23

1K 34 12
                                    

لمحةٌ من الماضي ،قبل ١٥ عامًا
هيام :لا ملاذ !
أخذت ملاذ يدها بالقوه ودخلت بها غرفة أوس :أوس عادي ترسم لهيام رسمه للفنيه ؟
نظر لها أوس قليلًا ثم قال :أي عادي ،هاتي
أحتضنت كراستها بقوه
ملاذ :عطيه
مدتها له بصمت ثم كانت ستلحق ملاذ التي أوقفتها :خليك عنده وعلميه وش تبين ترسمين
هيام :بس...
ملاذ :أدري أنكم تهاوشتوا عادي
تنهدت هيام وعادت إليه فقال وهو منكبٌ على الكراسه :عن وش الدرس؟
هيام :عن ...أحلامنا
نظر لها :وش تحلمين؟
هيام :أسافر العالم كله وأتعلم كل شي يعرفونه الناس وكل اللغات وكل ...
توقفت عن الكلام عندما تذكرت أنها كانت مخاصمته فضحك ثم قال :وأنا بعد حلمي أسافر العالم كله وأرسم كل مكان حلو أشوفه
مد يده ليصافحها:نتسامح ونسافر؟
إبتسمت وصافحته :نتسامح ومعد نزعل من بعض لين نسافر
...
هيام :الو أوس
أوس :هلا
هيام :شنطتك ذيك الصغيره الي سافرت فيها
أوس :أي
هيام :شكلي حطيت سواره لي فيها
أوس :أي لقيتها وكنت بجيبها بس طرى لي شغل حطيتها بالمرسم روحي وخذيها
هيام :طيب
بعد وقت في المرسم بحثت عن السوار فأسقطت أحد اللوحات من غير قصد لتجد خلفها العديد من الأوراق ،تلك الأوراق التي وجدتها في خزانة والدها والتي كان إختفاءها لغزًا كانت عنده !
جلست وقلبت بالأوراق ففُتح الباب :لقيتيها ؟
رفعت رأسها ونظرت له وقد تجمعت الدموع في محاجرها :شفيك...
إنتبه لسقوط اللوحه التي كان يخفي بها الأوراق :بشرح لك
هيام :أوس هذا مو أنت صح؟
التزم الصمت فأكملت :لا ذا مو أنت ،أنت ما تكذب وما تخبي شي
تنهد :آسف
هيام بتحشرج:ممكن أعرف ليه؟
أوس :كله عشان أحميك
رفعت الورقة المزوره بأسم خالتها :كذا تحميني !
أوس :هيام أنا خفت تلقينها وتروحين ،وأنا من زمان أدورك
هيام :يعني الموضوع أنانيه ...أنت ما فكرت بسعادتي لما بلقى خالتي وتكون تذكر كل شي وتكلمني عن أمي ،أنت بس فكرت بنفسك
مسحت دموعها وقالت وهي خارجه:معد بيني وبينك حتى سلام
خرجت سيرًا على الأقدام حتى ابتعدت عن المنزل وفتحت هاتفها لتتصل على نجد فلم ترد عليها ،نظرت للساعه ثم زفرت بحزن :شكلها نايمه
ذهبت لمنزلها وفتشت بالأوراق بدقه أكثر و دموعها كانت تزداد هطولًا أكثر فأكثر حتى وصلت لظرف أبيض مهترئ ،فتحته لتجد صورة لأمها ولأبيها بليلة عرسهم فمسحت دموعها ونظرت للصوره قليلًا وجه أمها الذي لم تره قبلًا وبأسعد أيام حياتها أيضًا ،عانقت الصوره وبكت بشدة ،تلك الدموع كالسلاسل تنزل من عينيها إلى قلبها وتعتصره حتى ينقطع نفسها ،شهقت شهقة الغريق الهالك مستعيدة نفسها ورددت بأنفاس حارقه :أمي ...
قضت الليلة مع تهويدات دموعها حتى نامت دون أن تشعر ...
أستيقظت في الصباح على إتصال نجد فجلست بغير إستيعاب لترى الأوراق والصور وتستذكر ليلة البارحه ،أبعدت شعرها المتناثر عن وجهها وردت عليها :الو
نجد بخوف :بنت !اربعه وعشرين إتصال الساعه ١٢ وش فيك؟
هيام بصوت مبحوح:تعالي البيت
نجد :شفيه صوتك
تنحنحت :مدري
تنهدت نجد :بكيتي؟
هيام بغصه :تعالي نجد أبيك
نجد :بجي الحين
أغلقت الإتصال وقامت من الفراش مسرعة للخزانه تبحث عن عباءتها
دخل غيث ليستنكر حالها :شفيك؟
نجد :هيام تبيني بروح
غيث :صار شي؟
تنهدت نجد :مدري عنها بشوف لها
غيث :تمام ،أنا بداوم
نجد :موفق
أرتدت عباءتها ثم خرجت إلى السياره ليرن هاتفها فردت عليه دون أن تنظر للمتصل :الو
أوس :نجد هيام ...
نجد :شفيها هيام مقلقتني !
تنهد بضيق :عرفت
نجد :أيش؟
أوس :عرفت كل شي
نجد :وش عرفت؟
أوس :كذبنا عليها ،قلت لك بتعرف بتقفطنا ما رضيتي الحين ...الحين خسرتها !
نجد :كنت متوقعه ذا الشي وقلت لك أني بقول لها الكذبه من عندي وأنت مالك دخل ،مارح تخسرها تطمن
أوس :لا نجد ترا...
أغلقت بوجهه قبل أن يكمل وحركت السياره حتى وصلت لمنزلها ودقت الباب لتفتح لها مباشرة وتعانقها ببكاء دون مقدمات :كنت أحتاجك
في هذه اللحظه وبهذه الجملة بالذات تراجعت عن قولها ما كانت تنويه وبادلتها العناق وقالت :وأنا معاك
إبتعدت عنها ومسحت دموعها لتدخل وتغلق الباب :شفيك؟
هيام :مدري كيف أبدا
لحقتها حتى وثلت لمكان جلوسها لترى الأوراق ذاتها :وش ذي؟
هيام :الأوراق الي قلت لك لقيتها بالدولاب وضاعت بعدين طلع ...
أكملت بتحشرج :طلع أوس سارقها ومخبيها عني
نجد :ليه؟
هيام :لما قلت عن موضوع خالتي وهو ساعدني بكل رحب وسعه طلع مكذب علي وخادعني بوحده مدري مين هي على اساس هي خالتي ،قلت له ليه قال ...كنت أبي أحميك قد شفتي أنسان يحمونه من أهله؟
نظرت للفراغ لمدة ثوانٍ ثم مدت لنجد صورة أمها :ذي صورة أمي
نظرت لها نجد ثم أبتسمت :تشبهك
أتكئت على كتف نجد وأخذت الصوره :كنت أحسب لو شفت صورتها بيقل شوقي لها بس ...زاد
أشارت على والدها :وأبوي شوفي كيف كان سعيد طول عمري معاه ما شفته بذي السعاده
نجد وهي تمسح على شعرها :أكيد كان سعيد بلحظه ولادتك ولا ما سماك هيام
هيام :لا كان يقول لي سميتك هيام من هيامي بأمك ،أنا بديت أشك أني أنسانه من لحم ودم ،أنا عباره عن كومة حزن وفراق وشوق تتمشى بين الناس
أبعدتها عن كتفها :وش ذا الكلام هيام !
هيام بتحشرج:لا صدق نجد فكرت فيها يوم كان أبوي حي كنت أنا شوقه وذكراه لأمي وبعدين أبوي توفى أخذني عمي بندر صرت شوقه وذكراه لأبوي وبعدين هو توفى وأنا إخذت كل أحزانهم وصرت أشتاق لهم كلهم
نظرت ليديها :كل طرف بجسمي يبكي ويذكر الناس بأوجاعهم حتى ...حتى صقر قال لي أني وصية أبوه أنا أذكره بس بشيء يحزنه ما شافني بعين ثانيه
نجد :وأنا أشوفك فرحتي بذي الدنيا وأختي وأمي وبنتي وصديقتي وكل شي حلو بذي الحياه ،إذا كل الناس يذكرونك بحزن أنا أذكرك بفرحتي مثلًا ...أذكر يوم تخرجنا كيف كنا مبسوطين أذكر يوم عرسي كيف كنتِ معاي وعارفه أنك بتكونين معاي بكل لحظاتي الحلوه
عانقتها هيام :عشان كذا قلت أني أحتاجك ،أبيك تنفين ذا الشعور عني
نجد :أنتِ مو كومة حزن أنتِ سعادة نجد ...
أكملت بسخريه :وش تبين أكثر من نجد؟
هيام :أبي أعرف كيف مات أبوي
نجد :هيام ! شوفي حالتك كيف بس عشانك لقيتي كم ورقه أجل كيف بتكون إذا عرفتي الحقيقه؟
هيام :بعرفها عادي ،ما عندي شي أخسره
تنهدت نجد :طيب لقيتي شي بالأوراق؟
هيام :لا كلها فواتير وذي الصوره و...شهادة وفاة أمي
نجد :طيب وش بتسوين ؟
هيام :قررت أصدق ورد
نجد :مو منجدك! ورد مره وحده؟
هيام :تقول عندها صوره لأمي وأبوي ،بخليها ترسلها لي لو كانت نفس الي عندي يعني هي صادقه
نجد :واذا طلعت كذابه ؟
هيام :ما بيوقفني شي بروح لصقر
نجد :وإذا ...
قاطعتها :ما يوقفني شي نجد ،ذيك الفتره أهملت ذا الموضوع وأشتغلت بالمزرعه أكثر بس الحين برجع له وبدقق فيه وبركز بكل شي لازم أعرف
تنهدت نجد :طيب براحتك
...
خرجت للصاله بإبتسامه :صباح الخير
يزيد :صحيتي ،يلا أفطري والبسي نروح للمستشفى
تنهدت مهيار وجلست بجانبه :ياربي وش هالنكد عالصبح !
يزيد :مهيار أعرف القولون ما يسبب غثيان وإستفراغ وبعدين دايم أحنا نتهاوش وعايشين بتوتر ماقد جتك ذي الأعراض إلا البارحه ماهي قولون ولا شي
مهيار :بس الحين ما أحس بشي
نظر لها بصمت قليلًا فقالت :بس شوي...ثقل بالمعده بس عادي طبيعي توني ما أفطرت
حاوط كتفيها:يا قمرة ليلي لا تشخصين من عندك خلينا نروح للمستشفى ونشوف ونرتاح
سكتت مهيار قليلًا وعقدت حاجبيها ثم أتسعت عينيها وقالت بحماس :يمكن حامل!
يزيد :أيش؟
أبعدت يده عن كتفيها وأمسكتها:مر ثلاث أسابيع تقريبًا على موعد الدوره وما جتني ،يمكن حامل أبي أسوي أختبار الحمل
يزيد :بس...
قامت وسحبته ليقوم :يلا روح الصيدله جيب التحليل
تنهد وقام :طيب ،أفطري على بال ما أجي
مهيار :منت متحمس يزيد !
يزيد :إلا ...
مهيار :طيب أركض بسرعه روح !
أخذ مفاتيحه وخرج تاركها تنشغل في التفكير فمرة تؤكد على حملها ومرة تنفي الفكره حتى دخل يزيد فركضت نحوه :وينه ؟مره متوتره
مده لها بإبتسامه عريضه :توكلي على الله
أخذت نفسًا عميقًا ثم دخلت الحمام وخرجت بعد دقيقه :يزيد مقدر أشوفه بطني يوجعني من التوتر ،شوفه أنت وعلمني
أخذه وبقي ينظر له إنتظارًا للنتيجه فقالت :لا تقول حامل ولا مو حامل تجلطني ،إذا حامل أحضني إذا مو حامل بوس راسي
أغمضت عينيها وعضت شفتها السفليه بحماس :صار ؟
حضنها وقبل رأسها فأرتبكت وأبتعدت عنه :وش يعني !
يزيد بسعاده عامره :حامل !
مهيار :كذاب !
يزيد :والله
مهيار :يزيد لا تكذب وش ذا المقلب الخايس
يزيد بضحك:مهيار وش مقلب؟ حامل والله العظيم حامل
لمست بطنها بغير تصديق ثم حضنته وضحكت:أنا حامل
أطالت العناق قليلًا ثم أبتعدت عنه وضحكت مرة أخرى :أحس الأرض ما توسعني ماني مصدقه !
مسح على شعرها بإبتسامه واسعه :سماي توسعك ولا ليه قلبي يسميك قمرة ليلي؟
إبتسمت وأمسكت وجهه بيديها بينما تتجمع الدموع في محاجرها:ندمت على اللحظه الي كنت أفكر أتركك فيها ،أكبر سعاده لقيتها بعمري أنت ...أحبك
حضنها وبوده إدخالها لصدره لتلمس قلبه وتعرف كمّ المحبة التي يحملها لها وحجم الأماني التي يشاركها بها وهي الآن تتحقق
...
دخلت رولا وبيدها هاتف غاده الذي يرن :your phone is calling
غاده :leave it here
وضعته على الطاوله فغسلت يديها وأخذته :الو
لمياء :وشلون عروستنا؟
تنهدت غاده :تمام
لمياء :ترا عندنا موعد اليوم
غاده :أي الحين جايه ،بس كنت أسوي قهوه
لمياء :يلا أنتظرك
بعد وقت في المستشفى ذهبت للإستقبال دون أن تلاحظ أن روّاف يقف هناك أيضًا:دكتوره إيناس جت؟
الممرضه :لا
وضعت كوب القهوه على الطاوله وبحثت في حقيبتها عن غرض ما :طيب ...عطيها لحظه ! ضيعته ،شوفي الرجال وبعدين أرجعي لي
التفتت الممرضه لروّاف :كيف أقدر أخدمك
روّاف :فرعكم الي بالمدينه فتح صح؟
توقفت غاده عن البحث ونظرت له دون أن يلاحظ ثم عادت للبحث بتوتر
الممرضه :أي أظن
روّاف :وكيف نقدر ننقل ملفنا هناك
الممرضه :على حسب الدكتور الي أنتوا عنده لازم يوصي لكم الدكتور الي بنفس تخصصه بالفرع الاخر ويبلغه بكل تطورات الحاله ،وإلى الأن أغلب الأقسام هناك مالقيوا لها أطباء
روّاف :يعني أكلم دكتورتي ؟
الممرضه :أي
غاده :لقيته ! هاك شاحنها عطيها وقولي لها فللته لها لا تجحدها
إبتسم روّاف بخفاء حتى ذهبت غاده ثم تنهد وهمس للممرضه :يقدرون موظفين من هنا ينقلون هناك لو كان فيه نقص؟
الممرضه :الأولى توظيف جدد لكن النقل ممكن
روّاف :تمام يعطيك العافيه
الممرضه :الله يعافيك
دخلت على لمياء :ما تأخرت اليوم
إبتسمت لمياء بشكل غريب
غاده :شفيك؟
لمياء :صرت كل ما أشوفك أتخيلك بالأبيض
غاده بمحاولة تغيير الموضوع :خلينا نبدا
رن هاتفها فنظرت له
لمياء :خذي راحتك
ردت على نرجس :الو
نرجس :غاده بستشيرك
غاده :بوش؟
نرجس :بفتح لك الكام
فتحت الكميرا :شوفي عشان بكره خالد بيخطبني ،مره فرحانه كيف بنام
غاده :أخلصي عندي موعد
نرجس :أي فستان البس بالنظره ؟ الوردي وأصير باربي ولا الأبيض وحلمت تشوفني بالطرحه ولون قلبي على الفستان
غاده :ما عندك غيرهم؟
نرجس :ليه؟
غاده :الوردي فتحته كبيره
نرجس :والله مو كبيره
غاده :لا تحلفين ! الوردي يوم لبستيه بالعيد وقلتي لي حذريني البسه مره ثانيه لا تلبسينه فتحته كبيره والأبيض ما يصلح أبيض والعرس أبيض
تنهدت نرجس :عرسي مطول !
غاده :خذي ذاك البيج
نرجس :أي واحد؟
غاده :الي ساده
نرجس :لا ما أبيه
غاده :ليه؟
نرجس :مو حلو
تنهدت غاده :البسي الي تبين وش علي فيك
نرجس :طيب
أغلقت هاتفها والتفتت للمياء :مين ذي البجيحه الي تبي تلبس أبيض معاك؟
غاده بغير إستيعاب:معاي؟
لمياء :قلتي أبيض يوم العرس
غاده :اها ،أختي ...أنخطبت ومتحمسه
لمياء :وأنتِ ؟ كنك متضايقه
غاده :صراحه ...خايفه
لمياء :من روّاف؟ أجزم لك...
قاطعتها غاده :لا روّاف فيه خير بس تعرفين شعور بتدخلين بشيء توك خسرتي فيه،كذا أخاف بس بنفس الوقت ذي الطريقه الي أثبت لنفسي أنها مو نفس التجربه
لمياء :فاهمتك
غاده :نبدا ؟ أخر الجلسات تقريبًا
لمياء :الحمدلله
...
أنتبه لحال أوس الغريب فأتجه نحوه :شفيك؟
أوس :هاه؟
صقر :قلت شفيك
أوس :ما ...ما نمت زين
صقر :حاول تصحصح
نظر لساعته :الأجتماع بعد شوي وهيام ما جت
فتح هاتفه وأتصل عليها حتى ردت
صقر :وينكم؟
هيام :ما بداوم
صقر :ليه؟
هيام :خلاص ما بداوم مالي خلق
صقر :ماهو على كيفك وش مالك خلق اليوم أجتماع مع ...
قاطعته هيام بتحشرج :خلاص قلت لك مالي خلق
تنهد :شفيك؟
هيام :مالك دخل
صقر :خلي الأجتماع يخلص وبجي أخذ منك العلم
هيام :ما بفتح لك
صقر :بسنتر عند الباب لين تفتحين ،يا ويلك لو طلع ذا الزعل بسبب ورد
هيام :ماهو بسببها ولا شي ما نمت زين وبس
صقر وهو يمرر أنظاره على المزرعه :طيب
عاد لأوس بعد أن ربط أحوالهم الغريبه ببعض :أبيك بعد الأجتماع
أوس :طيب
صقر :خلك هنا
بعد الإجتماع بحث عنه فلم يجده :الورع الكذاب ذا !
تذكر هيام فخرج ليذهب إليها :غيث أنا طالع عندي شغله بخلصها سريع
في الجهه الأخرى
نجد :يلا هيام نطلع
هيام :مابي نجد
نجد :بس نشتري غدا ونرجع ما أبي أتركك وحدك
هيام :اطلبي أونلاين
نجد :بياخذ التوصيل ٥٠ دقيقه ! بموت جوع أحنا نروح بربع ساعه ونرجع
هيام :طيب يلا
نجد :يلا بجيب عبايتك
دخلت لغرفتها ثم خرجت ووجدتها تضع الأوراق في حقيبتها :وش تسوين؟
هيام :باخذها معاي عشان ما تنسرق
تنهدت نجد :طيب
فتحت الباب وخرجت قبلها فواجهت صقر :وش...
صقر :أبي أكلمها
نجد :ماهي طايقه أحد
صقر :كويس حتى أنا
نجد :لا تصايقها كفايه أخوك
صقر :أخوي؟
نجد :ولا شي
صقر :مين؟
خرجت هيام :أنسدت نفسي برجع البيت
نجد:أمشي هيام!
صقر :بكلمك لو سمحتِ
نظرت له بصمت قليلًا ثم أشارت لنجد :أسبقيني السياره شوي وأجي
نجد :طيب
دخلت هيام وخلفها صقر :وش جابك؟
صقر :وش مضايقك؟
هيام :تحفظ السر؟
صقر :لو ما أحفظه كان حالي حال
هيام :مالك دخل
صقر :هيام لو ...
هيام :بأي لغه تفهم مالك دخل
صقر :أفهم بالألمانيه
هيام بالألمانيه :ليس شأنك
إبتسم نصف أبتسامه :سنه وما نسيتي اللغه
هيام :وسنه ما حليت اللغز
صقر :مافيه لغز
هيام :اللي مضايقني له علاقه باللغز وباقي تنكر
إرتبك صقر ظنًا منه أنها عرفت لكنه أخفى إرتباكه بطقطقه أصابعه :وش؟
نظرت لأصابعه ثم لوجهه :الشخص الي ساعدني
صقر :المقرب جدًا ؟
هيام :معد هو كذا
صقر :ليه؟
هيام :خدعني ،لما قلت لك أني لقيت خالتي طلع مكذب علي وجايب وحده مريصه تمثل أنها هي وفوق ذا سارق أوراق من ذا البيت
صقر :سارق أوراق ؟ أي أوراق؟
هيام :مالك دخل طيب؟
حك حاجبه الأيسر ثم قام بصمت :طيب
هيام :وين رايح؟
شد على قبضته:شغل
هيام :ما بتقول شي ؟
صقر :ما عندي شي أقوله
بلحظه ضعف كانت ستقول :بس أنت قلت أنك تفهمني
لكن كبرياءها أبا :الله يقبلك
خرج فخرجت خلفه وركبت مع نجد :وش قال؟
هيام :سألني عن الي صار
نجد :قلتي له ؟
هزت رأسها بالإيجاب
نجد بصدمه :هيام ! فتنتي بين الأخوان
هيام :ما قلته بالأسم أهدي ،قلت له شخص اساسًا من البدايه ماني قايله له أن أوس يساعدني قلت له شخص سري
نجد :نمشي ؟
هيام :أي
في مكتب مصلح
مصلح :دخلوه
صقر :فاضي؟
مصلح :فاضي
صقر :بسألك بصراحه مصلح وجاوبني
مصلح :سم
صقر :أنت لك علاقه بهيام من وراي؟
مصلح :علاقه شلون؟ وش تهذري به
صقر :تشتغل معها وتساعدها
مصلح :لا والله أني تحت أمرتك وبس
بدأ بحك حاجبه مرة أخرى :غريبه !
مصلح :بتنتف حاجبك من التفكير وش صار علمني؟
أنتبه ليده وأبعدها عن حاجبه :هيام يوم لقت خالتها
مصلح :أي ،طلعت مو هي قلنا
صقر :الشخص الي كان بطرفها طلع ضدها
مصلح :ماني فاهم شي
صقر :هي كانت تسبقنا بالمعلومات وظنينا شخص معها وكانت تلمح لي فيه وأنه مقرب منها بس الحين ...أكتشفت أنه مكذب عليها بخالتها وسارق أوراق من بيت أبوها بعد ! مجنني الموقف ليه يكذب وليه يسرق شي وش بصالحه يخبي عليها ؟
مصلح :بس أحنا طلعنا كل شي مهم بالبيت قبل تدخله !
صقر :أي عارف عشان كذا شكيت فيك لوهله
مصلح :مثل ما قلت لك قبل شوي أنا تحت أمرتك
قام صقر وقبل رأسه :لا والله أنك فوق راسي وأنا الي تحت كلمتك
رن هاتف مصلح :بعد أذنك
صقر :خذ راحتك بفكر أنا
مصلح :هلا؟ وشلون ضاع الشاحن ! أنتم عندكم مثلث برمودا بالبيت ولا وش؟ شوفي غرفة أخوك تلقينه بين اسلاكه ذيك دوري زين مره ثانيه وثالثه ورابعه لين تلقينه ...أنا خابره عند أخوك ...
صقر :أخوك !
أغلق مصلح الأتصال ونظر لحاجب صقر :اتمنى أنك لقيت فكره على ذا الحال
أنزل يده مرة أخرى :قالت أخوك
مصلح :وش؟
صقر :يومني داخل لها صديقتها نجد قالت يكفي الي أخوك مسويه تهقى ثنيان؟
مصلح :لالا ثنيان ما يدري
صقر :إلا يمكن هو علمه أبوي ينظف ورانا لو غلطنا منه ولا منه ،والدليل أنها درت عن خالتها قبل غيبوبته أثناء الغيبوبه معد دورت لشيء والحين رجعت
مصلح :أبوك ما علم الحقيقه إلا أنت ثنيان ماهو قد ذا الشي ولا يعرف إلا أنها بنت عبدالعزيز وجت تاخذ نصيبها
صقر:أوس؟
مصلح :أوس؟
صقر :يعرف نص القصه
مصلح بتفكير :أوس
بلع ريقه :للأمانه هي وأوس متقربين بزياده يعني ...
مصلح بنظرات تحليل :تحبها؟
صقر :أنا ؟ لا ما أحبها ولا شي
مصلح :وذاك اليوم؟
صقر :كانت مشاعر لحظه بس... هيام ما أحبها ما تمد للحب بصله أنا بس ...بس أحميها
مصلح :إلا تحبها ويوم تحس بالغيره من ذا التقرب تبي تحط اللوم عليه
صقر :لا والله أنها مو غيره وإنه ...
مصلح:غيره ونص
صقر :معلينا من المشاعر الحين ! أبي أعرف مين ذا الشخص غريب الأطوار
قام وتنهد :بروح أستدرج أوس وأعرف كل شي
مصلح :وإذا طلع مو هو؟
صقر وهو خارج:بنشوف
...
دخل مرسمه والذي قبل البارحه كان يعتبره مهربًا من كل ضيق واليوم هو أساس الضيق عنده ،نثر الفرش كما أعتاد وأخر لوحته الدفينه ليكملها ،مزج الألوان ولبس المريله ووقف مقابلها بتردد :يمكن ...ذا اليوم الي غيري يقطف أحساسه
قرب الفرشه بيده الراجفه الى اللوحه وكاد يبدأ طمس أحلامه لولا أن أمله الصغير منعه فرمى الفرشه ولوح الألوان أرضًا :لا مستحيل
نزع المريله وهو يدور في مكانه :بقدر أرجعك عارف حبنا صعب ومرينا بكل الظروف بس أقدر أفوز فيك أنتِ لي هيام ،أنا بقطف أحساسك
دق الباب فأستجمع نفسه وأخفى اللوحه :تفضل
دخل صقر وتمعن بكل ما حوله وتلك هي المرة الأولى التي يفعلها
أوس :شفيك؟
صقر :أنت فيك شي اليوم صح؟
أوس وهو يجلس على كرسيه:أنا ؟ ...أي ما نمت زين
سحب صقر الكرسي الأخر وجلس عليه :حتى هيام
أوس :ما فهمت
صقر :فيها شي غريب ،متهاوشين؟
أوس وهو يمسح جبينه :لا
صقر :بالله؟
أوس :أي والله
صقر :ترا علاقات الزملاء بالعمل تهمني اليوم لا هي داومت ولا أنت حضرت الأجتماع وكله بسبب شي ممكن أعرفه؟
بلع أوس ريقه وأستسلم :تهاوشنا
صقر :ليه؟
أوس :تهاوشنا بلندن
صقر :بلندن! ليه؟
أوس :على دفع الحساب ،دفعت وهي زعلت تقول أني ما أخليها تدفع وترد لي الجميل
صقر :جميل وش؟
أوس :جميل ...جميل أشياء بيننا بالطفوله مالك دخل فيها
صقر :وش ؟
أوس :كنه صار تحقيق أكقر من سؤال عن الحال؟
صقر :أنه تحقيق ،لازم أحقق وأحل المشكله ولا شغلنا بخطر
أوس :تفكيرك بس بالشغل ؟ ليه ما تفكر ب...
قاطعه صقر :وهيام أمانه عندنا ...ما أرضى زعلها
هز رأسه إستفهامًا:ما ترضى زعلها ؟ما ترضى زعلها أنت أساس زعلها بكل شي مسرع نسيت أنك أتهمتها زور !
صقر :وأنت لا تنسى نفسك أنك مزعلها الحين
أوس :مالك دخل باللي بيننا أحنا بيننا طفوله وفاهمين بعض وعارفين بعض أكثر منك
صقر وهو يقوم :فعلًا للحين أنتوا بعقول الأطفال ما تفرقون بين الحياه الخاصه والشغل
خرج فهمس أوس بعده بغضب :أناني
في الخارج
صقر :الو ظلمته ماهو أوس ...ذا واحد ثاني بدور أكثر يلا مع السلامه
...
في اليوم التالي وهو اليوم الذي أنتظراه طويلًا يوم اللقاء أخيرًا ،تجهزت مبكرًا لعل الوقت يُسرع تماشيًا مع حماسها ،لكن الوقت لا يغيره شيء إن شاء اطال الساعات وإن شاء أسرع بالثواني
دخلت المطبخ مره أخرى وقبلها مرات لا تعد :أرين
أرين :روحي أجلس بالصاله ! أنت عروس
نرجس :بس بشوف العصير الي بنعطيه
أرين :هذاك الأصفر
نرجس :وين الشطه؟
أرين :وش تبين بالشطه؟
نرجس :بشوف خلصت ولا لا عشان بعدين باكل
أرين :أستغفر الله ياربي ! هذا شغلي أنا روحي الصاله ولا أنادي ماما وضحه
نرجس :لا خلاص
ذهبت للصاله وجلست قليلًا ثم وقفت على الأريكه وصرخت :أرين
جاءتها أرين مسرعه :وش في ؟
نرجس بتمثيل خوف :شفت فار هنا
أرين :وين؟
نرجس :مدري داخل تحت الكنب
جلست أرين تبحث عنه فدخلت نرجس إلى المطبخ ووضعت بالعصير الشطه وأبتسمت :إنتقام لكل لحظه حرقت قلبي فيها بحرق معدتك
جهاد :وش تسوين !
رفعت يديها :ما سويت شي
جهاد :طيب روحي هناك وش تبين بالمطبخ وأنتِ كاشخه
خرجت من المطبخ فتلفت هو حوله ثم وضع المزيد من الشطه في العصير وهو يبتسم :ما يمنع نسوي مقلب حلو
سهيل :جهاد
وضع الشطه جانبًا :ما سويت شي
سهيل :الرجال جو
جهاد :طيب بغسل يدي وأجي بس أسمع
سهيل :و
جهاد :لا تودي مويا لخالد
سهيل :ليه؟
جهاد :وشدخلك؟
سهيل :ضيف ماتبي أعطيه مويا؟
جهاد :هم كذا أهل الجنوب عيب تضيفهم مويا قبل القهوه
سهيل :غريب
في الصاله
أم جهاد :أرحبوا تراحيب المطر ،يا هلا بكم والله يا هلا ومسهلا حياكم تفضلوا محلكم بالقلب والعين قبل البيت
أم خالد :الله يحييش
قدمت لهم إبتهاج الماء فأبتسمت أم خالد :هذي هي عروسنا؟
إبتهاج :أنا ؟ لالا مو أنا مو أنا
قاطعتها أم جهاد :لا ذي بنتي الصغيره إبتهاج باقي توها بالجامعه ،نرجس بتجي الحين
أم خالد :حسبتها هي لأن خالد قال لي أنها صغيره
أم جهاد :ماهي صغيره مره نرجس توها بالعشرينات ...هذي هي
أم خالد :ماشاء الله تبارك الرحمن جعل عين ما ترزاش
همست إبتهاج لغاده :وش يعني ترزاش؟
غاده :أحس قصدها تحسدش
ضحكت إبتهاج وأخفت ضحكتها :مسكت اللهجه
إبتسمت :لهجتهم جذابه يختي
أم خالد :شلونش عساش طيبه؟
نرجس :طيبه الحمدلله شلونش وشلون عيالش
همست إبتهاج بسخريه :شكل نرجس سهرت تتدرب على اللهجه
غاده في محاوله كتم ضحكتها :الله ياخذك أسكتي
إبتهاج :طيب خلاص ...
سكتت قليلًا ثم عادت للحديث :بس بقول شي
غاده :قولي
إبتهاج :الحين بالعرس لازم نتعلم خطوه صح؟
غاده :وين جوالي كنه يدق
إبتهاج :هذا هو
ردت عليه :الو
جهاد :يا عروس البارحه جيبي عروس الليله للنظره
غاده :وش ذي التفاهه
جهاد :بسرعه يابنتي الله يسعدش
غاده :كلكم مسكت معكم اللهجه مب طبيعي !
جهاد :بسرعه
غاده :طيب
أغلقت الهاتف وقامت :عن أذنكم بتروح للنظره
قامت أم جهاد أيضًا :يلا أجل عن أذنك يأم خالد ،إبتهاج معكم وأنا شوي وراجعه
أم خالد :خذي راحتش
أكملت بسخريه وهي تضحك :روحتكم بطرفنا والله إن كان خالد بيشوف ذا الزين بطرفنا
ضحكت أم جهاد حتى خرجت وهي لا تزال تضحك:يلا خذي العصير وروحي
نرجس :كذا أدرعم على طول !
أم جهاد :بتلقين أبوك عند الباب
نرجس :طيب
وصلت عند الباب وبقيت تنتظره وأثناء أنتظارها شمت رائحة العصير وضحكت:ريحته شطه
خرج أبوها :حياك
دخلت وبدأت بجهاد الذي كان مبتسمًا بشده وكأنه سيضحك :عطي خالد أول
ذهبت لخالد فأحتار أيهم يختار ففهمت حيرته وهمست:البرتقالي
إبتسم وهو يأخذه:ليه؟
نرجس بإبتسامه تشبه إبتسامة جهاد :سبيشل
بعدما وزعت العصير جلست بجانب جهاد فشرب من العصير وبقيت تنظر له وتغطي فمها
أبو جهاد :عندك أي شي تسألينه ؟
نرجس بهمس لكي لا تضحك :أي
أبو جهاد :وش؟
نرجس :كيف ...كيف طعم العصير
أبو جهاد :ذا سؤال يا بابا
نرجس وهي تمسح دموعها التي داهمتها من كتمان الضحك:أي أنا مسويته وتعبت فيه
أبو جهاد :عجبك العصير ؟
أنفجر جهاد ضاحكًا وقام :عن ...عن أذنكم
خالد وهو يفك زرار ثوبه :هاه؟ أي حلو طعمه مميز
أبو جهاد :بنتي مسويته
خالد وهو ينظر لها :ماشاء الله
تنحنح خالد :أبي مويا لو سمحتوا
أبو جهاد :قم سهيل مع أختك وجيب لخالد مويا
خرجت نرجس مع سهيل لتقابل جهاد وتنفجر ضاحكةً أيضًا
جهاد بضحك :شفيك؟
نرجس :أنت ضحكتني
مسح عيناه وتنهد :استغفر الله ...الحين تمت الخطوبه خلاص
نرجس :تقدر ترجع لشخصيتك
جهاد :بس باقي الملكه
نرجس :على أخر سمستر كذا
جهاد :ما ودك تملكين مع غاده مره وحده؟
نرجس:ما حددت غاده
جهاد :أبوي اليوم كلمها بيحددون بعد أسبوعين ملكه وعرس بنفس اليوم
نرجس :صراحه ...ودي لأن لو بدت الدراسه من الكرف بكرهه
جهاد :أجل بكمل على شخصيتي لين أقنعهم تملكين بس ملكه
نرجس :أي كمل

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن