25

1K 36 7
                                    


لمحةٌ من الماضي ،قبل ثمان سنوات
كانت تقف بالمطار بحيرة وعلى وشك أن تبكي :وش جابني هنا
هيام :أحلامك؟
التفتت نجد :هاه؟
هيام :وش الي خلاك تقررين تجين؟
نجد :أبي أدرس بالمعهد
هيام :معهد وش؟
نجد:***
هيام :طيب ليه تبكين؟
نجد :مدري وش اسوي وين أروح
نظرت هيام لساعتها :الحين بتجي سياره بتوديني لنفس المعهد تعالي معاي
نجد :والله ؟
هيام :والله
نجد :لحظه بس بدق على أبوي أعلمه
هيام :تمام
ذهبت واتصلت على والدها ثم عادت :وش اسمك؟
هيام :هيام
نجد :وأنا أسمي نجد
هيام :شكل السياره بتتأخر ،خلينا نلعب لعبه لين تجي
نجد :لعبة وش؟
هيام :نحط اسماءنا أو اسماء ناس نعرفهم بجمل مثلًا ...تضيع نجد دون الهائمين بعشقها
نجد :شقصدك ؟ يعني أنا أضيع بدونك
هيام :لو ما قررت أجيك كان ضعتي هناك ودقيتي على أبوك يحجز لك ترجعين عنده ويزوجك ولد عمك وأنتهت القصه
نجد :ما عندي عيال عم
هيام :وأنا ما عندي أهل
نجد :أوه ...معليش
هيام :بما أننا بنفس المعهد نقدر نكون صديقات
نجد بحماس :يمكن يحطونا بنفس السكن
هيام :ما بسكن بالسكن عندي شقه
نجد:ماشاء الله !
رن هاتف هيام فردت :هلا عمي؟
بندر :السواق برا توكلي على الله وأطلعي معاه
هيام :طيب الحين بطلع ،وفيه بنت لقيتها ضايعه تبي المعهد باخذها معاي
بندر :أنتبهي وأنا أبوك لا تنصب عليك
هيام وهي تنظر لنجد :واضح شكلها غبيه مستحيل تكون نصابه
بندر :إذا وصلتي دقي علي
هيام :إن شاء الله
بندر :الله يوفقك وعقبال أشوفك بأعلى المناصب
أغلق هاتفه ونظر لخاتم عبدالعزيز المجاور لخاتمه على يده ثم مسح دموع عينيه التي منذ وفاة عبدالعزيز وهي لا تفراقه :عساني سويت الصواب ياعبدالعزيز
في لندن وفي معهد اللغه الذي أرتادتاه هيام ونجد
نجد:تفهمين عليهم ؟
هيام:أي
نجد :وش بيسوون الحين؟
هيام:يتأكدون من تسجيلنا وبعدها أختبار المستوى
نجد:شكلك تعرفين أنقليزي ليه تدخلين هنا ؟
هيام:بس ما أعرف الي يخليني أختلط بمجتمع أجنبي متعلمه استماع بس من الأفلام
نجد:أنا أعرف الاساسيات بس
هيام :وكيف تعلمتي؟
نجد :أخوي درس بذا المعهد وكان يساعدني بالمدرسه الحين دلني عليه وابوي قال ادخلي احسن
هيام:مهمه الانقليزي
موظف الأستقبال :تم الأمر ،الآن سوف نقوم بجولة في المعهد ثم في الساعه الثانيه ستقومون بالإختبار
نجد :هل يوجد موظفون عرب؟
موظف الإستقبال :نعم
نجد :نود أن يساعدنا موظف عربي لأننا لا نتقن اللغه كثيرًا
الموظف :حسنًا سأرسل بطلب لموظف عربي أنتظرا هنا قليلًا
نجد :شكرًا
بعد وقت في إختبار تحديد المستوى كانت تهمس لنجد :وش جواب السؤال الخامس؟
نجد:B
هيام:طيب تحت السؤال الجمله وش أكتب؟
نجد:eaten
المعلم :وقت التسليم
سلمت نجد وبعدها هيام
نجد :حليت أول شي جا بمخي توقعته سهل
هيام :حتى أنا بس تأكدت منك لأن حرفيًا طريقة كتابه الكلمات معرفها
نجد :يضيع الهيام لولا تراب نجد
إبتسمت هيام :تضيع نجدٌ دون الهائمين بعشقها ،ويضيع الهيامُ لولا ترابُ نجدِ ،حبيت
نجد :أنا حبيتك
هيام :تبين نروح نتغدا ؟
نجد :أي فيه مطعم قال لي عنه راكان قريب من المعهد يلا نروح متحمسه اذوقه كثر ما يمدحه
هيام :صبر بس بكلم
أبتعدت عن نجد وردت على هاتفها : ليه ما تدقين علي ؟
هيام :نسيت
بندر :خفت عليك يا يبه شلونك ؟
هيام :أختبرت تحديد المستوى الحين بروح أتغدا
بندر :إذا تغديتي كلميني
إبتسمت هيام من قلقه المبالغ به :تمام بكلمك
بندر :متأكده يا هيام أنك بتعيشين وحدك ولا أجيك ؟ترا والله عادي أترك شغلي لثنيان وأجيك
هيام :لا عادي والله بعيش وحدي بعتمد على نفسي
بندر :إذا صارت لك مشكله كلميني أنا أبوك لا تستحين ولا يردك شي
هيام :أبشر
بندر :الله يبشرك وأبوك بالجنه
أغلقت هيام والتفتت لنجد :يلا
نجد :عادي اسأل سؤال ؟
هيام :أي
نجد :مين ذا الي كل شوي يدق ؟
هيام:صديق أبوي
نجد :صديق أبوك!
هيام :قصه طويله بعدين أعلمك
...
كان يتحدث بإجتماع عن بعد:وعلى ذا المعدل بتكون نسبة الربح بالربع الثاني...
اشارت له بصمت
غيث :لحظه بس استأذنكم
أغلق المايك وقام لها :شفيك؟
نجد :جبت حبوب صداع؟
غيث :باقي مصدعه؟
نجد :أي
غيث :شوفيها بدرج السياره
نجد :طيب
غيث :تبين أوديك البيت ؟
نجد :لا عندي شغل بكمله
غيث :أرتاحي اليوم
نجد :غيث صح تهاوشنا بس الشغل ...
غيث :مو مهم ، أرجعي البيت
نجد وعينيها تتلألأ دموعًا :إذا رجعت بفكر أكثر ، الشغل ينسيني التفكير
حضنها وقبل رأسها :لا تضغطين على نفسك
ابتعدت عنه ومسحت دموعها قبل أن تنزل :وين قلت لي الحبوب؟
غيث :بدرج السياره
فتحت الباب لتصادف هيام على الباب فنظرت لها لثوانٍ كلها ندم خلف الكبرياء الشديد ثم أبتعدت عن طريقها فتنهدت وخرجت
هيام :غيث حضرت الإجتماع؟
غيث :أي
هيام :تمام إذا خلصت نسوي أجتماع تبلغنا فيه باللي صار
غيث :إن شاء الله
بعد وقت في الإجتماع
صقر :شكلها ما بتجي أبدا وأنا ببلغها باللي صار
دخلت هيام وبيدها أربع أكواب قهوه :تأخرت صح ؟ معليش جبت لكم قهوه
نظرت لها نجد بإستغراب لفعلها رغم أنهما متخاصمتان ،لكنها قالت كرد على نجد :جبت للناس العزيزين علي بس
وضعت لورد كوبًا :ذا لوردتنا
ورد :تسلمين
ثم وضعت لغيث وصقر :وذي لكم والأخير لي
تنهدت نجد وهي تنظر لقلمها فوضع غيث الكوب أمامها ثم قال :تسلمين لكن شربت قبل أجي
نظر أوس لصقر منتظرًا منه نفس الفعل لكنه بدأ في الشرب فورًا :نقدر نبدأ الحين
ردت نجد الكوب لغيث وقالت بخفوت :ما أبي ،بطلع تعبانه
غيث بهمس :تمام خليني أخلص وأوديك البيت
خرجت لصالة الأنتظار حيث كانت تجلس موظفتين يتمحور حديثهم حول هيام :أنا من يوم جيت أحس فيها بلا
أصاله :أي هي كذا حالها غريب لدرجه تقولين مريضه نفسيه ،تعرفين قصتها؟
مرام :لا
أصاله :تخيلي كانت عايشه بالخارج معززه مكرمه مع صديقتها الي تزوجت ذا شسمه ...غيث وفجأه جت لعز أكبر وأعطوها المزرعه ذي بالراحه وتوسطت لصديقتها معها وزوجتها غيث وفوق ذا باقي تبكي أواخر الليول هنا معتوهه ذي
قامت نجد وضربت بيديها على طاولتهم بقوه :مين المعتوه؟
بلعت مرام ريقها :قصة مسلسل
تكتفت نجد :قصة حسدكم الأعمى والله ،مين قال لكم أننا كنا معززين ببلاد الكفار ؟ ومين قال لكم أن هيام ماخذه كل شي بالراحه ما تدرون وش تمر فيه من بلا الله يبلاكم
كان الصمت خجلًا يحكمهم فأكملت :وبعدين إذا ما توسطت لي بتتوسط لمين يعني ؟لكم يا وجيه الفقر ؟
مرام :فهمتي غلط ما نحسدها ...
قاطعتها نجد :بالله ؟ تبلعون من حلالها وتتكلمون بكل وقاحه أنها وصلت لكل ذا بدون سعي كنها ما تستحقه ،على أساس أنتوا الحين تسعون تشتغلون وتكدون جالسين بهالصاله تاكلون وبس محد مخلص بضاعة الكوفي إلا أنتوا هذا حسد ،هيام تستحق الي هي فيه وتستحق أحسن منه بمليون مره وبتوصل لذاك المستوى وأنتوا بجلستكم ذي يا هوانم
أحست بأن رأسها سينفجر صداعًا مع صراخها عليهم فتركتهم وذهبت لحقيبتها بحثًا عن الدواء لتأخذ حبتين وتبتلعهم دون ماء حتى وتجلس مكانها بصمت تدمع من حبها لهيام ،رغم خصامهم الشديد دافعت عنها دون تفكير فبأي قلب ستحاول نسيانها بعد ربع ساعة تقريبًا خرج الجميع من ذلك الإجتماع وهي لا تزال بتلك الجلسة فتنهد غيث :جيت تبين نطلع
نجد :أي
غيث :شتحسين؟
توقفت هيام خلف الباب لتستمع إلى حالها بقلق
نجد :بنفجر صداع الحبوب معد تنفع فيني
غيث :تبين أوديك المستشفى؟
نجد :لا بنام وبيخف
غيث :تمام بس إذا صحيتي وهو باقي نروح
همست هيام بينها وبين نفسها :ذي غبيه لازم توديها المستشفى غصب
...
أم جهاد :يعني ما بتجونا ؟
غاده :ذا الأسبوع لا نبي نعتمر بعد بكره وبعدين بنرجع المدينه عند روّاف شغل والأسبوع الجاي بنجي لحد ما يوافقون على نقلي ولحد ما نلقى بيت
أم جهاد :الله يوفقكم
غاده :يلا أنا بقفل بتجهز وبنروح لأهله
أم جهاد :لا تقلين أدبك عندهم
غاده :يمه ! أنا أحمدي ربك أني أتنفس طبيعي
أم جهاد :ليه؟
غاده :يوترني
أم جهاد :خلاص خلاص بس قفلي وروحي البسي ،وتبخري من البخور الي عطيتك تراه يجمل
غاده :البس الألماس؟
أم جهاد :الله يذكرك بالشهاده البسي الألماس
غاده :لا ما يصلح ،خليه بعدين نهاية الأسبوع بيسوون عزيمه بلبسه
أم جهاد :البسي الناعم يا خبله
غاده :ما يصلح يمه هي بس زياره بسيطه
أم جهاد :بكيفك بكيفك سوي الي تبين وأنا شعلي أنصحك
غاده :يلا مع السلامه يمه
أغلقت هاتفها وتنهدت :من وين أبدا
دخل روّاف وبيده كيس :كنت ...
جلس وبلع ريقه :كنت بالمول وشفت ذا الفستان عجبني ...يعني ...تخيلته عليك
غاده :البسه؟
روّاف :أي
فتحت الكيس لتجد فستانًا أخضر بأكمام منفوخه ونفشة خفيفه من نهاية الخصر يحمل في طياته أنوثة عظيمه ،إبتسمت ونظرت له :بتجهز والبسه
روّاف :وجبت بعد حلا نروح فيه
غاده :كنت بقول لك بس ...نسيت
أخذت الفستان ودخلت لغرفة النوم لتتجهز ثم أرتدته وخرجت إليه مشابكةً يديها والخجل يأكلها :شرايك؟
قام وتفحصها بنظرات زادت خجلها ثم أمسك يديها بل شابكها بيديه بعمق:لاق عليك أكثر مما تخيلته
نظر لعينيها قليلًا ثم قبل خدها المتورد فأنقطع نفسها وتصنمت حتى أبتعد عنها وأخذ مفاتيحه :أنا بالسياره بنتظرك
أخذت نفسًا عميقًا تسترجع فيه وعيها وثم قالت حالما خرج : كنت بحس نفس الشعور مع هادي؟
خرجت خلفه وركبت السياره :جبتي الحلا؟
غاده :ما جبته أنت؟
روّاف :بالثلاجه حطيته
وضعت يدها على مقبض الباب :بنزل أجي...
قاطعها وهو يخرج:خليك أنا بجيبه
ذهب فكرها بعيدًا يتخيل لو كانت تعيش نفس المواقف مع هادي ...
لم يكن في الحقيقه سيشتري لها فستانًا حتى لو أشار له عمال المحل بالإسم قائلين :نظن أن هذا الفستان يناسب زوجتك
لن يفعل ،ولكنه سيجلب الحلوى ويسبقها منّ أنه لم ينسى ما نسيته ،وهي كانت سترتدي أحب الفساتين إليها لتبهره ،كانت ستخرج بإبتسامة لا مثيل لها ستذبلها ردة فعله البارده التي تقول :حلو ،أنا بالسياره أنتظرك
ستحبس نفسها ولكن ...قهرًا منه وستخرج بضيق إليه فتتلقى العتاب الأخر لنسيانها :جبتي الحلا؟
غاده :أحسبك جبته
هادي :يعني كل شي يعتمد علي؟ أنزلي جيبيه ...

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن