سلمى بصت حواليها وخايفه حد يشوفها وقالت من بين اسنانها بغيظ واستعجال:- طيب لما نشوف اخرتها معاك يافندام الغلابه، اتفضلوا اتحركوا قدامي، بس عارف لو هببت الموضوع وبوظت الدنيا انا هلعب في وشك وهغير ملامحك خالص، يلا اتحركوا.
مشيوا كام خطوه وشاوروا لتوكتك وركبوا ووصلوا عند بيت بكار على الطريق،ونزلوا قدام البيت وكان دور أرضي وليه جنينه صغيره ومتحاوط بسور, ووقفوا قدام السور ومحتارين يدخلوا إزاي ؟البوابه مقفوله.
سلامه هرشت في راسها وقالت بتأفف:- اوووف، وبعدين بقى؟
عبقرينو قال:- مفيش حل؛ لازم ننط من على السور.
جهاد شاف طول المسافه وارتبك و عدل النضاره وقال:- بس السور عالي.
سلامه بغيظ:- مكنتش أعرف إن السور عالي، معلش المرة الجايه نعمله ع قدك، محدش قالك تيجي من الأساس، اتفضل ارجع انت عملت فيها السبع رجاله في بعض وجاي دلوقت تقول السور عالي؟ ما احنا عارفين ان السور عالي.
جهاد مكنش متوقع إن كل ده هيبقى رد ع كلمتين قالهم ،وحاول يتكلم بهدوء وقال:- يا آنسه سلمى اهدي احنا بنفكر مع بعض.
سلامه بغلظه:- يا عم ما تفكرش أنت؛ بص؟ اقف هنا ما تعملش اي حاجه،انا واخويا هنتصرف.جهاد اضايق وقال بإندفاع:- لأ طبعا ازاي الكلام ده؟ طيب علشان اثبتلك إن انا افهم في كل حاجه!! إيه راي حضرتك ان أنتي اللي تقفي هنا؛وانا اللي هانط من على السور!!! و مش بس كده!!! دانا هادخل البيت وهاجيب الورق كمان.
سلامه رفعت حاجبها وقالت بتعجب:- يا سلام ومش بس كده بوشكاش محفوظ بيضحي انهردا! بقى انت اللي هتعمل كل ده؟ ليه!!! معانا توم كروز وانا ماعرفش؟
اتخنق من استهزائها المستمر ليه وقال بتصميم :- طب ايه رايك بجد انا هاثبتلك وهتشوفي بعينيكي دلوقتي، وكمان هتقولي انا فخوره بيك يا جهاد.
سلامة:- يارب ربع ثقته دي يارب.
و شاورت بايديها على البوابه وقالت بسخرية:- طب اتفضل يا استاذ جهاد،علشان نشوف الفخر!!! واشوف هتتصرف إزاي!! بس أعرف إني هاجي معاك علشان انا نفسي اخبط بكار ده روسيه اخليه ينام فيها اسبوع.اتحركوا التلاته وحاولوا يوصلوا للسور لكن كان عالي جدا، وبعدها راحوا وقفوا عند البوابه وحولوا يتسلقوها اكتر من مرة لحد ما نجحوا، عبقرينو نط اول واحد وساعد سلمى ونطت هي كمان، وجهاد كان خايف وبيترجف على البوابه وقال بخوف:- ما تسيبونيش' امسكووووووني.
سلامة حدفت الشنطه ع الأرض وقالت من بين أسنانها:-يا ربي يا ربي هو انت عملي الاسود يابني في حياتي!! تعالى امسكه معايا ياعبقرينو الزفت أنت كمان.حاولوا يسندوه ونزلوه جهاد تنفس الصعداء ومسح النضاره بمنديل وهو بيقولهم:- متشكر، متشكر.
رمقوه بنظرات ناريه ومحدش رد عليه، وعبقرينو قال بصوت واطي:- انا هافتح البوابه علشان لما ناخد الورق نطلع على طول.
وفتحها بشويش وراحوا كلهم عند البيت الداخلي عبقرينو قال بتساؤل:- وبعدين هانط منين؟
سلامة بصت لجهاد قالت بتريقه:- أنت بتسأل ومعانا الديلر؟ اهو قدامك أتصرف أيها الاستاذ الهُمام جهاد طلعت حرب مصطفى كامل حسين العقاد باشا.
جهاد بغيظ:- بتتريقي يا آنسه سلمى؟
سلامة بتريقه:- بتتريقي يا آنسه سلمى!!! هو ياجدع أنت؟ مش أنت اللي قولت هادخل وهاجيب الورق؟ يلا ياخويا عايزين نشوف الجدعنه والقلب الجامد.
جهاد بصلها وقال بعند:- انا عارف إنك منتظرة مني الفشل لكن لأ؛ لااااء وانا دلوقتي هاثبتلك عكس كل اللي جواكي من ناحيتي، بعد أذنك!!