اليوم لا لمحة من الماضي والسبب...في النهايه
...
يزيد :شفيك؟
مهيار :عرفت أهله
يزيد :مين؟
مهيار :هيام ...
يزيد :راعية المزرعه
هزت رأسها إيجابًا ونظرت له بنظرات فارغه:وتدري وش بعد ؟
يزيد:وش؟
مهيار :مارح تستوعب بس...تطلع بنت عمتي
يزيد:كيف!
مهيار :مدري ،ما عمري سمعت من أبوي أنه له أقارب ولا حتى أمي
دفنت وجهها في كفيها :أحس أني ضايعه ،مدري أنا مين ،ووين مكاني وأيش دوري بالقصه ...كأني فجأه بعد ما كنت دور ثانوي صرت الشرير الأول
مسح على ظهرها :أنا معاك
أبعد يديها عن وجهها ورفع رأسها نحوه :كل ما تبين تذكرين من أنتِ ،طالعي بعيوني وشوفي حبي يذكرك
لم تتردد في حضنه لحظه فكان لها ملاذًا من غربتها في نفسها ،لكن خطر ببالها هيام ! ربما هي منذ سنين تغترب في ذاتها ولا أحد لها وطنًا فبكت رثاءً لحالها،فأبعدها يزيد عنه وهو يمسح دموعها :ليه تبكين؟
أمسكت يديه وقالت :أنت معاي ،بس ...هيام مين معاها !
تنهد يزيد :يا قلبك يا مهيار
مهيار:أتمنى أنها تعيش أسعد مني ،كفايه كل يوم أقابل وجهها وأشوف فيه الهم أبوي هو اللي رسم هالملامح لها
يزيد :أن شاء الله ...الحين ما بتنامين؟
مهيار :مافيني نوم
قام ومد لها يده :قومي
مهيار :يزيد والله ما بنام أعرف نفسي
يزيد :أمشي بس حتى لو ما بتنامين حطي راسك على المخده لين الصبح ريحي راسك
تنهدت وقامت إلى السرير حيث نامت دون أن تشعر فالتفت يزيد لها :نمتي؟
لم يكن منها رد فغطاها باللحاف ومسح على خدها :أدري أنك تعبانه
...
وتلك الأخرى نامت ولكن في الخزانه وبين أكوام الملابس ،وأستيقظت بدوار شديد وتخدر في عضلات ظهرها لجلوسها تلك الفتره الطويله ،قامت بصعوبه شديدة وونظرت للساعة المعلقة في الحائط فكانت تشير إلى أنها متأخرة على العمل لكنها لم تهتم كثيرًا أستعدت على مهلها ثم خرجت وأرسلت لمهيار قبل خروجها بأن تأتي إليها في المزرعه إن أستطاعت.
وصلت للمزرعه حيث واجهت صقر في طريقها :بدري
مرت دون مبالاة :مالك دخل
صقر :وش مالك دخل متأخره لهالساعه ومالي دخل ؟
توقفت والتفتت له ببرود :أنت بالخصوص مالك دخل سامع !
صقر :وش معنى أنا بالخصوص؟
هيام :يعني أي شخص يسألني ليه متأخره بقول له بس أنت مالك دخل
صقر :بالله ؟
هيام :والله
تلفت يمينًا ويسارًا ثم فتح باب المكتب المجاور :أدخلي
تجاهلته هيام وذهبت
صقر :قلت أدخلي !
التفتت له ببرود:ليه؟
صقر :بنتكلم
هيام :ما أضيع وقتي معك
صقر :وش الأخلاق ذي؟
هيام :بعض منك
دخلت مكتبهم فلحقها ليجد أنها تجمع أشياءها :وش تسوين؟
لم ترد عليه لكن الرد جاءه من ورد التي دخلت :المكتب الجديد جاهز
هيام :تمام شيلي ذا الصندوق وأنا ذا
خرجت من المكتب فرن هاتفها :الو
مهيار :بجيك...
هيام :لا لا تجين المزرعه الجو متوتر ،برسل لك موقع حديقه تعالي
مهيار :بجي بعد الظهر ،عندي دوام
تنهدت هيام :طيب ...عطيني عنوان المصحه
مهيار بتردد:ما أعرف ...ذيك المره قال لي لا ترجعين ،يمكن ما يستقبلك
هيام :تمام اللي يريحك نروح مع بعض
مهيار :يلا أشوفك بعدين
هيام :مع السلامه
أغلقت الهاتف وأمسكت رأسها بيديها فأتتها نجد :بنت
هيام :هاه؟
نجد :وش تسوين هنا؟
هيام :أنقل
نجد :خير تنقلين صقر اللي المفروض ينقل
هيام :ماعاد تفرق معي أهم شيء ما أقابل وجهه ،معد أطيقه
نجد :ليه؟
هيام :أكيد أنه يعرف الحقيقه ويكذب ...طفشت وأنا أقفط كذبهه
نجد :وش؟
تذكرت هيام مجرى الأحداث لوهله :يعني مدري أضحك ولا أبكي ولا أيش
نجد :وش صار ؟
هيام :أمس عرفت أن ...أن مهيار بنت خالي
نجد :أيش!
هيام :بنت خالي اللي قتل أبوي
نجد :أيش أيش ! تمزحين صح؟
هيام :أصدمك مره ثالثه؟
نجد :خليني أتنفس شوي
هيام :طيب
نجد :وش قولي؟
هيام :أمي وأبوي عيال عم ،يعني اللي قتل أبوي ولد عمه
سكتت نجد قليلًا وأمعنت النظر في هيام :هيام ! هدوئك يخوفني
هيام :أدركت أني مو الضحيه الوحيده للموضوع ...حسيت ذا الشيء... طبطب علي بس بنفس الوقت حزنت على مهيار ...أمس كانت تبكي وتتأسف لي كأنها هي السبب مع أني أعرف وهي تعرف أنه مالها ذنب بأفعال أبوها
نجد :أحس ...حتى أبوها ماله ذنب بالمصحه يعني أكيد فيه شيء عقلي خلاه يسوي كذا
هيام :ما بيتغير شيء هو اللي قتل أبوي
تنهدت هيام :شايله هم مهيار أكثر من نفسي ...أنا أنتِ معاي بس هي مين معاها !
نجد :أنا بكون معاك ومعها عادي
أمسكت هيام يدها :أنتِ بعد أنسانه ما تشيلين هموم الناس بقلبك ،لا تشغلين نفسك بغيرك أكثر من نفسك
عانقتها نجد وتنهدت :ليتك تطبقين الكلام على نفسك أول
ضحكت هيام :أنا !
نجد :توك تقولين شايله هم مهيار أكثر من نفسي
هيام :ذا شيء خاص بهيام بس ...هيام اللي ما عندها ...
نجد :لا عاد ! عندك عمه وبنت عمه وولد عمه وزوجة ولد عمه وعندك بنت خال وخال وعندك أنا قبلهم كلهم وباقي بتقولين ...
قلدتها بنبره ساخره :اللي ما عندها أهل ...خلاص لاعاد تقولينها مالك حق ما أعطيك حق تهضمينا بذي السهوله
إبتسمت هيام :طيب خلاص
نجد :نطلع نتغدا اليوم؟
هيام :بطلع مع مهيار تغدي مع زوجك
تنهدت نجد:طيب
في جهه أخرى
دخلت غيث :صقر ...
قام صقر :الله جابك الشغل لك أنا عند مصلح
غيث :بس شوق...
صقر :الشغل لك!
تنهد غيث :طيب
...
نرجس :الو
غاده :بسوي الغدا بتجين ولا لا
نرجس :ترا طفشت من غداك متى ترجعين مع زوجك؟
غاده :أنقلعي ترا لو رحت أمي بتحول عليك تعلمك تعصدين
نرجس :خلاص أمزح ،بجي
غاده :طلعتي الحين؟
نرجس :أي
غاده :خلاص مع السلامه
ذهبت لسيارتها وفتحت باب السائق فلم يُفتح لتتجه للباب الأخر وهي تتذمر :لازم أصلحه ذا الباب يفشل !
حالما ركبت وأغلقت الباب فُتح باب السائق فركب شخص ملثم لتصرخ نرجس وهي تضربه بحقيبتها :أطلع أنقلع أنقلع !
ثبتها بالكرسي وربط حزام الأمان عليها
نرجس :ترا أخوي عسكري و زوجي عسكري والله ما يخلونك يالملعون !
فتح اللثام عن وجهه :بخطفش اليوم
تنهدت براحه :خالد !
صرخت مره أخرى :لحظه خالد !
خالد :هاه؟
نرجس :والله لو يدري جهاد بيزعل وأبوي وكلهم
خالد :مارح يصير شيء بس بنتغدا
نرجس :بتغدا بالبيت ...بعدين محد يدري وش يصير ،ودني البيت أحسن
خالد :والله بنتغدا بس وبرجعش عند أهلش ولا بيدري أحد
نرجس :كم ممكن ناخذ بالغدا؟
خالد :الحين وحده ونص على بال ما نوصل المطعم ربع ساعه بالمطعم نص ساعه نخلص أثنين وثلث وأرجعش على ثلاثه إلا ربع
نرجس :ليه كل ذا الوقت وش بيصير !
خالد :مسافة الطريق لين البيت
نرجس :بكلم غاده بقول لها لو ما جيت الساعه ثلاثه تعلم جهاد
خالد :قولي لها
فتحت هاتفها وأتصلت على غاده التي لم ترد :مشغول ،لا يكون شوشت على مكالماتي بعد!
خالد :متابعه فلم البارح؟
نرجس وهي تتصل على ابتهاج:الحمدلله عندي أختين ،الو
إبتهاج :نعم ؟
نرجس :أسمعي بقول لك شي ،أنتِ بالبيت؟
إبتهاج :أي
نرجس :حولك أحد
إبتهاج :لا تخوفيني وش !
نرجس :خالد خطفني
شهقت إبتهاج :كنت أعرف أنه حيوان وكنت بقول لك بس قلت لا تسيئين الظن !
خالد :تراني أسمع
نرجس :بس بنروح نتغدا ،لو جت الساعه ثلاثه الا ربع وأنا ما جيت علمي جهاد
إبتهاج :ساعتين تتغدون ليه!
نرجس :مسافة الطريق من الجامعه للمطعم ووقت الغدا ومسافة البيت من المطعم
إبتهاج :طيب
نرجس :لا تنسين عينك عالساعه أول ما تصير ثلاثه إلا ربع وأنا ما دخلت قولي لجهاد
إبتهاج :أبشري مره
أغلقت هاتفها وتنهدت
خالد :حسستيني وحش ،تراني زوجش أنا أولى بحمايتش من غيري
نرجس : مو خوف منك ،بس هو لازم أحد يعرف لو صار لنا شيء لا قدر الله يكون أحد عارف عنا
خالد :وجهه نظر
بعد وقت في المطعم
النادل:عندك حجز؟
خالد :اي بأسم خالد
النادل :تفضل معاي
لحقاه حتى وصلهم إلى الطاوله :هذي طاولتكم ،والمنيو الكتروني افتح الباركود واطلب
خالد :تمام،وش تبين؟
نرجس: مدري اطلب اي شيء ،بروح دورة المباه
خالد :طيب
قامت ودخلت دورة المياه ففتحت حقيبتها لتخرج المكياج:الحمدلله الميكب معاي
عدلت مكياجها فتفاجئت بخروج سهام من الحمام :سهام!
سهام :نرجس!
بلعت ريقها بتوتر:جهاد معاك؟
سهام :اي
نرجس :توكم جيتوا؟
سهام :أي ،وش جابك ؟
نرجس بتوتر :اسمعي انا جيت مع خالد جهاد ما يدري
سهام :اهلك يدرون؟
نرجس :لا محد حتى انا مدري هو فجأه جا واخذني ،تكفين لا تعلمين جهاد
سهام :طيب بس انتبهي أنتِ بعد احنا جالسين بالجهه اليسار لما تدخلين
نرجس:أحنا اليمين كويس
سهام :يلا انا بروح ،لا تطلعون لين احنا نطلع برسل لك
نرجس :كفو بس لا تطولون تكفون
سهام :اساسًا لايعه كبدي من المطعم مغير جهاد طايح فيه يحبه
نرجس :اطلعي قدامي واستكشفي الوضع
خرجت سهام وجلست علو طاولتهم ثم ارسلت لنرجس:اطلعي أمان
خرجت وذهبت لطاولتهم بتوتر شديد كان يفُهم من أنفاسها المضطربه وكثرة تلفتها
خالد :باقي خايفه؟
تنهدت نرجس وهمست:جهاد هنا مع زوجته ،قابلتها بالحمام
خالد :أي هو دلني على المطعم قال أجيبش هنا
نرجس :طيب هو ما يدري ليه أنت مو خايف !
خالد :عادي مارح يدري
نرجس :شكلك طفشت مني وتبي تذبحني!
أتكئ على يده :أنتِ ذبحتيني بعيونش
خجلت نرجس وسرعان ما عقدت حاجبيها :مو وقتك !
خالد :يا حياتي والله أنك بتذكرين ذا اليوم كأجمل يوم بحياتش صدقيني ،بعد سنوات إن شاء نجي أحنا وعيالنا وأقول لش يأم جهاد تذكرين يوم طلعنا هنا بالدس بتضحكين وتقولين مدري ليه كنت خايفه من جهاد ما كان المفروض أخاف
نرجس :ليه أم جهاد ! مسمي أخوك جهاد وولدي جهاد اعتقني خلاص
خالد :خلاص سميه الي تبين بس صدقيني بتطكرينه يوم حلو
نرجس :هذا إن عشت لذاك اليوم وما ذبحني جهاد
خالد :الله يطول بعمرش
تنهدت نرجس :وش طلبت؟
خالد :أستاكوزا و مسالا روبيان وسالمون
نرجس :هذيك الي صرصور كبير ! شلون تاكله
خالد :أخوش يحبه وأزعجني أجربه
نرجس :كذاب ! حتى هو ما يحبه بس يبي يقرفني فيه
خالد :ما عليش أكل البحر كله حلال أكيد أنه حلو
جاء النادل بالطعام ووضعه بينهم :بالعافيه
خالد :الله يعافيك
بدأت نرجس بأكل السمك فورًا ولم تنظر لخالد
خالد :شوفي ترا حلو
نظرت له فأشمئزت :بالعافيه ما أبي
بعد وقت
نرجس :شبعت
خالد :نقوم؟
نرجس :لا أصبر لين يقوم جهاد
خالد :أوهو أخوش يتقهوى هنا إن كان ما دريتي
نرجس :طيب برسل لهم
في الطاوله الأخرى
جهاد :شفيك ما أكلتي؟
سهام :شبعت
جهاد :ما أكلتي زين
سهام :أحس فيه زفره
جهاد :أجل نقوم
نظرت لهاتفها فكانت رساله من نرجس بأنهم سيقومون :لا أصبر باكل
جهاد :بتاكلين!
سهام :أي أشتهيته
جلس جهاد ونظر لها :ياحلو وحامك دواي
ظلت تأكل وهي تنظر لهاتفها حتى جاءها أشعار من نرجس بأنهم أبتعدوا فقامت إلى دورة المياه وأستفرغت :حسبي الله عليك يا نرجس
خرجت فوجدت جهاد يحجز :ليه تحجز؟
جهاد :أحجز الليله للثور ذاك ما يعرف يطلع مودي نرجس البر مسكينه
سهام :يمكن ما يبون!
جهاد :لا ما يصدقون يطلعون مع بعض
سهام :يمكن ما يحبون البحري
جهاد :يحبونه
تنهدت وأرسلت لنرجس :حجز لكم الليله تتعشون بالمطعم
جهه أخرى
شهقت :حجز لنا جهاد الليله ،ما أطيق أتعشى وأتغدى مقابله للصرصور البحري الكبير
خالد بإبتسامه:يعني بنتعشى مع بعض
نرجس :لو ما أستعجلت اليوم بحركتك التافهه!
خالد :يابعدي والله فرصه نعيش يوم مع بعض
نرجس :لا الحين بتنزلني البيت وبتعطيني سيارتي وبتروح لأنك سارقها لو تذكر !
خالد :بنزل معاش
نرجس :ليه تبينا نموت سوا؟
خالد :يمكن لأني بتقهوى مع أبوش ؟
نرجس :صاير تخوفني خالد
خالد :ترا الحياه حلوه زي جمال ذاك البيت
نرجس :وش فيه ذاك البيت؟
خالد :كذا بيت حلو
نرجس:لا تنزل بعدي على طول
خالد :أبشري
نزلت نرجس إلى البيت ركضًا فأستقبلتها غاده :بقيت لك
نرجس :ما أبي
غاده :وخير تقولين لي أسوي لك ! كان حطيته لروّاف مسكين
نرجس :الله ياخذش أنتِ على رواف على خالد قولي آمين
غاده :ياخذش ! كنتي معاه؟
نرجس :تخيلي الحيوان خطفني يوم كلمتك بجي جيت بطلع الا باب السياره ما يفك وركبت من الباب الثاني على أساس بنقز إلا واحد جنوبي أبو خشم كبير فتح الباب وركب وخطفني !
غاده :وين وداك؟
نرجس :بس وداني تغدينا وتخيلي وش صار ؟
غاده :وش صار؟
نرجس :أخ يا بطني
شهقت غاده :حامل ! حسبي الله عليكم أهلي وثقوا فيك وزوجوك على أساس كبيره وعاقله وأخرتها تخونين ثقتهم كذا !
نرجس :كلي تبن ! ماني حامل ولا قالها الله ، الجنوبي أبو خشم كبير ذا وداني مطعم وأستسلمت للأمر الواقع خلاص ورحت بعدل مكياجي خطفني وأنا منهاره من أطول محاضره ،دخلت الحمام إلا سهام هناك !
غاده :يعني جهاد هناك ! يا ويلي !
نرجس :صدق يا ويلي صدق ،كلمتها وكذا وتفاوضت معها وساعدتني وغطت علينا والحين جيت هنا وذاك الجنوبي أبو خشم كبير يوم قلت له أن جهاد بالمطعم قال طيب يعني ما يخاف علي أموت حسبي الله فيه والحين تدرين وش يسوي؟
غاده :وش؟
نرجس :يتقهوى مع أبوي !
غاده :يمكن يبي يذبحك عشان يتزوج وحده ثانيه
نرجس :مستحيله مع خشمه الكبير محد حبه إلا أنا ولا وحده بتوافق عليه
غاده :مو كان حلو بالشماغ الابيض وتذوبين علينا وبكيتي لين تزوجتيه؟
نرجس :لا زال حلو بالشماغ الابيض ولو رجع الزمن ببكي لين أتزوجه
غاده :سوالف مملكين مالي دخل فيها
نرجس :أنتِ وذا ال... ال...
غاده بإبتسامه:الحنون
نرجس :اللي هو أنتِ وياه زواكم ببتينا ما عندكم بيت
غاده :ننتظر النقل يجي ونرجع المدينه ولا عاد بتشوفيني إلا بالسنه حسنه من غير شر
نرجس :الله يقبلك
أبو جهاد :يا نرجس
نرجس :يا ويلي غاده !
غاده :واجهي الحقيقه بكل قوه :ابوي بيتفهم لك لو قلتي أنه خطفك
نرجس :مو أنا هو خطفني
أبو جهاد :وش؟
نرجس :ولا شي
أبو جهاد :زوجك جايني
نرجس:أي شفيه؟
أبو جهاد :كلمني الرجال أنه ماشاء الله حاله ميسور وأشترا ذا البيت الي جنب بيت أبوفاهد ،ووده يسوي العرس خلاص
نرجس :أيش؟
أبو جهاد :وده يستقر أكثر
نرجس :البيت أيش لونه؟
أبو جهاد :أبيض
تذكرت أنه ذات البيت الذي أشار علهي ورفعت حجبيها بصدمه :أبيض!
غاده :شفيها بسم الله
أبو جهاد بسخريه :هاه مستعده تلبسين فستان الأبيض وتنزفين لبيتك الأبيض؟
نرجس :بسأل أمي
أبو جهاد :قلت لها
نرجس :وش قالت!
أم جهاد :قلت أعرسي ،دام البيت قريب ماعليك خوف
نرجس :صدق؟
أم جهاد :أي والله
نرجس :طيب متى؟
أبو جهاد :يقول أنتِ وياه أختاروا التاريخ اللي يناسبكم
نرجس :طيب
غاده بإبتسامه :أجل محنا راجعين المدينه لين نحضر عرسك
نرجس :يمكن نحدد بعيد يمديك تروحين
رن هاتفها فنظر الجميع لها :مو خالد والله مو خالد شوفوا شروق
دخلت غرفتها فردت على شروق :الو بكلمك بعدين
أغلقت المكالمه وأتصلت على خالد لذي ضحك فور أن ردت عليه :جاش العلم
نرجس :جاني ،ماني مصدقه خالد ذا بيتنا !
خالد: أي بيتنا ،الليله نمر نشوفه
نرجس :أكيد !
خالد :هاه متى تبين نحدد التاريخ
نرجس :مدري بشوف
...
سيف :خالي صقر جاي ويحك حاجبه
مصلح:قول له مشغول
دخل صقر :السلام عليكم
تنهد مصلح :وعليكم السلام ،خلاص روح
جلس صقر فقال مصلح :وش تبي ؟ بتجلس تسولف بالبنت ومشاعرك ومدري ايش اعتقني خلني اشتغل !
صقر :لو عندي احد غيرك تكلمت له بس ما لي إلا أنت
مصلح :خلاص تكلم
صقر :اليوم قاعده تتجاهلني حتى نقلت مكتبها ما تبي تشوفني! أنا شلون بشتغل بدونها
مصلح :الله أكبر ! هذا صقر اللي حتى الذبابه ما يخليها تدخل مكتبه ؟ مستحيل
صقر :ماهي ذبابه ذي آدميه ، كل شيء فيها غريب جايه متأخره تتجاهلني تنقل مكتبها وش مسوي لها !
مصلح :يمكن تتهرب منك عشان تسوي شيء من وراك ؟
صقر:وش مثلًا ؟
مصلح :عرفت شيء؟
صقر :وش تعرف ؟
مصلح :عن طارق
صقر :أحد باقي يهتم ؟
مصلح بحده :أي احنا ! هذا هو موضوعنا الاساسي طارق لازم ما يدري عن هيام وهيام لازم ما تدري عنه
صقر :ومشاعري؟
مصلح :بلها بماي واشربها ماهو وقت مشاعرك المضروبه
صقر :والله يا مصلح إن اللي انا فيه مو بيدي هذا بلاء انا مبتلى ،تكفى قول لي أي شيء ممكن يخليني أكرهها واشوفها مثل قبل
سكت مصلح قليلًا مفكرًا في القول له بأن أوس يحبها ،لكن ذلك سيجعل صقر يكره أوس لا هيام: فكر انها تحب شخص غيرك
صقر :ليتني زوجتها أوس أول ما جت ولا حطيت عيني عليها ذي الحطه
مصلح :وشرايك نقعد ليتني ليتني لين يذبحها طارق ولا نقوم نكمل شغلنا مثل العاده ناخذ تقرير طارق نراقب هيام وخلاص ؟
صقر :وش بيفيد ذا
مصلح :أقول بس قوم أنقلع أنا بشتغل وأنت خلك قاعد
صقر :وش بتسوي؟
مصلح :أقول لك أنقلع يلا !
تنهد صقر وقام :طيب
بعد أن خرج أنصل مصلح على ممرض يعرفه في المصحه :الو السلام عليكم
الممرض :وعليكم السلام
مصلح :تأخرت ما أرسلت تقارير طارق حقت شهرين عسى ما شر ؟
الممرض :تراني بإجازه لا تكلمني تقارير ومدري ايش
مصلح :ومتى تخلص اجازتك؟
الممرض :الأحد الجاي
مصلح وهو يشير إلى يوم الأحد في التقويم :أجل تراني حطيتك بجدول أعمالي صباح الاحد الا التقارير عندي
ضحك الممرض :أبشر
مصلح :الله يبشرك بالجنه
...
مهيار :جيت
هيام :تعالي أجلسي
مهيار :بالمرجيحه!
هيام :مو لازم نكون صغار عشان نجلس عليها
جلست مهيار وتنهدت :ليتنا صغار
سكتتا قليلًا ثم قالتا بنفس الوقت :أمس فكرت فيك
نظرتا لبعضهما فقالت مهيار أولًا:فكرت أني أبي أكون بنت خالك بغض النظر عن أبوي وأبوك وكل شيء أبي تكون بيننا أسرار وأواسيك لو قدرت
هيام :وأنا فكرت أنه لو ممكن تكونين تبين تسامحين أبوك وتعطينه فرصه وهذا حقك ،ما بخلي ذا الشيء يفصل بيننا لأن لو كنت مكانك ...بسوي نفس الشيء ومارح أضيع فرصه مع أبوي
إبتسمت مهيار :يعني كلنا أتفقنا نبعد علاقتنا عن الموضوع ؟
هيام :أي ،مع ذلك أبيك تساعديني نعرف الموضوع
مهيار :كلمت المستشفى ورح نروح بس باقي هو هل يرضى يقابلنا أو يرفض ،تبين نروح؟
هيام :يلا
بعد وقت في المصحه
الممرض :الاسم والقرابه ؟
مهيار :مهيار طارق آل مبارك ،القرابه بنته
الممرض :وأنتِ؟
تنهدت هيام :هيام عبدالعزيز آل مبارك ، القرابه ...بنت أخته
الممرض :ممكن يرفض يقابلكم رفض كثير
هيام :قول له نجلاء جت
الممرض :ما نكذب بمواضيع ممكن تفسد صحه المريض
تنهدت هيام :طيب قول له بنت نجلاء
الممرض :تفضلوا اجلسوا
جلستنا فأمسكت مهيار يد هيام :إن شاء الله رح يجي
في جهه أخرى
الممرض :فيه زوار
طارق :١٦ سنه تعرفون أني ما أقابل
الممرض:بنتك و...
طارق :قول لها ترجع
الممرض :بنت أختك نجلاء
وثب طارق وبدا عليه بعض الغضب لكنه سيطر على نفسه:كيف تعرف أسمها ؟
الممرض :هي قالت
طارق :أبي مرايا
الممرض :تعرف أنها ممنوع
طارق :يعني ممنوع أرتب شكلي لما بقابل بنتي؟
الممرض :خذ جوالي وشوف بالكميرا
فتح كميرا الهاتف وثبته على الطاوله ثم رتب شعره وجهه وخرج مع الممرض إليهم فتعلقت عينه بهيام التي كانت نسخة أمها كما قال الكثيرون وهو كذلك قال بغصة عندما جلس :تشبهين أمك
بلعت هيام ريقها :أعرف
مهيار :ما قلت لي أنها بنت عمتي
طارق :ما كنت مركز وقتها ،باقي أحد منكم ؟
كانت كلمته أشبه بالاستنقاص لهيام وعائلتها فأخذت نفسًا عميقًا وقالت :عمتي وعيالها
تنهد طارق :عزيزه ...زوجها ؟
هيام :توفى
طارق :بندر ؟
بلعت ريقها :توفى
طارق :الله يرحمهم
هيام :آمين ،الحين ممكن أعرف ليش ...
طارق :بطلع الفتره الجايه وبعلمك كل شيء
مهيار بقلق :وين بتروح ؟
طارق :بيت بنتي يستقبلني ؟
إبتسمت مهيار وهزت رأسها إيجابًا :يستقبلك أكيد
التفت لهيام :تزوجتي ؟
هيام :لا
طارق :أجل نصيب خالك يزوجك
أنفجرت هيام غضبًا وضربت بيديها على الطاوله :ما أعتبرك خالي ! خلال ذي اللحظه وحتى تعلمني بكل الموضوع ما أشوفك شيء غير قاتل أبوي
خرجت وتركت مهيار في قلقها :آسفه بس هيام...
تنهد طارق :نفس حدة أبوها ،لا تخافين ما تأثرت قومي الحقيها
قامت مهيار ولحقت بهيام فوجدتها في سيارتها تبكي فركبت السياره :آسفه هيام لو تبين مارح أستقبله ببيتي
نظرت هيام لها بعينيها الدامعتين :وش قلنا قبل ما نجي ؟ ما بتدخل بعلاقتك فيه...بس أخاف أعرف شيء سيء عن أبوي
مسحت مهيار على كتفها :بتعرفين الخير عنه ،أنا لما عرفت عن أبوي تخيلته أسوء أنسان بس اليوم ...أحسه على أول عهدي به وكل الموضوع أننا مستعجلين وما نعرف كل شيء ،رح تسمعين عن أبوك نفس ما تعرفينه
عانقتها هيام وبكت بشده فطبطبت مهيار عليها رغم شعورها بأنها ستبكي أيضًا وكان ذلك نقطة قوه فيها حتى هي أستغربت ذلك!
...
ثنيان :جينا
أم ثنيان :أرحبوا وبشروا
رتيل بإبتسامه رغم تعبها :تقول الموعد الأخير وخلاص ما أروح إلا بالولاده
أم ثنيان بسعاده :الله يسهل إن شاء الله
أشواق :دخلتي التاسع خلاص؟
رتيل:أي أمس ،وموعد الولاده بعد أسبوعين
ثنيان :إن شاء الله بكره
قرصت رتيل كتفه :أستغفر الله وش ذي الدعوه!
أم ثنيان :دامك دخلتي التاسع أي يوم تولدين فيه إن شاء الله عادي سواء قبل الموعد ولا بعد مافيه خطر عليك
رتيل :ما ودي أتوتر إن شاء الله على الموعد
وسن :يمه ،أحنا طالعين
أم ثنيان :وين؟
وسن :جده
عانقتها أم ثنيان :نسيت والله ! الله يوفقكم وتوصلون بالسلامه ،أول ما توصلين شغلي رقيا بالبيت وأنفضيه كله وأكنسيه لا تنامون إلا وهو نظيف ،حطيت لك بخور بعد بخريه
وسن :هذا إن كان فيني حيل والله
ثنيان :بالطياره ولا بالسياره؟
وسن :بالطياره
ثنيان :ساعتين بالطياره معززين مكرمين وين التعب
أم ثنيان :لا والله تعب
التفتت لوسن :وهناك أصبروا على بعض لا تتهاوشون وتزيدون الغربه غربتين
ثنيان:وين غربه وهم بجده ما طلعوا من المملكه ،أقدر أتغدا عندهم كل يوم
أم ثنيان :خلاص بس رح أنت ورتيل شكلها تبي تريح
ثنيان :يلا رتيلي
رتيل :توصلين بالسلامه وسن
وسن :الله يسلمك
صعدا ثنيان ورتيل إلى جناحهم فجلست قليلًا ثم قامت
ثنيان :وين؟
رتيل :برتب شنطة الولاده دعوتك خوفتني
ضحك ثنيان :دعواتي مستجابه إن شاء الله
رتيل :جيب لي الدفتر الي عندك
ثنيان :ذا؟
رتيل :أي
ثنيان :وش فيه؟
رتيل بسخريه :أسرار الدوله
فتحه فوجد فيه تخطيط لتجهيزات الولاده :كل ذا ! كم تقعد يوم الي تولد ؟
رتيل :يوم إن شاء الله لو مافيه مشاكل
ثنيان :أستشوار ،مشط ،مكياج ،مناكير
رتيل :الناس بيزوروني بأول يوم تبيهم يجون وأنا حالتي حاله
ثنيان :والله أنك حلوه بكل حالاتك
رتيل :وش مكتوب بعد المرطب؟
إبتسم ثنيان :ملابس البيبي
رتيل بإبتسامه :جيب الطقمين الي غسلتهم قبل أسبوع
ذهب ثنيان ثم عاد يحمل الطقمين كل واحد في يد ويقارنها بحجم يده ويضحك :معقوله فيه بشر أصغر من حجم يدي!
رتيل :وفيه ناس أصغر يولدون
ثنيان :وين حق غلا ووين حق رغد؟
رتيل :شوف عليها أسماء طرزتها لي زوجة جهاد
ثنيان :وين؟
رتيل :ماسكها مقلوبه
عدلتها له ثم أشارت على الصدر :هنا
ضحك ثنيان :يا حلوها
أخذتها رتيل وشمتها ثم دمعت :ريحتها سعاده
طوتها ووضعتها في الحقيبه :وأيش بعد الطقم؟
ثنيان :رضاعات
رتيل :حطيتها
ثنيان :أشوف
رتيل :هنا
ثنيان :ذي تشبع بالله؟
رتيل :تشبع البطون الصغيره
ثنيان :حطيتي مناشف؟
رتيل :أي
ثنيان :حفايض؟
رتيل :مدري أشيل العلبه كلها ولا بس بالعدد
ثنيان :فداهم العلبه كلها شيليها
رتيل :طيب اللي بعده
ثنيان :مناديل مجففه
رتيل :مجففه؟
ثنيان :أقصد مبلله
رتيل :ما لقيتها بالصيدليه أخر مره حط عندها نجمه عشان نشتريها اليوم
ثنيان :طيب وأيش بعد؟
أخذت الدفتر من يده :أشوف ...خلاص ما باقي شيء ،بس ذي الحجوزات شوفها بالصفحه اللي ورا أول ما أروح أولد كلمهم يجيبونها
ثنيان :وش ذي؟
رتيل :ضيافه وزينه لغرفة الولاده
ثنيان :تم إن شاء الله
رتيل :صور الصفحه وحطها خلفيه عشان ما تنسى
ثنيان :أبشري
...
دخل يزيد المنزل فلم يسمع لمهيار حسًا فنادى :مهيار جيتي؟
مهيار :أي
ذهب لغرفة النوم حيث سمع صوتها فكانت ترتدي ثيابًا جميله وتمشط شعرها فأبتسم :وش ذي الكشخه
مهيار :أبي نطلع اليوم أنا وياك
يزيد :تامرين أمر ،وش صار مع أبوك؟
مهيار :توقعت يصير زعل بينه وبين هيام بس...هيام زعلانه من طرف وحقها لأنه ما علمنا للحين ليش سوا كذا ،أما هو أحسه يشوف فيها حنين لأخته ولا وده يفرط فيها ،صار عندي أمل أكبر من أنها بس تسامحه وودي يكون بنيهم علاقه حلوه
يزيد :إن شاء الله يصير اللي تتمنينه
تنهدت مهيار بسعاده:وحسيت نفسي قويه اليوم ،أول مره يبكي عندي شخص وأنا أواسيه
يزيد :من زمان أشوفها فيك هالقوه بس ما أعترفتي فيها
مهيار :ما كان الوقت المناسب الحين الوقت مناسب وأنا بكون الشخص اللي ينهي خلاف أمتد ١٦ سنه
مسح يزيد على خدها :وأنا واثق فيك
أمسكت يده التي على خدها ثم بلعت ريقها :يزيد لو مثلًا أبوي طلع وما كان له مكان يروح فيه تستقبله ببيتنا؟
يزيد :أستقبل قبيلتك كلها لو تبين
إبتسمت :كنت عارفه أنك بتوافق
قبل خدها وحضنها :ومين يرفض لك طلب؟
أبتعد عنها :وين تبين نطلع؟
مهيار :الكوفي اللي تقابلنا فيه أول مره
ضحك يزيد :أبشري
ضحكت مهيار دون إرادتها :وش يضحك؟
يزيد :لما تتذكرين شيء بعدين تستوعبين أنه بدايه جزء عظيم من حياتك ما تحسين دغدغه بقلبك؟
حضنته مرة أخرى :ما تفرق معاي طول ما أنا معاك أحس ذا الشعور
يزيد :بصارحك بشيء
مهيار :وش؟
يزيد :الشعر القصير أحلى عليك
إبتسمت مهيار :قلت لك بس ما صدقتني
يزيد :من اليوم ورايح بصدقك
مهيار :يلا روح تروش وتجهز عشان نصلي ونطلع
قام يزيد :بعد الصلاه لا تتأخرين
مهيار :محد يتأخر إلا أنت
خرج يزيد فرن هاتفها ورأت أن الرقم هو الذي يتصل منه والدها فردت فورًا :الو
طارق :سلونك؟
مهيار :تمام أنت شلونك؟
طارق :بخير دامك بخير ،بطلب منك طلب
مهيار :هلا
طارق :عطيني رقم بنت نجلاء
مهيار :هيام؟
طارق :أي
مهيار :طيب برسله
طارق :مليني إياه
مهيار :طيب لحظه
أملت عليه الرقم ثم قالت :تامر على شيء؟
طارق :سلامتك
مهيار :الله يسلمك
في جهه أخرى أتصل عليها فردت :الو؟
طارق :هيام؟
بلعت ريقها لمعرفتها صوته :أي
طارق :بعلمك كل شيء ...
...
حضر للأسطبل كما طلبت منه وجلس بجانبها :شفيك؟
هيام :بنتكلم
صقر :بالنسبه للي صار اليوم ...
نظرت له :بستمر بتجاهلك بس الحين حاله استثنائيه
صقر :طيب
هيام :لو فرضًا أنت تعزني
نظر لها لأن ما أفترضته هو حقيقة عنده
هيام :وفيه شخص أنا أعزه أذاك فيني ورحت يعني ...مت ،بعدها جاك ذا الشخص وطلبك تسامحه لأني أعزه ،بتسامحه؟
صقر بإندفاع:ما بسامحه لأنه أخذك مني قبل أتهنى فيك لحظه
نظرت له هيام مستغربة ما قاله فصحح قوله بعد أن بلع ريقه :فرضًا يعني
هيام :طيب لو كان ذا الشخص الوحيد اللي من ريحتي؟
صقر :لو كنت أعزك ما بحتاج شخص يذكرني فيك
دمعت عينيها :بس أنا ما أذكرها !
صقر :أيش؟
قامت ومسحت دموعها ثم التفتت له :ولا شيء ،إنسى اللي صار اليوم
ذهبت لسيارتها وأختارت أن تتصل بأوس لعله يعطيها الجواب الذي تريد :الو أوس
أوس :هلا؟
هيام :فاضي؟
أوس :أي فاضي شفيك؟
هيام :وينك؟
أوس :بالمرسم
هيام :عادي أجيك؟
أوس :أي عادي
بعد وقت دخلت عليه المرسم فعرف في وجهها لون الحيره :محتاره بشيء؟
هيام :أي
أوس :وش؟
تنهدت :خلنا نفترض أنك تعزني
توقفت يده عن الرسم ولم ينظر لها خوفًا من أن تبوح عيناه بحجم معزتها عنده ،وأكتفى ببلع ريقه :أي
هيام:وفيه شخص أنا أعزه أذاك فيني ...ورحت ،وبعدين جاك ذا الشخص يبيك تسامحه لأني اعزه بتسامحه؟
أوس :تعزينه؟
هيام :أي
أوس :بسامحه وبعزه من معزتك
دمعت عينيها :بس ما بتتذكر أذيته فيني؟
أوس :بسامحه ،أنا أعزك ولا أبيك تكونين له خصم يوم القيامه
هيام :لذي الدرجه المعزه؟
أوس :وأكثر
تنهدت وقامت :شكرًا ،مارح أنسى وقفاتك معاي دايم
أوس :أنا موجود عند الحاجه
خرجت وأتصلت على نجد أخيرًا :نجد أنا قررت
نجد :وش؟
هيام :يارب يكون قراري ما يزعل أبوي بس... بسامحه بما أن أبوي سامحه
نجد :مهما كان قرارك أنا معاك
...
نرجس :الحين متى أحط الموعد ؟
إبتهاج :بعد أسبوعين إذا خلصنا الفاينلز
ملاذ :لا رتيل ولادتها بعد أسبوعين
نرجس :منجد؟
رتيل :حطي بالموعد اللي يعجبك إن ما ولدت حضرت وإن ولدت الله يتمم على خير
أشواق :وعرس أخوك حددوه؟
رتيل :قالوا بيحددونه بعد ولادتي
غيرت طريقة جلوسها وكأنها تتألم وأخفت ذلك بسخريه :مدري وش ذي الولاده اللي كل شيء يعتمد عليها
جوانا :حفيدات آل محسن كل شيء يتوقف على خروجهم للدنيا
أشواق :وش فيك ؟
رتيل :هاه؟ ولا شيء بس ظهري أوجعني
ملاذ :أجيب لك مخده؟
رتيل :لالا بقوم بروح أنام والجو حر
غاده :بالعكس برد مره
أشواق الحامل أجواءها غير
قامت رتيل وأخذت نفسًا عميقًا
أشواق :اساعدك؟
رتيل :لا عادي
مشت إلى أن وصلت إلى المصعد وضغطت الزر وأنتظرت نزوله فبدأت تحس بذات الألم الذي هو منذ نصف ساعه يذهب ويعود بشكل أقوى وكانت تلك أقوى المرات ،فأتصلت على أشواق :أشواق ...ما قدرت أطلع تعالي عند المصعد
أشواق :طيب جايه
نهى :شفيك ماما؟
أشواق :بروح لرتيل تعبت
سهام :بتولد؟
أشواق :مدري
شهقت جوانا وقامت مع أشواق:بجي معاك
ذهبتا لعندها فوجدتا أنها بخير :خلاص راح
أشواق :جوانا الحين الساعه كم بالدقايق؟
جوانا:٩:١٢
أشواق :أصبري خمس دقايق
رتيل :ليه؟
أشواق :لو رجع الألم معناته طلق
رتيل :بولد؟
أشواق :لا تتوترين عادي
رتيل :أتصلي على امي
أشواق :أصبري خمس دقايق بس
جوانا :ثنيان صاحي؟
رتيل :كلمي دكتورتي وثنيان وأمي وخذوا الشنطه وكلموا الحجوزات وتمموها وأول ما أولد نزلوا البشاره
أبتسمت أشواق :أبشري بس خلينا نتأكد
جلست رتيل على الدرج وأمسكت بطنها :رجع !
أشواق :كم صارت الدقايق؟
جوانا: ١٧
أشواق :أنتظري خمس دقايق
رتيل وقد بدأت عينيها تدمع :أشواق بولد على الدرج ! ألم مو طبيعي
أشواق :بالهون أنا أعرف أنا والده مرتين وأعرف معليك
جوانا :وأنا ...وأنا جربت ألآم الدوره
أشواق :أي جوانا كيف المدرسه؟
جوانا :تمام الحمدلله كيف مشروعك؟
أشواق :ناجح الحمدلله
رتيل بحده :وحده بتولد تؤام هنا وأنتم تسولفون !
صرخت لعله يسمعها :ثنيان ! ثنيان !
توقفت عن الصراخ :وقف الألم
أشواق :كم الوقت ؟
جوانا :٢٢
أشواق :طلق أركضي جيبي عبايتها ونادي ثنيان
رتيل :أخيرًا أستوعبتوا !
ركضت جوانا وهي تضحك بسعاده ودخلت جناحهم وصرخت :رتيل بتولد
سمعها ثنيان وهو يستحم فأغلق الماء وصرخ:أيش؟
جوانا :وينك رتيل بتولد!
أرتدى بنطاله سريعًا وخرج يركض فزلقت قدمه وسقط على ظهره :أخ يا ظهري
جوانا بسعاده :قوم وين الشنطه وين عبايتها ؟
ثنيان :هناك
إخذتها وخرجت لتقابل جدتها :وض ذا سمعته طاح؟
جوانا :ثنيان
شهقت الجده :ولدي !
جوانا :رتيل بتولد يا جده
الجده :بتولد ؟
جوانا :أي
نزلت جوانا إليهم فأرتدت رتيل عباءتها ثم لحقها ثنيان وحمل رتيل :يلا نروح
أم ثنيان :نزلها خلها تمشي
ثنيان :تعبانه !
أم ثنيان :تمشي أحسن يسهل الطلق !
أمسكت كتف ثنيان بقوه لتفرغ ألمها فصرخ ثنيان لتصرخ الجده أعلى منه :مين اللي بيولد أنت ولا هي؟
سكت ثنيان وتحامل على ألمه :يلا نروح
رتيل :كلمتوا أمي؟
أشواق :اي كملتها معليك ،بتجي المستشفى
ذهبوا إلى السياره ببطء على خطى رتيل المتألمه
أم ثنيان :تنفسي بهدوء
رتيل :كله بسببك ! أنت دعيت علي أولد كله بسببك أنت !
ثنيان بضيق :والله مو قصدي آسف
رتيل :بسرعه حرك ودني ولا أسمع حسك
ثنيان :أبشري
بعد وقت في المستشفى أجريت لها الفحوصات وتقررت الولاده الطبيعيه لها ودخلت لغرفة الولاده بينما أمها وثنيان وأمه ينتظران في الممرات ،حتى قاطع أنتظراهم صوت بكاء طفلك صغيره فنظر ثنيان لأمه :ذي هي؟
أم ثنيان بإبتسامه :أي
وبعد دقائق قليله بكت الأخرى فعرف ثنيان أنها أيضًا أبنته :وذي الثانيه
أم ثنيان :الحمدلله
خرجت الطبيبه لتبشرهم :الحمدلله تمت الولاده والأم بخير وبناتها بخير ،يتربون بعزكم أن شاء الله
ثنيان :أقدر أشوفهم؟
الطبيبه :بيغسلونهم الحين وبناخذهم للفحص والأم إذا صحيت بننقلها للغرفه
خرجت الممرضه تدفع بسريرين صغيرين وعليهما أبنتاه فأستوقفها ثنيان ونظر لهم قليلًا فلم يتمالك نفسه وسجد لله شكرًا وبكى حتى قومته أمه وعانقها :الحمدلله ،الحمدلله
أم حمد :مبروك يا ولدي
ثنيان :الله يبارك فيك
الممرضه :ممكن تجي توقع على بعض الأوراق؟
ثنيان :أي بجي
مسح وجهه وذهب معها فبدأت الأتصالات تتردد عليه والتبركيات وكان بعد كل مباركة يمسح عينيه الدامعتين بفرح ،حتى أتم التوقيعات وعاد إليهم فوجد امه تنتظره :صحيت رتيل واخذوها للغرفه
ثنيان :أي غرفه؟
أم ثنيان :ذيك
ركض إلى الغرفه وفتح الباب ليجد أن رتيل مستلقية وأمها عندها فحاولت الجلوس
ثنيان :خليك
أم حمد :أنا بطلع خلك عندها
جلس رتيل بجانبها وأمسك يدها :شفتيهم؟
رتيل :ما شفتهم زين بس ...
أكملت بتحشرج وهي تشير على صدرها :حطتهم على صدري هنا ،كانوا يبكون وسكتوا على صدري ...
أنهارت بكايةً :وضميتهم
لم يتحمل ثنيان منظرها فحضنها وعيناه تدمع لبكاءها :الحمدلله على سلامتك
أبتعد عنها ومسح دموعها :يتربون بحبنا إن شاء الله
دخلت الممرضه بالسريرين :الحمدلله على السلامه
رتيل :الله يسلمك
دخلتا أم ثنيان وأم حمد خلفها فجلست رتيل :أبي أشيلهم
أم حمد :تعرفين؟
رتيل:لا
حملت أم حمد واحده ووضعتها في يدها :بسم الله
نظرت رتيل للأسم على الملابس فكان رغد :ذي رغد
ثنيان بسخريه رغم عاطفية الموقف :أجل عطوني غلا لا تغار
ضحكت أم ثنيان ووضعتها في يده :خل كفك تحت راسها
نظر ثنيان لحجمها بتعجب :يمه ذي صدق آدميه !
أم ثنيان :بسم الله عليها آدميه أجل وش ؟
ثنيان بضحك:صغيره
رتيل :عطني أشوفها
تحرك ثنيان ليضعها في حضن رتيل ففزت أمه :وقف ! لا تطيحها أنا بحطها
أخذتها من يده ووضعتها في حضن رتيل :غلا عندها شامه تحت عينها
أنتبهت أم حمد لأنهم يحركن رؤسهن :رضعيهم شكلهم جواع
رتيل :سوي لهم رضاعات
أم حمد :مافيه احسن من الطبيعي
رتيل بحرج :مافيه شيء
أم ثنيان :أجل نسوي وينها الشنطه
رتيل :تحت السرير
صنعت لهم الحليب ثم مدته لرتيل :سمي بالله
رتيل :بسم الله
ثنيان وهو يتأملهن :يا ويل حالي هذا منظر يصبر عليه قلب؟
ضحكت رتيل
أم ثنيان :أمسك
ثنيان :حطيتيها مقلوبه مو زي قبل شوي
أم ثنيان :عشان تمسك الرضاعه باليمين
ثنيان :طيب يلا
أخذ الرضاعه في اليمين ونظر لغلا :شوفي وأنا أبوك الحياه مشوار طويل العناد ذا من أول يوم والله ما يفيد خصوصًا لو كان الموضوع يخصك ويخص صحتك عاندي بكل شيء الا صحتك نفسك نفسك ،يلا الحين شاطره أشربي
وضعها في فمها فشربت لتضحك رتيل بتعجب :نفع أسلوب المفاوضات
أم حمد :بسم الله عليهم تعاملونهم كنهم العاب ! مغير ضايقتها أختها بحضن أمها وأرتاحت بحضن أبوها وبتشرب
رتيل :شكلها شبعت
أم ثنيان :كم شربت ؟
رتيل :نص
أم ثنيان :كويس
أم حمد :وقفيها تتجشأ
ثنيان :لحظه الحياه ستيب باي ستيب ما تمشي على طول ! اول شيء تزحف بعدين تحبي وبعدين تمشي
أم حمد :تشيلها بيدها كذا
رتيل :ما عرفت
أم حمد :هاتيها
أخذتها منها وضربتها على ظهرها بهدوء حتى تجشئت :الحمدلله
وضعتها بالسرير
رتيل :أبيها !
ضحكت أم حمد :صدقتوا أنهم العاب خليها تنام ترتاح
وضع ثنيان الرضاعه جانبًا :شبعت
وبحركة سريعه أوقف الطفله فصرخت أمه :راسها !
وضع يده خلف رأسها :مافيه شيء
أم ثنيان :ما تعرف تشيل أنت عطني !
فعلت بها كما فعلت أم أحمد ووضعتها على السرير :حتى رتيل تنام وتريح وأحنا بنطلع
ثنيان :لا بجلس معها
أم ثنيان :بكره الصبح يجون النسوان يزورونها أمها عندها وأحنا اتفقنا
قبل ثنيان رأسها :أرتاحي زين وبكره أجيك إن شاء الله
رتيل :تمام
...
مرت هيام بالجميع وودعت لهم الأبتسامات حتى وصلت لصقر فعبست في وجهه ليتنهد :صباح الخير
هيام :تمام
صقر :حتى صباح الخير ما تردينها؟
تجاهلته ودخلت مكتبها الجديد فألتفت صقر وإذ بغيث منه يهرب :وين رايح ؟
غيث :مشغول ما أقدر أخذ شغلك
صقر :ما بعطيك ولا شيء تعال
غيث :هاه؟
صقر :جهز اجتماع مع شوق
غيث :بس أمس كان الاجتماع
صقر :واليوم أبي إجتماع فيه مشكله ؟
غيث :عن وش يكون ؟
صقر :نفس أمس
غيث :طيب بكلمهم
صقر :روح كلمهم عند هيام
غيث :بس...
صقر :النت قوي بغرفتها
غيث :بتصل اتصال
صقر :المكيف قوي بغرفتها
غيث :مدري ليه بس طيب
صقر :يلا رح
دخل غيث بينما صقر يراقب من بعيد
غيث :بكلم عندك ابي المكيف عادي؟
هيام :عادي
غيث :الو السلام عليكم ،أي غيث وصلني لتلفون المديره ...طيب ،السلا عليكم أخت شوق
نظرت له هيام فور أن نطق بإسمها
شوق :وعليكم السلام
غيث :صقر يطلب جدولة أجتمع نظرًا لعدم حضوره أمس
شوق :صدق؟ متى ؟
غيث :متى تبين؟
شوق:الحين مسافة الطريق
غيث :تمام أحنا في الانتظار
أغلق الانصال فنظر لهيام وهاب نظراتها :شفيك ؟
هيام :صقر طلب الأجتماع ؟
غيث :أي
هيام :دق عليها وقول لها تجيب أختها معها
غيث :بس...
هيام :نحتاج أختها بعد
تنهد غيث واتصل مرة أخرى :الو أي حولني مره ثانيه معليش ...اي أخت شوق نطلبك تجيبين أختك توق معك
شوق :مين يطلب؟
غيث :اء...
نظر لهيام فكانت تهمس:أوس
غيث :أوس
شوق :أبشروا بجيبها
غيث :الله يبشرك بالجنه
أغلق الاتصال :هاه مين بعد ؟
هيام :خلاص لا تعلم أحد وروح ناد زوجتك أبيها
غيث :طيب
خرج غيث متجهًا لنجد فأوقفه صقر :وش صار ؟ غارت؟
غيث :لا ما قالت شيء
صقر :ولا حتى طالعت فيك ؟
غيث :لا كانت مشغوله بالكمبيوتر
حك صقر حاجبه :وش مغيرها ذي !
بعد وقت وصلتا إليهم ودخلوا إلى غرفة الاجتماعات فمشت شوق إلى الكرسي المجاور لصقر لتجد هيام تقف عنده فتراجعت أدراجها لولا أنها قالت :لا تعالي أجلسي عادي
ثم مشت أمام أوس وجلست على كرسيه الذي يجاور كرسي توق ونظرت له :معليش ابي المكيف
إبتسم أوس بإنتصار :لا عادي
بينما توق كانت تنظر لإبتسامة أوس التي كانت تحتار بين الاعجاب بها أو الحزن لأن سببها هو هيام :نبدأ
قامت شوق أمام جهاز العرض :بما أن بعضكم حضر أمس بختصر
أتكئ صقر على يده وهو ينظر لها :لا تختصرين خذي راحتك
هيام :أي طولي لأبعد مدى تقدرين عليه يا عيوني
نظر صقر لهيام بتعجب لردة فعلها المعاكسة لتوقعه ثم عاد بنظره لشوق التي كانت تخفي إبتسامتها :طيب بنتكلم عن ...
كانت هيام تهمس لأوس مقلدة أسلوب شوق حتى أنفجر ضاحكًا وهي تضحك معه ليسكت الجميع لضحكهم الغريب والذي جعل توق تحترق في غيرتها وصقر يستشيط غضبًا :أنتهى الأجتماع !
غيث :بس...
صقر :مسجل كل شيء أمس صح ؟
غيث :أي
صقر :خلاص عطني أياه ،يلا تفرقوا
تنهدت هيام وقالت متجاهلة صقر :أوس شرايك نتغدا اليوم سوا؟
أوس :تمام أشوفك الظهر
صقر :قلت تفرقوا !
قامت هيام ببرود وأخذت قلم أوس :قلمي هذا ولا قلمك؟
أوس قلمي
هيام :باخذه عجبني
أوس بإبتسامه:خذيه
قامت توق وخرجت مباشرة خلف هيام لتتنهد شوق وتلحقها :بنت شفيك ؟
توق :هاه؟
شوق:أقول شفيك؟
توق :الموقف محرج المفروض نرجع البيت
شوق:دامها بذي الجرأه بتتغدا مع أوس أنا بعزم صقر على قهوه
توق أمسكتها توق من كتفها:أهجدي شوق مالي خلق مشاكل
شوق وهي تنظر لصقر من بعيد:مافيه مشاكل بس تجهزي لعرس أختك
ذهبت لصقر الذي كان يرتب بعض الأوراق :صقر
صقر دور أن يرفع عينه :نعم
شوق :ممكن أعزمك على قهوه ؟
صقر :مشغول
شوق :مو شرط اليوم
صقر :طول الوقت مشغول
شوق :يلا عوافي مره ثانيه ان شاء الله
ذهبت لتوق وتأففت :هذي هيام أبي أنتف شعرها تلعب على الحبلين مره أوس مره صقر ما خلتنا أقل شيء نفوز بواحد
توق وهي ذاهبه:لا تجمعيني معاك
لحقتها شوق :توق ما تكذبين إلا على نفسك كلنا ندري أنك تحبي...
التفتت وغطت فمها :اسكتي ،بأي مكان تكلمي بسماجتك ذي إلا هنا
أبعدت شوق يدها :خربتي روجي ! أنتظريني بروح الحمام أعدله
نظرت توق ليدها فكان أحمر شفاه شوق فيها فذهبت لتأخذ المناديل لتصادف أوس هناك ويبدو أنه سمع حوارهم ،لكنها لم تبدِ له أي أهتمام مما جعله يبدأ الحديث معها :شفيك اليوم كأنك تعبانه
إبتسمت إبتسامة مجامله:بخير الحمدلله
نظر لساعتها ثم لأوس :عندك عزيمه غدا مارح تتجهز ؟
أوس :هنا رح نتغدا
توق :ما أهتم ...شكرًا أنك رفضتني لأني أكتشفت أن مشاعري لك مجرد وهم
أوس :متأكده ؟
توق بإبتسامه:أي
أوس :الحمدلله ،خفت أني أجرحك
توق :يلا أنا بروح
أوس :الله معك
...
راجح :صباح الخير
وسن وهي تقلب في هاتفها :صباح الظهر ،من زمان ما نمت لين الظهر ...وفاتتني الأخبار !
راجح:وش؟
وسن :زوجة ثنيان ولدت
راجح :ماشاء الله ،وش جابت ؟
وسن :بنات
راجح:أجل ببارك له وين جوالي ؟
وسن:بالشاحن شكله
ذهب وأتصل على ثنيان :الو السلام عليكم
ثنيان :وعليكم السلام
راجح :توه يجيني الخبر ،مبروك ما جاك ويتربون بعزك يابو...
ثنيان:رغد وغلاها
راجح:رغد وغلاها
ثنيان :الله يبارك فيك عقبالكم ان شاء الله
إبتسم راجح:إن شاء الله ،يلا ما بطول عليك أكيد أنك مشغول
ثنيان :بأمان الله
وسن:راجح شوف كيف يجننون ماشاء الله
راجح بإبتسامة واسعه:ماشاء الله تبارك الله
وسن برجاء:راجح
راجح:هاه؟
وسن :أبي أرجع !
راجح :تونا جينا خلي يمر اسبوع اسبوعين اقل شيء ونرجع
وسن :تكفى راجح سنين واحنا ننتظر فرحة ثنيان ذي ودي اروح له من بدري ،أحجز لي ذهاب وهناك تستقبلني ملاذ والعشاء والله العشاء أرجع
تنهد راجح بإنهزام :تمام بحجز لك بس ماني مسؤول عن الكلام اللي بيجيك
وسن :محد رح يقول شيء كلهم فرحانين
راجح وهو يتمم الحجز في هاتفه:جدتي ما توفر لحظه ...جاك الحجز؟
جاءها إشعار بحجزه فصرخت بسعادة وحضنته :شكرًا شكرًا شكرًا راجح
راجح :جاك إشعار الإياب ؟
نظرت لهاتفها :خربت فرحتي بسرعه
راجح :ما ودي أخرب بيتي واخلي زوجتي تهرب وتخليني وحدي
وسن :برجع لك انا بشوقي
راجح :متى؟
وسن بسخريه:يمكن يمكن شهر كذا
ضحك راجح :بالله
وسن :برجع العشاء والله ،ونطلع من المطار ومجهزه لك جدول سياحي
وسن وهي تصب الماء الحار في كوبها :صح بيروح النص الصباحي منه لو رحت بس اللي باقي فيه الخير
راجح :تجهزين جدول سياحي وانتِ أول من هرب !
وسن وهي تداعب رأسه بسخريه:عادي نعوضه بكره
في مدينه أخرى
دخل ثنيان وبيده ثلاث باقات ورد واحده كبيره واثنتان صغيرتان وكل الثلاث باقات يتوسطها عقد ناعم من الذهب :صباح الجميلات الثلاث
إبتسمت رتيل :صباح النور
مد لرتيل الباقه الكبيره ووضع الباقتين الصغيرتين على رغد وغلا وقبل يديهما ثم قبل يدي رتيل :شلونك ؟
رتيل :ما نمت من الفرحه ،كل شوي أتأملهم ،وأكتشفت أن عيونهم نفس عيونك
ثنيان:أجل بيشوفونك بنفس نظرة الحب اللي أشوفك فيها
إبتسمت ونظرت لباقتها :كلفت على روحك
ثنيان : مافيها كلافه لو كانت لأغلى ثلاث
رتيل :حتى هم جبت لهم عقود !
ثنيان :أي
جلست وأخذتها لتراها فضحكت لصغر حجمها:كيف لقيت بذا الحجم؟
ثنيان :طلب خاص لرغد وغلاها
رتيل :عطني جوالي عندك بصورها
مد لها هاتفًا جديدًا :هاك
رتيل :ثنيان ! مو منجدك ،والله أهم هديه عندي أني بخير وهم بخير وأنت معنا ،كلفت على نفسك
ثنيان :وتستاهلين أكثر رتيلي ، هذا شكل من أشكال تعبيري لحبي وفرحتي فيك وذكرى بيننا لأجمل اللحظات
أبتسمت رتيل وحضنته :الله لا يحرمني منك
دخلت جوانا وصرخت بسعاده :مبروك
لتبكيان رغد وغلا فورًا :يمه خوفتهم حبايبي هم
رتيل بإبتسامه:لا يبون أغير حفايضهم
قامت وغيرت لهم ثم جلست لتسلم جوانا عليها ثم على الطفلتين :ثنيان أبي أشيل وحده !
ثنيان :حتى انا ابوهم ما خلتني أمي اشيلهم
جوانا :كذاب
ضحكت رتيل :والله ما خلته
ثنيان :وين الباقين ؟
ملاذ :جينا ،الحمدلله على السلامه رتوله
أشواق :الحمدلله على سلامتك ومبروك ما جاكم
نهى :مبروك النونيات الكتكوتات
رتيل:الله يسلمكم ويبارك فيكم
أم ثنيان :ما فيه خروج ؟
رتيل :إلا بعد صلاة الظهر إن شاء الله
أشواق :وين أمك ؟
رتيل :يوم جاء ثنيان راحت تصلي الظهر
جوانا :رتوله عادي أصورهم لوكيت ؟
ثنيان :صوري بس يدينهم ،وصوريهم كلهم مو وحده وتزعلين الثانيه
ملاذ:من أول يوم عدل
ثنيان :لازم العدل بينهم
بعد العصر في المنزل دخلت وسن وصرخت :سبرايز
الجده وضحه:بسم الله الرحمن الرحيم وش جابك؟
وسن:جيت لعيون ثنيان ورتوله وضناهم
الجده وضحه:وزوجك؟
وسن:هناك
الجده :فجده !
ملاذ :لا يا جده تقصد بدوامه اللي هنا
أم ثنيان :ليه ؟
وسن:فيه ...فيه أوراق ما كملها واستغليت الفرصه جيت عشان أبارك لكم
نظر لها ثنيان نظرات تحليل فبلعت ريقها :هاه؟
ثنيان ما بتباركين لي؟
اقتربت منه وسلمت عليه :مبروك
همس في أذنها :وش صار ؟
وسن :بالجوال شوف
جلست وأرسلت له كل القصه فقرأها ونظر لها بصمت ثم أرسل لها :بسامحك من فرحتي بس
إبتسمت وسن براحه:صبوا لي قهوه
...
الممرض :عندك زياره
طارق :مين ؟
الممرض :بنت أختك
طارق :جاي
ذهب لها :هاه بشري ؟
بلعت ريقها :بس عشان أمي ...بسامحك
طارق :صدقيني أعز أمك وأفضلها على كل مخلوق بذي الدنيا ...
هيام :وليه سويت اللي سويته بأبوي ؟
طارق :قلت لك أنها زله وأن عقلي كان مو معي
تنهدت هيام :كيف كانت أمي ؟
إبتسم إبتسامه حنين :كانت جميله طول يومها مبتسمه ،أمي الله يرحمها توفت وأحنا كبار مع ذلك نجلاء كانت تهتم فينا وتحاول تعوضنا عنها سافرت للخارج وهي باقي على ذا الطبع وقبل ما أرجع بسنه تزوجت أبوك ، ولما رجعت سمعت عنهم كثير وأكثر شيء سمعته أنه أمك كانت مراعيه له بشكل ...كان باليوم يرجع بعشرين ريال بس يشتري فيها حق يومه ولا عمرها أمك طلبت منه شيء ،بالعكس كانت تخفف عليه وتعاونه
مسح عينيه بشماغه:الله يرحمهم جميع
تذكرت هيام قول أوس :بسامحه وبعزه من معزتك
وقررت أن تتقمص شخصية أمها :ناقص عليك شيء يا...خال ؟
طارق :لا والله الحمدلله
هيام :متى بتطلع ؟
طارق :بكره
هيام :مهيار تدري ؟
طارق :بفاجئها ،غيابي فجأه ورجعتني فجأه بس عطيني عنوانها
إبتسمت هيام وكتبته على ورقه :مهيار من أفضل الناس قابلتهم بحياتي ،عانت كثير بدونك بس عايشه حياتها وسعيده حاول تسعدها أكثر
طارق :تطمنت لما عرفت أنها تزوجت وبخير ،كل تفكيري كان فيها وفي ظلمي لها السنين الي راحوا
رن هاتفها فقامت:أنا بطلع
طارق :بعطيك شيء
وضع يده في جيبه ومد لها خاتمًا :كنت ناوي أعطي أمك لكن فاتني الوقت
إبتسمت هيام :حلو
طارق :حافظي عليه ،ذوق أمك
هيام :إن شاء الله
خرجت وردت على هاتفها :الو
نجد :هيام ترا رتيل ولدت لازم نزورها
هيام :متى؟
نجد :البارح
هيام :خلي نروح بالسابع احسن
نجد :طيب وينك ؟
هيام :عند ...عند خالي
نجد :بالمناسبه هيام ،عمتك تدري ؟
هيام :لا محد يعرف من اللي كذبوا علي بذا الموضوع
نجد :المفروض تعلمينهم بما أنه بيطلع
هيام :خليهم يحسون بجزء من اللي حسيته
تنهدت نجد :براحتك
أغلقت المكالمه فظهرت لها صورة والدها في الخلفيه فتنهدت ودمعت عينيها :سنه كامله وأنا أسعى عشان ذا الأنسان بالأخير ...سامحته ،لأنك أنت مسامحه ولأن أمي تحبه ،أتمنى أني سويت غلط ولأني تعبت من الهم ،بحاول أعيش أول مره
مسحت بإبهامها على الشاشه كأنها تمسح على خده :رضيت بالقليل سامحني
...
في اليوم التالي
أرتدت حذاءها ووقفت أمام الباب:يزيد بسبقك
يزيد :طيب
فتحت الباب لتخرج فتفاجئت بوجود والدها :يبه !
فتح يديه ليعانقها فعانقته بكل شوق وبكت ،ليخرج يزيد على ذلك المشهد الغريب فلم يكن منه سوى أن قال بإستغراب :مهيار
أبتعدت مهيار عن والدها ومسحت دموعها :يزيد ...ذا أبوي
طارق :ذا زوجك؟
هزت مهيار رأسها إيجابًا فتقدم يزيد وصافحه :الحمدلله على سلامتك
طارق :الله يسلمك ،سمعت عنك كثير
نظر يزيد لمهيار بتوتر فقال :سمعت أنك خير زوج وحليت بحياة مهيار محل رفيع
يزيد :أستغفر الله ما سويت إلا الواجب علي لها وهي خير زوجه ما شفت منها إلا الموده والأحترام الله يخليها ،تفضل
طارق :معليش بس... مدري علمتك مهيار
يزيد :أي علمتني أنك بتبقى عندنا تفضل حياك بيت بنتك بيتك
طارق :بس شكلكم طالعين
نزعت مهيار عباءتها :كنت طالعه للدوام بس خلاص ...بتعذر اليوم وببقى معاك
يزيد :كان ودي والله أبقى لكن ما عندي إجازات
طارق :روحي عادي وأنا بنتظر
مهيار :لا والله ما بضيع ذا اليوم بالدوام
جلس على الأريكه ونظر حوله فقالت مهيار :تبي أسوي لك شيء؟
طارق :يعطيك العافيه والله
مهيار :طيب الغدا وش تبي على الغدا ؟
طارق :سوي اللي نفسك فيه أنتِ وزوجك أنا ضيف
مهيار :ترا والله أعرف أطبخ لا تحسبني ما أعرف
أبتسم طارق :أدري بك تتعلمين بسرعه ،بس الحمدلله شبعان فطرت قبل أجي
مهيار :وكيف دليت البيت ؟
طارق :طلبت العنوان من هيام
مهيار :أخذت رقمها مني عشان تطلب عنواني ؟
طارق :كلمتها و...سامحتني
تنهدت مهيار براحه :الحمدلله
طارق :أمك تدري؟
بلعت ريقها :لا ما قدرت
طارق :ما عليك لا تشغلين نفسك بشيء أنا بعلمها إذا جاء الوقت المناسب
ترددت مهيار قليلًا ثم قالت :فيه فرصه ترجعون؟
طارق :ما تزوجت أمك؟
مهيار :لا بقينا عند خالي
طارق :ما أظن فيه فرصه
مهيار :يمكن ما تزوجت تنتظرك؟
طارق :ما تعرف عن اللي صار ،لو عرفت مارح تسامحني
مهيار :بتسامحك أمي قلبها كبير
طارق :خلاص لا تشغلين نفسك بذا الموضوع ،خليك ببيتك وسعادتك
مهيار :تبين تنام؟
طارق :لا توني صحيت
مهيار :طيب ...وش ممكن نسوي؟
طارق :كلميني عنك ،متى تزوجتي كيف عرسك من وين جاء زوجك وش تخصصك ىش وظيفتك
مهيار :قبل رمضان اللي راح تزوجت ،البارحه عرسي بكره نصحى صيام متخيل
إبتسم طارق :لذي الدرجه مافيه صبر؟
نظرت ليديها وقالت بهدوء :لا ...تزوجت بالغصب
تحول وجهه للعبوس :للحين مغصوبه عليه وتجاملين؟
رفعت رأسها وقالت بكل ثقه :لا الحين أحبه ،تفاهمنا مع الأيام وحتى حملت لكن ما ربي كتب
طارق :الله يعوضكم
نظر لساعة الحائط ثم لمهيار :الحين موعد قياس السكر صح؟
مهيار :للحين تذكر ؟
طارق :وكيف أنسى ،جيبي الجهاز وأقيس لك
قامت وجلبت الجهاز ثم مدته له فأمسك إبهامها ووخزه بالأبره لتدمع عينيها :للحين تبكين من الأبره؟
مهيار :لا بس ...
نظرت لعينيه :أشتقت لك
...
هيام :صباح الخير للكل جبت لكم قهوه
وضعت أمامهم القهوه ما عدا صقر فتذكر أوس فعلها به وبنجد عندما كانت تخاصمهما ونظر لها ولصقر ثم قال :وش فيكم؟
هيام :مين؟
أوس :أنتِ وصقر
هيام :أنا بخير هو مدري عنه
صقر ببرود :بخير
ورد :هيام خاتمك حلو
إبتسمت هيام :هديه من شخص أعزه
نجد :أشوف
مدت يدها من فوق الطاوله وكانت عينا أوس وصقر تراقب الخاتم لكونها ترتديه كالدبله
نجد :يجنن!
أوس :مين جابه لك؟
هيام :شخص عزيز وبس
قام صقر :خلونا من الخاتم والاشياء التافهه بكره بيداومون الموظفين الجدد ،أتمنى وأرجو ولعل أنكم تحاولون تكونون طبيعيين بأول يوم ،مانبي هوشات والكلام خصيصًا لنجد
شهقت نجد :أنا !
غيث :وش سوت؟
صقر :يوم تهاوشت مع اصاله وذيك
نجد :كانوا يتكلمون على هيام وهي اللي توكلهم من عيشها وش بسوي غير أني أرد عليهم
صقر :طيب الموضوع أنتهى وأتمنى ما يجونا زوار يرسمون ويحوسونا والكلام خصيصًا لأوس
أوس :كنت أعلمها رسم المنظور وتعلمت
صقر :وأرجو سرقة المعلومات ما تصير والكلام لك يا ورد
ورد :أنا تبت من ذي الأشياء خلاص أنسو أرجوكم
صقر :وأتمنى أنتقال من المكاتب بنص يوم الدوام ما يصير والكلام لهيام
هيام :أنقل وقت ما أبي مالك دخل
صقر :براحتكم عاد هذا كله فضلًا وليس أمرّا موظفين جدد ودنا نرسم لهم مسار محترم من الشغل لا يصيرون مجانين يكفيني جنونكم
رن هاتف هيام فردت دون أن تخرج :الو
طارق :شلونك؟
هيام :طلعت؟
طارق :أي قاعد ببيت مهيار ،وأشتهيت أكله من يد أمك ...ودي لو تعرفين تسوينها لي يمكن سبحان الله تكون نفسك بالطبخ زيها
هيام :إن شاء الله وش هي؟
طارق :قرصان
هيام :على الغدا؟
طارق :لا بالعشاء بجيك إن شاء الله
إبتسمت هيام :طيب أنتظر
أغلقت هاتفها وإذ بالجميع ينظر لها :بيجيني الضيف العزيز اليوم
قام صقر :أنتهى الأجتماع
نجد :أمحق أجتماع !
...
مصلح :الو بشر؟
الممرض:مثل ما تعرف كل ست شهور يسوون لجنه أطباء ويقيمون الحالات
مصلح :أي
الممرض :طارق كانت لجنته ذا الشهر وقرروا له خروج اليوم وطلع
مصلح :بالله !
الممرض :أي والله
مصلح :طيب قائمة الزوار مين؟
الممرض :بنته وبنت أخته
مصلح :وش الأسماء؟ تكفى لا تقول هيام
الممرض :مهيار ،هيام عبدالعزيز
مصلح بحده :رجعوه هذا مجنون كيف ينكتب له خروج؟ هذا قاتل توعد يقتل أهل عبدالعزيز كلهم !
الممرض :ما بيدي شيء والله
اغلق مصلح هاتفه على دخول صقر :للحين انت هنا أذن العشاء
رمى مصلح الهاتف حتى تكسر :طارق طلع
تصنم صقر مكانه :شلون طلعوه؟
مصلح :يقولون صاحي ،المجنون ما يرد عقله بس ذا رد كيف ؟مدري سبحان الله...وأنت لو تركت الصياح علينا تجاهلتني سوت سوت وركزت على هيام أحسن لأنه تدري مين قائمة الزوار؟
صقر :هيام؟
مصلح :هيام وبنته ،من متى عنده بنت ! أكيد أنه عندها
خطر ببال صقر أحداث عده ...الخاتم ،الشخص العزيز وأخيرًا موعده معها الليله ففز من مكانه :بيروح لهيام
مصلح :أيش؟
صقر :الليله هو رايح لهيام
خرج صقر على عجل وأتصل بأوس :أوس وينك؟
أوس :بالبيت
صقر:بسرعه أركض لبيت هيام بسرعه !
أوس :ليه؟
صقر :قلت بسرعه لا تضيع وقت !
في مكان أخر
مهيار :مارح تتعشى معانا؟
طارق وهو يربط حذاءه :لا بتعشى عند هيام
هاب المنظر نفس مهيار فكان كأنه ذات الليلة التي لم يعد فيها ،لكنها عزمت على ألا تتكرر نفس الغلطه فأوقفته:يبه
طارق :هلا؟
مهيار :أرجع
طارق :إن شاء الله
خرج إلى السيارة التي جاء بها وفتح الدرج ليتأكد من الرصاص في المسدس فوجد فيه رصاصة واحده:بكمل اللي بديته لأجلك يا نجلاء ...
بعد وقت وصل بيت هيام ففتحت له بوجه بشوش :تفضل توه نضج العشا
جلس معها على طاولة الطعام فوضعت له في صحنه ثم وضعت في صحنها وجلست :أشوفك لبستي خاتم أمك
هيام :ولا رح أشيله
ذاق الطعام ثم زفر بتعب :نفس ما توقعت ،طبخك نفس طبخها
إبتسمت هيام :الحمدلله
طارق :صح تشبهين أمك وطبخك مثل طبخها ...
قام وأكمل :بس هذا ما يغير حقيقة أنك نسل عبدالعزيز
بلعت هيام ريقها :ما فهمت
اخرج المسدس وصوب عليها :جزء من القصه ما علمتك ...حلفت إني أذبح كل من له علاقه بعبدالعزيز
قامت هيام برعب :لا أنت غلطت المره الأولى بس...
فُتح الباب بقوه فأتجه بمسدسه على الباب وأصاب من فتحه والذي كان أوس ثم توجه بمسدسه على هيام فلم تكن فيه أي طلقات لتركض هيام لأوس الذي تغطى بدمائه :أوس ! أوس تسمعني
سحبها طارق من شعرها :تعالي هنا !
خنقها بيديه وثبتها على الجدار بينما هي عينيها معلقة بأوس المصاب وتبكي عليه ،بل على نهايتها ...غُدرت مرتين من نفس الشخص ،وستموت على يديه في منزل والدها وقد أخذ قبلها شخصًا هي تعزه ولا ذنب له .كم هي نهايه مخيفه لا تتمناها حتى لعدوها أغمضت عينيها مستسلمه ولهجت بالدعاء في قلبها أن تلحق بوالديها وأن يكون مصيرهم الجنه حتى أحست بإبتعاده عنها بسرعه خاطفه وذلك كون صقر قد لكمه لتسقط على الأرض تلتقط أنفاسها ،نظرت لأوس وزحفت نحوه لتضع يدها على كتفه حيث أصيب وتبكي رغم إختناق صوتها :أوس أرجوك لا تموت أرجوك ...ما أبيك تموت بسببي ! ...أرجوك لا تموت كمل لوحتك كمل قصتك
أمسك يدها وقال بلهجه غير مفهومه :أن...أنتِ ...اللوح...
ثم غاب عن وعيه لتنهار هيام باكيه فصرخ صقر عليها وسط صراعه مع طارق :دقي عالأسعاف
هيام :هاه؟
صقر :دقي عالأسعاف يالغبيه !
بحثت في جيوبه حتى وجدت هاتفه فأتصلت على الأسعاف :الو ...أوس مصاب تعالوا...رصاصه بكتفه ...موقع البيت ؟ مدري مدري
أنهارت باكية أكثر :مدري كله بسببي كله بسببي ...أنتوا بتحددون الموقع ؟ خلاص لا تطولون أرجوكم لا تطولون ما ابيه يموت ،اي والشرطه بعد
في جهه أخرى كان طارق ذو قوة عضليه كبيره يقاوم صقر فمرة هو يغلب ومرة صقر
طارق :مين أنت؟
صقر بغضب وهو يلكمه :أنا ولد بندر الي سلبته أعز ما عنده أنا ولده !
طارق:بندر ،كالعاده يوقف بوجهي
ركل صقر خلف ركبته ليختل توازنه واخذ سكينًا من المطبخ ثم عاد له :دامني قتلت أخوك خلني أشملكم بحلفي
كان سيطعن صقر لولا أنه أمسك يده التي فيها السكين وكان يحاول إبعادها عن وجهه حتى أصبح الدور لهيام التي ركبت على كرسي خلف طارق وخنقته بشماغ لوالدها
فدخلت الشرطه على ذلك المشهد وكان مصلح معهم وأشار على طارق فألقوا القبض عليه أما الأسعاف فقد لحقوا على أوس وأخذوه ولحسن الحظ إصابته ليست بليغه .
خارت قوى هيام بعد أقسى لحظه في حياتها وجلست على الأرض تنظر لشماغ والدها الملطخ بالدماء بصدمه ،ليقترب منها صقر ويمسح على شعرها بيديه :جاك شيء؟
أنهارت تبكي وترجف:خايفه
لم يحتمل صقر أن ضمها لصدره :أنا موجود لا تخافين
رفعت يديها المرتجفه وأبعدته عنها ببطء ليبلع ريقه :آسف
هيام :أوس وش بيصير عليه؟ لو مات ما أسامح نفسي ولا تسامحني ولا أحد يسامحني
صقر :مارح يموت إن شاء الله لا تخافين
قامت هيام رغم إرتجافها :خلنا نروح له بلبس عبايتي ونروح
أستوعب صقر أنها لا ترتدي عباءتها وقام وأعطاها ظهره :بسرعه
أرتدتها وخرجت :يلا
لحقها صقر فركبا سيارته لترى أن سياره أوس موجوده وتنهار بالبكاء :ما أسامح نفسي ما أسامح نفسي
أتصل مصلح على صقر فرد عليه :الو
مصلح :أوس صحى
تنهد صقر براحه :شوفي مصلح يقول صحى
أخذت هيام الهاتف من يده :صدق ولا تكذب؟
مصلح:والله صدق
هيام :طيب هو وش صار عليه ؟
مصلح :مين؟
هيام :خ... خال...
أخذ صقر الهاتف من يدها :تقصد طارق
ثم أعاده لهيام
مصلح :بالمكان اللي يناسبه ،ولاهو جايك ولا شيء لا تخافين
هيام :تمام
مدت الهاتف لصقر فوضعه في جيبه وتنهد :لو صار لك شيء ...كان أنا خصيم بندر وعبدالعزيز يوم القيامه ،لا عاد تسوين شيء إلا وأنا عارف فيه ،أرجوك
هيام :أنا ...ماعد بسوي شيء خلاص بس أطلبك تعلمني كل شيء ترضي ضميري وتشبع فضولي
مسح وجهه :هو غلطي كان المفروض تعرفين من البدايه ،بعلمك كل شيء بس خلي الأوضاع تهدا .الجزء القادم سنجمع اللمحات ،ونكمل الناقص من الأحجيه ونعرف الماضي ؛لنبني عليه الحاضر والمستقبل ...
أنت تقرأ
كُن بقربي فإن الروح هائمة
Romanceبعد سنوات من الغربه وسنوات ضاعت في الهروب من الأحزان،نعود لنفس الديار ظنًا منا أننا سنبدأ بدايه جديده ،أمل جديد،حياة جديده،أحباب جدد...ولكن ! يالعثرات الماضي تلاحقنا بكل درب ،وتهزمنا في كل كرب ،وتخيفنا مما هو مجهول ... ٢٠٢٣/٢/٢٦