لمحةٌ من الماضي ،قبل ١٨ عامًا
أوس :أنت أمس تفرجت ! اليوم دوري
صقر :بس أن البرنامج الي أتابعه يجي بذا الوقت !
أوس :حتى أنا
صقر :أنت تتفرج سيد بارع وش ذا الخياس
أوس :على أساس أنت تتفرج شي صاحي ؟ تتفرج التونه العنيده
صقر :يلا بس أنقلع وخلني أتفرج زي الناس
وقف أوس أمام التلفاز :ماني مخليك
صقر :أنقلع يا أوس ولا قمت لك
أوس :وش بتسوي يعني؟
صقر :بصفقك
أوس :عطني الريموت وأبعد
صقر :ما بعطيك أبعد وأنت ساكت
أوس :بنادي أمي
صقر :نادها
صرخ أوس :أمي شو...
قام صقر وغطى فمه قبل أن يكمل :أسكت
أبعده أوس وصفع وجهه :ضرسي ضغطت عليه !
صقر:قدها !
أوس :قدها
ثبته من ياقته على الجدار وبدأ خنقه :الكف يوجع يا حيوان!
دخلت أمهم على ذلك المنظر فصرخت وهي تبعده عنه:أخوك !
صقر وهو يتراجع للخلف :يستاهل
أم ثنيان وهي تعانقه :وش سوا لك ؟
صقر :سفعني كف
أم ثنيان :وتبيني أزيدك كف ؟ كنت بتقتله بسبب كف
صقر :يعني ما أدافع عن نفسي؟
أم ثنيان :دافع بكل شي إلا الخنق !
تفحصت أوس :أنت تمام صح؟
أوس :أي
أم ثنيان :ياربي علمّت رقبته
...
صقر :هاه جيت عسى ما شر؟
أوس :بقول لك شي بس مدري كيف أبدا
صقر :من بدايه الموضوع
مسح وجهه وتنهد :أنا بمصيبه
صقر :وش ؟
أوس :قبل فتره تورطت بناس الحين يطلبوني فلوس
صقر :ناس وش بالضبط؟
أوس :مدري بس طلبت منهم طلب
صقر :بتتكلم بالقطاره ! وش طلبت منهم وليه وكيف
أوس :أبي أساعد هيام بس...ما أبي يكون عندها أقارب كلمتهم يجيبون وحده على أساس أنها خالتها و...
قاطعه صقر وقد ثبته من ياقته على الجدار :أنت الي مكذب عليها يالحيوان !
أوس وهو ينظر لعيني صقر بحده:هاه وش بتسوي ؟ بتخنقني؟
صقر وهو يبعد يديه:وأنت وش بتسوي بتنادي أمي؟كبرنا على ذي الحركات
جلس فعاد أوس لمكانه أيضًا :وش سويت وليه ؟
أوس :كلمتهم بمبلغ يخلون وحده تسوي نفسها خاله هيام وأنها ناسيه كل شي وسويناها وبعدين ...هيام عرفت والحين بنفس الوقت قاعدين يهددوني
وضع صقر رجلًا على رجل :وليه حضرتك سويت كل ذا ؟
أوس :قالت لي أساعدها بدون محد يدري
صقر :ورحت كذبت عليها
أوس :عشان أحميها
صقر :من وش؟ وش الخطر الي تعرفه؟
أوس :يمكن أقاربها ما يكونون كويسين
صقر :ويمكن يكونون أحن مني ومنك عليها ؟
أوس :بس أبوي وصاها لنا
صقر :لنا !
أوس :يعني علينا أمانه
صقر :وأنت بغبائك ضيعت الأمانه وضيعت عمرك ،أنا وش أسوي الحين أراضي هيام ولا أطلعك من الزفت الي أنت سويته ولا وش
أوس :ليش مهتم تراضيها لذي الدرجه ؟ وش تعني لك
صقر :يمكن لو فكرت بعقلك تتذكر أننا طولنا ندورها وما نبيها تهرب مره ثانيه؟
تنهد أوس :وش بنسوي
صقر :أمش معاي بنروح لمصلح
أوس :بس أنا ما بغيت أحد يدري
صقر :أمش قلت لك ! محد بيحل مشكلتك إلا مصلح
قام أوس على مضض ولحق صقر
صقر وهو يتصل على مصلح:بتقول أدق التفاصيل لمصلح بس أصبر أكلمه ...اي مصلح فاضي؟
مصلح :أي
صقر :لقيت لك الخاين الي يلعب من تحتنا
مصلح :مين؟
صقر :أوس
مصلح :لا يكون تظلمه مره ثانيه
صقر :هو جا وأعترف وما جابه إلا مصيبه
مصلح:الله المستعان تعالوني بالمكتب
صقر وهو يبتعد عن مصلح :طيب أسمع
مصلح :سم
صقر :ما أدري أي المعلومات الي تورط بها عن هيام ،حط لها حارس يتبعها لين نشوف للموضوع
مصلح :أول علموني بالموضوع وأشوف يستدعي حارس ولا لا
صقر :أبشر الحين بنجيك
عند مصلح
أوس :وبس ذا الموضوع
تنهد مصلح :شيبتوا راسي
صقر :حتى مصلح نقد عليك
مصلح :وأنت مشيب راسي أكثر منه خلني أفكر
...
غاده :صباح الخير
روّاف :صباح النور ،نمتي كويس؟
غاده:أي وأنت؟
روّاف :تمام بس المكيف ضايقني شوي
غاده :حسيته حار؟
روّاف :أي
غاده :حتى أنا كذا فجأه حسيته صار حار
روّاف :مو مهم بنطلع اليوم من الفندق ،بنسافر
غاده :وين؟
روّاف :استراليا ،قد رحتيها؟
غاده :لا
روّاف :أنا قد رحت
جلست مقابله :كيف كانت؟
روّاف :حلوه صراحه ،لو تحبين الحيوانات
غاده :أي أحبهم ،بنت عمي عندها غزال صغير يعجبني
ضحكت وأكملت :ولما كنت صغيره كنت أبي أجيب قندس هذاك الي يسوي سدود بالمويا ،مدري كيف كنت بعيشه بالبيت
إبتسم روّاف وهو ينظر لغمازتها فأرتبكت من نظراته:وش؟ وجهي فيه شي
هز رأسه إنكارًا:ولا شي بس...أحب غمازتك
خجلت وغطت خدها :متى الرحله؟
روّاف بإبتسامه :بعد المغرب
دق الجرس فقام ليفتح :الفطور جا
أستعدلت بجلستها عند ذهابه ورتبت شكلها ثم أخذت نفسًا عميقًا
عاد وجلس مكانه :ما طلبت قهوه قلت إذا طلعنا نمر أي كوفي
غاده :عادي أساسًا ما تعجبني حقت الفنادق
روّاف بسخريه :أساسًا ما عندهم كولد برو
إبتسمت غاده :صورتي عندك كولد برو
روّاف :صورتك عندي غاده
غاده :بس غاده لازم يعني شي
روّاف :صورتك غاده ،أنا أشوفك إنسانه فريده بحياتي حتى لما ...يمكن ما تبين تتكلمين بالموضوع خلاص
غاده :لا عادي سطرنا اليوم نفرغ كل شي عن الموضوع
إبتسم لتغير حالها ومحاولتها جاهدة للنسيان :لما عرفت أنك مخطوبه وكنت على وشك أدور غيرك ،قلت لهم دوروا لي غاده
نظر لعينيها قليلًا ثم أكمل :ما كان ببالي أنك نصيبي
غاده بإستغراب :يعني كنت تبيني وأنا لسى مخطوبه؟
روّاف :أي ،ما كنت أعرف
غاده :فيه مقوله كنت أؤمن فيها لنفسي وظنيتها تصير لي ،أنه لما الله يحط بقلب شخص حبه لشيء أكيد أنه بيحققه له
إبتسمت وتنهدت :صح ما صارت لي بس صارت لك ،الله زرع فيك فكرة أنك تبيني رغم أني مخطوبه وأنقلبت الأحداث بثواني وحقق لك ربي مرادك
أمسك روّاف يدها :والأكيد أن الي صار لك خير ،مو لأني أنا الي أخذتك حتى لو كان أي شخص غيري ،أختيار الله دايم صحيح ومناسب لكن ...خلق الإنسان هلوعا
غاده :من زمان ما فتحت حوار كذا ،أحس نفسي أرتاحت
روّاف :حواراتي دايم بتكون كذا ،أبوي داعيه وأختي بالحرم النبوي
غاده :توني أذكر أنكم من المدينه ،لازم توديني الحرم !
روّاف :أوديك الحرم ليه لا
غاده :كل يوم
روّاف :كل يوم ؟
غاده :أي كل يوم
روّاف :شغلك هنا !
غاده :سمعت عن فرع المستشفى إلي بالمدينه ،وقدمت نقل أحس بيكون أفضل لي ولك
روّاف :ما ضغطتي على نفسك بذا القرار صح؟
غاده :لا والله ما ضغطت ،من زمان حلمي أعيش بمكه ولا المدينه بعيد عن إزعاج الحياه
ضحك روّاف :ترا حتى هناك فيه حياه فيه مطاعم وكوفيهات وطلعات مب بس الحرم
غاده :أنا بروح هدفي بس الحرم ما أبي ولا شي
روّاف :حتى الكوفي حقي؟
غاده :بإستثناء الكوفي حقك ،يا الله نسيت تفاصيل كثيره !
روّاف :ونسينا الأكل بيبرد
غاده :قد برد
...
ورد :الو ،مين معي؟
:أنا أدري عن أغلاطك
بلعت ريقها :طيب؟
:تبين تكفرين عنها؟
ورد :أعتذرت
:أعتذارك ما يكفي ،بعطيك مهمه تسوينها وتكفرين
ورد :طيب مين أنت؟
:أنا شخص يبي الخير
ورد :ما رح أسوي شي أنا تايبه خلاص
:براحتك ،بس أنتبهي لأمك ،ما ندري ترجع بالسلامه ولالا
ورد :والله لو تلمس...
أغلق بوجهها فأعادت الإتصال :الو
:قررتي؟
ورد :ما بسوي لكم أي شي
:طيب
أغلق بوجهها مرة أخرى فزفرت بغضب وسرعان ما تذكرت أن هذا مردود أفعالها فتنهدت بإستسلام :يارب لا تختبرني بأمي
رن هاتفها مرة أخرى فردت بسرعه :الو
حمد :فاضيه؟
ورد :أي
حمد :طيب فيه شي لك أستلميه
ورد :وين؟
حمد :عند بيتك ،خليك معاي لا تقفلين
ورد :طيب
فتحت الباب لتجد مندوبًا يحمل بيده باقه :ورد؟
ورد :أي
المندوب :وقعي هنا
وقعت وأخذت الباقه لتجد أنها مرآة فقط ! ولا وردة واحده :وش ذي؟
حمد :ورد
ورد :ماهو ورد ذي مرايا!
حمد :النيه ورد لكن ما لقيت ورد يحاكي جمالك
ضحكت ورد وقالت بسخريه :الورد الشامي غير
حمد :ورد أبي أخطبك
توقفت عن الضحك :هاه؟
حمد :أبي أخطبك ،يكون بيننا شي رسمي
بلعت ريقها:يعني زواج!
حمد :لي فتره أفكر وش ورانا ونكلم بعض كذا ؟ علميني عن ظروف أهلك وأشوف متى يناسب أخطبك
ورد :بشوف أخوي متى يفضى يجينا
حمد :أنا بروح له وينه؟
ورد :بدبي
حمد :حسبته بالرياض
ورد :بشوف له شكله رح يجي مع أمي
حمد :بعدين ردي لي خبر ،والله أني أبيك بالحلال
إبتسمت ورد :إن شاء الله
...
شروق :أمشي خلينا نروح نشوف المستجدات
نرجس :لا ما أبي بدخل للعميده
شروق :ليه؟
نرجس :يختي عيا يسوي لي الجدول راحت علي المواد
شروق :يعني للحين أنتِ بدون جدول؟
نرجس :أي بروح عند العميده أشوف
شروق :طيب بنتظرك
دقت الباب ودخلت :السلام عليكم
العميده :وعليكم السلام ،تفضلي؟
نرجس :عندي مشكله ما قدرت أرتب الجدول
العميده :ليه؟
نرجس :مدري أجي أرتب المواد وخلاص ما يحفظه
العميده :عطيني سجلك المدني
نرجس :صبر
أخرجت بطاقتها من الحقيبه وأملت عليها السجل
العميده :عندك غلط بالبيانات ما تتطابق مع بياناتك بالأحوال
نرجس :ليه؟
العميده :تأكدي من البيانات
نرجس :طيب السجل هذا هو رقمي أشوفه
العميده :تعالي
وقفت بجانبها :ذا رقمي صح وذا رقم أبوي صح !
العميده :تزوجتي؟
نرجس :أي كيف عرفتي؟
العميده :عشان كذا ،غيري رقم ولي الأمر إلى رقم زوجك
نرجس :أيش؟
العميده :ولي أمرك زوجك
نرجس :وأبوي؟
العميده :أبوك يبقى أبوك
نرجس :مين قال ولي أمري زوجي؟
العميده :الشرع
نرجس :طيب أنا باقي ببيت أهلي...
العميده :تغيرينه تسوين جدولك ما تغيرينه وجودك بالجامعه وعدمك واحد لأن بياناتك خاطئه
نرجس :طيب
وضعت رقم خالد في خانة ولي الأمر ثم خرجت إلى شروق :خلاص تم
شروق :وش طلعت المشكله ؟
نرجس بغصه :رقم ولي الأمر لازم أحط رقم خالد
شروق :طيب؟
عانقتها نرجس وبكت :ما كنت عارفه أنه هو بيصير ولي أمري أحسبه أبوي !
شروق :وي بسم الله ! تزوجتي على عماك كيف ما تدرين؟
نرجس :طيب أنا باقي صغيره كيف خالد ينتبه لي؟ محد ينتبه لي زي أبوي
شروق :أنتبهي لنفسك
نرجس :معرف!
شروق :ومحد قال لك تتزوجين
نرجس :ما كنت أعرف !
شروق :طيب الحين تدرين وش تغير؟ بتتطلقين وترجعين لأبوك ولا كيف
نرجس :لا بس جتني لحظة إدراك
شروق :خلاص أجل وش ذا الدراما
نرجس :مارح تعرفين إلا لما تتزوجين
مرت مهيار بجانبهم فأنتبهت لبكاءها :شفيها؟
شروق :جتها لحظة إدراك أنه أبوها معد هو ولي أمرها
مهيار بقلق :ليه وش صار ؟
نرجس :لأني تزوجت
مهيار :أشوا ! أحسب صار شي
شروق :معليك منها شلونك أنتِ؟
مهيار :بخير الحمدلله شلونكم؟
شروق :بأحسن حال الحمدلله أرتحت من الدكتوره الغثيثه ومادتها
نرجس :أنتِ تخرجتي وش جابك؟
مهيار :مشروع التخرج الي سويته ،عجبهم وكلموني يبون يسوونه مشروع
شروق :منجد ! ماشاء الله
مهيار :بس ما وافقت
نرجس :ليه؟
مهيار :ما ناسبني المشروع وما عندي وقت
نرجس :شلون ما عندك وقت اليوم أربعه وعشرين ساعه
شروق :أنتِ أخر وحده تتكلم عن الوقت تقومين أخر الليل
مهيار :يبي له شغل كثير حوالي سنتين وأنا ...
ترددت في إخبارهم :حامل
صرخت شروق :اوميقاد!
إبتسمت نرجس بسعاده :ماشاء الله ...قولي ماشاء الله !
شروق :ماشاء الله الله يتمم لك على خير ...صبر يعني فهودي بيصير له ولد عم !
إبتسمت مهيار :إن شاء الله
شروق :يارب بنت يارب بنت يارب بنت
نرجس :الآن أروح أقول لوسن تجيب نونو عشان يصيرون أصحاب
ضحكت مهيار :يعني صداقتهم وراثه
نرجس :أي
مهيار :يلا أنا بروح
شروق :مع السلامه ،أنتبهي لنفسك وأمشي كنك تمشين على بيض
خرجت مهيار وركبت السياره حيث كان ينتظرها يزيد :وش فيك أبطيتي؟
مهيار :قابلت أخت هيفاء وصديقتها بنت آل محسن
يزيد :وكيف ؟
مهيار :ما وافقت شرحوا لي الخطه ماش ما حبيت الوضع
يزيد :ترا المشروع ذا بصالحك
مهيار :أحب الحياه المستقره بدون كد زياده ،وظيفه وزوج وبيت وطفل
أمسك يدها :براحتك
مهيار :تتوقع أصير أم كفو ؟
يزيد:أنتِ أم من الحين
مهيار :كيف؟
يزيد :أنك تهتمين بنفسك وتوفرين البيئه المناسبه للحمل السليم وتحمين طفلك يخليك أم
مهيار:حر !
يزيد :شغال المكيف
مهيار :مشتهيه ثلج ستاربكس
يزيد :اشتهي شي غيره
مهيار :ليه !
يزيد :مضر
مهيار :مين قال
يزيد:أنا
مهيار :ماهو على كيفي أشتهي غيره ،أبي ثلج
يزيد :أجيب لك مويا بارد ؟
مهيار :ثلج ستاربكس
يزيد:أسكريم؟
مهيار :ثلج ستاربكس
يزيد:ما يصير مضر!
مهيار :طيب أنا أشتهيته ذي المره باكله ذي المره أكسر شهيتي وخلاص
يزيد:وش يضمني أنك ما بتشتهينه مره ثانيه؟
مهيار :أنا أعرف نفسي !
يزيد :نشوف معرفتك لنفسك كيف
...
هيام :خلاص كلم المدربين أنه فيروزه ما ياخذونها بالتدريبات أنا بمشيها بس
حسن :أبشري
هيام :الله يبشرك بالجنه
صقر :ليه وش فيها فيروزه؟
هيام :مرضت شوي
صقر :أعزلوها عن باقي الخيول لا تعديهم
هيام :قلت لحسن يعزلها
أوس :هيام
تنهدت هيام :قول له أني ما أكلمه
صقر :سمعت بنفسك
أوس :ترا الموضوع ضروري
همس صقر له :يا ويلك تعلمها !
هيام :وش يعلمني؟
صقر :ولا شي معليك منه
هيام :وش تبي تعلمني أوس
أوس :أخيرًا كلمتيني
هيام :بتعلمني وش؟
أوس :الي زورت من عندهم سالفة خالتك
هيام:شفيهم؟
أوس :يهددوني
نظرت له ببرود قليلًا ثم أردفت:جزاتك
أوس :ما أهتم لنفسي أنا عادي يصير الي يصير بس أنتبهي لنفسك يمكن يكونون يعرفونك
هيام :وأنا أعرف الحكومه
صقر :لا تبلغين !
هيام :ليه ؟ حتى أنت معهم؟
صقر :بيروح فيها أوس
هيام :طيب؟
صقر :بنروح فيها سمعتنا بتنخسف
هيام :ولا يهمك أخوك يعني !
صقر :تفهمين الكلام ولا ما تفهمين ؟
هيام :أفهم ،ماني بقره يتكذب علي
صقر :خلاص أسكتي
هيام :ونروح فيها كلنا تستر
صقر :قاعدين نناقش الموضوع مع المحامي
أوس :صدقيني لو يرجع الزمن مارح أسوي شي كذا
هيام :لو يرجع غيرت حياتي ،بس ما يرجع
رن هاتف صقر فأبتعد عنهم :هاه وش صار ؟
مصلح :تعال أنت وأخوك بكلمكم
صقر :طيب
أغلق هاتفه وعاد لأوس :أمش بنروح لمصلح
هيام :بجي معكم
صقر :خليك هنا لو رحنا كلنا الشغل يبقى لمين؟
هيام :طيب بس علموني !
عند مصلح
مصلح :مافيه الا يسلم نفسه ويبلغ عليهم
صقر :مستحيل مصلح ذا ما يتحمل السجن !
مصلح :ما بيكون فيها سجن إن شاء الله ،بالكثير شي غرامه خمسين الف
صقر :طيب التزوير عقوبته سجن
مصلح :هو مو مزور الي تعامل معهم مزورين هو بس رشاهم
تنهد أوس :متأكد
مصلح :معليك الموضوع هين بس لازم يكون متعاون مع الدوله يمكن يستخدمونك وينصبون لهم كمين
صقر :ويطلع منها سالم؟
مصلح :بإذن الله
صقر :الغبي علم هيام ،أنا أدري أنها خايفه بس تكابر
مصلح :أجل أنت علمها باللي قلته
صقر :طيب ...مصلح
مصلح :هلا؟
صقر :سويت شي
مصلح :وش هببت ؟
صقر :الصبح كلمت ورد ،بغيتها تدخل بنظام ذوليك وتحذف تعامل أوس معهم
نظر له أوس بصدمه لأنها المره الأولى التي يشعر بها أن صقر يفعل المستحيل لأجل شخص ،و أي شخص هو ...لأخيه
مصلح :يا سلام أنتم كذا بتهدمون كل الي بناه أبوكم بالحلال ،وش بلاكم ؟ وش دخل الشيطان بحلالكم
صقر :بس رفضت
تنهد مصلح :لا حول ولا قوة إلا بالله أنا لازم أجيب لي شيخ يقرا عليكم
أوس :عندي إقتراح ...قول لها أنه كان إختبار بس لأمانتها
مصلح :وأنت علمتها معلومات عن أوس ؟ وعرفت صوتك؟
صقر :لا بس قلت لها كفري ذنوبك واشتغلي معنا وقالت ما أي قلت لها أنتبهي لأمك
مصلح :يا سلام صدق ! يعني نفترض صدق وراحت قالت لأمها بيحسبونه خ...
نظر لأوس وتمالك نفسه:بيحسبونه صدق ناس يلاحقونهم
صقر :فكره أوس حلوه بقول لها كذا وبعطيها مكافأه كم الف وخلاص بتنسى
مصلح :خلاص سو فكره أخوك لكن الحين هنا أحلفوا لي وتعهدوا أنه معد تعودون ذي الحركات ماهو كل شي ينشرى بالفلوس ! وبينكم وبين أبوكم خصام يوم الدين إن عدتوها وأنا ماني مسؤول عنكم يومها ولا شي كبار أنتوا كم لكم تديرون ذا الشغل ما لعبتوا إلا الحين مدري وش غيرت بإعداداتكم هالبنت !
نظر أوس لصقر وقد ثبت في داخله تساؤل عن معنى هيام في نفسه ،هل سينافسه عليها أم سيقدمها له على طبق من ذهب لا يدري ،لكنه وعد نفسه منذ اليوم أن يراقب صقر أكثر وينظر في حاله قبل فوات الأوان
مصلح :يلا أمشوا قدامي للشرطه يسلم نفسه
صقر :أجي معكم؟
مصلح :أي تعال ،لازم أخذكم بالجمله لا أترك واحد يعدم الدنيا علينا
...
روّاف :تعبتي؟
غاده :أي
روّاف :أجل أجلسي هنا بجيب لك مويا
غاده :خلنا نرجع الفندق أحسن
نظر لساعته ثم لها :طيب
غاده :لياقتي صفر ،كنت أمشي كل يوم ساعه بس مدري شصار من يوم توظفت أرجع هلكانه وأنام وإذا قمت أقوم كسلانه ومالي خلق وأرجع أنام
روّاف :ذي حياتي يوم كنت طالب وكانت أسوء بعد
غاده :وش تخصصك؟
روّاف :أنجليزي
غاده :قدمت على وظايف فيه ولا على طول دخلت تجاره؟
روّاف :دخلت تجاره ،فيه وظايف تعليميه بس ما أشوف نفسي معلم أكرر نفس الروتين كل يوم أشرح نفس الدرس ثلاث ولا أربع مرات
ضحكت غاده :ما صدقت تتخرج يعني
روّاف :صح وفوق ذا كانوا المعلمين معدودين على الاصابع وهم الي أتحداهم الحين مدري كم طالب كلهم ضدي ماني سوبر مان واسيطر عليهم
غاده :ليه كنت أحسك دافور؟
روّاف :دفير ماني دافور ،على حسب المعلم
غاده :الدافور الشخصوني
روّاف :وأنتِ؟
غاده :ما كنت دافوره بس كنت أشد حيلي عشان أدخل طب تدري بس درجه وحده بالمعدل جتني تحسين من معلمه هي الي فرقت بدخولي التخصص الله يسعدها دنيا وأخره ذيك المعلمه
روّاف :تذكرينهم؟
غاده :كلهم أذكرهم بأشكالهم بحركاتهم
روّاف :ما أذكر إلا أثنين بس واحد تمشكلت معاه والثاني طلعني من المشكله
نظرت له غاده بصمت قليلًا فأنتبه لنظراتها :وش؟
غاده :مدري أحس وجهك بريء كيف طلعت كذا
روّاف :إذا أحد قرب لحدودي ودخلها يتغير وجهي
غاده :وصلنا
أشار على فندق بعيد :لا ذاك هو الفندق
غاده :الله ! أذكر أنه ذا
روّاف :أمزح
في غرفتهم
روّاف :بتتروشين ولا أتروش؟
غاده :رح أنت أنا بطول إذا دخلت
روّاف :طيب
دخل فأتصلت على أخواتها :هاه شلون الجامعيات؟
إبتهاج :اليوم كله أفكر بصديقاتي بالثانوي وفيني بكيه
نرجس :وانا صار لي موقف بكيت صراحه
غاده :وش صار؟
نرجس :صارت لي مشكله بالجدول ما قدرت اسويه بالأخير طلع لازم أغير رقم أبوي وأحط رقم خالد عند ولي الأمر وبكيت لأن توي أدري
إبتهاج :طيب؟
غاده :صدق توك تدرين !
نرجس :ليه كلكم تدرون إلا أنا ؟
غاده :ترا معروف من يوم نزل الإسلام البنت إذا تزوجت ولي أمرها زوجها
نرجس :طيب معلينا شلون شهر العسل مع الفيله ؟
غاده :ذكروني فيكم سبحان الله مو شرط يكون شبهائك الأربعين بشر ممكن فيله
إبتهاج:اقول تراني نازله عشره كيلو السنه الماضيه صرت نحيفه بشكل يخرع
نرجس :يمكن فيه دوده ببطنك
غاده :يلا أنا بقفل بروح أتروش الجو كتمه ورطوبه وحر وكل شي كني سويت ساونا
نرجس :وأنا بنام تعبت من طول هاليوم
أغلقت هاتفها وقامت لتختار ما تلبسه ريثما يخرج روّاف فرن هاتفها مرة أخرى وردت دون أن تقرأ الأسم :شفيكم؟
هادي :مسرع أحتميتي فيه ونسيتي محبتك لي
بلعت ريقها :وش تبي ؟
هادي :ليش تسمحين لي أخسرك؟
غاده :ترا عرضت عليك أني أبقى معاك بس أنت رفضتني أنت بعتني وأشتريت وحدتك
هادي :تحبينه؟
غاده وقد تجمعت الدموع في محاجرها:لعد تكلمني أتركني أنساك وأعيش خلاص !
هادي :جاوبي تحبينه ؟
خرج روّاف على هذا المشهد :مين؟
غاده وهي تمسح عينيها :مو مهم
روّاف :هادي صح؟
غاده :واحد غلطان
أخذ الهاتف من يدها ووضعه عند أذنه بصمت
هادي :تحبينه يا غاده ولا تحبيني؟
روّاف بغضب :أنت ما تتوب !ترضى الحين أكلم أختك ليل نهار وأقول لها تحبيني ولا تحبين زوجك لا والله ما ترضاها إلا إن كنت ***
هادي :لا تسوي طالع منها واضح كنت تبيها وهي مخطوبه لي حتى ما صدقت يوم تركتها وأخذتها
روّاف :لا تقارني فيك يوم أني أغليتها وأخذتها وأنت معلقها فيك سنين وساكت عن بلاك والحين راجع تدور والله ما تشم منها شعره ،غاده حليلتي وإن باقي دريت أنك تبي تتواصل معها بوريك الويل ولا علي من أحد
أغلق بوجهه ثم التفت لغاده التي كانت تبكي بحرقه :قلت لك مارح أكون قد توقعاتك
روّاف :وأنا وش كنت متوقع منك بذا الموقف ...أنا أساسًا ماني متوقع ذا الموقف توقعت لو كلمته بالطيب يوقف يكلمك لكنه ما يفهم بالكلام المحترم ،ماهو غلطك
غاده :سألني إذا أحبك كان المفروض أجاوب... ما قدرت
روّاف : تحبيني؟
غاده ببكاء:مدري
روّاف وهو يمسح دموعها:طيب مين قال لك أنه الحب يجي بيوم وليله؟ بيجي يوم بتحبيني معليك
فتح ذراعيه :وأنا منتظرك يومها
حضنته رغم أنه لم يكن متوقعًا ذلك فتصنم مستذكرًا العناق الأول بينهم ثم مسح على شعرها مواسيًا لها
...
أم هاني :كيف حالك رتوله ؟
رتيل :بخير الحمدلله كيفك أنتِ؟
أم هاني:الحمدلله بأحسن حال وعندي لكم خبر حلو ،مستعدين ؟
ثنيان :وشو؟
أم هاني :اليوم بنعرف الجنس إن شاء الله
إبتسمت رتيل ونظرت لثنيان فأمسك يدها :يلا
أم هاني :كيف تحسين الحركه الأيام الي فاتت؟
رتيل :قاعده تزيد خصوصًا لما بنام
أم هاني :والوحام ؟
رتيل :خف الحمدلله
أم هاني :يلا أكشفي بطنك
ثنيان :أسمعي اذا بنت قولي رغد واذا ولد قولي بندر
ضحكت أم هاني :اسميه يعني
رتيل :أي
وضعت السونار على بطنها ثم دققت بالشاشه قليلًا وأبتسمت :بند...رغد
ثنيان :رغد !
أم هاني :رغد الله ينبتها نبات حسن ،امسحي بطنك وأنا بروح أغير أسمك بجوالي لأم رغد
ثنيان :وخلي أمي جدة رغد
ضحكت رتيل :فديتها بأسمك قبل تجي وش بقيت لجيتها ؟
ثنيان :وش أسمي أنا ؟ أبو رغد ،ثنيان ما عاد له معنى
أم هاني بضحك :أجل كيف لو تسمع بابا
رتيل :بينسى أبو رغد
ثنيان :الله يبلغنا ونسمعها
أم هاني :بتبدين تجهيز لرغد ولا لين تقرب الولاده؟
رتيل :قد بدينا نجهز الغرفه ،أخترنا ألوان محايده بيج وأبيض
أم هاني :حلو والله ! الوردي والأزرق ممله بشكل صراحه زهقت روحي كثر ما شفتها
ثنيان:ما يحتاج لا وردي ولا ازرق رغدي بتلون حياتي باللي تبيه
أم هاني:فعلًا ،الناس نسوا أن الأطفال حلوين ببرائتهم وشقاوتهم وصاروا يهتمون لترتيب الأطفال وبيئتهم بشكل مبالغ فيه
رتيل بسخريه :شكلك بعد أخصائيه أسريه
ضحكت أم هاني :أنا أم وجده وقريب حفيدتي بتتزوج بعد معد باقي تجربه أسريه إلا وجربتها وشفتها ،يعني إن ضعتوا بشيء من تربيه رغد تعالوني
ضحكت رتيل وهي تقوم :إن شاء الله
أم هاني :موعدك الشهر الجاي نفس اليوم
رتيل :نشوفك على خير إن شاء الله
أم هاني :إن شاء الله
خرجا من عندها فألتفت ثنيان إلى رتيل تبين نسوي مقلب؟
رتيل :بمين؟
ثنيان :أهلي ،كلهم يدرون اننا بنعرف الجنس اليوم ودي أمقلبهم خصوصًا جوانا
رتيل :كيف؟
سحبها من يدها :عندي فكره
...
دخل بيت الشعر فوجده يجلس هناك ويخبص ورق الأونو :عسى ما شر؟
أوس :من زمان ما نسولف
نظر لساعته ثم تربع مقابله :وزع
وزع الورق فنظر كل منهم لورقه :وش عندك؟
لعب أوس الورقة الأولى وكانت سحب بطاقتين :هيام
بلع صقر ريقه وهو يسحب:وش فيها ؟
لعب ورقة أخرى وكانت رقمًا عاديًا :زعلتها رغم أنها بنت ويتيمه ووصيه وكل الاشياء الي تخليني المفروض ما أزعلها أجتمعت فيها وزعلتها فوق ذا ...أي نوع من الحيوانات أنا
إبتسم صقر ورمى ورقة تخطي اللعب لأوس وقال كما تقول هيام له :حيوان ناطق
سحب أوس لعدم وجود نفس اللون في أوراقه:لازم أراضيها بأي شكل ،أول مره أحس أني مو فاهمها
لعب صقر رقمًا عاديًا:أنت من يوم جت من ميونخ منت فاهمها والدليل فعلك فيها
لعب أوس عكس الدور:وأنت من يوم خلقت هيام منت فاهمها
لعب صقر ورقة تغيير اللون:لكن الحين فهمتها ...أختار اخضر
أوس وهو يلعب ورقة خضراء:وش تعتبر هيام عندك؟
سكت صقر قليلًا تحت أنظار أوس ولعب ورقته:أمانه
لعب أوس الورقة قبل الأخيره :واحد أونو
لعب صقر كذلك ورقته قبل للأخيره :واحد أونو
أوس قبل أن يلعب يرمي أخر أوراقه :وش ورقتك؟
أوس :واحد أخضر
صقر :وأنا بعد
نظرا لبعض بهدوء يبدو أنه هدوء ما قبل العاصفه ،فوضع كلاهما ورقته أرضًا وقالا بنفس الوقت :أنسحب
أوس :تعادل؟
صقر :تعادل صفري
...
جهاد :نرجس شفتي الشاحن؟
نرجس :لا
جهاد :دوري عندك يمكن
نرجس :ماهو عندي أنقلع ! أنت تزوجت نشبت لنا أكثر
جهاد :طيب شاحني مختفي جوالي بيطفى !
نرجس :وين بتلقاه يعني غير عند سهيل
جهاد :وش فيك منفسه؟
نرجس :توني صحيت نفسي غصب أبي أعدل نومي
جهاد :تعدلين نومك وتصحين الساعه ١١ الليل!
نرجس :شعرفك أنت أعدل بطريقتي ،كنت أبي قهوه بس أبوي ما خلاني أطلع
جهاد :سوي بالبيت عندك آلة أبتهاج
نرجس :ما أبي قهوه بيت أبي قهوه من برا
جهاد :أنا بدور لشاحني وأشحن جوالي وأرقد ماني طالع أجيب لك شي
نرجس :ولو سهام طلبت أحتمال تجيب لها الكوفي بكبره !
جهاد :بذا الوقت حتى روحي ما أنفعها
رن هاتفها فنظرت للأسم وكان خالد :طيب دز أمها وقفل الباب معاك
نظر لها بنظرات شك ثم ذهب دون أن يغلق البا فأغلقته :الو
خالد :صاحيه؟
نرجس :أي توني صحيت
خالد :يعني صحيتش ؟ ب...
قاطعته نرجس :لالا أنا بعدل نومي صحيت قبل ما تدق
خالد :توني صاحي للدوام الحين
نرجس :متى تنام أنت؟
خالد :الظهر ...
سكت قليلًا ثم قالا بنفس الوقت :نومي معفوس
إبتسمت نرجس :أهلي كلهم نايمين إلا أنا كني جنيه قاعده بذا الوقت
خالد :طيب أنا برا جايب لش شي
نرجس بإستغراب:برا!
خالد :أي عند الباب
نرجس :كيف أطلع؟
خالد:أطلعي طبيعي
نرجس :بيشوفوني بالكميرات!
خالد :كلهم نايمين تقولين وبعدين ماهي جريمه تطلعين تشوفين زوجش وترجعين طبيعي
نرجس :بس إذا صار شي أنت المسؤول
خالد :على ضمانتي مره بس تعالي
نرجس :بس تعطيني الشي ذا مدري وشو وأرجع بدون سلام ولا كلام
خالد :مره مره بس تعالي
تنهدت:طيب
أغلقت هاتفها وأرتدت عباءتها ثم خرجت متسللةً تتلفت يمينًا وشمالًا بخوف حتى وصلت إليه :وش؟
مد لها كوب القهوه فتعجبت :جهاد علمك!
خالد :وش علمني؟
نرجس :أني أبي قهوه
خالد :بالله كنتِ تبين؟
نرجس :أي
خالد :بس بغيت أجيب لش شي ما دريت وش أجيب على حظش طلعت قهوه
إبتسمت نرجس :شكرًا
نظرت له قليلًا ثم كانت ستذهب لكنه أستوقفها :لحظه
التفتت له :وش؟
باغتها بقبلة على خدها فأرتبكت بشده ودفعته :يا غبي !
خالد بنصف إبتسامه :وش؟
نرجس :وش سويت !
أتسعت إبتسامته حتى بدت نواجذه :قدرت جمالش
وضعت يدها على رأسها وقالت بذعر:بروح فيها لو شافوا التسجيل !
خالد :كلهم نايمين
نرجس :بس يراجعون التسجيلات كل أسبوع ! يا ويلي أنفضحت
خالد :عادي زوجش وحلالش
نرجس :بس شوف أحنا قبل يومين مملكين
خالد :أي
نرجس :وقبل أسبوعين من الملكه خاطبين
خالد :طبيعي
نرجس :ما صرنا نكلم بعض إلا قبل أمس يعني شي مثير للشك أنك ...تبوسني بثاني يوم ملكه كأننا نعرف بعض من زمان
خالد :طيب أحنا نعرف بعض
نرجس :بس الناس ما يعرفون !
دفعته مرة أخرى :خلاص أنقلع ما أبي فضيحه أكثر ،بحاول أروح وأحذف التسجيل وأخر مره تقول لي قابليني وأطاوعك بدون محد يدري أخر مره
دخلت وأنفاسها مضطربه
أبو جهاد :وش سويتي يا بابا ؟
نرجس بدفاع شديد :ما سويت شي هو الي سوا وما كنت أدري
أبو جهاد :قلت لك يمكن النت معلق
نرجس:النت؟...اها الجدول الا سويت البيانات كان فيها غلط وعدلتها
أبو جهاد :ومشى معاك؟
نرجس :أي خلاص
أبو جهاد :ما راحت عليك المواد؟
نرجس :ما راحت الحمدلله
نظر للكوب بيدها :من وين لك قهوه؟
نرجس :سويت ...بآلة إبتهاج وكنت أمشي بالحوش ما صار شي
أبو جهاد بإبتسامه :عادي قولي زوجك جابها ماهو حرام
بلعت ريقها :بس ما شافني ولا شفته بس دخل يده من الباب وعطاني القهوه وراح
أبو جهاد :زين أنه جاب لك ولا تطلعين أخر الليل وحدك
نرجس :أنا ...بروح أذاكر
أبو جهاد :الله يوفقك
دخلت غرفتها وأخذت نفسًا عميقًا ثم وضعت كوب القهوه على مكتبها :أمحق قهوه والله دام فيها ذي التحديات
أنتبهت لشعرها المبعثر في المرآة :يوه طلعت له بكشتي ذي بعد
جلست تمشط شعرها ثم تذكرت قبلته ووضعت يدها على خدها فأبتسمت :حيوان
في الصباح
أقتربت من النقطه التي هو يناوب بها وتذكرت القبله مرة أخرى وقد نسيت عد المرات التي خطرت على قلبها بها منذ البارحه
لمح سيارتها فأتسعت أبتسامته وأوقفها :الرخصه والإستماره
إبتسمت هي أيضًا :ما عندي بس عندي لك ذي
مدت له قطعة كعك :جبت لك ذي
أخذها منها :أنفداش ...أنتِ مسويتها ؟
نرجس بتفاخر :المهندسه ما تطبخ
خالد وهو يحك خده عن قصد :تبين أوقف لحظه ؟
فهمت نرجس أنه يود أن تقبله كما فعل البارحه فعقدت حاجبيها :أنقلع
أبتعد عن سيارتها فحركت بذات الوجه العابس حتى تخطته وأبتسمت :سامج
...
دخلت إلى الفناء ومرت بجانب سيارته لترى الخدش الذي تسببت به لا يزال موجودًا فزفرت بتأنيب ضمير ثم دخلت إلى المنزل باحثتًا عن جهاد :سهيل وين جهاد؟
سهيل :ببيته
إبتهاج :طيب بسألك عن سعر تصليح خدوش السياره
سهيل :ليه؟
إبتهاج :خدشت ...خدشت سيارة صديقتي بخاتمي أبي أعوضها
سهيل :شكله بمية ريال
إبتهاج :تمام
دخلت إلى غرفتها وأخرجت مئة ريال من محفظتها وكتبت ورقه ثم خرجت ووضعتها على زجاج السياره
بعدها بدقائق خرج ليجد النقود والورقه ففتحها متسائلًا عن كاتبها ليجد المكتوب :
آسفه لو حملتك فوق طاقتك ،صلح فيها خدش السياره ( إ .م)
تأفف سيف من فعلها وبحث حوله لعله يراها لكنها لم تكن موجوده فأخذ النقود وخرج بينما هي تراقبه من نافذة غرفتها بإبتسامه
...
ثنيان :يمه
جوانا :تقيس ضغط جدتي
ثنيان :تعالي تعالي الله جابك
جوانا :وش؟
ثنيان :ليه تغيبين؟
جوانا :وش دراك؟
ثنيان :جاني أشعار بغيابك
جوانا :أشعار؟
ثنيان :الساعه ثمانيه تمامًا جاني
جوانا :بس...
ثنيان :تبين تسجنيني ولعد أشوف ولدي مره وحده ولا كيف؟
جوانا :كذب الموضوع مافيها سجن ،بعدين ...لحظه قلت ولدي يعني ولد؟
ثنيان :لا
جوانا :بنت؟
ثنيان :لا
جوانا :هاه فضائي
ثنيان :بتعرفون اليوم بالحفله
جوانا :حفلة كشف الجنين؟
ثنيان :أي
صفقت جوانا :الله متى ؟
ثنيان :المغرب
جوانا :بعد شوي!
ثنيان :أذن المغرب؟
جوانا :أي
ثنيان :أجل بصلي وبجيب الاغراض
بعد الصلاه
ثنيان :هاه مين باقي؟
وسن :زوجتك
رتيل :جيت جيت
جلست فجلس ثنيان بجانبها وحاوط كتفيها: يلا قومي جوانا وزعي الشرايط وأبدي برتيلي
وسن :ترا فهمت فكره الشرايط!
ملاذ :اللون الوردي يعني بنت والأزرق ولد
أخذ ثنيان اللون الأزرق
أحتارت رتيل أيهم تختار رغم معرفتها الجنس فهمس لها ثنيان :أختاري أي شي
أختارت الوردي ومدت يدها لثنيان ليربط الشريط عليها وهمست :بس لازم أبين لهم أني مدري
إبتسم ثنيان وهو يربطها :تدربتي بشكل متقن
جوانا :خلصت
رتيل :يلا الحين بنسوي البالونه
ثنيان :صوروا صوروا كلكم لا اشوف ولا جوال مقفل
أمسكا الدبوس معًا وبعد العد التنازلي فجّرا البالون فتطايرت صور كثيره لجوانا في طفولتها فصرخت بصدمه :وش ذا !
ضحك ثنيان ورتيل بشدة
جوانا :ما فهمت وش يعني !
ملاذ:يعني بنت؟
هز ثنيان رأسه موافقةً ثم حضن رتيل التي كانت تمسح دموع ضحكها
جوانا :بنت!
رتيل:أي
قفزت جوانا وعانقت رتيل بسعاده
أم ثنيان :بالشويش عليها داخلها روح!
أبتعدت عنها :ماني مصدقه بصير عمه
ملاذ :يعني لو كان ولد ما بتصيرين عمه؟
جوانا :إلا بس ...توني أستوعب الموضوع
وسن :ملاذ زعلتي لأنه مو ولد؟
ملاذ :ما يهمني الموضوع بنت ولا ولد اهم شي بزر
أمسكت الجده وضحه يد وسن :عقبالك
وسن بصدمه :أنا !
الجده وضحه :أي
وسن :أنا ...باقي أدرس وراجح بعد يبي ياخذ ماجستير يمكن نروح جدة
الجده وضحه :وش؟
بلعت ريقها :بالغلط قلت
الجده وضحه :تبون تسافرون ؟
وسن :أي راجح يبي يكمل ماجستير بس باقي نفكر بس نفكر
الجده وضحه :هو بالبيت ؟
وسن :أي بينام
قامت الجده وضحه وأخذت وسن من يدها :أجل أمشي
قامت وسن وذهبت معها إلى جناحهم ففتحت الجده الباب دون أن تدق
راجح :رجعتي؟
شغلت الجده الأضواء :أي جينا
جلس راجح ونظر لوسن بإستغراب فهزت كتفيها بورطه
الجده وضحه :تبون تسافرون جده تدرس؟
أستقام بجلسته :أي بس...نفكر بس فكره قلناها قبل ننام ماهو كبير الموضوع كذا
الجده وضحه :تبي تسافر يعني وبتمنع زوجتك تحمل عشانك بتسافر ؟
راجح :مين قال؟
الجده وضحه :شف ما عندي مشكله سافر أدرس دام زوجتك معك عادي بس تمنعها تحمل ما يرضيني
وسن:ما ...
الجده وضحه :أصه أنتِ
راجح :ما منعتها بس نبي نستقر يعني لما نروح جده إن شاء الله نفكر بالموضوع
الجده وضحه :تفكرون!
وسن :أي
الجده وضحه :بس تفكرون ! ما نبي تفكير نبي فعل
راجح :إن شاء الله إن شاء الله بس خلي القبول يجيني
الجده وضحه :القبول من الله وانا جدتك ما ظنتي أحد يحبك إلا أنا وزوجتك وأبوك
راجح :الحمدلله نعمه ،الحين خلوني أنام
وسن :يلا يا جده نطلع
الجده وضحه :خليك نامي معاه
وسن :بس ما فيني نوم
الجده وضحه :نامي معاه ! قليلة أدب الي تسهر وزوجها ينام الله أعلم وين تروح وهو ما يدري مسكين يكد وتعب ويجي ينام وتطلع من وراه
وسن :بس ما أروح مكان هنا تحت عند أمي وخواتي
الجده وضحه وهي تغلق الباب خلفها:قليلة أدب قلت!
تنهدت وسن : تحسبنا بنقوم الصبح ببزر بيدنا ولا كيف
إبتسم راجح :شوي وتنسى وأطلعي إذا تبين
وسن :واضح معد صرنا الكوبل المفضل ،ما ناسبنا خطتها أننا نجيب بزر من أول شهرين
راجح :لو نسعى برضى جدتي ما نرضيها و نجيب خمسه بزران باليوم
ضحكت وسن :ليه أرانب
راجح :الظاهر
فُتح الباب :نمتوا؟
راجح :لا
وضعت بينهم قطعة كعك :كلوا ذي وبعدين ناموا ،طالعوا شلون نحاف ما تطبخون؟
راجح :محد يطبخ بذا البيت إلا أرين
الجده وضحه :كلوا بس وناموا
وسن :إن شاء الله
...
أستيقظت على طرق الباب:مين؟
دخل والدها وبيده علبة حلوى :مندوب جاب لك ذي
إبتهاج بغير إستيعاب :مندوب؟
أبو جهاد :يقول بنت وصته عليك
إبتهاج :مين من البنات بتهديني!
أخذت العلبه لتجد كرتًا ملتصقًا بأسفلها ففتحته : ماني ماخذ منك ريال ولا حملتيني إلا حب (س .س )
قالت بغير إستيعاب أيضًا :مين سين سين ؟
مد يده ليأخذ الكرت ويقرأ :اشوف
أستوعبت إبتهاج الموقف أخيرًا وأغلقت الكرت :اهااا ،ذولي صديقاتي سعاد وساره
أبو جهاد:وليه يرسلون حلا ؟
إبتهاج :عشاني أنقبلت بالتخصص الي أبيه
أبوجهاد :وهم أنقبلوا ؟
إبتهاج :أي وحده بجده ووحده بالدمام
أبو جهاد :أجل لازم ترسلين لهم هدايا
إبتهاج: إن شاء الله
ما إن خرج والدها حتى أبتسمت وهي تنظر للكرت :سين سين ...سيف سعيد
فتحت العلبه وأخذت قطعة واحده وذاقتها لتضحك :طعمها حب
أغلقتها وقامت :بذاكر واسوي لي قهوه وأكل
وضعتها في الثلاجة التي بجانب ركن القهوه وبدأت في مذاكرتها التي أستمرت لساعتين ثم قامت لتستحم وعندما خرجت من الحمام وجدت جهاد وسهيل يأكلون الحلوى :لا !
جهاد :من وين جبتيها بجيب لسهام
إبتهاج :خلصتوها يا مشافيح ! حقتي
سهيل :حلو طعمها
أخذتها منهم وقد بقي بها ثلاث قطع :مشافيح قسم ! مين سمح لكم تدخلون غرفتي ؟
جهاد :سهيل شاف أبوي يدخل فيها ودخلنا وراه
إبتهاج :لو قلتوا لي كنت ذوقتكم
سهيل :يلا بس سوي لنا قهوه دامنا جيناك
نزعت شبشبها ورمته على سهيل بغضب :واسوي قهوه بعد ! اسوي قهوه وأنتوا ماكلين حقي محد يجيب شي بذا البيت أطلعوا برا أطلعوا
أغلق جهاد أذنيه من صراخها :طيب خلاص أمش سهيل نشتري قهوه من برا ذي بخيله
صرخت عند أذنه عنادًا :أنقلع !
خرجوا فنظرت للصندوق وأنفجرت باكيه :خلصوه
أخذت قطعة واحده وكانت ستأكلها لكنها قررت قرارًا أخر ! أرتدت عباءتها ونزلت للفناء بحثًا عن سيف الذي وجدته عند سيارته فنادته بحماس :سيف
التفت بإستغراب :وش؟
فتحت الصندوق ومدته له :خذ ثنتين
سيف :ليه؟
إبتهاج :أنا أكلت وحده ورحت أنشغلت وأخواني أكلوا الباقي ما خلوا لي إلا ذي خذ ثنتين وأنا باخذ وحده ونصير تعادل
سيف :أنا جبتها لك
إبتهاج :بس نتشاركها أحسن
أخذ قطعةً وأكلها فقالت :بالعافيه
إبتسم سيف :الله يعافيك
...
العسكري :هاه فاهم؟
أوس :أي
العسكري :عيد الي قلته
أوس :بدخل عندهم بالفلوس بعطيهم وأماطل بالكلام لين يحضر رئيسهم وبعدين تداهمون
العسكري :أي وبنكون معاك على الخط لا تتوتر
أوس :إن شاء الله
العسكري :يلا توكل على الله
أخذ الحقيبه وخرج
العسكري :تسمعني بوضوح؟
أوس :أي
رن هاتفه فور خروجه فبلع ريقه
العسكري :مين؟
أوس :هم
العسكري :رد وبنراقب المكالمه
أوس :تمام،الو
:لو ما جيت خلال ربع ساعه بتودع مزرعة خيلكم ،جيب حقنا
أوس :بجي اليوم
:وحدك
أوس :أي وحدي
:ما علمت أحد ولا علمت الشرطه
أوس :لو علمتهم بروح فيها معكم
ضحك بسخريه :شفت كيف ذا الممتع بالموضوع ولد النعمه غبي تورط معنا
أوس :تبون ميه الف بس؟
:يلا عشانك ضحكتني جيب تسعين
أوس :جهزت ميه
:جيبها ما نقول لا
تنهد أوس :بقفل
:قفل قفل نتلاقى على فلوس
بعد وقت في مكانهم دخل وجلس كما فعل تلك المره :جبت الفلوس
نظر له نظرة شامله ثم أخذ الحقيبة وفتحها :كم الربطه؟
أوس :عشره الاف
عد النقود ثم اغلق الحقيبه ونظر لأوس :تبي نقهويك؟
أوس :مشكور
العسكري :أفتح موضوع
:شفيك جالس أجل؟
أوس :ما ادري
العسكري :مثلًا أعرض أنك تمولهم
أوس:عندي عرض لكم
:وش؟
أوس :ودي أزيد دخلي شلون السوق الي أنتم فيه؟
:سوقنا على حسب يوم زايد يوم ناقص
أوس :أمولكم ؟
:يعني كم بالشهر ؟
أوس :أحسب الميزانيه الحين وعطني
:الحين !
أوس :وبمولكم زياده تغطون على أنفسكم فيها لأن واضح أن وراكم بلاوي
قام وهو مبتسم :حتى أنت الظاهر وراك بلاوي ،ليه فتحت شعرك؟
أوس :مضيع ربطتي
نظر ليده :مضيعها !
أوس :ذي أسواره غاليه شعرفك بالماركات؟
:أقترب من أوس وأبعد شعره عن أذنه اليمنى :ما ندري وش ...
لم يجد شيئًا فذهب لليسرى :ما ندري وش مخبي علينا
أوس :مخبي لكم فرصه الأحلام
:بنستخير
أوس :ترا شفت غيركم كثير وأحتمال أروح لهم
:ترا سوقنا ماهو أبو ريالين تسوقها علينا بهالتهديد النايم
رن هاتفه فترك أوس وذهب جانبًا
همس أوس :وش صار؟
العسكري :رئيسهم على وشك يوصل قاعد يكلمهم
عاد إلى أوس وبه بعض الإرتباك :خلاص توكل وحنا بنفكر
أوس :ودي تضيفوني ماي ضميت
:بس ...
أوس :ماي مستخسرينه علي وأنا بمولكم بملايين لو تبون !
تنهد وأشار لأحدهم: رح جيب له
أقترب أحد الحراس منه وهمس بأذنه فزاد أرتباكه وذهب إلى الباب
أوس :وش؟
العسكري :وصل ،حاول تزيد ثقتك
تنهد أوس بتوتر
العسكري :كلها دقايق نجي أصبر
دخل رئيسهم خلف رجله الذي قد أصبح قطًا مهذبًا بعد أن كان نافش ريشه على أوس :وش ذا ؟
:هذا طال عمرك ...يبي يمولنا
نظر لأوس بنظرات أرتجف لها قلبه ثم جلس :وش تبي؟
العسكري :خلك واثق من نفسك أحنا وراك
أوس :أبي أمولكم
نظر لرجله :منهو ذا؟
:ذا من آل محسن
الرئيس :حقين الأثاث والخيل؟
أوس :أي
الرئيس :صدمني ربحكم الأخير بالمزرعه ،ذيك وش تقرب لكم
شد أوس على يديه لذكر هيام فانتبه الرئيس ليده وأبتسم :شكل فيه شي
أوس :لا بس...
أخذ صقر السماعة من العسكري :غير الموضوع
أخذ العسكري السماعة مرة أخرى :بعد لثلاثه وبعدها أنبطح بنتدخل...واحد ،أثنين ،ثلاثه
أنبطح أوس كما أمر العسكري فتدخلوا في تلك اللحظه وحدث إشتباك بسيط وأطلقوا النار لكن سرعان ما صرخ رئيسهم :لا ترمون نستسلم
توقفوا عن طلق النار وأخذوهم فقام أوس يلتقط أنفاسه ليعانقه صقر دون مقدمات :رجال
أوس بعجله :طيب
صقر :شفيك؟
أبتعد عنه :بروح أعتذر لهيام
صقر :همك هيام !
أوس :أول وأخر همي هيام
نظر له صقر بلا أي رد فعل ،يود منه أن يعتذر لها وينهي حزنها ويخاف أن يصل الأعتذار إلى أعتراف فيسرق هيام منه قبل أن يخطو خطوة واحده وقبل أن يُقر لنفسه بحبه لها ،تنهد ووافق على مضض:روح
في مزرعه الخيل
أستوقفها رغم تجاهلها له :هيام
هيام :مشغوله
أوس :أسمعيني للأخر وقرري
هزت رأسها إستفهامًا لما سيقوله
أوس :أنا كفرت كذبتي ،أو حاولت ...سلمت نفسي
هيام بقلق:بتنسجن؟
أوس :لا ساعدتهم يمسكون الي نصبوا علي
هيام :ما يهمني
أوس :هيام إذا الله يغفر الذنوب ليه ما تغفرين لي؟
هيام :لأنك كسرت ثقتي مقدر أسامحك وأشوفك نفس قبل
أوس :بس نقدر نبدأ من جديد
هيام :ما أبدا مع شخص كذاب
أوس :عطيني فرصه أوعدك ما أكذب
هيام :ما أحب الكذابين أمحيهم من حياتي
أوس :ونجد سامحتيها !
هيام :نجد؟
أوس بورطه :قد كذبت عليك يعني وسامحتيها ؟
هيام :نجد ما تكذب
أوس :وأنا تعرفيني ما أكذب بس زله نفس ،أرجوك هيام
هيام : بنام
تنهد أوس وذهب ليتصل على نجد دون أن يعلم أن إتصاله تحت المراقبه :نجد
نجد :شفيك؟
أوس :تعبت من هيام ماتعطيني وجه أعتذرت لها قد شعر راسي ما تسامح
نجد :هي كذا عنيده
أوس :وأنتِ ما علمتيها ؟
نجد :وش ؟
أوس :عنك
نجد :قالت لي أنها تحتاجني ما قدرت أصدمها وقتها
أوس :كنت رح أفضحك بالغلط
نجد :بحاول أصالح بينكم وأعلمها على الأقل يكون الموضوع أنتهى وما يزعلها لذيك الدرجه
أوس :تمام
على بعد خطوات منه وخلف نخلة من النخيل كانت تستمع لما يُسِّر مع صديقتها المقربه ،أنقطع نفسها فلم تستطع حتى أن تزفر حزنها ولكنها أتصلت عليها فورًا:نجد صاحيه؟
نجد :أي أجيك؟
هيام :أنا بجيك ،غيث موجود؟
نجد :لا طالع مع أصحابه
هيام :تمام بجيك
أغلقت هاتفها وقادت طوال الطريق بصمتها وأفكارها تصرخ ،تتمنى لو أنها مخطئه وأنه يحدث أخرى تتمنى لو أنها تحلم أو تتخيل ،تتمنى مئة أمنيه دون الحقيقه فياليت الأماني سهلة المنال ...
وصلت لمنزل نجد ودقت الباب ففتحت لتعانقها فورًا ويحمل هذا العناق معانيٍ كثيره
تعانقها أسفًا لسوء ظنها إن كان ما عرفته ليس حقيقه وتعانقها وداعًا لصداقة ستنتهي بعد سنين مديده وتعانقها هربًا من الوحدة التي ستلقاها دونها
شدت نجد العناق عليها :شفيك
هيام :أخاف ...
نجد :أنا معاك
أبتعدت عنها فقالت :أدخلي
دخلت فأغلقت نجد الباب والتفتت لها :أدخلي تعرفين البيت
جلست هيام وجلست نجد بجانبها :وش يخوفك؟
هيام وهي تنظر ليديها :أنتِ؟
نجد :ما فهمت ؟
رفعت هيام رأسها فإذ بعينيها تتلألأ دموعًا :قد كذبتي علي ؟
نجد بشك :لا ليه؟
دفنت وجهها بكفيها وأنهارت باكية
نجد :هيام ...
رفعت رأسها وقالت :لو كنتِ صدقتي معاي الحين وقلتي أي كذبت كنت سامحتك
نجد :ما فهمت شي هيام!
هيام بحده:كذبتي علي مع أوس !
أخفض البكاء صوتها :وجيتي تواسيني بعدها ،أي قلب قلبك؟ وش صداقتك ذي؟
نجد بغصه :فاهمه غلط ...كله لمصلحتك
تشبثت هيام بياقتها وهزت جذعها وهي تبكي:أنتِ أكثر من يعرف أن مصلحتي مو بالكذب ليه تكذبين ليه ؟
وضعت رأسها على صدر نجد :ليه تنهين صداقتنا بذا الشكل وليه تتركيني بدون أمان
رفعتها نجد وقالت وهي تمسح دموعها:كنت أشوفك مناسبه لأوس وأشوف أنه بيسعدك ...
قاطعتها هيام وهي تبعد يديها:ما يسعدني الكذاب ...ولا أصادق كذابين
أمسكت نجد كتفيها وقالت بتحشرج :عارفه أنك تحتاجيني ومارح تنتهي ذي الصداقه لأن ...لأن تضيع نجد دون الهائمين بعشقها ويضيع الهيام لولا ...
قاطعتها هيام بحرقه :همت بك يا نجد هيام وما حسبتك بيوم تخونيني
قامت هيام وقالت بصعوبة شديدة بين شهقاتها :ما ...ما بيننا ...حتى سلام
لم تستطع قدما نجد أن تحملها من شدة بكاءها بل تعلقت بثوب هيام مترجيةً منها عدم الذهاب ،فحاولت هيام إبعادها لكنها لم تستطع لذلك نزلت لمستواها وقالت ببكاء :مارح أنسى اللي بيننا مارح أجحده عطيتيني تجربة الصداقه وأخذتيها بنفسك ،بس أتركيني أروح
نجد :بضيع بدونك ،لا تروحين
هيام وهي تقوم :آسفه
خرجت وتركتها في أساها على خسارتها أعز ما تملك كلتاهما تعلم أن الأخرى تحزن بشدة وأن لا أحد يواسي الأخرى فأين ستذهبان !
خرجت هيام وبنفسها رغبة للحديث تود لو أن لها أحدًا بمنزلة نجد لتشكي له ،من يعرف معاناتها مثل نجد ومن يواسيها مثل نجد !
أمسكت مقود السياره تأهبًا لتحركها لكنها لم تستطع فوضعت رأسها عليه لتبكي بحرقة لنصف ساعة متواصله وأخيرًا وضعت يدها على الباب لتنزل وتعتذر لنجد لولا أنها رأت غيث يدخل إلى المنزل فحركت سيارتها فورًا متجهةً إلى المزرعه وعندما وصلت أتصلت على صقر رغم توقعها عدم رده
صقر :الو
هيام :ممكن تجي بالمزرعه؟
صقر :أنا ؟
هيام بغصه :أي
وافق رغم إستغرابه طلبها:طيب جاي
بعد وقت وصل المزرعه ليجدها تجلس في أسطبل الحزن :سألت أوس عنك يقول رجعتي البيت
هيام :رحت ورجعت
جلس بجانبها ونظر لوجهها المنتفخ من كثرة البكاء:من متى تبكين؟
هيام وهي تمسح دموعها :مدري ...معرف شي بذي الحياه كل الي حولي كذابين
تنهد صقر :سمعتي تبريراتهم ؟
هيام :لمصلحتي
صقر :يمكن يشوفون الموضوع من جهه ثانيه
هيام :لا تبرر لهم كلهم أشخاص عزيزين علي ويعرفون شكثر أكره الكذب وكذبوا علي
سكتت قليلًا ثم قالت بتحشرج :نجد كانت مع أوس بكذبته
ضربت كفيها :أنا رسميًا ما بقى لي أحد
مد لها منديلًا لتمسح دموعها فأخذته ونظرت لوجهه قليلًا ثم قالت :وش أعني لك ؟
بلع ريقه :وصية أبوي
هيام :قول لي أنك معاي وفاهمني طمني أني أعني لك شي بالدنيا غير أني وصية حزن
صقر :لو أنك ما تعنين شي وش عناني لك بذي الحزه؟
قام وتركها فظنت أنه لن يعود وأنغمرت في بكاءها كما كانت قبلًا ،لكنه عاد وبيده معطف وغطاها به :قومي بوديك البيت برد
قامت وذهبت معه طائعةً إلى السياره وركبت بالمقعد الأمامي فلم يقل لها شيئًا سوى :أربطي الحزام
ربطت الحزام والتزمت البكاء صمتًا حتى وصل إلى منزلها ونظر لها فإذ بها نائمه أطال النظر فيها وقد جزم بنفسه بعشقها ،ظن أنه يسيطر على عقله وقلبه فأتضح أن هيام سلطتها عليه أقوى ، حررته من قيود قسوته وتركته طائرًا يهيم بسماءها ولكن ...من يحرره من الحقيقه التي على عاتقه كيف سيقول لذات القلب المكسور أنه يسكت عن حقيقةٍ لا يُسكت عنها ...
تنهد ومسح عينيه ثم التفت لها مرة أخرى :هيام ،هيام قومي
شهقت بخوف وأمسكت يده بقوة دون شعور :بروح معاه ،خلوني ...خلوني
صقر :أهدي هيام
هيام :مين أنت ؟
صقر :أنا صقر
تنهدت ومسحت وجهها :وش أسوي ؟
صقر :أنزلي بيتك نامي
أمسكت مقبض الباب بتردد ثم التفتت له :عادي تبقى هنا ؟
قالت بتحشرج دون دموع :أخاف أبقى وحدي
صقر :طيب ،روحي نامي وأنا ببقى عند الباب
نزلت من السياره ودخلت البيت فأخفض صقر المقعده واستلقى لينام لكن أفكاره هاجمته ،إستحالةٍ إجتماعه بهيام وكثرة الحوائل بينهم وأولهم وأكبرهم ذلك السر
أمسك رأسه بتعب:ليت الصدف ما جمعت عبدالعزيز ببندر
...
دخل غيث إلى المنزل ونجد لا تزال تجلس مكانها وتبكي :شفيك؟
شهقت وقالت ببحه :هيام ...أنتهينا
جلس بجانبها وحضنها دون أن ينطق بشيء ،فهو يعلم حجم صداقتهم ويعلم مقدار ألم نجد بنهايتها ويتأمل أن تكون مجرد عقبه بينهم وتعودان كسابق عهدهم
أبعدها عنه ومسح دموعها :بإذن الله خيره
نجد :وين خيره وأنا فقدت هيام ؟
قام غيث وساندها لتقوم :ظنك بالله أنه يفرق صداقه ما أجتمعت إلا على خير ؟
نجد :الله يبتلي العبد بأحب ما لديه
غيث:بترجعون ...
أجلسها بالسرير :ما بحلف بس بترجعون ولا كأنه صار شي
نجد :قلبي يحترق طيب وش أسوي
وضع رأسها على صدره ومسح عليه :بسم الله على قلبك من كل شر ،قومي توضي وصلي ركعتين وبعدها تعالي أقرا عليك ونامي بكره خير بإذن الله
قامت كما عرض عليها وصلت ركعتين ثم عادت وأستلقت مكانها بصمت
أشار لها لتستلقي بحضنه :تعالي
وضعت رأسها على صدره فأصبح يمسح عليه ويقرأ عليها بينما هي تبلل قميصه بدموعها الصامته حتى نامت على حين غرة وأبعدها عنه وغطاها ثم غير قميصه وقبل رأسها :الله يصلح بينكم
نام بجانبها وبعد ساعات أستيقظ ذاهبًا لدورة المياه فلم يرها بجانبه وبحث عنها ليجدها في المطبخ مستندة على الخزانه وتبكي فلفها نحوه :وش تسوين؟
مسحت دموعها :أخذت حبوب مصدعه
حاوط كتفها فأبعدت يديه وذهبت إلى السرير :بنام
...
بعد أسبوع
استيقظت على إتصال من رقم غريب :الو
:أنتِ ***
عقدت حاجبيها مستغربه:أي مين ؟
:بعلمك كل شي عن أبوك ...
أنت تقرأ
كُن بقربي فإن الروح هائمة
Romanceبعد سنوات من الغربه وسنوات ضاعت في الهروب من الأحزان،نعود لنفس الديار ظنًا منا أننا سنبدأ بدايه جديده ،أمل جديد،حياة جديده،أحباب جدد...ولكن ! يالعثرات الماضي تلاحقنا بكل درب ،وتهزمنا في كل كرب ،وتخيفنا مما هو مجهول ... ٢٠٢٣/٢/٢٦