29

1.3K 44 19
                                    

قبل سنين بعيده وفي قرية من القرى ،بدأت صداقة عريقه أمتدت إلى حاضرنا ،وأمتدت إلى ذريتهم لتتحول إلى حُب شريف حيث توقفنا...

ينتظر ولادة زوجته أمام باب المنزل ،فلا مستشفيات وقتها ولا أطباء وإنما بعض النسوة يتقنون القباله وكانت عمته أحداهن والتي تشرف على ولادة زوجته ،خرجت بعد ساعات
سعود :بشري يا عمه؟
القابله :ولد
سعود :الحمدلله
القابله:هاه وش بتسمي؟
سعود :عبدالعزيز
محسن :يا أم سليمان ،يا أم سليمان الحقي
القابله :وضحه ؟
محسن :أي بتولد
القابله :والله أني حسبت لها ذا الأسبوع لكن ما ظنيته اليوم أمش
سعود بإبتسامه :بالبركه يا محسن
محسن وهو ذاهب على عجل :الله يبارك فيك
في بيت محسن كانت وضحه تلد أول أولادها كذلك على يد القابله ،والتي لم تأخذ وقتًا طويلًا حتى خرجت :ولدت الحمدلله
محسن :الحمدلله ...ولد ولا بنت؟
القابله :ولد
محسن :أجل هو بندر
...
بعد سبع سنوات
محسن :أسمعني أنا بحطك هنا وإذا جاء الظهر وخلص الدوام تدل درب البيت ولا ما تدل؟
بندر :أدل
سمع محسن صوتًا يألفه فنظر وإذ بسعود يحدث إبنه عبدالعزيز :سعود !
سعود :يا هلا ومرحبا ،هذا ولدك؟
محسن :اي نعم ،بندر
سعود :وهذا ولدي عبدالعزيز ،سلم على عمك
صافح عبدالعزيز محسن وقبل رأسه وكذلك بندر فعل مع سعود ،فعقد سعود حاجبيه مستفهمًا :إلا يا محسن ،ليلة جيت تنادي عمتي أم سليمان عندي ،كان ذا الورع ؟
محسن :الله الله
ضحك سعود من غرابة الصدفه :وقتها كان ولدي عبدالعزيز توه ولد
محسن بضحك أيضًا:يعني نفس اليوم ماشاء الله
سعود :يا محاسن الصدف
محسن :أجل تعال يا بندر ،أجلس مع عبدالعزيز وخاوه ،أنا بروح متأكد أنك تدل البيت؟
سعود:بتخليه يرجع وحده !
محسن :يدل معليك رجال
عبدالعزيز :حتى أنا أدل البيت يبه
سعود :عمك مسعود بيجيب ولده وهو بياخذك الظهر
عبدالعزيز :أبشر
دخل مسعود بولده طارق :السلام عليكم
:وعليكم السلام
مسعود :تعال أجلس مع ولد عمك
محسن بسخريه :حتى ذا ولد بنفس الليله؟
سعود :أصغر منهم بشهر
مسعود :ذا ولدك يا محسن؟
محسن :إيه ولدي
مسعود :سبحان الله الشبه
سعود :أنتم الثلاثه خلوكم سوا أنت وياه عيال عم وأنت وياه عيال ليله وحده ،إن عاداكم الغريب تعاونوا به
محسن :يلا نطلع
طارق :يبه
مسعود :معك ولد عمك
خرج الرجال وبقي الطلاب في الفصل ينتظرون المعلم
طارق :وش يعني عيال ليله وحده؟
عبدالعزيز :أنا وياه ولدنا بنفس اليوم
طارق :وش أسمك أنت؟
بندر :بندر وأنتم؟
مد عبدالعزيز يده ليصافحه :عبدالعزيز
طارق :أنا ولد عمه طارق
بندر :معكم أخوان؟
عبدالعزيز :لا
طارق :لا
بندر :خوات؟
طارق :عيب !
عبدالعزيز :أي معاي أخت وهو معاه ...
ضربه طارق على رأسه :عيب يا حمار !
بندر :عادي ترا الأستاذ بيسأل كم أفراد الأسره ،قول عددهم بس لا تقول أسمهم
عبدالعزيز :أي بس قول كم
طارق :ثنتين
...
بعد سنتين
بندر :أنا جيت...وين أبوي؟
وضحه :بالعزاء
بندر :عزاء مين؟
وضحه :أخوياك داوموا اليوم؟
بندر :أي بس جاء أبو طارق وأخذهم من بدري
تنهدت وضحه :عبدالعزيز أبوه توفى
بندر :الله يرحمه ...وين العزاء؟
وضحه : وش بتسوي؟
بندر :بس أسأل
وضحه :ببيته الله يرحمه
رمى بندر حقيبته وخرج من البيت ركضًا حتى وصل لبيت العزاء وفتح باب المجلس وصرخ :عبدالعزيز
نظر له الرجال بتعجب فقام محسن :تعال يا ولد
بندر :وين عبدالعزيز؟
عبدالعزيز :هنا
جلس بندر بجانبه ونظر له :شلونك؟
عبدالعزيز :بخير الحمدلله
بندر :الحين ...عزا أبوك؟
عبدالعزيز :أي
بندر :وليه أنت كذا؟
عبدالعزيز :كيف؟
بندر :ما تبكي
عبدالعزيز :ما ببكي
نظر بندر لقدميه فكان يأرجحها :إلا تبي تبكي بس مستحي
عبدالعزيز :ليه أبكي؟
بندر :لأن أبوك مات !
نظر له عبدالعزيز بصمت قليلًا ثم قام ببرود:بروح أشوف أختي
لحقه بندر فتوقف عند الباب يوبخه :بشوف أختي بتجي معاي!
بندر :لا بس بنتظرك
عبدالعزيز :أنتظرني بالمجلس
عاد بندر لمكانه ينتظر وبعد دقائق حسبها في ساعته قام وخرج يبحث عنه :عبدالعزيز ،عبدالعزيز
ولم يطل أن وجده جالسًا على صخره ويمسح عينيه بكم ثوبه فذهب نحوه :قلت لك بتبكي
عبدالعزيز :طيب؟ شفيك مشغلني بتبكي بتبكي
فتح بندر ذراعيه :على الأقل أبك على كتف خويك أهون
نظر له عبدالعزيز بنردد ثم عانقه وبكى بشده ،فهو طفل تيتم لتوه ويحمل على عاتقه عبئًا فوق عمره وطاقته يحمل أخته رغم أنه غير مكلف بعد ورغم أن عمه لن يقصر معه وسيربيه كما يربي إبنه .

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن