولم يبق الكثير لتخرجي لذا سيقام حفل الزفاف ما ان اتخرج والان خطبة فقط
- عفواً ولكن كيف عرفتي ان عمركِ مثالي للزواج ؟ وهل هناك شيء يدعى بعمر مثالي من الاساس
- اوه لُمى لا تبدأي جميعنا نعلم ان الفتاة ما ان تتجاوز الرابعة والعشرين لا يدق احد بابها وماذا تفعل ان لم تتزوج ؟ هل تقضي عمرها تعمل وتفسد بشرتها وتنسى كونها امرأة وهي تركض كل صباح للعمل وتعود منهكة في المساء ولأجل ماذا لأجل كم مئة الف تستطيع الحصول عليها او اكثر وهي جالسة في بيت زوجها معززة ..

أنت تقرأ
غـِـمَار [قيد التعديل]
Acakيقطع عثمان الصمت الذي طال بينهما وهو يسألها - هل كان جرحـهُ أكبر من عفوكِ ؟ تبتسم بمرارة مُردفة : " لم يكن جرحاً ، بل كان اليد التي ضمدت ذاكرتي المعطوبة وكنتُ الخنجر الذي تراجع عن طعنه لكن بعد إن عكستهُ المرآة " . . . لم يبدؤوا يوماً لنسأل كيف انت...