9

741 26 0
                                    


لمحةٌ من الماضي
راكان :انا جيت ،وش تسوين؟
قامت من المكتب:عادي تشبك الميموري باللابتوب وتحمل الي فيها وانا بروح شوي وارجع
راكان :وش سويتي بالكميرا وهو مافيه شغل الحين ؟
مها :عادي يقدرون يرسلون المنتجات واصورها من البيت
جلس مكانها وفتح الحاسوب ثم حمل الصور وكان بينها فيديو ،دخل الفيديو بفضول بحكم أنها تستخدم الكميرا في الصور فقط وكانت المفاجأه ...حيث كان الفيديو لمها وهي تقف عند الحمام وتقول :حبيبي راكان ،ما اعرف كيف بقنعك تشوف ذا الفيديو بس عادي بعدين افكر المهم ،ادري أنك مستغرب ليه اصور فيديو بالحمام بس تذكر الطلبيه الي جتني امس ؟ لأنه حجر ما نقدر نطلع فطلبت تحليل حمل والحين سويته وودي افاجئك بذا الفيديو ،ما ادري يمكن ينحذف لو طلع مافيه نتيجه واعطيك الخبر بشكل طبيعي واقول لك سويت تحليل وما طلعت حامل بس ...خلاص المهم قاعده انتظر الوقت يخلص وحطيت منبه
دق منبهها فقالت :خلصت الدقيقتين ،بسم الله نشوف
نظرت اليه وكانت النتيجه ايجابيه فضحكت بفرح :خطين
وجهته نحو الكميرا وهي تهمس :راكان ...
اوقف الفيديو قبل أن يكمله وقام ليبحث عنها لكنها كانت تقف خلفه مبتسمه :مبروك
راكان :مها متأكده ؟
حضنته وقالت :متأكده بتكون أفضل أب
شد على حضنها :وش نسمي ؟
مها بضحك:اصبر حبه حبه
ابتعدت ونظرت لوجهه :مو تزوجنا بكورونا يعني كل شي بيصير بسرعه
راكان :تدرين الحمل من جهه يعتبر مشكله
عبست :ليه
راكان وهو يلعب بشعرها :كان ودي اسوي لك عرس اذا خلص الحجر بس معد يمدي الحين
ابتسمت وتنهدت :لا عادي ،اكتشفت ان العرس شي شكلي بس ،الحين سعادتي ما يضاهيها شعور
حضنها مرة اخرى :وحبي لك ما يضاهيه شعور
...
ابو نجد :وش تسوي؟
راكان :قهوه
ابو نجد :طيب جوالك يدق
راكان :مين؟
ابو نجد :مدري ولله بس مكتوب الاسم الغلا
تنهد راكان وذهب ليرد :نسيت اغير اسمها
ابتسم ابو نجد خلفه :نسيت تنساها اصلًا
رد عليها بغير نفس:الو
كانت تجهش بالبكاء وقالت دون مقدمات :راكان ميلاف ميلاف
راكان بذعر :شفيها ؟
مها :احنا بالاسعاف وجهها ازرق مافيها لون ...جسمها بارد راكان
راكان :وش صار مها كيف صار كذا؟ تتنفس الحين ولا لا
مها :مدري ما اعرف شي تعبت فجأه ورحنا المستشفى ...وبعدين قالوا نجيبها للرياض وبالاسعاف صار كذا
راكان :اي مستشفى بتجون ؟
مها ببكاء شديد:العسكري ،قلت لهم انها تراجع فيه وارسلوا للدكتور بنجيبها
راكان :مها خلاص اهدي استهدي بالله ،كم باقي وتوصلون ؟
مها :مدري مدري !
صرخت بالمسعفين :متى نوصل ؟
المسعف :دخلنا الرياض
راكان وهو يبحث عن مفاتيحه :خلاص دام دخلتوا الرياض انتوا قريبين انا بسبقكم بتلقيني هناك لا تخافين تمام ؟ ما بترككم
بعد وقت وصل للمشفى قبلهم ودخل يسأل فكان جوابه ضجيج وصولهم ،حيث كان الممرضون يسحبون طفلته بالسرير ركضًا ومها تلحقها وتنادي حتى وصلت لمنطقه يحظر دخولهم اليها وجلست على الارض بإنهيار،ذهب راكان اليها وساعدها على النهوض بينما هي تبكي وتردد :وش بيسوون فيها ،ليه اخذوها ليه
اجلسها على الكرسي وجلس بجانبها :خلاص مها استودعتها بحفظ الرحمن
مها :ما شفتها كيف كانت وجهها ازرق و...
لم تتحمل وصف ذلك المنظر المرعب لقلبها ودفنت وجهها بكفيها لتكمل بكائها
رفع رأسها ونظر لوجهها :خلاص مها بسألك شي
مها بغضب :وش بتسأل وهي دخلت هنا ؟ وش ؟ بنتك الصغيره بين خمسين دكتور وانت بتسأل لابسه شورت ولا لا
راكان بهدوء :أحد من اهلك جا معاك
مها :كلمت ابوي يوم بالمستشفى قالوا بيجون ورانا
راكان :كويس ،من متى رحتوا المستشفى ؟
مها :اليوم الفجر
راكان :ما اكلتي صح ؟
مها :وش اكل وبنتي مدري وش تعيش بأي ضمير باكل
قام راكان وتنهد وهو يمسك رأسه :يارب اذا كان غلطنا سامحنا
مها :صح اكيد بسببنا ليش نتهاوش ونهملها
قامت ودفعته :ليش ما نفكر فيها من قبل ،كله بسببك انت
ثبتها من كتفيها :خلاص بعدين نتفاهم الحين اجلسي ،بروح وبرجع
امسكت يده :لا تروح اخاف يصير لها شي ما بتحمل لحالي
شد على يدها واجلسها:ثواني بس وبرجع ما بطول ما بتلاحظين حتى غيابي
ذهب وعاد بعد قليل وبيده علبه ماء مدها لها فوضعتها بجانبها بغير مبالاه ولكن راكان يعرف عنادها المعتاد فأخذ العلبه وفتحها ثم مدها لها :اشربي
شربت القليل ومدته له فور رؤيه أمها وقامت تعانقها لتعاود البكاء مجددًا :اخذوها داخل
ام ريان :خلاص يا بنيتي بإذن الله بخير
نظرت لراكان بصمت فلم يكن منه سوى التحيه عليها :سلام يا عمه
ام ريان :وش جابك انت ؟
ابتعدت عنها مها وهي تمسح دموعها :دقيت عليه يوم كنت بالاسعاف
ام ريان :شاطره مطلقك واول ما صار شي دقيتين عليه
ابو ريان بهمس :وش تبينها تسوي ؟ ابو بنتها  ذا من حقه يعرف
خرج الطبيب وخلفه الفريق الطبي فتوجه الجميع اليهم مستفهمين عن حالتها وكان رد الطبيب :حالتها الآن مستقره لكنها على الاجهزه فقط ما نقدر نتوقع متى تحتاج تترك الاجهزه ولا تقدر اصلًا تتركها
عانقت مها والدها وهي تبكي وتردد :الحمدلله
راكان :طيب وش المشكله بالضبط؟
الطبيب :عضله القلب عملها قاعد يضعف اكثر مما توقعنا يعني للأسف ...
قاطعه راكان :ما فيه متبرع ؟
الطبيب :الى الان مافيه ولو كان فيه ترتيب بنتكم على الاولويه الثانيه
مها :اي ترتيب الاولويه ؟ بنتي أهم كيف يطاوعكم قلبكم تفضلون ناس عليها وهي طفله ما تدري حتى بالي تحس فيه ،ما بيدها شي غير البكا ان حست بالالم
الطبيب :ما علينا وعليكم الا الصبر والله مع الصابرين
راكان :ونعم بالله
مها :لا تقدمون احد عليها
تنهد الطبيب :ما بيدنا حيله بذا الموضوع
ابو ريان :خلاص يعطيك العافيه يا دكتور تعبناك معنا
الطبيب :ما سويت الا الواجب
أخذ ابو ريان راكان جانبًا :ما تكلمنا من زمان
راكان :هلا
ابو ريان :لا تحسب اني وقفت معاك الحين يعني مسترخص بنتي ،انا تكلمت عن حقك بشوفتك بنتك بس
راكان :لا حشا بنتك غاليه
ابو ريان :شفناه الغلا ذا ،لكن لا تحسب ان اخوها ميت يعني مالها احد هذا انا امشي على الارض ومابي الا العافيه بأي حق تكسر قلب بنتي ؟
راكان :ما بيننا نصيب
ابو ريان :ما اقول شي على الطلاق بس الهواش ...
قاطعه راكان وهو يمسك يده :ولله يا عم ما ودي نتكلم بذا الموضوع الحين بالي وبال مها مشغول على ميلاف ما بنصير انانيين على الاقل ذي المره
تنهد ابو ريان :الله يصلح الحال
أتت مها اليهم تبكي فتلقاها والدها بالاحضان :هاه يا يبه وش يبكيك وهم قالوا انها بخير وان شاء الله ربي يفرجها
نظر لراكان وقالها متعمدًا :ما ودك توقفين هالدموع الي ما وقفت من ايام
مها :اسمعها تصيح تناديني بس ما يبون يدخلوني كلمهم يبه بشوفها بجلس معاها اكيد تخاف
ابو ريان :خلاص نشوف الحين
امسك يدها كأنها طفلته المدللة
فسبقهم راكان الى الممرضين :ما ودكم تدخلونا عليها ؟
الممرض :بندخلكم بس باقي بنخلص...
قاطعه راكان :اظن البكا بيضرها ويقطع نفسها خلوها تشوفنا وتسكت وتتطمن بس
الممرض :طيب ...بس امها تدخل
راكان :انا وامها بس
الممرض :ما نقدر
راكان :بس من بعيد بشوفها بنتي الوحيده ذي
نظر له الممرض بشفقه ثم تنهد وقال :تمام ادخل معها
التفت راكان لمها :تعالي
همت ام ريان لتوقفه فقطع طريقها ابو ريان :خليهم لعل الله يلم شمل قلوبهم بذي البنت
في الداخل جلست مها بجانب ميلاف وكان المنظر يعتصر قلبها ،طفلتها الصغيره مغطاه بأجهزه وربما لاتستطيع العيش بدونها .أمسكت يدها وقالت لها ببكاء:ميمي انا هنا ،انا ماما خلاص
توقفت عن البكاء حالما عرفت صوت أمها واطمئنت به :ماما
مسحت مها دموعها :أي ماما خلاص
ميلاف التي كانت تعبر عن المها بلغه الاطفال وتشير لموضع المغذيه :دودو
مها بغصه :دودو ؟ خلاص بنفخ عليه يطيب
في تلك الاثناء كان راكان يقف خلفهم مسافه خطوتين ويراقب عائلته الصغيره وهي تتجمد بعد أن كانت من أدفء العائلات ،لا يشعر بالندم رغم ذلك وكأنه كان يفعل الصواب .قاطعه صوت أبنته الذي أحيا قلبه بنداءها له :بابا
أقترب منهم راكان:هلا
ميلاف :هيا بيب
ابتسم ومسح دموعه ونظر لمها :تقصد السياره ؟
مها :اي ،تعلمت بنفس اليوم الي تهاوشنا فيه ،كنت بقول لك بس... صار الي صار
ميلاف :بابا بيب
مسح على شعرها :ان شاء الله ياروح بابا إذا قمتي بالسلامه
ميلاف:لا
مها :وش لا ؟
راكان :تحسبني باخذ شباصتها زي أول
فتشت مها حقيبتها :لا شباصتك هنا
دخل الممرض بأخبار سارة لهم وبالنسبه لغيرهم لا تمد للسرور بأي صله :العمليه رح تتم خلال ساعات
راكان :كيف ؟
مها :يعني فيه متبرع !
الممرض :جانا خبر أنه فيه ثلاثه افراد صار لهم حادث كلهم موقعين تبرع بالاعضاء وتوفوا فورًا ،الله يرحمهم
خرت مها ساجدةً لله شكرًا ،وكيف لا تسجد لربٍ يبدل الاحزان فرحًا بلطفٍ خفي ربٌ وزع أرزاق خلقه بكل عدل وكيف لا وهو الحكيم الخبير
قامت وجلست بجانب ميلاف :ياعيون ماما ،بتصيرين بخير خلاص
الممرض :اذا ممكن تطلعون عشان يدخل دكتور التخدير يعاينها
مها :طيب
استغرب راكان من خروجها طائعه ولحقها مستفهمًا :غريبه عليك
مها :ايش؟
راكان :ما قلتي بجلس مثل العاده
مها :يعطيك العافيه أنت علمتني أنه كل شي يتغير ،وحتى أنا تغيرت
راكان :لا بالله! تونا طلعنا من عند بنتنا وهي بين الحياه والموت وجايه تحارشين بعدين تلوميني اذا تهاوشنا
مها :ماهي بين الحياه والموت ! كيف يطاوعك قلبك تشوف بنتك بذي النظره وتوصفها بذا الوصف
راكان :لا حقك علي مو هي بين الحياه والموت انا الي بين الحياه والموت من تفكيرك المعقد ذا ،كان بقلبي ذره ندم على أني طلقتك بس خلاص الحين ماني نادم على افضل قرار بحياتي
مها :أنا من قبل كنت انتظر الطلاق والحمدلله أخيرًا حصلت عليه ،عقبال وثيقه الطلاق
راكان :خلاص اجل خلي عمليه ميلاف تعدي ونخلص الاجراءات ونحقق حلمك ...مثل ما تعرفين احلامك ما تهون علي يا بنت فيصل
جاءت جملته كالملح على الجرح كما يقولون ،جاءت ومعها ذكرايات الايام الاخيره قبل إحتضار الحب بينهم ،كم من مره ظن الانسان أنه نسي كل شي لكن الكثير يعود وينبش قبر الحنين ويخرجه حيًا رغم طعونه القاتله ...

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن