31

1.6K 40 28
                                    


لمحةٌ من الماضي ،في الليلة الماضيه
نجد :وش بتسوين؟
هيام :بسافر
نجد :وين؟
هيام :مدري ، بترك كل شيء برجع أعيش نفس قبل
نجد :بتروحين ألمانيا؟
هيام :لا ،بروح مكان جديد محد بيلقاني فيه
نجد :هيام ...وعمتك؟
هيام :بكلمها
نجد :وأنا ؟
هيام :شغلي بخليه لك ،وبتواصل معاك بس لا تعلمين أحد
نجد :طيب أنتِ أرتحتي هنا ليه بتروحين !
هيام :مقدر أقابل صقر وأوس بعد اللي صار ...على الأقل فتره بسيطه
نجد :هذا إذا وافقت عمتك
هيام :بتوافق
تنهدت نجد :نشوف
في المنزل
هيام :تكفين يا عمه !
أم ورد :ليه وش السبب يعني؟
هيام :ما عاد أطيق أبقى هنا
أم ورد :وش الي ما يخليك تطيقين؟
هيام :بس باخذ إجازه شهر
أم ورد :خذي إجازه بديرتك
هيام :لا بسافر
أم ورد :بسافر معاك طيب
هيام :أبي وحدي
أم ورد :فيه شيء يا هيام محد يقرر السفر كذا إلا فيه شيء
تنهدت هيام بإستسلام :ما أبي أشوف صقر
أم ورد :ليه وش مسوي؟
هيام :أدري بيعصبك الكلام بس ...ما يحبني
أم ورد :وش عليك يحبك ولا يكرهك بالطقاق ،دام ما يحبك خليه هو الي يروح
هيام :لا مو كذا
أم ورد :كيف؟ يعني ...
هيام :أنا أحبه بس هو ...
بكت وأكملت :يحبني بس ما يبي عشان أخوه
أم ورد :يعني دخلتِ بين أخوان؟
هيام :بدون قصد ،ما كنت أدري عن أوس ولا كان ودي أحب صقر
تنهدت أم ورد :بسمح لك بس شهر تفضين عقلك وترجعين ،وهذي الأفكار يا عمتك حب ما حب ماهي عندنا حنا مسلمين ،إلي يبيك يطق الباب عبدالعزيز ماهو مرخص بنته للناس
هيام :عارفه و والله يا عمه أنه ما صار شيء ولا قلت له وكل شيء بيني وبين نفسي بس... بعد ما تصالحت مع أمهم قال يبي يكلمني بشيء ،حسبته بيقول لي أنه يحبني وبيخطبني وحتى كنت بقول له يخطبني منك وبالأخير
غطت وجهها بكفيها :قال لي أخوي يحبك
ضمتها أم ورد وطبطبت على ظهرها :خير اللي بتسوينه ،أبعدي عنهم لين كلن يروح بسبيله ،قومي الحين غسلي وجهك ورتبي شنطتك
مسحت هيام دموعها وقامت لترتب حقيبتها فدخلت عليها عمتها بعد برهه :و وين بتسافرين ؟
هيام :اليونان ،بس لا تعلمين أحد إذا سألوك قولي مدري طلعت بدون ما تعلمني
أم ورد :أبشري ،لكن أنتبهي لنفسك ولا تنسين كل يوم أتصلي علي تمام
هزت هيام رأسها إيجابًا فعانقتها عمتها :يا حبي لك
...
مد له غيث الرساله التي كانت من هيام لنجد وكان مضمونها : قررت أرجع لحياتي قبل سنه ، حياه هاديه بدون الناس أعيش وحدي وهذا الأفضل لي لأني كل ما أخترت لي شخص تركني بأسوء طريقه وبأسوء الأعذار ...كلهم كذا بحياتي إلا أنتِ يا نجد ،أنتِ الأنسانه الوحيده الي أخترتها وتعلقت بي كوني بخير وعيشي حياتك كأني حولك وتأكدي أني لأخر يوم رح أحبك . ما أعرف وين وجهتي لكن اللي أعرفه أني رايحه لمكان جديد وبعيش حياه جديده وبودع هذي الديار الحبيبه مع وداع الشمس لها .
أخذ صقر الرساله وركض لسيارته متجهًا للمطار وحين وصل أخذ يبحث عنها بين جموع المسافرين فلمحها وهي تخرج من باب المغادره وتنظر خلفها مودعة هذه البلاد وقد كان هو مما رأته لكنها لم تعط له بالًا وأستمرت في طريقها حتى أختفت عن عينيه ،وقف مكانه لوقت طويل على أمل أن ترجع لكنها خيبت أماله كما فعل بها البارحه ليتراجع وهو يلوم نفسه لتضييعه الفرصه الثمينه بأن يخبرها بمدى حبه لها وأمنياته معها ولكن للأسف هو عديم حظ في المحبه .
وكما هي قررت العودة لنفسها القديمه و كذلك عاد بين العمل والعمل والكثير من العمل والفرق الوحيد هو أنه لا سر يكتمه ولا أحد تحت حمايته وربما قريبًا لا أحد في قلبه ...
في جهه أخرى في منزلها كانت تبكي على فراق صديقتها
غيث :أكيد بترجع يا نجد لا تقطعين نفسك بالصياح
نجد :مارح ترجع ...بتروح ومارح تكلمني شوي شوي بعدين ...رح تقطعني
غيث :كيف بتقطعك وهي كاتبه هنا أنك صديقتها الوحيده؟
نجد :هي كذا هيام لو بتنسى شيء تنسى كل الناس
غيث :وش الي تبي تنساه ؟
نجد :صقر
غيث :طيب تعرفين وين بتسافر؟
نجد :لا
غيث :أنا عندي إحساس أنها بترجع
نجد :أمس قالت لي ...قالت ودي أروح مكان معد أرجع بس ما حسبت أن الموضوع كذا جدي
غيث :ومستحيل تترك عمتها طيب
نجد ببكاء :يا الله ...كيف بقول لعمتها الحين
غيث :تبين ندور لها ؟
توقفت فجأه عن البكاء :لا
غيث بإستغراب:ليه
نجد :يمكن هي ترتاح كذا نخليها خلاص
غيث:وأنتِ بتقعدين تصيحين علينا وتاكلين حبوب حديد ومدري أيش
نجد :لالا ما بصيح خلاص
غيث :ترا والله عادي ندور لها زي يوم لقيناها بألمانيا ،يمكن ترجع المانيا صح؟
نجد :خلاص غيث ...الله يوفقها بس
نظرت لهاتفها الذي يرن ثم قامت لتكلم بعيدًا عنه :الو
هيام :طلعت الطياره
نجد بهمس :علميني بعدين كيف اليونان
هيام :إن شاء الله ...شسمه
نجد :هاه؟
هيام :لا ولا شيء خلاص
نجد :بتسألين عن صقر ؟
هيام بحده :ما يهمني
نجد :جانا وأخذ رسالتك لي وراح
هيام :شفته بالمطار
نجد :يمه ...زي المسلسلات
هيام :ماهو قد الحب تلقينه لحقني عشان يقول لي أرجعي أوس يحبك
نجد :طيب ...بقول شيء
هيام :وش؟
نجد :أوس خطب توق
هيام :يعني ...صقر أخذ له عذر كذاب؟
نجد :مدري مدري صراحه بس شفت البنات منزلين
بلعت هيام ريقها :ما علينا ...بقفل
نجد :توصلين بالسلامه
غيث :مين؟
نجد :أمي
في الطائرة كانت تنظر من النافذه للغروب ،المشهد الحزين الذي تودع به الشمس السماء وينطفئ أخر دفئها وشعاعها ،كما هي الآن تغيب بحبها الموئود ...تذكرت حال صقر وحالها معه لتبكي ...
...
دخل المنزل لتستقبله أمه :عسى ما شر تاخذ السياره وفجأه تروح؟
صقر :شغل
أم ثنيان :وخلصته؟
صقر :ما توفقت
أم ثنيان :وش هو؟
صقر :ماهو مهم
دخل غرفته ورمى بنفسه على السرير فأخذ يتقلب لساعات دون نوم ليقوم ذاهبًا لمكتبه
أم ثنيان :تبي عشا؟
صقر :لا
أم ثنيان :وين رايح الحين
صقر :شغل
خرج من المنزل فتنهدت :الله يهديه
أوس :شفيه؟
أم ثنيان :من يوم صحى وهو كذا ،أحس أنه زعلان لأنك بتتزوج قبله
أوس :أشوفه لك؟
أم ثنيان:أي بالله شوفه
خرج أوس لاحقًا بصقر وناداه فلم يلتفت عليه ليركض خلفه ويسحبه من كتفه :شفيك؟
صقر :مابي شيء يا ناس
أوس :متأكد؟
صقر :والله مابي شيء
أوس :أمي تقول منت كويس
صقر :تبي تطلعني أني زعلان عشانك خطبت وأني أبي أخطب وتخطب لي
أوس :كيف عرفت أنها قالت كذا !
صقر :هي كذا أمي
أوس :طيب منجدها ليه ما تتزوج ...هيام مثلًا
صقر :هيام معد هي موجوده
أوس :كيف؟
صقر :سافرت
أوس :وين؟
صقر :مدري
أوس :عشان كذا أنت زعلان
صقر :ماني زعلان مستعجل عندي شغل مهم وأنت هنا تسولف علي
تنهد أوس وقال خلفه :طيب بس إذا تبي شيء أنا موجود
...
وصلت إلى اليونان وتحديدًا مدينة سيرس ،أستأجرت شقة صغيره ودخلت لتضع أغراضها وترتاح فرن هاتفها لترد عليه :الو
أو ورد :وصلتي يا عمتك؟
هيام وهي ترمي بنفسها على السرير:أي
أم ورد :أنتبهي لنفسك
هيام :إن شاء الله
أم ورد :أسبوعين وترجعين إن شاء الله
جلست بصدمه :عمه قلنا شهر مو أسبوعين!
أم ورد :نشوف إن كان ما جابك الشوق بأسبوع
بلعت ريقها:الشوق لمين؟
أم ورد :لي ،تشتاقين لغيري يعني؟
إبتسمت هيام :لا
أم ورد:كم فرق الوقت عندك؟
هيام :ماهو بعيد عنكم ،ساعه وحده
أم ورد :زين تنامين معنا وتصحين معنا
هيام :أي
أم ورد :ورد سألتني عنك
هيام :علميها هي بس
أم ورد :إن شاء الله ،وش بتتعشين الليله؟
هيام :ماعد فيني أطبخ ومعرف المطاعم باقي ،بشوف لي مطعم مشهور وأروح له
أم ورد :أنا بقفل لكن بعدين علميني وش تاكلين بالضبط وش تشربين عطيني تقرير كامل
إبتسمت هيام بحنين :ذكرتيني بالعم بندر الله يرحمه أول ما طلعت بعثه
أم ورد :الله يرحمهم جميع
هيام :آمين
أم ورد :يلا استودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه
هيام :مع السلامه
أغلقت الأتصال ليرن هاتفها بإسم صقر فنظرت له ببرود حتى أنتهى لتتنهد بضيق وتحظر رقمه ثم تقوم لتغير ملابسها للخروج.
في جهه أخرى
أتصل على نجد :الو
صقر بحده :صديقتك ذي ما بترد ؟
بلعت نجد ريقها :مين ؟
صقر :هيام
نجد بتمثيل ضيق :وش دراني عنها
صقر :كلميها ولا شوفي شغلك فيها خليها ترد فيه أشغال متراكمه عليها وتهرب كذا
نجد بإنكار عليه :أشغال !
صقر :هاه وش عندنا غير الأشغال ؟
نجد :ولا شيء ...هيام ما ترد وشغلها علي أي شيء كان لها أرسله لي
صقر :قاعده تصيحين ودبل شغلك وراك !
نجد بحدة أخافته:أرسله طيب وأشوفه !
صقر :برسله
أغلق الأتصال لتتأفف :يالله رجع للشخصيه المستفزه ذي ...
أكملت وهي تبحث عن رقم هيام :وينك يا هيام تربينه ...الو وش تسوين ؟
هيام :طالعه أتعشى
نجد :كيف الجو
فتحت الكميرا لتراها ترتدي أثقل الثياب :برد مره
نجد :يالله شكلك ذكرني بأيام ميونخ
هيام :تتدرين كنت برميه ذا الجكيت يوم عمتي نقلت عندي بس قلت لا خليه بيجي يوم تحتاجينه ،سبحان الله جاء يومه
نجد :بقول لك شيء
هيام :وش ؟
نجد :صقر دق علي يسأل عنك
هيام وقد تغيرت ملامحها :دق علي بس ما رديت ،بغير رقمي
نجد :يسأل عنك
بلعت ريقها :وش قال ؟
نجد :رجع لشخصيته التبن الي كنتِ تسمينها أيش ...نسيت ياربي
هيام:الحيوان الناطق ؟
نجد :أي عليك نور ...رجع لذي الشخصيه ويصايح الشغل الشغل
هيام :قلتِ يسأل عني بس ما قلتِ وش قال
نجد :قال صديقتك ذي ما ترد عندها أشغال متراكمه
هيام :أشغال !
نجد :وأنا قلت له كذا قال وش عندنا غير الأشغال ،وعلمته أن شغلك عندي وبس
سكتت هيام قليلًا ثم تنهدت :أنا جايه هنا أرفه عن نفسي ،والجو حلو ورايق ...خلينا نتفق من اليوم ورايح لا تجيبين طاريه بس جيبي لي أخبار عامه عن البنات وعنك
نجد :خلاص وعد معد أطريه
هيام بهمس:يلا بقفل وصلت المطعم ...والمطعم هادي مره
نجد :مع السلامه
أغلقت هيام الأتصال ثم أخذت تستذكر حديثها مع نجد لتحدث نفسها بإبتسامة حزينه :الحيوان الناطق
أقترب منها النادل باليونانيه :كيف يمكنني خدمتك ؟
هيام بالأنجليزيه :أنا لا أتحدث اليوناني
النادل بالأنجليزيه :آسف ،كيف يمكنني خدمتك؟
هيام :لدي حجز
النادل :بأسم ؟
هيام :هيام عبدالعزيز
النادل :تفضلي
هيام :شكرًا
ذهب النادل قليلًا ثم عاد بزجاجه كحول وكأس :يبدو أنك منفصلة لتتو يا آنسه
هيام :ما هذا ؟أنا لا أشرب أنا مسلمه
النادل :أوه أعتذر مرة أخرى ...تفضلي قائمة الطعام وسأعود بعد قليل
هيام :حسنًا
فتحت قائمة الطعام وأخذت تنظر لها وهي سارحه ثم قالت :حتى الكافر لاحظ الي سويته فيني وأنت ما لاحظت !
تنهدت وما أكثر تنهيداتها اليوم:جعلك بحال أردى من حالي
...
وفي بلدة أجنبيه أخرى ،في لندن تحديدًا وعلى عكس هيام وصقر الذان يعيشان شهر النسيان ،يعيش خالد ونرجس شهر عسلهما ...
نرجس :مو منجدك فروه !
خالد :خلي عنش الجكيتات والماركات الكذابه الفروه هي أساس الدفى والعلوم الغانمه واذا طلعنا بتبردين وتطلبين الفروه تدفيش
نرجس :والنعم بآل فروه كلهم بس الناس بيطالعون فينا !
خالد بتلحين :مالي ومال الناس ومالش ومال الناس أنا لما حبيتش ما خذت رأي الناس
ضحكت نرجس من لهجته حتى في الأغاني :يلا بس نطلع
خالد :وين ودش تروحين؟
نرجس :فيه أوتلت قريب من هنا خلنا نروح نتمشى
خالد :تحبين الأسواق وأنا أحبش
نرجس :لا مين قال أني بشتري بس نتمشى كذا
خالد وهو يمسك يدها :نشوف نشوف
بعد وقت في الأوتلت
نرجس :أحس براحه
خالد :لأنش معي
نرجس :أي وبعد لأن سهيل مو ناشب لنا ،أول مره تمسك يدي كذا وما يرمي شي علينا ذاك الورع!
خالد :ثاني مره
نرجس :متى أول مره؟
خالد:يوم خطفتش
إبتسمت نرجس :لا ذيك لا تحتسب
خالد بسخريه :ليه تسلل؟
نرجس :أي
صرخت إمرأه في الشارع ليلتفت كل الناس لها بمن فيهم خالد ونرجس
نرجس :شكلها انسرقت
خالد :شوفيه ذا سرقها
نرجس :تقول ضرب رجلها ! يا حياتي شكله كسرها
خالد :الله لا يبارك به
نرجس :بعد التفكير فروتك لها فايده
خالد :كيف ؟
نرجس :معطيتك أكبر من حجمك وابن امه يقرب لك ويسرق
خالد :هو صدق ابن امه يفكر يقرب بس وش اكبر من حجمي هذا حجمي
نرجس :هذا حجمك!
خالد :أي حجمي
أوقفته وأخرجت هاتفها لتصوره :للحين مقتنع أن ذا حجمك؟
خالد بسخريه :وأكبر بعد ! الكميرا تصغر الشكل
نرجس :شدعوه خالد !
خالد :تعالي بس قربي الحين ما يدرون أنش حقتي ويسرقونش
نرجس :يخسون يسرقوني
خالد :يقولون ذيك الأيام خطفش واحد بسيارتش
دقته نرجس بكوعها:ذاك أنت
أمسك بطنه بتألم :والله ما عليش خوف دام بتضربين الي سرقش كذا
نرجس :قلت لك يخسون يسرقوني
خالد :تبين هوت شوكلت؟
نرجس :وينه؟
خالد :شوفيه
نرجس :ذا المحل نفس الي يجي بونترلاند الرياض
طلب الطلب ثم التفت لنرجس :تصدقين ماقد رحت ونترلاند إلا مره وحده
نرجس :منجد؟
خالد :وما رحتها تسليه بعد كنت أراقب واحد
نرجس :بشغلك القديم
خالد :أي
نرجس :متأكد أنه قديم ؟
خالد :متأكد
نرجس :ولا أحنا جايين أصلًا عشان تراقب أحد ؟
خالد :أنا شاريش مابضيعش عشان الشغل ،شحلاتها الحياه دوام طبيعي زواج طبيعي وخلاص
إبتسمت نرجس :كنت أختبرك بس
أخذ الطلب وتنهد :ليتها عريكه
نرجس :لاحقين على العريكه
جلسا على أحد الكراسي يراقبان الماره ويرتاحان من طول المشي ،التفت لها وإذ بها ترتجف :بردتي؟
نرجس :أي
ضمها معه تحت الفروه :مو قلت لش الفروه أساس الدفى
نرجس دون أن تنظر له :إلا
خالد :وأنش بتبردين وتطلبيني أدفيش فيها
نرجس وهي تحاول الابتعاد:اذا بتذلني كذا والله ما ...
خالد :خلاص خلاص معليش خليش تدفي حلالش
نرجس :شوف تضارب الثقافات كيف قاعدين بلندن نشرب هوت شوكلت تحت فروه
خالد بسخريه :أنشهد ،الحلم أبها ولا النماص والواقع لندن ...لنا الله
نرجس :تقل أني جابرتك تجي ! لو ما تبي كان قلت من البدايه
خالد :مزح يا بعد حيي مزح أنفداش
نرجس :قرب ماتغطيني زين
ضمها إليه أكثر :ياحلو الفروه حلواه ،تجمع المحبين بدفاها
...
خلال أسبوعين فقط كانت نجد تتغيب عن غيث كثيرًا وتتحدث على هاتفها ثم تعود بأعذار تافهه ،تراكمت على غيث هذه المواقف حتى بدأ يلمح لنجد تلميحات تضايقها وتشعرها بالذنب لذا أصبحت تنهي مكالماتها بهيام سريعًا ...
هيام :اليوم قاعده أفكر فيه معهد هنا قريب شكلي بسجل فيه وأتعلم يوناني
نجد :مدري بكيفك
هيام :بس أحسها لغه ماهي مطلوبه
نجد :مع ذلك بتفيدك ...أنا بقفل
هيام :فيك شيء ؟
نجد :لا بس...شوي تعبانه بقفل
هيام :طيب سلامتك
أغلقت المكالمه وخرجت إلى الصاله حيث يجلس غيث :شغل الحلقه
جلست تحت ذراعه لكنه سحبها عنها لتتضايق فأتها إشعار من هيام :فيه شيء مضايقك ،متهاوشه مع غيث صح
قام غيث ليذهب إلى الحمام ففتحت هاتفها :ماهو شيء مهم بس الأجواء متوتره شوي
هيام :آسفه ما فكرت فيك ،صعب تخبين موضوع كذا على زوجك بدون ما يصير فيه مشاكل لو تبين علميه بس لا يعلم أحد
نجد :صعبه هو يعلم صقر بكل شيء
هيام :ما ودي تخرب علاقتك بزوجك بسببي علميه واللي يصير يصير معد أهتم
نجد :تمام
عاد غيث فتنهدت وتربعت مقابله :بقول لك شيء
غيث :بعد الحلقه
أوقفت الحلقه :شيء مهم
غيث :هاه؟
نجد :أنا ...أنت متضايق لأنك تحس أني اخبي شيء صح؟
غيث :ليه؟ تخبين شي؟
نجد :أي صراحه ،أنا من البدايه أدري عن هيام أنها بتسافر وأدري وين قررت تروح ،وكل يوم أكلمها وهذا الشيء الوحيد الي كنت أخبيه عنك ...لأنها هي ما كانت تبي صقر يعرف ،آسفه لأني خليتك تبعد عني
إبتسم غيث :كنت حاس أن دموعك ذاك اليوم دموع تماسيح
نجد :متى ؟
غيث :يوم سافرت
نجد :لا والله بكيت منجد ،الحين قول لي كنت متضايق ولا لا ؟
غيث:أي ،كان صعب أني ما أفكر أسوء الأفكار
عبست نجد وحضنته:يا حياتي أنت آسفه والله
غيث :كذا تعادلنا
أبتعدت عنه بإستغراب :بوش ؟
غيث :يوم كنت أكلم بنت عمي على مرض أبوها وزعلتك
نجد :بس أنا زعلي صدق زعل ،على طول كلمتك وزعلت أنت وش ذا الزعل ! ساكت وتدقني بالكلام
إبتسم بسخريه :هاه بتزعلين على زعلي الحين ؟
نجد :زعلت على نفسي ،ما أبي أخسرك لأي سبب من الأسباب...لو صار شيء مره ثانيه كلمني على طول لا تصير كذا
غيث وهو يداعب شعرها :كله إلا زعل نجد ،وش يقولون ...لا بكت نجد العذيه تهل دموعنا
إبتسمت نجد ثم قالت :أي صح أمانه لا تعلم صقر عن هيام
غيث :وش بينهم ؟
نجد :طال عمرك سالفه تقفل ملف هالمسلسل الخايس
غيث :أسلمي
نجد بسخريه :مسلمه قبل أشوفك
غيث بذات السخريه:آمنت بالله
نجد :المهم ،ركز معاي وأحفظ الشخصيات القصه حوسه شوي
غيث :قصة طارق عرفتها
نجد :لا مو قصته قصه ثانيه
غيث :طيب
نجد :أول شيء عشان قصه طارق ذي هيام كانت تعيش عند بندر وكلنا نعرف ذا الشيء ،ولما كانت تعيش عندهم أم ثنيان صارت تكرهها لأنه مو معقول عمتها موجوده وتعيش عندهم طيب ،ومرت السنين والعداوه بينهم بس هيام ما تكرهها هي بس تكره هيام هيام مسكينه المهم عرفت باللي صار بهيام والقصه الصدقيه وأعتذرت من هيام وهيام الطيبه سامحتها وراحت قالت لعيالها أنه خلاص أنتهت المشكله وصقر وأوس كلهم يحبونها
غيث :أما ! أحسب صقر بس
نجد :أسمع بس هنا الحوسه ،أوس علم صقر أنه يحبها وصقر كان قد أرسل لهيام أنه بيكلمها وهي مسكينه تحسبه بيقول أنه يحبها بس جاها قال أوس يحبك
غيث :يعني صقر ما يحبها؟
نجد :إلا يحبها بس يقول لك ما يبغى يخرب علاقته بأوس
غيث :بس أوس بيتزوج قريب
نجد :لأنه عرف أن هيام تحب صقر قام حتى هو تجنب هيام عشان ما يخرب علاقته بصقر
غيث :يعني بإختصار صقر ترك هيام لأوس عشان ما يتهاوشون وأوس تركها لصقر عشان ما يتهاوشون وهيام تركتهم كلهم عشان ما يتهاوشون ول يالحوسه
نجد :وعشان صقر كسرها
غيث :يالله لا تبتلينا
نجد :الحين بما أنك عرفت يا زوجي العزيز
غيث :سمي
نجد :راقب لي صقر عن كثب
غيث :وهيام تراقبه وهي بعيده!
نجد :لا هذا إجتهاد شخصي مني
غيث :ريحينا بالله ما بندخل بينهم
نجد :شوف بما أن أوس راح صار حب متبادل بينهم بس يبغى لهم دفه بسيطه
غيث :وأنتِ بتطلعين صديقتك عديمه كرامه تتزوج صقر بعد ما تهاوشوا بذا الشكل؟
نجد :أي والله صح! يخسي أزوجه هيام ،بس يا زوجي العزيز لا تنسى كلامنا بذا الموضوع ما يطلع برا ذا البيت
غيث :أبشري
رن هاتفها فنظر لها غيث لتقول :مو هيام مهيار
غيث :ردي
ردت عليها :هلا بعيوني
مهيار :هلا فيك ...بغيت أسألك صدق هيام سافرت؟
نجد :أي
تنهدت مهيار :سافرت بسبب الي صار مع ...أبوي؟
نجد :لا لا يا قلبي رايحه بتاخذ إجازه بس إستجمام مسكينه لها سنه كامله ما خذت إجازه عشان كذا مقفله جوالها
مهيار :متأكده؟
نجد :والله العظيم ...إن شاء الله ترجع قريب
أكملت بسخريه :وأشم نملكم وأجمعكم ببيتي نسهر سهره حلوه كذا أو لا ...نروح عند عمه هيام سوالفها حلوه
ضحكت مهيار :إن شاء الله
نجد :يلا حبيبتي لا تتضايقين ماهو بسبب شيء والحياه حلوه لا تفكرين بأي شيء سلبي خلاص
مهيار :يعطيك العافيه ،مع السلامه
نجد :مع السلامه
...
جلس بجانبها وقبل جبينها :أنا طالع تبين شيء؟
مهيار :سلامتك
وضع يده على بطنها:أنتبهي لنفسك
هزت رأسها بإبتسامه فقام ليرن الجرس ففتح الباب وإذ بخلف يقف بإبنه ومعه حقيبه :خذوه
يزيد :وش السالفه ؟
خلف :بنسافر إجازه
يزيد :كذا بدون مقدمات !
خلف :يومين بس الويكند بس تكفون
يزيد :مو كانوا خالاته يمسكونه ؟
خلف :وحده تعبانه ووحده تدرس ما يقدرون له
يزيد :على أساس حنا نقدر ؟ وده لعبير
خلف :عبير بتجننه ،بس ويكند يزيد تكفى بحل الهوشه الي بيني وبينها ونرجع
تنهد يزيد :خلاص تعال
خلف :والله أنك محزم مليان
نظر له يزيد :وين سماعاته؟
خلف وهو ذاهب:بالعلبه ،فكها خلاص بينام وكل شيء يحتاجه بالشنطه
يزيد :تمام
أغلق الباب خلفه ودخل به :جاينا ضيف
قامت مهيار وعانقته :هلا والله بحبيبي
يزيد :مب قدامي عاد !
مهيار :شفيه جاء ؟
أتكئ على الطاوله :أهله بيسافرون وهو عندنا الويكند
مهيار :أحلى ويكند والله
يزيد :دايم أنه عند خالاته بس الحين سبحان الله قرر يجيبه عندنا
مهيار وهي تتربع:عادي مافيها شيء يزيد بزر صغير ،بنلعب شوي بعدين ينام
يزيد :ما ودي تتعبين
التفتت ليزيد وأبتسمت بسعاده :مافيها تعب أخذ بروفه على ولدي إن شاء الله
رفع هاتفه وأتصل بأيمن :الو ...ماقدر أجي اليوم عندي ظرف ،الله يعينك غط عني
نظرت له مهيار بإستغراب :ما بتداوم
يزيد :ما بتركك وحدك ترعينه ،ما أبي يصير لك شيء
مهيار :خل غيابك لأيام أهم
يزيد :صحتك مهمه عندي
قامت وأمسكت يديه :صاير خواف بزياده
يزيد :أدري أنك ما تبين أجيب ذا الطاري بس ...ما ودي نتساهل بزياده ويصير مثل ذيك المره
مهيار :أنا عندي أمل كبير ذي المره وأكيد أني حريصه وكل شيء بالأخير إرادة الله لو أني ما أتحرك وربي يريد ما يتم هالحمل مارح يتم
يزيد :أنا بس ما أبي أشوفك بذيك الحاله من الهم
مهيار :خلاص أنا إنسانه جديده مو كل شيء يأثر فيني ،لا تضايق نفسك بالتفكير الزايد
قبل يديها ثم قال وهو يشير لفهد :قوموا تجهزوا ناخذ لفه بالسياره
التفت لمهيار ومد لها السماعه:لبسيه سماعته
فتحتها ومدتها له ليلبسها فرفض لتتحايل عليه بتمثيلها أنها ستلبسها ولم تعرف ذلك فلم يتحمل وأخذها من يدها وأرتداها فأبتسمت :أيوه كذا حلو
فهد بتلعثم :أنتِ ...حلو
مهيار :يا حبيبي والله
في السياره
مهيار :أحس برد شرايك نطلب شيء ؟
يزيد :وش ودك؟
التفتت لفهد :تبي شيء حار ؟
يزيد :معليك منه سحلب ولا هوتشوكلت أنتِ وش تبين
مهيار :لا خذ برأيه! شرايك فهودي؟
كان صامتًا يراقبهم بينما يتجادلان حتى قال أخيرًا :شاهي
يزيد :شاهي !
مهيار :بذا الوقت ما يصلح
فهد :تون...توني صاحي
نظر له يزيد :أيه أنا داري من ذا الغمس بعيونك ،ليه أهلك قالبين نومك علينا؟
مهيار :ما يصلح لك الشاهي يجيب لك نقص حديد
فهد :أبي شاهي !
يزيد :لا تصرخ على زوجتي طيب
مهيار :الشاهي عندنا ما يتسوى بالليل
فهد :حنا ...ناخذ الليل
مهيار :أي ذاك محلكم محلنا مافيه بالليل
فهد :نروح محلنا
مهيار:محلكم بعيد حرام تتعب عمك يزيد عشان كوب شاهي أقدر أسوي لك أحسن منه الصباح ،شرايك؟
فهد :طيب
مهيار:شاطر يسمع الكلام يا ناس
يزيد :والله الي عنده مهيار يسمع كلامها غصب
مهيار :يعني إن شاء الله بصير أم كويسه
يزيد :إن شاء الله
...
بعد أسبوعين أخرين تفاجئت أم ورد بأن هيام لا تريد العوده لتعزم على السفر إليها سرًا ،وفي نفس الوقت صادف ذلك بداية أعمال لصقر في اليونان فأرسل غيث ونجد عوضًا عنه فكانت لهم فرصه بأن يقابلوا هيام التي كانت قد رتبت شقتها وجلست تنتظر وصول نجد بقل صبر ،فلها شهر كامل وهي لا جليس لها ولا أنيس
دق الباب فذهبت لتفتح :نجد ...عمه!
دخلت أم ورد دون مقدمات :قفلي الباب بس برد
أغلقت هيام الباب بصدمه :وش ...
قاطعتها مرة أخرى :وش يعني ما بتجين؟
تنهدت هيام :عشان كذا
أم ورد :هاه عشان وش بجي يعني؟ الحين علميني عطيني سبب مقنع أنك تقعدين ،ماعندك سبب لمي عفشك ونرجع سوا بكره رحلتي إياب وحجزت لك معي
هيام :لا عمه!
أم ورد :طيب علميني سبب مقنع بعرف وش عاجبك هنا وخلاك تقعدين؟
هيام :أبي...شسمه ،سجلت معهد لغه بتعلم يوناني
أم ورد :ما يفيد اليوناني ليه تتعلمين
هيام :كل لغات العالم تفيد بعدين ...
تذكرت سبب مجيء نجد فأتخذته لها عذرًا :ما تدرين ؟ وسعنا أشغالنا لليونان وبتفيدني اللغه أكيد
أم ورد :وشمعنى اليونان؟
هيام :أنا عجبتني قلت لهم خلنا نستثمر هنا فندق
أم ورد :يعني تتواصلين معاهم؟
هيام :مع مين؟
أم ورد :مع صقر
هيام :لالا مع نجد بس
أم ورد :طيب ماله داعي قعدتك هنا أرجعي وأشتغلي من هناك
هيام :تكفين عمه بس خمس شهور زياده وأخلص المعهد
أم ورد :يا ويلي ويلاه ! كانت شهر صرنا خمس شهور ليه؟ الله لا يوفقه هالصقر يوم أنه سوا فيك كذا
هيام : أنا أحب أتعلم لغات ماله دخل صقر ،بعدين أمان الحمدلله اليوم بتشوفين
أم ورد :حتى لو حولك حرس ،حتى لو تنامين بالسفاره ما ترجعين إلا بلدك ...أنا ما صدقت ألقاك يا هيام لا ترجعينا للغربه
عبست هيام :طيب الحين لنا شهر ما تقابلنا وما حضنتيني
عانقتها أم ورد :ما بقيتي فيني عقل الله يهديك
هيام وهي تمسح على ظهرها:أشتقت لك
أم ورد :أجل أرجعي
هيام :عمه تراني مسجله بالمعهد ودفعت رسوم وكل شيء خلاص وأخذت مقعد يمكن غيري كان أحق فيه حرام أسحب !
أم ورد :أجل بجلس معاك
هيام :لا أكيد بنتك تبيك
أم ورد :وأنا أبيك ،أنا قلت لك من قبل وقلت لأبوك أني أحبك أكثر من عيالي
هيام :طيب لو تحبيني خليني أتعلم العلم النافع ،أجر يا عمه أكسبي فيني أجر طلب العلم
أم ورد :نشوف أنا بمدد وبقعد معك أسبوع وأشوف طلب العلم هذا
هيام :لو شفتيني صادقه
أم ورد :لك ما طلبتي
عانقتها هيام بإبتسامه :فديتها عمتي اللي تسوى كل العمات
دق الباب فأبتعدت أم ورد عن هيام :مين تنتظرين ؟
هيام وهي ذاهبه لفتح الباب:نجد
فتحته فعانقتها نجد فورًا :أشتقت لك كثير ياشيخه
هيام :يا حياتي وأنا أكثر
ابتعدت عنها:أدخلي أدخلي
دخلت نجد بإستغراب :خاله ؟
هيام :كلكم ذا الاسبوع بتقعدون عندي
أم ورد :شكلكم نويتوها صيعه ذا الاسبوع بس خربت عليكم
هيام :لا والله اننا محترمات والساعه عشره الا حنا بالبيت واساسًا مو كل يوم نطلع
نجد :واساسًا زوجي جاي معاي
أم ورد :يلا بس قوموا نرتب البيت
هيام :بس مرتب !
أم ورد :هذا مرتب ؟ والله كنها شقة عزابي
ضحكت هيام :حرام تكسريني يا عمه !
أم ورد :قومي نرتب قومي
هيام :أول ريحوا شوي
أم ورد :ما أرتاح لين أرتبه
نجد :وش أبعد من كذا ترتيب
أم ورد :هذا ترتيب؟ متزوجه وتشوفين هذا ترتيب عز الله راح فيها بيتك
ضحكت هيام ونجد من وضعها وكذلك من فرط سعادتهم بلقاءهم أخيرًا
أم ورد :ترانا حددنا ملكه ورد بعد أسبوع وأربع أيام
هيام :الله يتمم لها
ألتفتت أم ورد لها :وش الله يتمم؟ ما بتحضرين ؟
هيام :أي
أم ورد :والله أنك حاضره غصب عنك
هيام :بس عمه...
أم ورد :أنتهى النقاش
...
أوس :ملهمتي الجميله
توق :هلا؟
أوس :فاضيه؟
توق :قاعده أرسم
أوس :بوريك شيء
توق :وش ؟
أوس وهو يفتح الكميرا :صبر
توق :مو واضح شيء
أوس :عليها ألوان
مسحها ثم وجهها إلى اللوحة المغطاه بالقماش :مستعده تشوفين أخر لوحه لي والي بعدها بفتح معرضي
توق بإبتسامه :خلصتها ؟
أوس :أي
ثبت الهاتف ثم وقف بجانب اللوحه :أسمها موطن الأزهار
توق بتلحين :وقلبك موطن الأزهار
أوس:الله عليك فهمتي الفكره قبل أشرحها
أبعد القماش لتظهر لها اللوحه فقالت :لحظه ! البنفسجي
أوس :لونك المفضل
توق :أوس يعني تقصدني؟
أكمل الأغنيه بتلحين :وأنا الي يعشق الأزهار...
غير الجملة الأخيره لتتوافق مع معنى اللوحه :وأنا الي يقطف أحساسه
توق :أوس مدري وش أقول ...يعني أكثر شيء يسعد الرسامه أنه شخص يستلهم منها
أوس:عشان كذا مسميك ملهمتي ...وأزيدك من الشعر بيت ،أنتِ ضيفه شرف المعرض
توق :متى يكون ؟
أوس :بعد العرس
ضحكت توق :يعني شهر العسل في المعرض
أوس :وبين لوحاتي والواني ومع ملهمتي
توق :تسمح لملهمتك تضيف لوحه للمعرض؟
أوس :ضيفي الي ودك
توق :بوريك
فتحت الكميرا ووجهتها للوحة التي كانا يتدربان عليها معًا :لوحتنا
أوس :وش أسمها بس أكتبها
توق :مدري ...خل أسمها لوحتنا
أوس بإبتسامه :لوحتنا
توق :وإن شاء الله بالمستقبل تعاونات أكبر ولوحات أكثر
أوس :إن شاء الله
دخلت أم ثنيان بغضب :كم لك ساعه ترسم هنا الناس تعشوا وناموا وأنت سهران وحدك
أوس :يمه
أم ثنيان :زين قلنا رسام يازين الرسم والفن بس تهلك روحك ليه ...
أوس :يمه أسمعي...
أم ثنيان :أنت وأخوك واحد يرسم والثاني يشتغل لا ليلكم ليل ولا نهاركم نهار وكل واحد حاله أردى من الثاني مغير ثنيان الله يحفظه ينظم وقته يقعد معاي مع بناته يطلع مع زوجته يشتغل شوي وياكل ويصلي
أوس :طيب ...
أم ثنيان مستمره :أنتم حتى الصلاة شكلكم ناسينها أستغفر الله
أوس :يمه تراني أكلم توق
تغيرت نبرتها إلى الهدوء :توق ؟
أوس :أي
أم ثنيان وهي تنظر ليديه :وينه الجوال
أشار على الطاوله :هناك
أخذت الهاتف :سلام
توق :وعليكم السلام هلا
أم ثنيان :شلونك؟
توق :الحمدلله بخير شلونك أنتِ يا خاله ؟
أم ثنيان :الحمدلله تمام ،شلون أمك؟
توق :الحمدلله تمام
أم ثنيان :يمه توق
توق :هلا
أم ثنيان :ما عليك من اللي قلته ترا أوس يصلي ويتقي ربه ويطلع عادي مغير قلت الكلام من زعلي عليه
توق وبصوتها يتضح أنها تكتم ضحكتها :لا عارفه ،ما وافقت عليه إلا لأني عارفه أن فيه خير وعاد حتى أنا مثل حاله تجيني حالات معد أطلع للناس أرسم
أم ثنيان :عز الله بنزوجكم ومعد بنشوفكم ،الله يخلف بس هاك الجوال ورح نام
أخذ الهاتف :توق
توق :طلعت؟
أوس :أي
أنفجرت ضاحكه ليبتسم أوس :والله أني داري أنك تطقطقين
توق :ما أطقطق بس ...
تنحنحت :عادي عادي كلنا مهما كبرنا صغار عند أمهاتنا ،وبكره بصور لك فلوق وأمي تهاوشني عشان جلست على الكنب وملابسي الوان
أوس :ما أتخيل حال بيتنا
توق :ما عليك ما عليك رح نام بس قبل تهاوش أمك
أوس :وأنتِ وين أمك عنك بالسهر ؟
توق:يحسبوني أذاكر ...توق المسكينه تسهر لأجل العلا والله يعينها أخر فاينل لها وتتخرج ومدري
أوس :وأنتِ ليه ما تذاكرين صدق ؟
توق :أختباري يوم ...الثلاثاء،اليوم أيش ؟
أوس :اليوم الأثنين
توق بذعر :كذاب !
أوس :الصبح وأنا منزل الصلاة على النبي نسيتي أنه جمعه
توق :طيب لا تخرشني سهرانه وما أستوعب شيء
أوس :طيب أختبارك الثلاثاء ،متى بتذاكرين ؟
توق :الأثنين الصباح
أوس :ماشاء الله عليك ،أحساسي يوم قابلتك أنك طالبة ثانوي بعض الأحيان يزيد
توق :شدعوه أوس ليه لازم أذاكر وأنا أخرتها بشركات أبوي ؟
أوس :أبوي جاوب على ذا السؤال يقول الواحد لازم يضمن نفسه بشهاده مو بشركة أبوه لأن أول شيء أبوه ما أدار ذي الشركه إلا بجهد وتعليم وتعب فما يفضل أنك تضيعين ذا التعب بأعتبار الموضوع لعب ،ثاني شيء مافيه شيء يضمن أنك تبقين فيها ،ممكن يترأسها شخص من برا العايله ويلعب بالموظفين لعب ويشوف مهاراتهم صدق ،بتقولين لا بيترأسها شخص من العايله حتى العايله ما تدرين وش يصير بينهم من مشاكل يقومون يطردونك
توق :باخذ حصتي وأنطرد عادي
أوس :بالضبط ،بعدين كيف تديرين حصتك وتحفظينها؟
توق :طيب يا حبيبي أنا تخصصي مو أداره مدري وش مثلك تخصصي أنميشن
أوس :طيب تقدرين تحافظين عليها بتخصصك تقدرين تسوين فيها مشروع ،لا تهملين ودامه أخر أختبار لك شدي حيلك شوي وترتاحين
توق :والله مافيها راحه دام نهايتها معرف مصيري
أوس :إلا أنا أعرف مصيرك
أبتسمت توق ظنًا منها أنه سيقول شيئًا سيعجبها لكنه قال :الموت ...كلنا مصيرنا الموت
عبست فورًا :وش ذي النفسيه أوس ...رح نام خلاص
أوس :بعد الموت جنه ونار ،ودي أنك حبيبتي بالجنه بعد
أبتسمت ثم تنهدت :أنت ليه كذا تلعب بالمشاعر ،خلاص رح نام وأنا بنام مع السلامه
أغلقت المكالمه وهي لا تزال مبتسمه فدخلت شوق والمنشفه على رأسها ليشكل ذلك ظلًا مرعبًا لتوق :بسم الله !
شوق :باقي صاحيه ...
شغلت الأضواء :أجل جيتك أبي مرطب
توق :طيب دقي الباب
شوق :تكلمينه صح؟
توق وهي تنظر لهاتفها بإبتسامه :تونا قفلنا
شوق :أي شدي حيلك ضحكيه عشان أخذ أخوه
توق :بلا مغثه عاد ،صقر يحب هيام
شوق بسخريه لاذعه:أف ! مو كان خطيبك يحبها
توق :أدري أنك تقولينها أستنقاص بأوس ،بس أنه حب قديم ونسيه من زمان
شوق:طيب وينها هيام الحين ما عاد لها طاري؟
توق :مسافره إجازه
شوق :والله ما غير لعبت على الحبلين وشبتها بين الأخوان وشردت
توق :شوق ! ترا كلامك ينرفز ،ما تعرفين الأدب والذوق تكلمين وحده عن زوجها أنه يحب وحده وكان يحبها أسكتي عشان لا يبلاك ربي
شوق :يعني تعترفين أنه بلا ؟
توق :لا ماهو بلا وأوس يحبني وأنا متأكده منه
شوق :وليه تزعلين
توق :تخيلي عاد تخيلي تتزوجين واحد وتحبينه وأجي أعايرك أنك كنتي تموتين عشان تتزوجين صقر وهو ما درا بك تخيلي بس كيف بينرفز الشعور أنك تقولين كلام ممكن يخرب بيننا
شوق :أجل سدي أذنك كان ما تبينه يخرب بينكم
توق :الأولى تسدين حلقك عن الناس
قامت شوق وخرجت :ما منك رجا
توق :قفلي الباب !
لم تغلق الباب فقامت هي لتغلقه ثم أستلقت على السرير متذمره :الواحد يروق من هنا ربي يبلاه بأخت تخرب مزاجه من هناك
جاءها أشعار منه :تصبحين على خير ملهمتي
أبتسمت توق وعانقت الهاتف :كيف يخرب مزاجي وأنا عندي أوس
...
مر بالمزرعه مساءً لعل مافيه من فراغ يمتلئ فأخذ يتمشى في أركانها حتى وصل للأسطبل المعروف "أسطبل الحزن" جلس على الأرض ونظر حوله بتمعن مستذكرًا جميع أحداثه مع هيام ،حتى وصل للحدث الأخير عندما جبُن أمام حبها ولم يستطع أن يضاهيها بما تشعر .
تنهد وأخرج الرساله والخاتم من جيبه ،واللذان أخذهما من صندوق والد هيام عندما نوى أن يقدم لها الخاتم عند خطبته لها ،ولم يكن له نصيب بذلك ...
قاده الفضول ليفتح الرساله ويقرأها فكان محتواها :
بسم الله الرحمن الرحيم
يا أعز ما عند عبدالعزيز يا هيامه؛
هذا الخاتم الذي هو بين يديك الآن سواء أعطيتك أنا أم أخذته بعد غيابي إنه مهر أمك الوحيد وكما حكيت لك سابقًا هذا هو الخاتم الذي باعته لتساندني وقد أعدته لها ،والآن بعد وفاتها أحتفظت به ليكون خاتمك في زواجك ،فأتمنى أن يكون زوجك خير الرجال يا أبنتي ،أتمنى أن يكون صادقًا مخلصًا ملتزمًا وخلوقًا وأن يكون خيرًا مني لك...ربما لن أكون موجودًا لأوصيه عليك لكن ذكريه بأن عبدالعزيز لا يرضى لهيامه الذل ،لا يرضى أن تُرى هيام بعين أقل من الهيام ،لا يرضى أن تُسكب دموع ابنته طويلًا .
وأخيرًا لست أجبرك على خيار ،لكن خير الخيار في عيني بأن يكون زوجك من أبناء بندر ،وذلك لأرتاح كونك تحت رعايه الله ثم بندر بعد رحيلي،وأيضًا كم هي فكرة جميله بأن يمتد عمر صداقتنا وأن نلعب العرضه في الزواج كوننا أب العروس والعريس ثم نتشارك الأحفاد ونروي لهم ما مررنا به من مغامرات ...فإن رأيتي من رأيي فلا تترددي بالإخذ به ولتعيشي خير حياة إن شاء الله .
بلع ريقه وأغلق الرساله فلا وجه له ليرى نفسه موضع الزوج لهيام بعد أن فعل بها ما فعل ،والعجيب بأنه قام بعكس ما وصى به والدها فقد سكب دمعها وكذب عليها وكسر قلبها وحلم أبيها بسذاجة فعله كم يتمنى أن يكون والده موجودًا فيبرحه ضربّا ويشبعة توبيخًا على ما جرى .
أعاد الخاتم والرسالة لجيبه فرن هاتفه ليرد عليه :الو
مصلح :ما عاد لك طاري ولا تمرني ولا شيء ،خليتني أشك أن علاقتنا مصالح
إبتسم بضيق :مشغول كنت ،لكن إن كنت فاضي الحين بمرك؟
مصلح :أنا بالمزرعه تعال
تلفت حوله:حتى أنا بالمزرعه وينك؟
مصلح :بساحة التدريب
صقر :جايك
أغلق هاتفه وذهب إليه فإبتسم مصلح فور رؤيته :وش تسوي هنا بذا الوقت؟
صقر :السؤال لك
مصلح :أتمشى
صقر :مثلك
مصلح :أجل زيادة الخير خيرين ،نمشي سوا
صقر :نمشي
مصلح :مر شهر وأنت بنفس الحال ...تبي ندور؟
صقر :لا ...ما أستحقها بعد الي صار
مصلح :ترا كلكم مسوين الصح...ياما أخوان قامت بينهم الدنيا بسبب مواضيع زي كذا أما أنتم تجنبتوها
أخرج صقر الرساله ومدها لمصلح :ذي بتغير رأيك أنه كلنا على غلط
قرأ مصلح الرساله :مع ذلك اللي سويتوه صح
صقر :أبوها كان يبيها تتزوج منا ،الحين لاهي الي معاي ولاهي الي مع أوس وفوق ذا رجعت للغربه ما ندري وينها ووش تعيش وحدها ...أنا مدري شلون بقابل أبوي وعبدالعزيز وأبسط وصيه لهم ماني مسويها ولا حفظت دمعة هيام
مصلح :هم أشخاص أكبر منك ومتوفين الله يرحمهم ما يعني أنهم صح دايمًا ،لو كانوا يدرون أنك أنت وأوس بتوصلون لذا الحال ما كانوا خلوكم تتقابلون أصلًا مثل ما عبدالعزيز منع عزيزه وهيام من بعض ،كان يمديه يترك هيام مع عزيزه وإذا كبرت تزوجت ولدها ناصر وهو أصلح لها ولد عمتها لكنه وبندر يحبون صداقتهم وبعض الأحيان ما يفكرون بالعواقب
صقر :الله يرحمهم ويرحم جميع موتى المسلمين ،هم ذا الطلب كان لهم حلم ودهم يحققونه ،وقد شفت حلم من أحلام بندر وعبدالعزيز ما تحقق؟
مصلح :لا
صقر :وذا حلم كانوا بيقدرون يحققونه هم بيختارون الأصلح لهيام ويتممون كل شيء بخير ،لكن أنا إن دخلت بشيء عطبته
مصلح :وش عطبته وأنت شلت سرهم وحدك ؟
صقر :أنت معاي ولا أنا ماني داري بشيء
مصلح :أذكرك من اللي كان صامل ويقسى على هيام عشان ما تعرف شيء؟
صقر :أنا ...أنا الغبي
مصلح :ماهو غباء كان من مصلحتها
صقر :وراحت من ورانا ودخلته بيتها وبغى يصير الي يصير
مصلح :بس ما صار ! أنا لو علي كنت علمتها من أول ما جت كان رجعت من المطار على طول
صقر :نفس الشيء يا مصلح بس الفرق ...أني تعلقت فيها وكسرتها ورجعت
مصلح :بيني وبينك ...تراني أتابعها وأعرف وينها ،تبي تعرف؟
بلع صقر ريقه وقال بتردد :لا بس ...شلونها ؟
مصلح :عايشه لكنها مثل وضعك
أعاد له الرساله وهمس في أذنه :ودها فيك بس تكابر
ذهب مصلح وترك صقر خلفه يتفكر في ما قاله مطمئنًا لمراقبه مصلح لها وخائفًا من قربه وأذيته لها ،فالأفضل أن يبقى على هذا الحال يأخذ عنها الأخبار دون أن يطمع بها.
ذهب للمنزل لتستقبله أمه :صقر يمه
صقر :هلا؟
أم ثنيان :ودي أكلمك بشيء
جلس بجانبها :وش؟
أم ثنيان :أوس زواجه قرب
صقر :عارف
أم ثنيان :وبيني وبينك أنا ملاحظه أنك متغير ،شرايك أخطب لك شوق أخت توق؟
صقر :ما أبي أحد
أم ثنيان :أنت بذي الحاله لأنك وحدك ،تحس بكأبه ما عندك زوجه ترجع عشانها ما عندك عيال تنتظرهم يكبرون
صقر :ماله علاقه ...متوتر من الشغل الجديد وبس
أم ثنيان :أفهم أنك تحب الشغل بس بتوصل عمر ما بتقدر تشتغل أخوانك كل واحد بطريقه محد حولك لازم تكون لك أهل يشيلونك لا كبرت
صقر وهو يقوم:ما ودي يمه أعتقيني
تنهدت أم ثنيان :الله يهديك
ذهب لغرفته وأستلقى على السرير ليطالع الرساله مرة أخيره ثم يضعها والخاتم في درجه ويغط في النوم ...
أيقظه والدته وبصوتها نغمة السعاده :قم صلاة الفجر يالعريس
صقر :عريس؟
أطل بندر من الباب :ما قام ؟
صقر وهو يجلس:إلا قمت
بندر :يلا الحقني المسجد
صقر :إن شاء الله
أم ثنيان :إذا صليتم روحوا لهيام خذوا دبشها
صقر وهو يحدث نفسه :هيام ...عريس
فتح الدرج الذي وضع به الرساله والخاتم فلم يجدها :بنتزوج !
بندر من الصاله :صلاه يا عباد الله صلاه
توضأ صقر ثم خرج للصلاة بعد الصلاة رن هاتفه :الو
هيام :صحيت ؟
صقر :توني طالع من صلاة الفجر
هيام :تقبل الله
صقر :منا ومنكم
هيام :طيب تجي تاخذ الأغراض قبل أنشغل
صقر :تامرين أمر ،بجيك الحين
هيام :تمام يلا
صقر :مع السلامه
بعد وقت عند منزل والدها :وينك أنا وصلت ؟
هيام:أبوي بيطلع لك
صقر :أبوك !
فُتح الباب فخرج عبدالعزيز ليحيي صقر :يالله حيه صقر
صقر :شلونك ؟
عبدالعزيز :الحمدلله بأحسن حال ،شلونك وشلونك أبوك؟
صقر :بخير الحمدلله
عبدالعزيز :دوم
صقر :جيت باخذ أغراض هيام
عبدالعزيز :أي بالحوش بجيبها
صقر :أكيد ثقيله لا تتعب نفسك
عبدالعزيز وهو يدخل:كل ما طبع عليه طاري هيام ماهو ثقيل
أحضر حقائب هيام فخرج صقر من السياره وفتحها ليضع فيها الحقائب
عبدالعزيز :خلاص توكل الله يوفقك
صقر :نشوفك على خير
عبدالعزيز :مع السلامه
ركب صقر سيارته وأبتسم فورًا من سعادة ما يعيشه من تفاصيل ،كل ذلك كان كابوسًا عبدالعزيز لم يُقتل ووالده لم يمت وهيام تستعد لتكون زوجته ،تنهد بإبتسامه واسعه :الحمدلله
في المساء وفي قاعة الرجال تحديدًا كالعاده طبعًا تقام العرضه وتتجه الأنظار نحو ذلك الثنائي المبدع بها عبدالعزيز وبندر ،كان صقر يجلس مكانه ويراقبهم بإبتسامه فرمى والده السيف نحوه :قم
صقر :ما أبي
أقترب منه عبدالعزيز وسحبه من ذراعه ليكون معه ومع بندر صفًا من صفوف العرضه
عبدالعزيز يهمس لصقر :تشوف ذا السيف كيف العب به؟
صقر :أي
عبدالعزيز :لو تزعل هيام بلعب به على رقبتك
بلع صقر ريقه ليضحك كلٌ من والده وعبدالعزيز :خاف خاف
بندر :أبد يابو هيام لو يزعلها أنا له قبلك بالمرصاد
عبدالعزيز :وهيام قبلنا كلنا ما تسكت بنتي عن حقها
بعد وقت زُف صقر إلى هيام وكان معه بندر وعبدالعزيز أيضًا الذي أخذ بيد ابنته حتى وضعها بالسياره :الله يوفقك وييسر لك دربك ،لا تحسبين أن دوري أنتهى أنا موجود إن بغيتي أي شيء
دمعت عيناها وقالت بإبتسامه :عارفه
جلس عبدالعزيز على ركبتيه ومسح دموعها:ماهو كفايه هالبكى من الصباح؟ ما بتروحين عند الغريب زوجك صقر وأنتِ عند عمك بندر كل يوم وأنا عندكم أبشرك ما عليك خوف
هيام :مو خوف بس ...يبه أحبك
عانقها لكي لا تبكي :وأنا أحبك بعد وما ودي أودعك وأنتِ تبكين
أبتعدت عنه ومسحت دموعها :خلاص
نظر لصقر الذي كان يراقب المشهد بكل سعادة وراحه :أنتبه لها
صقر :تامر أمر
أغلق عبدالعزيز الباب :أستودعتكم الله
صقر :يلا مع السلامه
تحرك صقر بالسياره وبندر وعبدالعزيز يقفان خلفها ليتنهد بندر :والله وصرنا نسايب
إبتسم عبدالعزيز وهو يحاوط كتفي بندر :عقبال الأحفاد
بندر :الأول عبدالعزيز
عبدالعزيز :لا بالله حلفت أنه بندر
بندر :عساهم تؤام مثلنا
عبدالعزيز :آمين
في الفندق دخلت هيام الغرفه ودخل صقر خلفها وأغلق الباب ثم ألتفت إليها وأمسك يديها :كان ودي أقولك ذاك اليوم بس كنت غبي وضعيف ...أحبك
إبتسمت هيام وحضنته فما هي إلا ثوانٍ قليله حتى أختفت من بين ذراعيه وفتح عينيه وإذ به لا يزال في غرفته نائمًا والده وعبدالعزيز وهيام ،كل ذلك كان حلمًا جميلًا ...
نظر للساعة فكان قد أقترب وقت أذان الفجر ليقوم ويتوضأ ثم نظر لوجهه في المرآة قليلًا وتنهد :يعني رجوعك مستحيل مثل لقى الموتى
قال جملته بجهل وبضيق متناسيًا أن رجوع الموتى ليس مستحيلًا فرب العباد يحييهم ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء .
...
في جهه أخرى كانوا يتمشون في أسواق سيرس
أم ورد :والله الأسواق هنا أحسن من لندن
نجد :كنتي بلندن؟
أم ورد :أي الله يرحم أبو ناصر كان يحب العلم ويسافر له ،هو من أول الناس الي درسوا علوم الحاسب
هيام بسخريه:يعني طلعت له شوفيني سافرت عشان العلم
نجد :شلون تطلعين له وهو ماهو من نسبك صاحيه؟
أم ورد :أدري مابك ولا حب للعلم مغير تتعذرين فيه وتحبين الغربه ولا ودك أن عندك أهل ولا ودك أن عندك عمه ترعاك
نجد :أي والله يا خاله ،هيام مجنونة وحده أنا صديقتها من زمان وتقول أنا وحيده ما عندي أهل
أمسكت هيام بذراع عمتها شدعوه ! والله أني محظوظه بعمه مثلك وأنتِ كل هلي
ثم أمسكت بذراع نجد :وما ننكر نجد بعد ،أنتِ لي مثل بندر لعبدالعزيز
إبتسمت نجد فقالت أم ورد :تدرين وش يعني ؟ يعني عيال يوم واحد
هيام :ويعني صداقه العمر والسنين اللي حتى بعدهم ذكرها ما أنقطع
نجد :كيف عيال يوم واحد ؟
هيام :صدق عمه كيف ؟
أم ورد :مولودين بيوم واحد
هيام بصدمه :كذابه !
أم ورد :تكذبين عمتك ! واخزياه ،ماهو بشرط تصدقيني روحي شوفي هوياتهم
هيام :لا قصدي ...ماشاء الله يعني صدق ...أحسب أنه التاريخ الموحد حق نص الشعب ٧/١
أم ورد :لا صدق والدين بنفس اليوم ما بينهم إلا ساعه ،توها طلعت عمة أبوي من بيتنا يوم ولدت أمي بعبدالعزيز إلا جايها محسن يناديها لوضحه بتولد ببندر
سكتت هيام قليلًا ثم قالت بخفوت :كل اللي بالقصه كانت لهم حياه يعيشونها وأحلام و جروح ...والحين هم متوفين
أم ورد :الله يرحمهم جميع
نجد :هيه يا بابا باقي وحده حيه
هيام وأم ورد بإستغراب:مين ؟
نجد :وضحه
ضحكت أم ورد :نسيتها أستغفر الله
هيام :ماشاء الله ذي معمره
أم ورد :عيب ،أحترميها أكبر منك
هيام :والله يا عمه تقهر ! أول ما قابلتها تكلمت بالكلام الي أنتشر عن أبوي أول،ما أحترمت وفاته ولا أحترمت أنه صديق ولدها ولا شيء وفوق ذا أشرت لي على ليلى الي طلعت على أبوي الكلام حسبي الله بس
أم ورد :عجوز طبعها حاد وما بيدك غير الأحترام ،قالت كلام ما يعجبك طنشيها ...بعدين أنا إن طول الله بعمري بوصل لعمرها وباخذ طبعها ما بتصبرين علي ؟
ضمتها هيام إليها وقالت بإبتسامه :دام عمتي عزيزه بصبر لو كل يوم تجلديني ميه جلده
ضحكت أم ورد :والله والحب المفاجئ ذا
هيام :ما عرفت لك ! شوي تبيني أحبك وشوي ما تبيني أحبك وش تبين ؟
أم ورد ونجد بنفس الوقت :نبيك ترجعين
نظرت لهم هيام وهي عاقدة حاجبيها :متفقين علي صح ؟
أم ورد :لا والله أني جيت وحدي أتطمن عليك
نجد :أنا جيت مع غيث ولا أدري فيها ولا شيء
أم ورد :بعدين لو متفقين أولى أجيب بنتي معاي فريق تعزيز
نجد :صح لو متفقين كان ورد معنا
هيام :ورد تجهز لعرسها أكيد عرضتوا عليها أتفاقكم وما قدرت تجي
نجد :هيام عاد ! لو أني أبي أرجعك كان علمت صقر عن مكانك وفصلت من الشغل وقتها بيجيك هو يزن عليك ويرجعك لشغلك
هيام بإستهزاء :أي طبعًا ما يجيبه إلا الشغل
أم ورد :وش تبين يجيبه يعني ؟
بلعت هيام ريقها :شلون وصلتم الموضوع لهنا !
نجد :خلونا ندخل ذا المحل ،يمدحون جزمهم
دخلت هيام قبلهم لقفل الموضوع فتنهدت أم ورد خلفها :والله فكرة الأتفاق زينه
نجد :معليش يا خاله صار لي موقف توبت أتفق من ورا هيام ،لكن معليك بزن عليها كل يوم لين ترجع
أم ورد :نحفت حيل الله يهديها
رن هاتف نجد فتنحت جانبًا لترد عليه :هلا حبيبي ،كيف الشغل
غيث :زي الزفت
نجد :ليه وش صار؟
غيث :مرسلين بالأيميل سعر وبالواقع سعر وليت الأرض تسوى سبخه على البحر ،أنبح حلقي وأنا أتفاوض
نجد :طيب علمت صقر ؟
غيث :باقي ،بغيت أسأل عنك وينكم؟
نجد :قاعدين نتسوق ،الجو حلو ...
إبتسمت وأكملت :الجو غيث
غيث :غيث يبرق ويرعد
نجد :يلا عاد منفس عشان أرض !
غيث :أسلوبهم مستفز وحركتهم مستفزه الحمدلله ما يفهمون عربي لأني سبيتهم سب
وقعت عين نجد على هيام :عندي فكره !
غيث :وش ؟
نجد وهي تدخل المحل :بكلمك بعد شوي
دخلت ووقفت بجانب هيام التي تقلب في الملابس :هيام
هيام :أخذ أكس لارج وتجي أوفر سايز ولا مديم وتجي ماسكه؟
نجد :خذي لارج بالنص
هيام :طيب
نجد :ما أشتقتي للشغل ؟
هيام :لا حياة الطلاب حلوه ،أتعلم لغه جديده وأموري بالسليم
نجد :طيب هيام تكفين
هيام :وش؟
نجد:عندنا مشكله بالشغل و...
قاطعتها هيام :ولا تحاولين ما برجع
نجد :لالا ما بقول أرجعي بس أبي أستشارتك
هيام :وش؟
نجد :تعرفين عن الفندق الي بنبيه باليونان
هيام :أي سبحان الله ما لقيتوا إلا اليونان ،شكله أقتراحك
نجد :لأنهم حطوا ببريطانيا واحد وبالسعوديه مدري كم مدينه فيها فرع وبإيطاليا وهم يتوجهون لأماكن السياحه ...المهم ما علينا ،تخيلي النصابين الي بنشتري منهم الأرض بالأيميل مرسلين سعر وبالحقيقه سعر ثاني والأرض سبخه يعني تكلفة البناء بتجي أكثر والميزانيه بتتدمر وما بقدر أعيش عيالي حياة الغنى ،شيء مثير للشفقه
هيام :طيب غيروا الموقع لا تجون اليونان أحسن
نجد :تعرفين صقر عاد مستحيل يغير وترا له ست شهور وهو يجهز لذا الفندق مع أخوه ثنيان ،يعني هم سبقوك بفكرة اليونان
هيام :طيب خلاص لا تاكليني ،مدري عاد وش نسوي
نجد :شرايك تروحين تتفاوضين بدال غيث المسكين
هيام :بالضبط عشان يتواصلون بإيميلات مع صقر ويكتبون أسمي ويعرف والله ما أروح
نجد :طيب نروح سوا وكذبي أن أسمك غيث بالأخير أجانب ما يعرفون أسماء العرب
هيام :لا والله أنا ببعد عن أي شيء يربطني فيه حلوا الموضوع بنفسكم
أم ورد :شرايكم أجيب ذا لرود ؟
هيام :أي بيعجبها
نجد :على ذوقها مره
هيام :نحاسب؟
نجد :لا أصبروا باقي ما شفت شيء!
هيام :وين كنتي أجل؟
نجد :أكلم غيث ،بعدين كيف كذا بسرعه تختارون وتطلعون ما يجذبكم السوق تطولون
هيام :مهاره خاصه عند آل مبارك صح عمتي؟
تلفتت حولها فلم تجدها :وينك عمه
أم ورد :والله محتاره بذا الفستان يصلح لأم العروس يوم الملكه ولا ناعم بزياده؟
نجد بسخريه :مهارات آل مبارك أجل
هيام :أحسه حلو
نجد :لا ناعم
هيام :تراها ملكه عائليه بس أحنا وهم
نجد :دام كذا يناسب
أم ورد :بس ما يصلح على الذهب
هيام :عمه تلبسين ذهب بملكه البيت؟
أم ورد :أيه البس ولا الكلام يرجع لزوجي الله يرحمه أنه ما جاب لي ذهب والله يخسون يتكلمون به
هيام :بس محد أصلًا بيحضر عشان يتكلم مغير أهل العريس رتيل وأمها ما يتكلمون بالناس ،ونجد هذي هي منا وفينا
نجد :حبيبتي والله
أم ورد وهي تفتش في الفساتين :وضحه بتحضر
هيام :يعني حتى أنتِ كلامها يأثر فيك
أم ورد :أنا غير وأنتِ غير ،الشباب عادي يجي فيهم الكلام ويطنشونه لكن أنا عجيز تنشر عني الكلام بأخر عمري ليه
هيام :عمه ! وش عجيز شوفي وجهك كيف ما عندك تجاعيد وتسافرين وحدك ما تخافين و تسوقين وكل شيء تسوينه ،أنا العجيز مب أنتِ
أم ورد :تدرين كم عمري ؟
نجد :بالاربعين
أم ورد :لا ...إلا والله ثمانيه وأربعين
هيام :هاه شفتي الأربعين عز الشباب يعني زيي زيك وكلنا ما نطيق وضحه وكلنا ما نطيق كلامها حتى أحفادها ما يطيقونها ومحد العجيز إلا هي
أم ورد :صدق أني ما أطيقها من زمان بس شنسوي
هيام :نرد عليها لو تقول زوجك ما جاب ذهب قولي لها اللسان الوصخ لو تغلفه بذهب يبقى وصخ
نجد :كنها هجمة مرتده؟
هيام :لا عليها هي أنه لسانها وصخ
أم ورد :عيب يا هيام عيب لا تشرهيني بالناس محد الخسران وقتها إلا بنتي يقومون يقولون أم العروس قليلة أدب أجل بنتها مثلها ويكنسلون
هيام :دام هي بتحضر أنا ما بحضر
نجد :ما بتحضرين ملكة بنت عمتك عشان وضحه والله لو أنها طارق يا شيخه
أم ورد :مابك ولا كره بوضحه مغير تبغينه عذر عشان ما ترجعين
تنهدت هيام :كيف عرفتي؟
أم ورد :تنقي تنقي بالفساتين ذي والله لا تحضرين حتى لو العروس ما حضرت أنتِ تحضرين
هيام :طيب عمه بقول بصراحه يعني ...صقر بيحضر الملكه ما أبيه يعرف عني
أم ورد :وأنتِ بتحضرين عند الرجال ؟ وش عليك فيه إن شاء الله يدق باب بيتنا ما نفتح له
نجد :لا دق باب البيت فإنه يبغى الحلال أفتحوا له
نظرت هيام وأم ورد لنجد فقالت :أمزح
أم ورد :الله من النكد بتخرب عيشتها عشان رجال جعله بستين حريق!
نجد :خاله أعترفي أنك نسويه
أم ورد:وش نسويته؟
هيام :ماهو شيء مهم، أسمعيني أنا ما بحضر عند الرجال بس وضحه بتحضر بتروح تقول له
أم ورد بتجاهل :ليت حمد ذا له أخو وأزوجك إياه يستر عليك ويرد لك عقلك
هيام :الحمدلله ما عنده أخوان ،وانا عندي عقل من غير والزواج ماهو مقايس للعقل شوفي نجد متزوجه وكيف حالها
أم ورد :لا جو لها عيال تعقل
نجد :تراني عاقله موجوده تتكلمون عني !
رن هاتفها فنظر له ثم لهم :أحمدوا ربكم غيث أنقذكم مني المر٨ الجايه ما أسمح تتكلمون علي
أبتعدت عنهم وردت عليه :هلا
غيث :وش فكرتك معد رديتي
نجد :بغيت أخلي هيام تتفاوض معاهم بس عيث
غيث :كلمت صقر ،ثنيان بيجي نهايه الأسبوع وأحنا بنرجع
نجد :يعني صقر ما بيجي؟
غيث :أي
نجد :كويس ،يلا أكلمك بعدين
غيث :تراني حجزت الشقه الي جنب هيام لنا
نجد :لحظه المبنى إيجار شهري وسنوي بس
غيث :حجزته شهرين لأن ثنيان بيجي أكثر من مره
نجد :جنب هيام جنبها !
غيث :أي
نجد :طيب هو ماشاء الله عليه يخلص شغله يوم واحد ذهاب وإياب
غيث :بعض الأحيان يقعد كم يوم
نجد :خلاص ما علينا فيهم إن شاء الله قرون ياخذون ما علينا
هيام :خلصتي نجد؟
نجد :أي الحين جايه ،يلا مع السلامه
غيث :مع السلامه
...
بعد أسبوع وعدة أيام وتحديدًا في يوم عقد قرآن ورد وحمد كانت هيام قد حجزت ذهابًا وإيابًا بنفس اليوم لتتجنب أي لقاء مع صقر ،وصلت إلى المطار فأستقبلتها نجد التي أخذتها لمنزل حيث هناك التجهيزات .
هيام :جيت
ورد :الله جابك هيام ،الويفي ما تضبط ببكي
هيام :ضابطه طيب
ورد :لا جايه صغيره مره
هيام :طيب ورد شعرك قصير ما تصلح الويفي الكبيره
ورد :لا مو كبيره ابغاها ،بوريك صوره
فتحت هاتفها وأرتها صورًا لما تريد :كذا ،طيب عطيني الجهاز وأجلسي
ورد :صبر بجيب المناكير وبحط
هيام :يلا
جلست ورد على الكرسي وبدأت هيام تسرح شعرها ليرن هاتفها
ورد :مين؟
نظرت هيام للهاتف وبلعت ريقها :صقر
ورد :حتى بيومي ماهم مريحيني من ذا الشغل !
أخذت الهاتف وردت عليه :الو
صقر :وش صار على اللي أرسلته
ورد :أنا اليوم عروس شغل ما شغل ما أدري وش تقول
صقر :نسيت
ورد :أح
هيام :حرقتك؟
صقر :صوت مين ذا؟
ورد :محد ،بقفل
أغلقت في وجهه فتنهد لضيق حاله وكثرة أوهامه من أصوات وطيوف تشابه هيام
جهاد جبت لك الغتره الي تبيها
صقر :حطها هنا
جهاد :وش فيك؟
صقر :مالي خلق شيء
جهاد أقول لك شعر؟
صقر :لا ،قم تجهز بتحضر معاي
جهاد :وأوس؟
صقر :يجهز معرضه ماهو فاضي
جهاد :إن شاء الله
في المساء
أم ورد :خلصتوا ؟
ورد :أي أي
أم ورد :أخوك يقول المملك جاء
ورد :بس باقي البخور ،راحت هيام تجيبه
هيام :هاك
ورد :كذا خلاص خلصت
هيام :خلاص
ورد :طفي المكيف برد
هيام :خليه لا يخرب شعرك من الحر
أم ورد :يلا أخوك يقول أنزلي
قامت ورد :شكلي تمام
هيام :والله حلو والله
دخلت نجد :ملكوا ؟
هيام :الحين بتروح ،عادك دايخه؟
نجد :أي بالغصب تجهزت
هيام بسخريه :يمكن حامل
نجد :لا ...لا لحظه إلا شكله !
هيام :كذابه!
نجد :مدري ،ما حسبت بس مره طولت
هيام :سوي تحليل اليوم
نجد :بسوي بسوي إذا رجعت
هيام :يلا خلينا نلحق على ورد
نزلوا إلى الأسفل حيث ورد
نجد :خلاص عقدتوا ؟
ورد بهمس :باقي الرجال
نجد :شفيك تهمسين؟
ورد :قاعدين بذا المجلس هم خلينا نسمع
هيام :كذابه !
ورد :أسكتي
خلف الباب في المجلس سمع صقر ذات الصوت المألوف له وبقيت عينه معلقة بالباب منتظرًا أن يتأكد له الصوت بأنه صوت هيام لكن الصوت لم يتكرر فحسب أنه خيال كما مضى
الشيخ :بارك الله لكما وعليكما وجمع بينكما بكل خير
ورد:خلصوا !
هيام :كيف عرفتم؟
نجد :أسمعيهم يباركون
ورد :يمه صرت متزوجه
عانقتها نجد :أهلًا بك في العالم الجديد ،عالم طبيعي تشرق الشمس كل يوم ولا فيه جديد
هيام :وخري خلاص بحضنها
عانقتها هيام وقالت :مبروك
أبتعدت عانها لتعانقها أمها :الله يبارك لك ويسعدك وعقبال هيام
هيام :الله لا يقولها
ورد :بتحشرج :ماما أحس ...
أبتعدت عنها وقالت وعيناها تدمع :ليت بابا هنا
هيام والتي ذاقت هذه الدموع جيدًا بغصه:لا تبكين عاد اليوم المفروض تكونين فرحانه
أم ورد وقد دمعت عيناها أيضًا :يعني مصرين تذكروني فيهم !
نجد وهي تتلفت لهم بحيره :مدري أحضن مين وأخلي مين
بلعت ورد ريقها وأخذت نفسًا عميقًا :خلاص آسفه لا تبكون
جلست أم ورد على الكنبه تبكي لتقول هيام بتحشرج :خلاص
أم ورد :يا مرارة الفقد حتى بأسعد الأيام تزورنا ...
جلس ورد بجانب أمها وبكت فور ما قالته أما هيام فكانت تحاول ضبط نفسها لذا لفت ظهرها لكي لا تراهم ولكن لم تستطع ضبط نفسها لتبكي بصمت فعانقتها نجد ومسحت على ظهرها :بسم الله عليك
تنهدت أم ورد وكأنما أستعادت وعيها :آمنت بالله الذي لا اله إلا هو ،الله يرحمهم جميع ...خلاص يا بنات تعوذوا من الشيطان هو الي دخل بنا ذا الباب ولا وده أننا نفرح ،البكى ماهو نافعنا ولا نافعهم مير ترحموا عليهم وأدعوا لهم والليله ليلة فرح الحمدلله
مسحت دموع ورد :وش بقى من مكياج بوجهك كله راح ومحد شافك باقي،روحي غسلي وجهك وحطي مكياجك مره ثانيه
قامت ورد وذهبت طائعة لأمر أمها التي قامت لتعانق هيام :خلاص يا بنت عبدالعزيز خلاص
هيام :أشتقت له
أم ورد :أبوك كان يحب المناسبات السعيده ما عمره ذرف دمعه فيها وهو أشقى من شقى ،تشبهي به وأصبري يا بنتي
هيام وهي تمسح دموعها :إن شاء الله
أم ورد :يلا روحي الحقي رفيقتك وغسلي وجهك
هيام :طيب
ذهبت هيام فبقيت أم ورد ونجد فقط
نجد وهي تنظر لأم ورد :أدري أنك مثلهم،تعلمت الحزن من ملامح هيام
أم ورد :أنا عشت مع أخوي وزوجي عمر أطول من اللي عاشوه هيام وورد معهم وبكل محل لي ذكرى لهم ...
عانقتها نجد لتقول بغصه :أبصبر لأجل هاليتيمات
نجد :مثل ما سمعت لهيام كثير بسمع لك ،معزتك عندي من معزتها
ابتعدت عنها أم ورد وقالت :جزاك الله خير
دق باب مجلس الرجال :يمه
أم ورد :روحي لهم فوق ساعديهم
نجد :تمام
ذهبت نجد ففتحت أم ورد الباب:شفيك؟
دخل ناصر إليها وتلفت :وين ورد؟
أم ورد :فوق
ناصر :بغيت أبارك لها
أم ورد :شوي وتجي نست شيء
نظر لوجه أمه قليلًا :بكيتوا؟
أم ورد :ما بكينا لكن يتأثر الواحد بذي المناسبات الحمدلله بنتي كبرت وربي كتب لها نصيب وبتفتح لها بيت
ناصر :الحمدلله ..تعشيتوا؟
أم ورد :لسى شوي ونتعشى
أحمد(ابن ناصر) :بابا ليه ما تجي العشا كل الناس قاموا
أم ورد :روحوا تعشوا بالعافيه
نظرت لأحمد:وأنت كل زين لأجل تكبر وتصير مثل ابوك ان شاء الله
أحمد :كيفك يمه ؟
أم ورد :عقلي أنا الي يسأل عن حالي ،بشوفتك أصير بخير
أحمد :تاخذين علاجك؟
أم ورد بصدمه :أي علاج بسم الله علي !
ضحك ناصر :جدته الثانيه تاخذ دوا الضغط يحسبك مثلها
أم ورد :اها ، سلم لي على جدتك انا بخير الحمدلله ،يلا رح انت وابوك تعشوا أنا وراي ضيافه
ناصر :يلا أمش
بعد وقت في ذات الغرفه كانت ورد تجلس مع أمها تنتظر دخول حمد والذي حالما دخل زغردت أمها ثم قالت :بالمبارك بالمبارك ،منك المال ومنها العيال
كانت ورد مخفضة رأسها فظن حمد أنها تخجل وبقي ينظر لها بإستغراب
أم ورد :يلا أنا بخليكم شوي تتكلمون
خرجت ليتنحنح حمد :شلونك؟
ورد بصوت خافت مضطرب:بخير
حمد :مستحيه ؟
أخذت نفسًا عميقًا فظن أنها تبكي :ولا تبكين ؟
رفعت رأسها ونظرت له وهي تضحك:لا
إبتسم حمد :شفيك؟
كانت تضحك بشكل هستيري لدرجه لم تستطع قول كلمة واحده مما جعل حمد يشك في شكله :شكلي فيه شيء؟
أخذت نفسًا عميقًا وقالت :استغفر الله ،خلاص خلاص
تنحنحت ثم قالت وهي تحاول التوقف:جتني حالة ضحك بدون سبب
حمد :جعله دوم
ورد :لا والله تبي ...
ضحكت ولكن بشكل أخف من السابق :تبي بطني يتقطع
ضحك حمد لضحكها :يا بنت الحلال تعوذي من أبليس
ورد بضحك:أعديتك؟
حمد ايضًا بضحك:أي
ورد :خلاص بعد لثلاثه ونوقف
حمد :طيب
ورد :واحد...اثنين... ثلاثه
توقفا وبقيا ينظران لبعضها بصمت حتى قال حمد:جعلها بشارة خير هالضحك فبدايتنا
ورد :لو نرجع لأول بدايه بدينا بشكل غلط
حمد :أي بدايه ؟
ورد :يوم كنت أسرق الملفات
حمد :ذي نسيتها ولا تعني لي شيء ،أول بدايه يوم
قلد حركتها عندما كانت تجفف شعرها في المقهى:يوم سرقتي قهوتي
ورد :المفروض تنسى ذي
حمد :ما بنساها تدرين ليه ؟
ورد :ليه ؟
أمسك يدها وقبلها :لأنك سرقتي قلبي وقتها
عادت ورد للضحك الهستيري وسحبت يدها من يده :خلنا طبيعيين...لا تسوي اشياء غريبه تضحك
حمد بإبتسامه:وش يضحك مسكت يدك؟
ورد: توترت وصرت اضحك
حمد :طيب خلاص معليش أفتحي موضوع
ورد :شعرك حلو
حمد :بس أنا لابس شماغ !
ورد :المفروض أنت تقول لي
حمد :شعرك حلو ؟
ورد :أي
حمد :هو من يومه حلو
ورد :أدري
ضحك حمد :وش ماكله اليوم ؟
ورد :من الصباح متوتره
حمد :أجل وش بتسوين يوم العرس؟
ورد :خلنا نكنسل
حمد :العرس؟
ورد :أي
حمد :يعني أخذك كذا خلاص؟
ورد :لا ...خلاص لا تتزوجني
حمد بضحك :ماهو بكيفك ترا قد تزوجنا
ورد بضحك:شفت كيف يضحك ،تزوجنا !
حمد :يعني فرحانه ؟
ورد :أي
حمد :يا حياتي أنتِ وش هالفرحه الكيوت ،تخلين الواحد وده يفرحك كل يوم
ورد :أجل فرحني كل يوم
حمد :إذا ما فرحتك أفرح مين؟
بعد ساعات أنتهت السهره أخيرًا وقد ذهب كل الحاضرين بمن فيهم نجد
دخلت الموزل وخلعت كعبها العالي :رجولي لا اله إلا الله
غيث :ما توقعتك تجين بدري ،قلت يمكن تسهرين مع هيام
نجد :لا بتسافر هيام بوديها المطار بعد ساعتين بس بغير وبرتاح شوي
غيث :إذا أنك تعبانه أنا بوديها
نجد :لا أنا ودي أودعها
غيث :أجل أنا طالع بنسهر بالمزرعه
نجد :لا أصبر ،أنتظر هنا كأنك تنتظر خبر حاسم يقرر مصير حياتك الجايه كلها
غيث :وش؟
نجد :مدري أنتظر
غيث :أخر خبر حاسم بحياتي هل أخوك بيوافق علي ولالا
نجد بإبتسامه :خبر حاسم أحسن ،بس أنتظر بغير ملابسي
جلس غيث ينتظر فخرجت من غرفة النوم ودخلت الحمام فأخذ ينتظر أيضًا حتى صرخت ليقوم إليها :شفيك؟
خرجت وحضنته بسعاده :ماني مصدقه ماني مصدقه ماني مصدقه
غيث بإستغراب :وش؟
أبتعدت عنه وأمسكت وجهه بيديها :غيث حبيبي ،بتصير أب
غيث :وش يعني
نجد :أنا حامل
غيث بتلعثم لم يحدث له منذ زمن:يعني أنا حامل ...أنا أب
ضحكت نجد فحضنها :من زمان ما فرحت لذي الدرجه
نجد :جعلها دايمه أفراحك
غيث :الغيث ما يسعده إلا فرح نجد
نجد :ونجد ما تفرح إلا بغيثها
...
جهاد:أقولك وين جوالي يا ولد ؟
صقر :مدري عنك
جهاد :دق عليه
أتصل عليه فرد ناصر :انتم اصحاب الجوال ؟
صقر :فيه أحد رد
أخذ جهاد الهاتف:من أنت ؟
ناصر :لقيته بمجلسنا
جهاد:اي ناصر بنجيك بناخذه
ناصر :بجيبه أنا ليه العنا
جهاد:تعنينا لك مره نتعنى الثانيه مافيها شيء
أغلق الاتصال والتفت لصقر :نسيته ببيت العرس ،ودني له
صقر :خذ أنت المفتاح
جهاد :أنا سقت فيك يوم بنروح ودني انت مالي خلق اسوق
تنهد صقر وقام :تقل انا لي خلق
جهاد :الله يرحم أيام نتهاوش على الجمس بنسوقه
...
أما هيام فكانت لا تود أن تضيع لحظه أخرى في البقاء وهي تتجهز لتعود فورًا إلى الخارج .
أم ورد :يعني ما بتنامين حتى لين الصباح؟
هيام :بنام بالطياره
أم ورد :بيتك أريح لك يا بنتي!
هيام :عندي بكره أختبار بالمعهد
أم ورد:طيب دامه كذا ،خذي الأكل ذا معاك بقى من الضيافه
هيام :شبعانه والله
أم ورد :خذيه أكل ! حتى أكلي بترفضينه وش بيبقى بيننا ؟
أخذته هيام ووضعته على السرير ثم عانقت عمتها:بيننا محبة عبدالعزيز
أستنشقت عمتها رأحتها ثم تنهدت وقالت بغصه :يا روح عبدالعزيز
أبتعدت هيام عنها وأمسكت وجهها بإبتسامه :قد قلت لك إن عيونك تشبه عيونه؟
أبتسمت أم ورد وعيناها تدمع :لا
مسحت دموعها:أجل الحين أقولك ،وأنا ما كنت أحب دموعه
أم ورد :وأنتِ روحك وقصتك تشبهه ، حافظي على نجد تراها صدق لك مثل بندر لعبدالعزيز
إبتسمت هيام :ومين لي مثل عمتي غير عمتي
أم ورد :يلا الله يوفقك لا تتأخرين ،وإذا وصلتي كلميني
هيام وهي تخرج:من عيوني يا عيون عبدالعزيز
ضحكت أم ورد خلفها :الله يديم عليك هالفرحه ويحفظك وين ما تكونين
خرجت هيام إلى السياره حيث نجد تنتظر لتوصلها والتي لاحظت إبتسامتها الواسعه :عساها دوم
هيام :غازلت عمتي شوي وغازلتني وما طلعت إلا وهي راضيه علي ،وقالت شيء عنك
نجد :وش قالت؟
هيام :قالت أنك أنتِ وياها متعاونين بالسر علي تبون ترجعوني
نجد :هيام بلا كذب
ضحكت هيام :أمزح ،قالت أنك صدق لي مثل بندر لعبدالعزيز ولازم أحافظ عليك
نجد :وش فيها المشاعر جياشه اليوم
هيام :الحمدلله على نعمه الفرح
نجد:عندي لك خبر
هيام :وش؟
نجد :أنا مو صح رجعت بيتي؟
هيام :أي قلتي بتغيرين ملابسك وتجين
نظرت لها نجد بإبتسامه :أتصلي علي
هيام:ليه؟
نجد :أتصلي بس غيرت أسمك بوريك
هيام :طيب
أتصلت عليها ونظرت لأسمها في هاتف نجد فكان :خاله هيام ...وش خاله هيام؟
نجد :ياربي يالغباء يعني ...
صرخت هيام بسعاده :حامل !
نجد بإبتسامه واسعه :أخيرًا أستوعبتي
لم تتحمل هيام وعانقتها :ياروح خاله والله أصير خاله وأطلق خاله بعد
نجد ببكاء :هيام ...صدق أنك أختي اللي ما جابتها أمي
هيام وهي تمسح على ظهر نجد :شدعوه تبكين خلاص حامل شيء طبيعي الحمدلله
نجد :تأثرت ياخي ...أحمدي ربك حتى زوجي ما علمته بذي الرومنسيه وامي ما علمتها وابوي ولا راكان ولا خالة غيث ولا احد إلا أنتِ وغيث
هيام :أي أكيد أنا سبيشل
نجد وهي تمسح دموعها :يلا بس لا تتأخرين خليني أوديك
هيام :بشغل لك أهداء قبل أروح
نجد وهي تحرك السياره:شغلي
شغلت الاغنيه وبدأت الغناء معها :روح الماما يا قلب الماما ...
ضحكت نجد وأكملت الأغنيه معها ،أما في الجهه الأخرى من الشارع فقد كان صقر وجهاد في السياره ينتظران خروج ناصر لهم ،
نظر جهاد تحت قدميه:وش ذي الوصاخه مين ياكل بالسياره ؟
صقر :وش ذا...جوانا يا جوانا أوريك
جهاد :خلاص لا تشدها برميها أنا
فتح الباب ونزل ليرميها وبينما صقر يراقبه لمح طيف هيام والذي أعتاد كثرة زياراته له لكن ما جعله يظن أنها حقيقه رؤيته لنجد أيضًا ولوحة سيارتها ،يستحيل أن يتخيلهم بمشهد كامل كهذا !
بلع ريقه وصرخ لجهاد :بسرعه
جهاد وقد رأى ناصر يخرج فذهب إليه ليأخذ الهاتف ثم عاد لصقر :شفيك مستعجل ؟
صقر :طلع لي مشوار
جهاد :يعني ما بتسهر معنا ؟
صقر :يوم ثاني ان شاء الله
تنهد جهاد :خيره خيره
صقر :وش يعجبك فيني ؟
جهاد :مدري ياخي أحبك
صقر :عشان خويك بديرته تعلقت بي
جهاد :هذاك النفسيه ما يسمع القصيد خلني اقول لك انت
توقف عند الأشاره وأخذ يتلفت حوله باحثًا عن سيارة نجد :قول
جهاد :تدور مين ؟
صقر :هذا قصيدك ؟
جهاد :لا اسألك
بلع صقر ريقه :محد
جهاد : يقول لك خالد الفيصل :

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن