لمحةٌ من الماضي
دخل المنزل ووجدها مستلقيه بتعب فجلس بجانبها :شلونك اليوم؟
نجلاء :بخير بس الوحام لوعة كبد ما تخيلتها
إبتسم وأمسك يدها :آمري وش مشتهيه؟
نجلاء :مالي شهيه بشيء الحين
عبدالعزيز :وأنا جاي بالطريق شفت محلات الذهب كانوا يبرقون كلٍ يقول أنا بفوز بنجلاء وبتاخذني
أنحنى وأخذ الكيس من الأرض :وقع الأختيار على ذا العقد ،لو ما عجبك برده وأجيب غيره
إبتسمت نجلاء:حلو
عبدالعزيز :ودي أشوفه عليك
أرتدته ثم عقدت حاجبيها بطريقة أكتسبتها هيام منها :ما كلفت على روحك فيه صح؟
عبدالعزيز :مافيه كلافه غاليه والذهب رخيص
نجلاء :لو خليت حقه لأشياء ثانيه
عبدالعزيز:يعني أنتِ خاطرك بشيء ثاني؟
نجلاء :لالا بس الأساسيات أهم الأكل والشرب
عبدالعزيز :عارف أن بدايتنا على الحديده مثل ما يقولون وتعودتي على ذا الشي بس خلاص أكد لك أنه حالنا تغير الحمدلله وشغلنا تيسر ومن اليوم ورايح مالك إلا الدلال
ضحكت نجلاء ثم قالت :كل مولود رزقه معه ،واللي ببطني رزقه قبله ،من يوم حملت وأنا أشوف ببيتنا البركه
إبتسم لضحكتها وقبل يديها :أنا بركتي هالضحكه الله يدومها علي
...
في ذات المساء تسللت للمكتب ليلًا وفتحت حاسوبه الذي توقعت أن كلمة سره ستكون قوية مثل صاحبه ،فأخذت وقتًا لتكسرها وتنهدت براحه :أخيرًا
فُتح الباب ولم تشعر إلا بوقوفه أمامها :أخيرًا لقيتك
وقفت برعب وشهقت :وش تسوي هنا !
نظر لها مستفهمًا :أنتِ وش جابك هنا وبذا الوقت
خبفسك بشيئت يديها خلف ظهرها وقالت بتوتر :أنا ،أنا أشتغل هنا
حسن :فيه أحد هنا ؟
شهقت وهمست :الحارس
دخل خلف المكتب معها وأختبئ بها تحت المكتب :أهدي بيروح الحين
ورد بهمس :وش جابك؟
حمد :أنتِ جبتيني
ورد :وش دخلني فيك أنا ما شفتك إلا مرتين و...
غطى فمها :اشش
فتح الباب وأطل منه :بسم الله الرحمن الرحيم
ثم أنصرف فأبعدت ورد يد حمد عن فمها :ليش انت ناشب لي لذي الدرجه؟
حمد :لأنك ببالي من ذاك اليوم ما صدقت أني أشوفك بعد سنين
قامت وفتحت الحاسوب :ما تهمني
قام خلفها :ووش جابك بذا الوقت ووش تسوين ؟ أتمنى ما يكون شر
بلعت ريقها ونظرت له ببراءه :صقر قال لي أكمل كم شغله
حمد :وتدخلين بالدس كذا ؟
ورد :ما كنت بتخبى بس أنت الي خبيتني
رن هاتفه فرد عليه :أي رتيل
رتيل :حمد حبيبي كنت نايم؟
حمد :لا
رتيل :طيب عطرك الي تعطرت فيه قبل سنتين بعيد الفطر وش كان؟
حمد :قبل سنتين بعيد الفطر ! والله ناسي ،لكن برجع البيت وأشوف لك لكن أظن أن ثنيان دلني عليه
رتيل :ثنيان عطاني عطر ماهو نفسه
حمد :وأنتِ شتبين بالعطر ؟
رتيل :كنا نسولف أنا وثنيان عن العطور ووصفت له ريحه العطر وما عرفناه
حمد :بشوف له إذا رجعت البيت
رتيل :تمام
حمد :يلا مع السلامه
أعاد هاتفه في جيبه فأمسكت يده وقالت برجاء :أرجوك لا يدري صقر انك شفتني ولا أحد لأنه شغل سري ،رح يطردني ومارح القى وظيفه ثانيه
بلع ريقه وتنحنح :طيب ما بقول له
نظرت ليدها ثم سحبتها :معليش
حمد :لا عادي تصير
ورد ويعني قد صارت ؟
حمد :لا كان فيه إحتمال أنها تصير
سحبت الفلاشه بعد أن أكتمل التحميل ونظرت لحمد :الكوفي باقي مفتوح تبي نروح شوي؟
حمد :كنت ...
ورد :بس مره وحده بعدين يمكن معد نتقابل للأبد
حمد :لا يمدينا نتقابل ،يعني ...أنتِ تشتغلين هنا وأنا مسجل بالنادي
ورد :خلني أعزمك الحين مثل شكر أنك بتخبي سري
حمد :طيب
في المقهى نظر لها قليلًا ثم قال :ممكن أسألك وش كنتِ تسوين بإيطاليا؟
ورد :إيطاليا؟
حمد :أي يوم قابلتك
ورد :أها كنت ،سياحه أحب أسافر كثير
حمد :وأنا بعد
ورد :والله ؟ وين سافرت قبل كذا؟
حمد :إيطاليا يوم قابلتك ،ودرست بكندا قبل كذا واغلب دول وأوروبا ورحت اليونان والهند
ورد :الهند؟
حمد :عندهم طبيعه حلوه
ورد :ببحث وأشوف يمكن تكون محطتي الجايه ،أنت لو حبيت نابولي رح تحب سويسرا
سرح في عينيها وقال:قد حبيتها ...يعني قد رحت ،ما تشبه نابولي
ورد :الموضوع وجهات نظر
رن هاتفها فردت عليه :ايوه ماما ،الحين جايه
أغلقت الهاتف وتنهدت :بروح أمي تتصل
حمد :مع السلامه
ورد :أشوفك بكره
أبتسم حمد :أشوفك بكره!
...
جلس بجانبها فقالت بهدوء حزين :أنتهى أول يوم ،وباقي يومين
يزيد :أو باقي العمر كله
دمعت عينيها وقالت بغصه:يزيد ما نبي نرجع من جديد
يزيد :ما بجبرك مهيار بس أعطيك أمل
مهيار :أقدر أخذه لكن أخاف يروح
يزيد :ما بيروح بخلق لك كل يوم أمل جديد ،يرضيك كذا نحب بخوف ؟ أحضنك لأني خايف يجي يوم ما أقدر أحضنك ولا حتى أشوفك فيه
قامت كانت ستهرب لغرفتها :خلا...
دق الباب فالتفتت ليزيد :مين؟
يزيد :مدري
مسحت دموعها وأخذت نفسًا عميقًا :بروح أغسل وجهي وأنت أفتح
مسح وجهه وفتح الباب :عمتي
أم مهيار :السلام عليكم
يزيد :حياك تفضلي
أم مهيار :وين مهيار ؟
يزيد :بالحمام ،تفضلي أجلسي لين تجي
جلست أم مهيار فأغلق الباب خلفها ووقف مقابلها :تبين شي؟
أم مهيار :جيب لي مويا
يزيد :أبشري
خرجت مهيار :سمعت صوت أمي...جيتي
أم مهيار :شلونك؟
مهيار :تمام الحمدلله شلونك انتِ؟
أم مهيار :بخير الحمدلله ،وأنا أمك خالك مسافر مع ولده ثلاث أيام عادي أجلس عندكم؟
يزيد :وشو عادي؟ تعالي بدون إذن لو بغيتي بيت بنتك بيتك
نظرت مهيار ليزيد قليلًا ثم قالت :أي يمه ،أساسًا عندنا غرفه للضيوف ،أرتاحي وأنا ويزيد بنرتبها بسرعه،أمش
لحقها يزيد حتى غرفته وأبتسم :الحياه تبينا مع بعض
مهيار :بس يوم زياده ،فرقت؟
يزيد :كل يوم أعيشه معك زياده عمر جديد لي
نظرت له فلمعت الدموع في عينيها :شيل ملابسك الي على الارض
يزيد :الحين وين بنام؟
مهيار :عندي
وقفت أمام الباب :حطها بالسله لو وصخه ولو نظيفه حطها بالدولاب ...اساسًا بشيل ملابسي منه على مهلي وبيرجع لك
تنهد يزيد :إن شاء الله
بعد قليل خرج لعندهم فقامت أم مهيار :يلا عن أذنكم بنام
مهيار :بدري
أم مهيار :صاحيه من الصباح
مهيار :نوم العوافي
أم مهيار :الله يعافيك
قامت مهيار وذهبت لغرفتها فدخل يزيد خلفها مباشره :بنام عندك
مهيار :عارفه
جلس بجانبها ووضع يده فوق يدها :حتى أمك يوم شافتني جيت راحت تبينا نكون مع بعض
مهيار :بس حظي ما يبي
تنهد يزيد :وين بيكون مكاني؟
مهيار :من اليمين
نفض الفراش ثم أستلقى عليه ونظره موجهه للسقف ،ثم أستلقت هي بالجهه الاخرى وأغلقت الضوء ،مرت الدقائق بسكون لا صوت ولا حركه ولا حتى نفس
بلعت ريقها ثم قالت :فيك نوم؟
يزيد :لا ،وأنتِ؟
مهيار :لا
عاد السكون ثانيًا ،فكسرته مهيار بعد دقائق:ليش الناس يخافون من الظلام؟
يزيد :مدري ماقد فكرت
مهيار :أنا أحبه ،ما أشوف فيه مخاوفي ما أبني فيه أحلام وتنهدم وأعيش مرتاحه بمكاني
يزيد :طيب تدرين أن عين الأنسان تدور على نور دايمًا ؟ لاحظي نفسك بذا الظلام الي تحبينه عينك تدور على نور تلقينها فجأه تطالع بنور المكيف أو تلمح نور الشارع من الشباك أو نور الصاله من تحت الباب
نظر لها رغم شبة إنعدام الرؤيه :روح الانسان تحب النور ونورها الأحلام
تسللت يده نحو يدها فأمسكها:بس ذي الليله أسمحي لقلبك يدور على نوره وقولي لي وش أحلامك
مهيار:أحلامي؟
يزيد :ليلة الأحلام ،غمضي عيونك وقولي وش تشوفين
أخذت نفسًا عميقًا وأغمضت عينيها:توظفت بشركه حلوه وراتب مناسب لي شريت كل شي أتمناه واعيش حياه حلوه،كان يوم متعب بالشغل رجعت على البيت و...
يزيد بترقب :و؟
مهيار:لقيتك راجع قبلي وجايب الغدا من برا
أبتسمت ودمعت عيناها رغم أنها مغلقتان :أستقبلتني بحضن وبست راسي مثل دايم
يزيد :مثل دايم ! يعني صارت كثير
ضحكت مهيار :كل يوم
التفتت له :وأنت وش أحلامك؟
أغمض عينيه مثلها :الصباح بيوم بارد صحيت من النوم ولقيتك مسويه لي ساندوتش بيض
مهيار :بيض؟
يزيد :أي نفس الي سويتيه لما مرضت
ابتسمت:طيب كمل
يزيد :سويتي أربعه
مهيار :لذي الدرجه جوعان؟
يزيد:لا واحد لك وواحد لي وأثنين لعيالنا
بلعت غصتها :وش بيكونون؟
يزيد :بنت وولد ،بذا الصباح الجميل أول يوم لولدنا بالمدرسه وأول يوم لبنتنا بالحضانه أخيرًا بنرتاح منهم ونرجع أيامنا قبل يجون ،أنتِ متوتره أكثر منهم ومجهزه كل شي يحبونه عشان ما يحسون بالوقت،وخططنا ناخذ إجازه ذا الاسبوع ونحلل صباحاتنا بدونهم
تنهدت مهيار وسحبت يدها من يده :وبالأخير كلها أحلام
يزيد :لو تحققت وش بيصير؟
مهيار :ما فكرت بس...ممكن أشوف الحياه بنظره ثانيه
يزيد :لو بقيتي معاي رح...
مهيار :رح أحلم بزياده وبالنهايه أصحى وأطيح
يزيد :طيب ما قلت شي خلاص
عاد الصمت مرة أخيرة وطال ،ترددت كثيرًا لكنها حملت جسدها وألقت به على صدر يزيد فحاوطها لعل مالم تفهمه قولًا يتضح لها بفعله ،لعل دفء يديه يقول لها :أنا معك ،ويكفي أملي لنا سويًا
وجودهم بنفس الغرفه وعلى نفس السرير وإستيقاظهم بقرب بعضهم هذا حلم !
أين نحن ؟ نحن عالِقان بين سماء الحالمين العَالية وأرض المخذولين الواسِعة نحنُ ننزفُ أحلامًا ولا نجد لها جِراحًا ،يكفينا في هذه الليلةِ الحائره أن نعشق بعضًا بكل مابقي من العشق حتى أخر قطرة من الأحلام ونهبِط على أرض الخذلَان دون ألم الحيره ...
...
رتيل :معد رحت عند أشواق؟
ثنيان :لا ما مداني الصباح دقيت تقول مشغوله ،وصدمني شغلها صراحه
رتيل :وش؟
ثنيان :قاعده تكمل إجراءات لأنها بتكمل دراسه ،يعني هذا شي اتمناه لها صراحه بس تغيرها مخوفني
رتيل :بالعكس ذا تغير إيجابي
ثنيان :والله ماني مرتاح وذي الفتره نومي كله كوابيس حولها بتطمن عليها
ضحكت رتيل :يعني بالعقل ثنيان وش الغلط بأنها تكمل دراستها ؟
ثنيان :مو ذا الغلط ،هذي ردة فعل لشيء صار لها أنا حاس كذا
رتيل :عساه خير يارب
ثنيان :إن شاء الله
رتيل :والكوابيس أقرأ أذكارك قبل تنام وتروح إن شاء الله
ثنيان اقراها ما نفع
في صباح اليوم التالي
دخلت الغرفه ووجدته يلبس ثوبه:ما كنت بإجازه؟
ثنيان :أشواق اليوم فاضيه ،بروح لها
أقتربت منه وأغلقت أزرار ثوبه :ركز معاي
نظر لعينيها بتركيز :آمري
رتيل :مهما صار ومهما عرفت لا تعطي ردة فعل عنيفه ،لأنك أول شي بتضر نفسك وثاني شي بتضر أشواق وعيالها
ثنيان :حتى أنتِ تفكرين نفس تفكيري بس تنكرين
رتيل :لا ما فكرت بشيء ،بس أعرف ردات فعلك لما يكون الموضوع خواتك
ثنيان :وتعرفين كيف تكون ردة فعلي لما الموضوع يكون أنتِ؟
رتيل :نفسها
ثنيان :لا غير
رتيل :كيف؟
قرص خديها :كذا
عقدت حاجبيها وأبعدت يديه :أتكلم جد أنا
ثنيان :وأنا بعد
رتيل :طيب بقول لك شي
ثنيان :سمي
رتيل :وسن بتروح فحص الدم وبروح معاها
ثنيان :وملاذ؟
رتيل :ملاذ عندها طلبية عرس كبيره بتشتغل عليها اليوم كله ،وأساسًا أمك وجوانا بيكونون معنا لأننا بنروح السوق بعدين
ثنيان :الله يوفقها ،روحي معها وأمسكي يدها تراها تخاف من الدم
رتيل :فضحتها مسكينه !
ثنيان :بقول لك سر
رتيل :إذا عن أحد ما أبي أسمعه
ثنيان :لالا لو جوانا فيه شي بخاطرها عيت أمي تجيبه أشتريه على حسابي بالدس
رتيل :لا ثنيان ما أبي أتدخل بين الأم وبنتها هم يقررون وش يبون ووش ما يبون
ثنيان :طيب خلاص صوريه لي وأنا بجيبه بعدين
أبتسمت رتيل :مدري هم الأخوان الكبار كذا ولا بس أنت ؟
ثنيان :أتمنى يكونون كلهم كذا ،الي عنده أخت وحده هو بنعمه عظيمه أجل كيف أربع أخوات
التفت لرتيل :وزوجه حلوه بعد
رن هاتفها :شكلهم رايحين
قبلت خديه :تذكر الي قلته لا تنفعل لأي سبب كان
أبتسم ثنيان:أنتبهي لنفسك
بعد وقت في بيت أشواق
ثنيان :وين العيال ؟
أشواق :صاروا يسهرون مع الإجازه ،لكن بروح أصحيهم الحين
ثنيان :لالا خليهم وش أبي فيهم أبيك أنتِ أجلسي وما عليك من الضيافه
جلست وتنهدت :تقول لي أخذت إجازه ؟
ثنيان :أي أسبوعين ما ودي يطرا لي شغل وما أحضر ملكة وسن
أشواق :أي كويس أساسًا أنت ولي أمرها لازم تكون موجود
تنهدت بحزن وقالت :وسن أول وحده تتزوج بعد وفاة أبوي
نظر لها وكانت عيناها تدمع :تبكين؟
مسحت دموعها :لالا ،ما عليك
أقترب منها وحاوط كتفيها :دموعك أغلى شي علي بذا الدنيا ،وصراحه أنا حاس أنها كثرت ذي اليومين
أشواق :مين قال لك؟ بالعكس أنا بخير ببيتي مع زوجي وعيالي
ثنيان :طالعي بعيوني
نظرت لعينيه فصمت قليلًا ثم قال :مو علي ،وش يبكيك؟
أشواق :صدقني بخير
ثنيان :طيب من وين طلع موضوع الدراسه؟
أشواق :العيال كبروا وسعيد ...نص يومه بالدوام حسيت نفسي فاضيه وأبي أملا الفراغ ذا
ثنيان :متأكده؟
أشواق :متأكده
ثنيان :طيب أحلفي
نظرت له بصمت قليلًا ثم عانقته وبكت :أكره الرياض
ثنيان :آمري وش زعلتك الرياض به وأقلبها بأهلها
أبتعدت عنه ومسحت دموعها :بقول بس أسمع كلامي لأخر شي
ثنيان :أسمعك أكيد
أشواق :من يوم جينا الرياض وسعيد بدا يتغير ،قلت يمكن عشان بعد عن أهله وأخوانه حس بالوحده حاولت أسليه أسوي كل شي بس كان يبعد عني كل السنوات الماضيه كانت تبعدنا أكثر ،بالأخير ...سمعته يكلم وحده
أنهارت باكية مره أخرى :سألته بكل صراحه ولا خفت من شي قلت يمكن سوء ظن مني لكنه أعترف ،تمنيت أنها زوجته بس طلع ...مقدر
زفر ثنيان بغضب :خذ راحته ذا الكلب وتمادى بزياده ،قومي أجمعي أغراضك وخذي عيالك مالك قعده بذا البيت وأنا أخوك
أشواق :أسمعني ثنيان باقي !
ثنيان :هاه؟
أشواق :يوم جيتكم قبل العيد علمت أمي قالت بيتغير ...
ثنيان :الكلاب على اطباعها ماقد كلب شفناه بيوم صار ذيب تعوذي من الشيطان وقومي
أشواق :أصبر ثنيان أصبر ! العيال ما يعرفون ولا شي ولا خواتي ولا أحد ،ما ودي فجأه كذا أصدمهم ،لسى بصارح العيال وأبي زواج وسن يعدي ما بخرب فرحتها
ثنيان :أنتم كلكم خواتي وأنا عارف مثل أسمي أن وسن بتفرح لا عرفت أنك تركتيه
أشواق :أرجوك ثنيان بس أسبوع
ثنيان :أشواق ؟ تتوسليني تبقين بحضيره ؟ أقدر كل جهودك وتمسكك ببيتك بس أنتِ أهم ،هذا ماهو بيت هذي حضيره متزوج وعياله بطوله ويكلم غيرك ،بسرعه أمشي قدامي وراي نقاش مع الحيوان ذا
أشواق :طيب أسمع ،إذا صحيوا العيال بجي بقول لهم عشان العرس وبعد العرس بصارحهم وأخلعه وأنت سو الي تبيه معاه
ثنيان :مقدر أتحمل دقيقه بعد تبيني أتحمل أسبوع ؟
أشواق :عشان نهى وسيف ،ما ودي يذكرون عرس خالتهم ذكرى سيئه ،ما ودي يتعقدون وتكون نقطه سودا بحياتهم ،حتى أمس يوم قلت لك أني أخلص إجراءات الدراسه كذبت عليك كنت عند خبيره أسريه قاعده أدور أحسن طريقه أعلمهم ،صدقني كل شي عشانهم ولا سعيد مابي ولا حب فيه ولا مكنته من نفسي ولا أقبل أبقى بذا الذل أرجوك أصبر معي وصبرني
نظر لها قليلًا ثم عانقها :أسبوع بس وتكونين كله عندنا ،بعدها ماني مسؤول عن أي شي بيصير له
أشواق :إن شاء الله
عاد لبيته وبعد ساعات دخلت رتيل :جيت ،الحمدلله لقيت لي فستان من أول محل بس طولنا ندور لجوانا ،شفيك؟
جلس ثنيان ونظر لها بعينين تعبتين :طلع إحساسي صح
جلست بجانبه ومسحت على خده :أصبر الشغاله بتجيب الأكياس اذا طلعت قول لي تمام؟
تنهد وأمسك يدها التي لا تزال على وجهه :تمام
دخلت أرين :وين احطها؟
رتيل :هنا بوري ثنيان أول وبعدين بعلقها
أرين:تمام
وضعتها أرضًا وبقيت واقفة تنظر لهم لعلها تلتقط حديثًا فنظرت لها رتيل :يعطيك العافيه
أرين :الله يعافيك
خرجت وأغلقت الباب خلفها فقامت رتيل وقالت بصوت عالي :أيش؟ تبي نشوف فيلم ؟ طيب فيه ذا حاطينه بالمفضله
شغلت التلفاز على أعلى صوت وعادت له :وش بتقول ؟
أخذ نفسًا عميقًا :أنا مو قد الولايه
رتيل :وش ذا الكلام ثنيان ؟ شوف أنت الحين ولي أمري وأقول أنك قدها
ثنيان:لا مو قدها شوفي جوانا سوت ذيك المشكله وأشواق زوجها الكلب تمادى ويخونها ! من قبل عرس جهاد درت وكتمت وأنا ما دريت كان المفروض أدري من لحظتها ،لو أبوي هنا كان ما صار كل ذا ،ضعت وضعفت بدونه بس خلال سنتين أجل كيف السنين الجايه
رتيل :ثنيان ! أبوك توفى الله يرحمه لكن الله موجود ترا الانسان شي ضعيف كل شي يسويه بتقدير من الله ،أنت تسوي كل شي تقدر عليه وترا أنت نفسك الانسان الي بالصباح قال لي ما اخلي شي بخاطر أخته
ثنيان :رتيل ماهو شي بخاطرها ولا مو بخاطرها أنا ما أدري عنهم مشغول بنفسي بطريقه أنانيه
رتيل :تدري؟ فيه شي بخاطري أبي أقوله من زمان دامك فتحت طاري الأنانيه
ثنيان :لاحظتي أني أناني صح؟
رتيل :لا أنت أكثر إنسان مضحي بالحياه لدرجه معاك نسيت وش يعني أنانيه ،لا تستغصر نفسك تراك عظيم بعيني وأكيد بعيون خواتك أعظم
ثنيان :أو يمكن يشوفوني كطاغيه لدرجه ما يشاركوني سرهم
قامت وفتحت أحد الادراج ثم أخرجت مرآة ومدتها له :هذا الوجه طاغيه ؟
ثنيان :ممكن
رتيل :ياربي ثنيان صحصح ما أبيك بذي الحاله ما أبيك تطفى عارفه المسؤوليه الي عليك كبيره خواتك وأمك وأنا والشغل بس تراك قدها لو مو قدها ما حطك ربي بذا المكان ،وبعدين أنا معاك أنا بساندك بكل شي تعال إرتاح على كتفي وفضفض همومك وقول كل شي ما بيطلع كلامنا برا ذي الكنبه حتى مو الغرفه بس
أقتربت منه وربتت على كتفها :يلا حط راسك
نظر لها قليلًا ثم وضع رأسه على كتفها وتنهد :من وين أبدا
رتيل :وش صار مع أشواق
ثنيان :يوم رحت شفت بوجهها ذبول ما كنت ملاحظه قبل أنا فاش...
رتيل :بشر ما تقرا أفكار أحد ،كمل
ثنيان :وشفت بعيونها الأحلام الي كانت تضايقني أنا غبي لدرجه ما فهمت أحلامي
رتيل :أنت بشر طبيعي ما عنده موهبة تفسير الأحلام ،كمل
ثنيان :دخلتني وكانت مثل متوتره ما تدري كيف تسوي جابت صحن تمر فاضي بعدين رجعت وحطت التمر فيه وتركته وجابت كيس التمر بعدين رجعته وجابت الصحن والدله بس مع كاسات شاهي وهي كانت أصلًا مسويه قهوه ،أختي وصلت لذي الدرجه من التعب وأنا ما دريت كيف
رتيل :لأنك بشر ما يعلم الغيب ،كمل
ثنيان :جلست معها وتكلمنا شوي قلت لها ليش تبين تكملين قالت العيال كبروا وسعيد مشغول بالشغل وهي تنطق بإسمه شفت بنفسها القهر ،حققت شوي معها وفجأه إنهارت شفت عالمي كله ينهار كل ضحكه ضحكتها ذي الايام وتؤامي تبكي شفتها ذنب عظيم وحمل ثقيل على ظهري ،تتصورين أنها كاتمه من أول ما نقلوا الرياض عندنا ! سنوات سنوات مرت وهي تكتم وأنا العب واسافر واعيش ما دريت
رتيل :ثنيان بذكرك بس لا أكثر أنت ما كنت تلعب كنت تشتغل تسافر لشغل ولا مراجعاتي ،كل شي كنت تسويه بسبيل غيرك ولا شي كان لك لأنك ثنيان ولا شي ،الحين قول لي وش صار جبتها ولا لا؟
ثنيان :عيت تجي ! تقول بتصارح عيالها وبتعدي عرس وسن وبتخلعه وأنا وش بسوي ؟ بجلس مثل الاهبل كذا أنتظر عرس وسن يعدي عشان أكسر راسه أبن الكلب
رتيل :ما أعرف مشاعر أشواق ولا أعرف مشاعرك بس الاسبوع ذا ممكن يتغير فيه كثير تفاءل
ثنيان :وش بيتغير ؟ سعيد بيتغير يعني والله لو أنه يصير إمام بالحرم ما رديت له أشواق ،حرمها من عيشتها يوم تتزوجه وهي صغيره لا درست ولا توظفت ولا شي عايشه على ورث نصه أكله ذا الخاين
رتيل :أنا شفت من وجهه نظر يمكن أنت ما شفتها شوف نفسك مكان سيف وانا مكان نهى فجأه تجي أمنا تقول أبوكم يخونني بنتطلق وهم شافوا من أمهم وأبوهم الحب طول السنين الماضيه وفجأه يتغير الحال كذا ! أبوهم يخون وأمهم تخلع ! ممكن سعيد يتوب وتتعذر أشواق بسبب ثاني لعيالها للخلع ويشوفونه سبب مقنع أو يحاولون يقتنعون الخيانه صعب تنقال وتتصدق
رفع رأسه عن كتفها ونظر لعينيها قليلًا فحضنته :أنت ثنيان بكر بندر كافحت كل الظروف من غربه الدراسه بالخارج إلى اليوم وبتعدي ما تعدي مصيبه إلا بعدها سعاده أكبر
ثنيان:أنتِ سعادتي الكبيره بذي الدنيا
أبتعدت عنه وهي مبتسمه :تبي أوريك وش شريت؟
إبتسم :وريني
...
جهاد :هذا الباب ماش بكلمهم يصلحونه ولا ناخذ غرفه ثانيه
سهام :لا ناخذ غرفه ثانيه
جهاد :ليه؟
سهام :لأنه ذي فيها سرير واحد أحنا نبي سريرين
نظر لها قليلًا ثم عاد يحاول في الباب بقوه :كل الغرف فيها سرير واحد يا سهام
سهام :طيب
أنفتح الباب لكن سقطت منه قطع خشب رثه جرحت يد جهاد :حسبي الله عليكم وعلى بابكم المكسر ذا
سهام :جاك شي؟
جهاد :جيبي لي مناديل
أعطته مناديل ثم قالت :أصبر أظن معاي لصق جروح
جلس ممسكًا يده بألم :جيبي
بعد قليل عادت وجلست بجانبه :ولقيت مطهر بعد ،أشوف
مد يده فأمسكتها فقال :مب لازم يكون فيه جروح عشان تمسكين يدي
تجاهلته ووضعت المطهر: يوم رحت أسلم على أمي قبل نجي عطتني المطهر قلت لها ما نحتاجه قالت ضروري ذا وسبحان الله أحتجناه
فتحت اللاصق ووضعته فأبتسم :هذا حقك ولا حق فهد؟
سهام :وش؟
جهاد :اللصق
أحمر وجهها :حقي
جهاد :وليه ما تقولين من أول؟
سهام :كان لازم أقول اللصق حقي لشخص شفته بالشارع ؟
جهاد:فيه إصابه بخدي شوفيها
سهام :مافيه شي
جهاد :إصابه محسوسه بس
وضعت يدها على خده :وين ؟
جهاد :تدرين لما كنت صغير أمي كانت تبوس جروحي
سهام :ما عندك جرح ،غسل وجهك بس فيه غبار من الباب
قام وتنهد: دامك تبيني فأنت يا صعب شوقي
سهام :جهاد
التفت لها بروحه قبل جسده :لبيه
سهام :متى نرجع ؟
جهاد :تونا لنا يومين تبين ترجعين؟
سهام :يعني ،تعرف عيال عمك خطبوا وملكتهم ذا الاسبوع ما ودك نحضر؟
جهاد :إلا نحضر برسل لأبوي يكوي لي ثوب ونرجع قبلها بيوم ونحضر
سهام :أنا وش البس؟
جهاد :نسيت أنك تحبين الأناقه معليش ،نرجع بكره الصباح
سهام :إذا تبي تجلس عادي بدق على شروق تختار لي
جهاد :لالا خلاص نرجع عادي اساسًا ما ظنتي عندهم غرف ثانيه فاضيه ذي بالغصب لقيناها وشكلها اسوء غرفه
تنهدت سهام وشابكت يديها :تمام شكرًا ...
بلعت ريقها :حبيبي
مثل جهاد عدم إهتمامه لكي لا يحرجها وخرج فورًا فوضعت يدها على قلبها وأخذت نفسًا عميقًا :قلتها !
في الخارج كان جهاد يحدث نفسه بصمت :قالتها ! قالتها هدف في مرماك يا دواي بفوز عليك وبتحبيني،مارح تهزمني عيونك الناعسه وبتشوفين
مر عامل بالفندق فعانقه جهاد وقال بالانجليزيه :لقد قالتها لقد قالتها
العامل بوجه مستغرب :مبارك
ابتعد عنه وتنحنح :بالمناسبه لقد علق الباب وأنكسر
العامل :حقًا ؟ عليك غرامه لذلك سيدي
جهاد :هل تعرف من أنا ؟
العامل :من ؟
جهاد بعزة نفس :جهاد آل محسن
العامل :حقًا ؟أنا ...
جهاد :لا عليك لا عليك سامحتك
العامل :لا يهمني ستدفع الغرامه
جهاد :حسنًا لا يهمني ،كم ستكون؟
العامل :ستتواصل مع الإداره وسيعطونك الغرامه بقيمه الضرر
جهاد :وأريد أيضًا أن أسجل خروجًا
العامل :سنسعد بذلك قبل أن تكسر جميع أبوابنا
جهاد :ستخسرون عميلًا مهمًا ،ربما بالمستقبل أشتري فندقكم
العامل :إن كنت ستزيد الرواتب ولن تكسر الأبواب فأنا موافق
إبتسم جهاد :إنك مضحك جدًا ،لقد أحببتك سأجعلك مديرًا للفندق إن اشتريته
العامل :أتكلم جديًا أنا ،لا يهم تفضل معي للإداره
جهاد :حسنًا
...
صقر :صباح الخير
هيام :صباح النور ،متأخر
صقر :مدري مين لعب بمنبهي وما قمت لصلاة الفجر حتى أثمي عليه حسبي الله ونعم الوكيل فيه
هيام :صقر آل محسن صار مستهدف بشكل مرعب ،لازم تجيب لك حراس ،بطل هوس أنت الي لعبت فيه أكيد
صقر :أنا ؟ أنا بقفله عشان ما اصلي الفجر ؟ اعوذ بالله
هيام :أي أنت فيه شي أسمه بالغلط يا فهيم
صقر :سرقتي المعلومات بالغلط يعني؟
تنهدت هيام فرن هاتفها وأبتسمت :الو ،أي بخير أنت شلونك؟ الحمدلله ،جربت الخلطه الي قلت لك؟ عارفه انك ما تحب القرفه بس ترا ما يبان طعمها ابدًا اي يلا مع السلامه
صقر :مين ذا الحساس الي ما يحب القرفه ؟
هيام :شخص عزيز علي جدًا جدًا جدًا
صقر :وش دخلني أنا ؟
هيام :ما تعرف شخص اليوم مريض؟
صقر :إلا أعرفك
هيام :يا كريه أخوك مريض وما تدري فيه
صقر :مين؟
هيام :أوس
صقر :وش الخلطه الي عطيتيه سحر ؟
هيام :سخيف مره مستواك هابط بالذبات من يوم جيت ولا زال بهبوط
صقر :ليتك يوم سرقتي المعلومات حطيتي لي طريقه احسن ذباتي
هيام :ما تهمني لا أنت ولا معلوماتك أنا جيت اشتغل هنا وأدور على أبوي ولمعلومياتك لقيت خالتي بدون مساعدتك وبروح لها أزورها وبعرف كل شي منها وأنت خيس مع معلوماتك الثمينه ذي
حك حاجبه الايسر ثم قام فابتسمت :انحشرت؟
صقر :بكلم
خرج فأتصل عليه مصلح فورًا :مصلح توني كنت بدق...
قاطعه مصلح :لقيت خالتها
صقر :لقتها قبلنا ! طلعت ذكيه سرقت المعلومات وحللتها ولقتها قبلنا
مصلح :صقر أنت تعرف وأبوك يعرف من قبلك أنه سالفه عبدالعزيز معلوماتها ما أشتغل عليها إلا ببيتي وأنقلها للفلاشه واحذف الي باللابتوب فورًا ما راحت لها ولا عرفت
صقر :طيب وسلون عرفتها !
مصلح :مدري عنها ،تبي تقابلها؟
صقر :معلينا بعدين بقابلها الحين أبي أعرف هل المكان الي اشتغل فيه أمان ولا لا مدري من وين جابت الموظفين
مصلح :أرسل لي ملفاتهم وبدقق فيها
صقر :يعطيك العافيه ذا الي كنت بقوله
مصلح :الله يعافيك إن بغيت شي أنا موجود
صقر :إن شاء الله
...
في عصر اليوم كان بيت أهل مها يضج بالفرح ويعيد ذكرايات زفاف مها وراكان الأول ،هذه المره أكتفوا بعقد قران بسيط يحضره الأقارب لا أكثر ومن بينهم كانت نجد
أم ريان :أمشي بصمي وأنا أمك
مها :وين ميلاف ؟
نجد :معليك منها عندي بس علميني كيف يصير الموضوع يعني ودي أعرف كيف الملكه لعل ملكتي قريب
مها :أنتبهي لها
نجد :أي معليك معليك معاي
بعد وقت عادت مها بسعاده :رجعت على ذمته رسميًا
نجد :طيب كيف صارت الملكه الحين؟
مها :بعدين بعلمك الحين راكان زوجي حبيبي يدق
ساره:صرتي متزوجه غثيثه بس ما يخالف اهم شي سعادتكم
مها :أي راكان
راكان :نقدر نطلع سوا ؟
مها :نطلع سوا ؟
أشارت لها نجد بصمت :اي تقدرون اي
مها :بس ميلاف...
نجد :عندي ميلاف روحوا مع السلامه بكل سعاده خليه يشوفك عروس من جديد
مها :أكيد؟
نجد :مها أنا فاضيه بس لميلاف روحي الله معك الله يحفظكم
مها :طيب ،بطلع معاك أنتظرني باخذ عبايتي
راكان :إن شاء الله ،إذا جهزتي دقي
مها :إن شاء الله ،وين عباتي وينها
ساره:بالدولاب
مها :طيب
أخذت عباءتها وركضت إليه بل لو بودها طارت من فرط سعادتها وشوقها خرجت للفناء وصرخت من عند الباب :نجد قفلي الباب وراي لا تطلع ميلاف تطيح
التفتت فكان راكان خلفها وفتح ذراعيه ليعانقها،شهقت بسعاده لرؤيته وعانقته فورًا .أخيرًا تلاشى ضباب الفراق عن عشقهم النقي والتقى القلب بنصفه وسيسعد .
أبتعد عنها وقال بشوق عميق تراه هي عمقه في عينيه :ما قدرت أنتظرك بالسياره قلت أشوفك من قريب يوم قربت منك ما قدرت ما أضمك
أمسك كلتا يديها وقال :وعدتك ما تشرق شمس إلا وأنا أحبك والحين أوعدك ما يضوي القمر إلا وأنا أحبك أكثر
نظرت له قليلًا ثم عانقته مره أخرى وأبتعدت وهي تضحك بشده
راكان :وشفيك؟
مها وهي تمسح دموعها التي تمثل العديد من المشاعر داخلها :الشي كنت أبيه أنك تذكر الجمله الي قلتها لي يوم ملكتنا بس قلت أكثر
راكان :يرضيك؟
تحول ضحكها لبكاء :أي
راكان :لا تبكين خلاص أمشي نطلع نتعشى ونعين من الله خير ذي الليله بقول لك كل سالفه كنت أتمنى أقولها بس ما كنتِ معاي
مسحت دموعها وأخذت نفسًا :أنا بخير أنا بخير
راكان :الحمدلله ،تفضلي قدامي عروسي الأولى والأخيره
مها :خلاص راكان ترا ببكي أكثر
راكان :طيب ما قلت شي
في جهه أخرى كانت نجد تتصل على غيث :معد صار يدق ،شكلها بتصير لي قصه غاده وخطيبها
رمت الهاتف جانبًا بفقدان أمل ونظرت لميلاف:ميلاف خليك ذكيه لا تحبين أحد لا تحبين حتى أبوك الغثيث ولا أمك حبي نفسك بس ...لا أمزح أمك وأبوك حبيهم
رن هاتفها فردت عليه :نعم؟
غيث :اشتقت لك
نجد :ومعد تدق ؟هذا دوا الشوق عندك؟
إبتسم غيث :كنت مشغول نجد
نجد :طيب تزوج شغلك أنا مالي دخل اليوم أربعه وعشرين ساعه والساعه ستين دقيقه والدقيقه ستين ثانيه ولا ثانيه قدرت تدق ولا ترسل ؟
غيث :آسف
ميلاف بلهجه طفوليه :حوش
نجد :بقفل بنت أخوي تبي الحوش
غيث :نجد لا تقفلين ببرر لك
نجد وهي تخرج مع ميلاف:طيب بسمعك بس خمس دقايق
غيث :ذي الأيام صقر صارت له مشكله بالشغل تعرفينها وثنيان أخذ إجازه وأوس هو خلقه ما يحب يشتغل تعرفين صقر رجع يشتغل عندكم وأنا مسكت الشركه وراه
نجد :يعني صقر مهم أكثر مني؟
غيث :لا بس ...
نجد :كنت حاسه أنك تحب صقر أكثر مني!
غيث :طيب اسمعي
سمعت صوته بالقرب منها فذهبت نحو باب الفناء وفتحته :لقيتك
أغلق هاتفه ونظر لها:شوفتك دوا الشوق
نجد :شوفتك تسهل العتاب يا قليل الأدب ،فسر لي كيف فضلت شغلك علي؟
غيث :نجد أنا كنت أدير الشركه وبنفس الوقت ارتب جدول صقر يعني شغل فشغل
نجد :حتى ما تنام؟ يا حبيب صقر مالي دخل حتى لو قبل النوم كان يمديك تقول الو نجد شلونك وأحبك
غيث :طيب الحين شلونك وأحبك
صمتت قليلًا ويبدو أن عتابها تلاشى بقوله عن حبه لها ،ثم قالت بهدوء:وش جابك؟
غيث :حضرت ملكة أخوك
نجد :بس هي ملكه عائليه
غيث :أبوك دعاني وشفتها فرصه أكلمه عن زواجنا
أتسعت عينيها فرحًا ثم أخفت ذلك بملامح ساكنة مزيفه:ووش قال ؟
غيث :بيستشيرك
نجد :بخاطري أخليها بعد اسابيع
غيث :اي حلو
نجد :كان بخاطري ذا الشي زمان
غيث :وصار بخاطرك تقدمين صح؟
نجد :لا بأخر بعد ست شهور عشان يمديك تخلص شغلك الي ما يخليك تدق علي أوكي يا حبيب صقر ؟
أغلقت الباب بوجهه قبل أن ترى رد فعله على كلامها وأتكئت على الباب وأبتسمت :كنت حاسه كنت حاسه وقد أخترت فستاني
أتصل عليها فأغلقت بوجهه وأتصلت على هيام :بشري شلون الملكه؟
نجد :عال العال وملكتي قريب على ما أظن
هيام :اما ! وترا وسن ملكتها قريب ذا الاسبوع
نجد :لالا أنا بشوف الشهر الجاي كذا
هيام :طيب بتحضرين ملكه وسن؟
نجد :أي بحضر تراني معاكم بالقروب شفت الرسايل وشفتكم بتسوون إجتماع بدوني بس بجي بكره أنا
هيام :بنسوي التوزيعات لأن وسن عندها فكره محد فهمها من حقين المتاجر ذي
،أحس وناسه فعاليات
نجد :عقبال ما تصيرين أنتِ فعاليتنا هيامي
هيام :وع نكدتي علي ،ترا أنتِ فعاليتنا قبل
نجد :تدرين أبي أسوي ليلة حنا خاطري فيها
هيام :سوي
نجد :بشوف كيف الوضع وكيف التجهيز لها واسوي
هيام :نلبس هندي
نجد :لا نلبس نجدي يا عيوني ولا ليه اسمي نجد
ضحكت هيام :يلا يلا بقفل بجيب أغراض وصتني عليها وسن
نجد :أحسدك ! خلوها بكره بجي أنا
هيام :بكره عندهم شغل ثاني
نجد :طيب لا تسوون لي تخصيص بالسناب عادي بشوف ما بزعل
هيام :يالزفت ماقد سويت لك تخصيص
...
توقفت عند النقطه وكان موجودًا فتنهدت :انت ما عرفنا لك كل يومين شفت غير
إبتسم خالد :رخصتش لكن ذي المره أبي البطاقه بذاتها
نرجس :أيش! ما جبتها معتمده على الجوال
خالد :والسياره مضلله بعد ما تتوبين ؟
نرجس :الشمس تحرق بشرتي وانا اسوي تقشير لبشرتي ما يصلح ،سامحني الحين بروح اجيب جهاد من المطار متأخره
خالد :مخالفه رخصه وتضليل وأيش بعد ؟ المقعده مقدمه بزياده
نرجس :ذي ما عليها مخالفه يا حيوان !
خالد :السب! السب عليه مخالفه
نرجس :ترا بكلم جهاد عنك
خالد :كلميه بس تفضلي على جنب
نرجس :بس ...
خالد :على جنب يا نرجس
نرجس :ترا اليوم بيكون أخر عهدك بجهاد بيقطع علاقته فيك لأنك أهنت أخته بذي الطريقه
خالد :يصير خير
توقفت جانبًا وأتصلت على جهاد وفتحت السماعه :جهاد خويك الحيوان الكلب هذاك الي أسمه خالد ما خلاني أمر تعرض لي
جهاد:ليه ؟
نرجس :ما جبت الرخصه لانها بالجوال وهو عند يبيها بطاقه الكلب وعشان التضليل
جهاد :أول شي لا تسبينه
نظرت لخالد وقالت ذمرةً :إلا بسبه الكلب الحيوان الغبي
جهاد :ثاني شي تستاهلين قلت لك مليون مره مهما صار رخصتك واستمارتك بالسياره هويتك بالمحفظه وبلاش تضليل وبلاوي
نظرت لخالد عاقدةً حاجبيها وكان مبتسمًا :طيب الحين يرضيك يهينني بذا الشكل يطلعني تقل معاي مخدرات ،وانت بتتعفن بالمطار
جهاد :ما بتعفن بطلع أخذ تكسي وأنتِ خليك مع مخالفاتك
نرجس :طيب ما أهمك أنا ؟
اغلق بوجهها فنظرت لخالد الذي انهار ضاحكًا بصمت :ترا ذا اسلوب ابوي وأخواني عشان يعلموني أعتمد على نفسي
خالد :طيب وش رايش تعتمدين على نفسش وتشيلين التضليل وأخليش تروحين
نرجس :أيش ؟ تسمع إلي تقوله ؟
خالد:أسمع أسمع مابي إلا العافيه
نرجس :اظافري مسويتهم اليوم الصباح
خالد :حلوه بس شيلي التضليل
نرجس :بتتكسر أظافري وأنا مسويتها بثلاث ميه عشان تضليل بخمسين ريال !
خالد :وأنا شدخلني فيش وفصرفياتش ،شيلي التضليل
نرجس :شوف كل يد عليها ميه وخمسين ريال يعني كل اصبع ثلاثين ريال على كل ظفر بيخرب وينكسر بتعطيني ثلاثين ريال
خالد وهو ذاهب بسخريه :لا صرتي زوجتي صرفت عليش وعلى أظافرش أما الحين ليه؟
نرجس :ومين قال أنك بتتزوجني؟ عندك زوجتك الملعونه يالملعون
خالد :لا تلعنين نفسش ترا حرام اللعن
...
سهام :وش فيها؟
جهاد :ما بتجي نطلع مع تكسي
سهام :طيب جهاد
جهاد :هلا ؟
سهام :عادي أروح أنام عند أهلي ؟ أشتقت لهم
جهاد :أي عادي يا قلبي
نظرت له قليلًا ثم قربت يدها من يده ولامستها مرات عديده لكنها لم تقوى أن تمسكها فأمسكها هو :ومتى بترجعين من عند أهلك؟
سهام :هاه ؟ بكره
جهاد :كويس
سهام :ما زعلت صح؟
جهاد :لا ليش أزعل
سهام :كأني أتهرب منك
جهاد :تتهربين انتِ؟
سهام :لا
جهاد :خلاص
سهام :بما أنه بروح عند أهلي أنزل معاي وبعطيك مفتاح سيارتي وأرجع فيها للبيت
جهاد :يعني نروح هناك مره وحده؟
سهام :أي
جهاد :خلاص تم
بعد وقت اوصلها مع سيارة الأجره إلى بيت عائلتها ونزل سلم على والدها ريثما تحضر المفتاح له بعد قليل أحضرت المفتاح وأعطته :ما أدري بس إذا فيها بنزين ولالا
جهاد :بعبيها لك
سهام :جهاد
جهاد :سمي؟
أحمر وجهها بشده ثم قالت :خلاص روح
جهاد :تبين شي ؟
سهام :لالا روح الله معاك بكره بدق عليك
جهاد :طيب
دخلت وتنهدت فنظرت لها شروق :بسم الله عليك عسى حرقتك الشمس ؟
سهام :لا ليش؟
شروق :وجهك أحمر
سهام :أحمر!
نظرت للمرآه :اي ،كنت ...
تلفتت حولها ثم أقتربت من شروق :كنت بقول له أحبك بس ما قدرت وصلت لطرف لساني
شروق :تمزحين!
سهام :باقي بدري ؟
شروق :حبيبتي المفروض قدك حامل
سهام:شروق ! لا تعقديني بالموضوع
شروق :وش ؟
سهام :مالك دخل خلاص أمي نايمه؟
شروق :بغرفتها جالسه زعلانه من أبوي
سهام :ليه؟
شروق :مدري
سهام :بروح أشوفها
خرجت من عندها وفتحت هاتفها على أسم جهاد مترددةً في الإتصال عليه :بقولها بقولها بقولها
أتصلت وأغمضت عينيها :الو
جهاد :هلا ؟
سهام :وصلت البيت؟
جهاد :لا باقي تبين شي؟
سهام :بقول لك شي
جهاد :وش؟
سهام : كنت بقول يوم كنا عند الباب بس ما قدرت...
بلعت ريقها وأكملت : أحبك
صمت جهاد قليلًا فقالت بقلق :شفيك؟
جهاد :لحظة صمت تقدير لهذه الكلمه العظيمه من صاحبة الجمال العظيم والمكانه العظيمه بقلبي
أخذت نفسًا عميقًا :طيب خلاص مع السلامه
جهاد :مع السلامه
...
صقر :الو ،وصلتك الملفات ؟
مصلح :أي خمسه وعشرين ملف
صقر :وفيه ملف ناقص وحده معاها دايم أسمها ورد
مصلح :موضع شك ذا
صقر :شكيت لكن تراجعت بشكي لأنه حتى خويتها نجد مافيه ملف لها
مصلح :لمعلومياتك هذا شي غير قانوني الحكومه لازم تعرف الموظفين كلهم برواتبهم وحضورهم وغيابهم عشان تعرف وين تصرفون الفلوس ،ذا الشي راجع عليكم يا صقر أنتبه ونبهها تحط ملفات لهم
صقر :أكيد ما صارت نادي رسمي إلا بكل الشروط ،عندها ملفاتهم بس مخبيتها ،بشوف لها بعدين وأنت شوف الي عندك لا نحط عيوننا على الي عندها ويطلع الي ندوره بين يديننا ،الحين لو فاضي بجيك وابي معلومات خالتها بروح لها
مصلح :باخذ الأذن من عيالها
صقر :عندها عيال؟
مصلح :أي بنتين كلهم متزوجات وولد بعد متزوج وهي عنده ساكنه تشخصت بالزهايمر قبل سنه ونص ،والشخص الي هيام أخذت منه المعلومه واضح يعرفها من قريب
صقر :وأنا بعد شاغل بالي ذا الشخص الي معلمها ،أحط لها حارس؟
مصلح :ماهي بذاك الخطر معليك خلها
صقر :ويوم قالت لقيت خالتي ما قالت عن عيالها
مصلح :يمكن ما قابلتها لسى
صقر :أسمع مصلح عشان أمان هيام لا تعلمهم عن وجودها قول لهم باحث إجتماعي أو شي هذا لو ما شافوني بالإعلام
مصلح :أني ما بعلمهم ما ندري عن طينة الناس وهيام أمانه برقبتنا
تنهد صقر وهو يحك حاجبه الأيسر كعادته عند الحيرة :ويا ثقلها من أمانه
مصلح :علامك أستثقلتها بعد ما صارت قدام عيونك وسهل حفظها ؟
صقر :أنها قدام عيوني أصعب أخاف تعرف الحقيقه وتشوفني كذاب بدون ما تدري انه لمصلحتها
مصلح :مستثقل كذبك عليها
صقر :أي
مصلح :لو حاب أجهز لها أطراف الخيوط بشكل بسيط وتعرف
صقر :ما ودي تعرف لين أشوفها مستقره
مصلح :ما استقرت الحين ؟
صقر :يعني ...يعني تزوجت عندها عيال وأهل تعيش عشانهم الحين أحسها زي المجنونه بترمي نفسها لأي شي
مصلح :سنين يعني ! الله يمدنا بالعمر والعافيه لوقتها
صقر :الله يحفظك لي والله أنه بدونك كنت بتوه بذا الموضوع
ضحك مصلح :أبوك تاه من قبلك فيه الله يرحمه
صقر :الله يرحمه ويرحم عبدالعزيز ويجعلهم صحبه بالجنه
مصلح :آمين
...
إبتهاج :ترا للحين ما فهمت !
وسن :أنتوا فهمتوا بنات؟
هيام :أي
غاده :فهمت بس ماني متأكده
وسن :وين العود ؟ مين تجيبه ؟
إبتهاج :أنا بجيبه بس أعفوني من الشغل ماني فاهمه
وسن :خلاص جيبيه مدري وين حطته اختك
غاده :بالدرج الي بالصاله تحت التحفه الذهبيه
إبتهاج :طيب
دخلت إلى المصعد وقبل أن يغلق أبوابه وضع سيف يده كما في المره السابقه ولم يراها لأن كومة الأوراق كانت تغطي وجهه :مين هنا عادي أدخل ؟
سكتت إبتهاج حيرة وحياءً :شكله محد دخل وضغط الزر ثم وضع الأوراق أرضًا :ماهي محاماه ذي ...
إلتفت وكانت تقف في الزاوية ومخفضةً رأسها بصمت :معليش ...أحسبك مو هنا
في هذه اللحظه هي تتمنى لو نطقت بـ لا عندما أراد الدخول ،كل شيء يعاد أمام عينها وخصوصًا إعترافها الغبي بنظرها ،تنحنحت وقالت برجفة :الأوراق مو ثقيله صح؟
سيف :ثقيله بس عادي أشيلها
إبتهاج :لا يعني ...مارح يعلق المصعد
سيف :ما يعلق ،بطلع هنا أساسًا بدور خالي ثنيان
فُتح الباب فألتفت لها :معليش ممكن تمسكين الباب لين أشيل الأوراق ؟
إبتهاج :طيب
وضعت يدها أمام الباب حتى لا يُقفل كما طلب فخرج ونظرت خلفه فإذ بورقة لم يحملها ،فلحقته على عجل :سيف
توقف وأخفض الأوراق ليراها :هلا ؟
إبتهاج :طيحت ذي
وضعتها فوق أوراقه :شكرًا
وشكرًا في قاموس الحب تعني : شكرًا وحمدًا كثيرًا لخالق جمالك المتألقِ وواضعٍ حبي فيك كما وضعه في فؤادي ،وشكرًا على حبك الذي لك مني كمثله أكثر وعلى شُعلة أمل أهديتها قلبي المفتون بقلبك الأطهر
إبتهاج :عفوًا
وكذلك عفوًا تحمل معنى أخر في قاموس العشق : عفوًا لربي من ذنوبٍ جعل جزاءها حبك عذابي في دنياي ،وعفوًا لخطيئةِ الإعتراف ولحبي الفتّي المشتعل والذي لست تحمل مثله في قلبك ذره ،عفوًا لقلبي المفتون بقلبك اللامبالي
ثنيان :شرفت
هربت إبتهاج فورًا فتنهد سيف :محملني بذي ما كنه صار فيه تقنيه
ثنيان :مو مشان شي مشان تطلع بطل قدامها
سيف:أيش؟
ثنيان :تفضل
سيف :صار لنا اسابيع نشتغل ما ودك تعلمني وش علاقتك بالمحامه؟
ثنيان :ما بتفهم بس أنا مثل حلقة الوصل بين المحامين وبين مديرين الأعمال
سيف :مدراء
ثنيان :مو مهم ،تراني طالب قهوه لك
سيف :ما تقصر
كان هناك جهاز كما لو أنها كميرة مراقبه أطفال أصدر أصوات فتنهد ثنيان :غزال جوانا راح للمصعد مره ثانيه ،بروح له اصبر
كان يشرب قهوته فشرق بها وكح حتى عاد ثنيان :بسم الله عليك
سيف :ذا وشو؟
ثنيان :نقلت نظام سماعه المصعد عندي
سيف :من متى ؟
ثنيان :من يوم جوانا شرت ذا الغزال أبلشتنا فيه هي يبي لها رعايه جابت شي ترعاه
سيف :تسمع كل شي بالمصعد؟
ثنيان :أي بس اذا كنت موجود ما يتسجل
سيف :ليله عيد الفطر كنت موجود؟
ثنيان :لا،ليش؟
سيف :لأني لقيته غزالها حول المصعد
ثنيان :يلا افتح الفصل الخامس الماده سبعه وثمانين
سيف :إن شاء الله ،ترا كنت اقصد عيد الفطر
...
مهيار :يمه ،يزيد شفت أمي؟
يزيد :وديتها عزيمه
مهيار :يا كثره العزايم ذي
يزيد :عزيمه وحده بنتها ولدت
مهيار :يعني؟
يزيد :وأمك قالت عقبالكم وقلت لها إن شاء الله
مهيار :يزيد أنا ما...
رن هاتفه فنظر للاسم وقام ليرد :الو أي خلاص
رن هي هاتفها أيضًا :الو يمه
أم مهيار :يزيد عندك؟
مهيار :أي
أم مهيار :خليه يجي لي
مهيار :من متى رحتي ولا علمتيني
أم مهيار :لقيتك نايمه وطلعت ،الحين قولي له يجي لي
مهيار :إن شاء الله
أغلقت هاتفها وذهبت نحوه :يزيد
تنصتت من الباب فكان يقول :والله أحس عيب ياخذ علومي منك ،أنا بقول له ...عارف أنه أبوك وما يرفض لك طلب بس لا تكلمينه حنان خلاص أنا بقول له كل شي وبيوافق إن شاء الله
ترجعت للخلف وأخذت نفسًا عميقًا ثم أتصلت على والدتها :يمه يزيد مو هنا بيتأخر شوي
أم مهيار :ما يخالف تعبته معاي مسكين
مهيار :يلا مع السلامه
خرج هو من الغرفه فقالت :أمي تبيك تروح لها
مد يده ليأخذ المفتاح فوضعت يدها عليه قبله :بس أنتظر بأخذ أغراضي وأغراضها ونروح مره وحده عشان يفضى البيت لعروسك الجديده
يزيد :أي عروس؟
قلدته بغصه :لا تكلمين أبوك أنا بكلمه وبيوافق
يزيد :سمعتيني؟
مهيار :أي سمعتك وسمعتك يوم تقول حنان بعد ،إختيار موفق الله يهنيك يابو الأحلام طلعت أحلامك مع غيري سهله
يزيد :مهيار فهمتي غلط
مهيار :وش فهمت ؟ على وش بيوافق أبوها غير الزواج ؟
أقترب ليمسك يديها :مهي...
تراجعت :خوفي كان صح وشفتك على حقيقتك قبل أسمح لنفسي أحبك وقبل ما أحرم نفسي من حبك ،الحين بروح وأنا كارهتك ومرتاحه
يزيد :مهيار كله عشانك
رمت كل ما على الطاوله بغضب :كيف عشاني كيف ! أنا مخلوق الحزن والهم عشاني صح؟ تنضربين عشانك ، يحرمونك من أبوك عشانك ،يزوجونك غصب عشانك كلكم كذابين وما يهمكم إلا أنفسكم
يزيد :ما أعرف الي عشتيه بس أنا غير
مهيار :أنت غير لأنك فتحت لي باب أمل وكنت على وشك أصدقك ويطلع ورا ذاك الباب عذاب جديد
يزيد:بس لو تسمعني...
خرت منهارة على الأرض:حرام عليكم ،ما طلبت إلا حب صعب تحبون بدون شروط؟
جلس بجانبها وأمسك يديها :أسمعيني
هزت رأسها رفضًا :ما بسمعك بتكذب وبصدقك وأذبح نفسي بنفسي
أمسك وجهها ونظر لعينيها :أنا أحبك بدون شروط وبدون قيود وأحبك بأحلامي وخوفك وبكل شي عطاني ربي
حاولت إبعاد يديه:كذاب أنت خوفي خلاك تروح لها
يزيد:أي خوفك خلاني أروح بس عشانك ما كنت أبي أتزوجها ولا حطيت عيني على غيرك
مسح دموعها وهو يقول :كانت مفاجأه بس خربت ،تذكرين لما الحادث وقالوا لي بيعطوني دوره بجده ؟
مهيار :أي
يزيد :أمس لما قلتي لي أحلامك وقلتي أنه لو تحققت بتتغير نظرتك للحياه ،كلمتها عشان الغي الدوره وأطلب بدالها وظيفه لك
إبتسم وهو يمسح على شعرها :كنت أشوفه أمل أخير ممكن بسببه تبقين معاي أو في حالة رفضك تبقين معاي ...أضمن أنك بخير بدوني
لمعت عيناه دموعًا وحبًا :أنا أحبك مهيار بسوي أي شي عشان ما أخسرك وعشان تكونين بخير صدقيني
رن هاتفه فأخرجه وعرضه لها :أبو حنان ذا
رد عليه وفتح السماعه :الو
أبو حنان :حنان قالت أنك الغيت الدوره وتبي بدالها وظيفه لزوجتك
يزيد :أي ،ودي أسعدها لأنها تعبت بدراستها كثير ،أرسلت السيرة الذاتيه على حنان بعد
أبو حنان :أي شفتها بعد ماشاء الله ،على حظها جانا أمر ندخل النساء للقسم الإداري
يزيد :متى المقابله طيب؟
أبو حنان أعتبرها تمت بنرسل لها الموافقه قريب مع تاريخ بدايه الدوام
يزيد :مشكور وما تقصر
أبو حنان :يلا تامر على شي ؟
يزيد :سلامتك
أغلق الهاتف وأبتسم:كنت بقول لك ذا بطريقه أحسن بس ...
مد لها يده :حققت لك حلم ،تقبلين تعطيني يدك ونحقق الباقي؟
حضنته وقالت بدموع سعيده :أعطيك روحي بعد
عناق الإنتصار له طعم آخر ،الآن أدركت أن لمسات يده الحارقه كانت مجرد دفئ لها ولكن خوفها هول الموقف .
أبتعد عنها وقبل جبينها :أبي من روحك تكون بخير بس
رن هاتفها فقامت تبحث عنه في الفوضى التي أفتعلتها :وين أختفى
وجدته على الأريكه :الو يمه ،الحين بيجيك يزيد
أم مهيار :خلاص خالك وولده جو وبيجي ياخذني عمر قولي له لعد يجي
مهيار :طيب أغراضك عندنا !
أم مهيار :خليها بعدين برسل لها عمر
مهيار :طيب مع السلامه
وضعت الهاتف ونظرت ليزيد :تقول لا تروح لها عمر جا
أقترب منها :مو كانوا بيبقون ثلاثه ايام؟
ضحكت مهيار :خالي وولده يتهاوشون بكل مكان يمكن تهاوشوا ورجعوا
حاوط خصرها:وش علينا حنا من الناس
أبعدت يديه :صح خلنا بحالنا ورتب الصاله لأني خربتها بسببك ،أنا وقت وجبتي جا
يزيد :بالعافيه
...
بعد أيام كان حفل زفافهم ،كل شيء حصل سريعًا ولكنه يبدو مثاليًا ولم تود وسن بعرس كبير بل إكتفت بحفل القران مرت بالعاملات مرة أخيره قبل أن تبدأ في التزين :كل شي تمام؟
أرين :خلاص تمام أنا موجوده أنتِ روحي سوي ميكب
وسن :تمام شكرًا أرين
أرين :عفوًا
ملاذ :أنتِ هنا يلا
وسن :بتأكد بس أن كل شي كويس
أشواق :أنا بشوف كل شي معليك
الجده وضحه :علاجاتي يا ملاذ شفتيني أخذتهم؟
ملاذ :حقت الضغط أي
الجده وضحه :زين
نهى :جده بقول لك شي
الجده وضحه :وشو؟
نهى :أنا وجوانا نتعلم خطوه جنوبيه شوفي مين صح
جوانا :هي تسوي حقت الرجال غير حقت الحريم
الجده وضحه :أشوف كيف
شغلت الأغنيه وصفت مع نهى وبدأت كل واحدةً منهما تؤدي حركات غريبه لا تمد للخطوه بأي صله فقالت الجده :ولا وحده صح أنقلعوا عني
نهى :الحين جدتي جنوبيه؟
جوانا :لا بس تعرف الجدات يعرفون كل شي
صرخت إبتهاج صرخة سمعها تقريبًا كل من في المنزل
الجده وضحه :بنتي !
إبتهاج :أنقلبت أنقبلت بالجامعه
الجده وضحه :مغير ذا ! الي يشوفك يقول ولد عمها بيتزوجها
ملاذ :مبروك يا عيوني ! الرغبه الأولى صح؟
إبتهاج :وبكل جداره
جوانا بهمس :نهى ببكي من تفكير جدتي
نهى بإبتسامه :تتوقعين تفرح كذا لو خطبها سيف؟
جوانا :أكثر
إبتهاج :من اليوم ورايح أنا جراحه إبتهاج
نهى :جراحه ! كم سنه تدرسين الجراحه ؟
نرجس :ست إلى سبع سنوات الله يعينك بعدين لا تصيحين علينا لو صديقاتك تخرجوا قبلك
إبتهاج :ما يهمني لا صديقات ولا شي الحين أنا بصير الجراحه إبتهاج مساعد بصير مشهوره مثل عبدالله الربيع
نهى بهمس :حرام سيف بينتظرها سبع سنوات
جوانا :يا غبيه يمديه يتزوجها وهي تدرس زي وسن باقي لها ترم واحد ترا
نهى :إبتهاجي
إبتهاج :أطلبي وسمي
نهى :أطلبك لسيف
إبتهاج :هاه!
نهى :أقصد أبي سيف عشان أذبح الناس وتعالجينهم
إبتهاج :ما اسوي اشياء كذا انا كفايه الحوادث الي تذبح بالناس
نهى :طيب بسألك شي توني سألت جوانا عنه
إبتهاج :وشو؟
نهى :بما أنه وسن بتتزوج وهي باقي تدرس عادي أنتِ مثلها ؟
إبتهاج :مدري أحس...
ملاذ :لالا ما يصلح وسن باقي لها ترم بس وتخصصها أدب لو تدرسه بروحها بالبيت بتفهمه أنتِ طب وجراحه لازم تبعدين عن كل العلاقات والناس بحياتك وتركزين على نفسك يالجراحه
جوانا :شدعوه ذا التشدد على روحها بتنتحر لو صار كذا ! كل وحده بكيفها وقدرتها يمكن تقدر تتزوج
إبتهاج :حاليًا ما أحس نفسي مستعده لشيء بس بالمستقبل مدري يمكن يجيني الشخص المناسب
نهى :الشخص المناسب قريب
إبتهاج :وش؟
نهى :ممكن قريب يعني
فهمت نرجس مقصد نهى وقالت بسخريه :اي عيال خالاتي يا كثرهم يتسابقون عليها
إبتهاج :وع
اخذت نهى نفسًا عميقًا :وين ماما؟
جوانا :تكلم بالمطبخ
ذهبت لإمها التي كانت تتحدث بالهاتف :طيب يعطيكم العافيه اتمنى تعوضونا لأنه خمس مزهريات جت مكسوره مو طبيعي !
نهى:ماما
أشواق:أي خمس بنفس الثيم لو سمحتوا ،ابيها قبل العصر ضروري مره ،تمام تمام برسل ولدي يجي يستلمها يعطيكم العافيه
التفتت لنهى :روحي شوفي أرين قولي لها تحط المزهريات المكسوره بالبوكس وتجيبها بنادي سيف ياخذها
نهى :ماما الموضوع ضروري
أشواق :نعم؟
نهى :لازم نخطب لسيف
أشواق :ليه؟
نهى :إبتهاج تخرجت وعيال خالاتها كثير مسكينه يجي يخطبها واحد أصلع وسيف موجود !
أشواق :باقي بزران روحي بس بسرعه قولي لأرين الي قلت لك ،اي سيف موجود؟ تمام تعال بعطيك شي ترده لمحل الورد بيبدلونك غيرها وبرسل لك صوره تأكد ان كل الي يعطونك نفسها يلا استعجل
أغلقت هاتفها وتنهدت :وش باقي بعد وش باقي ،الكيكه ! ملاذ
ذهبت إليهم :الكيكه وش وضعها؟
ملاذ :تمام جاهزه ،بس حطيتها بالمحل عشان الثلاجه هناك افضل
أشواق :أي بس لا تنسينها جيبيها قبل بساعه
ملاذ :بقول لثنيان يجيبها ولا أوس
سهام :وين غاده ؟
غاده :هنا
سهام :عطيني جوالك بدق على جهاد رصيدي مخلص
غاده :هاك
أتصلت عليه فرد بغضب :غاده والتبن ماني فاضي لك
سهام :ذي أنا رصيدي مخلص
جهاد :دواي ! ...آسف على الألفاظ النابيه يارقيقه الجمال ،أبشري بشحن لك رصيد
سهام :لا عادي بقول لك شي بس ...لا تزعل
جهاد :من يزعل منك قولي بس
سهام :كنت أحط مناكير وطاحت وأنكسرت
جهاد :أبشري بالعوض
سهام :لا معليك منها بس ...أنتثرت على شماغك الي بتحضر فيه ما يمدي أغسله
جهاد :بس ذا ؟ فداك الشماغ وطوايفه
سهام :وش بتسوي الحين؟
جهاد :الدولاب مليان طلعي واحد وأعطي الشغاله تكويه
سهام :بس ذاك شكله جديد ماقد لبسته صح؟
جهاد :اي جديد بس عادي لا تشيلين هم
سهام :يلا مع السلامه
جهاد:مع السلامه
مدت الهاتف لغاده :كنت شايله هم يزعل
غاده :زعل؟
سهام :لا
غاده :لو انه هادي كان كان نافخ بس ما اهتم
خطر ببالها لو حصل نفس الموقف مع رواف ،لن يغضب أو ربما سيغضب لكنه سيواري غضبه عنها...رواف ! كيف يخطر ببالها شيء كهذا ومن أين أتت به :وش تفكرين يا غاده شكلي بتجنن أنا
في المساء
الجده وضحه :حطي الطرحه على وجهك
ملاذ :يا جده مسوين لها ميكب ب٢٥٠٠ أخرتها تغطيه ! خليه وجهها يشوفونه الناس
الجده وضحه :كذا العرايس ينزفون ترا ما يفتش وجهها إلا زوجها
ملاذ :بس تغير الوضع بعدين شوفي الطرحه مثبتينها على أساس ما بيصير كذا بتخرب وبيخرب شعرها خليها
نظرت لها الجده قليلًا ثم رفعت يدها التي بها المسكه :حطي الورد كذا على وجهك
ملاذ :ماهي جلسه تصوير ترا ،خليها تمشي زي العرايس الباقين
ساره :يمه المعازيم جو يبونك
الجده وضحه:ما منكم رجى ترفعون الضغط !
ملاذ :أف الواحد متوتر وجدتي تزيده
وسن :تمنيت أبوي يشوفني بالفستان
جوانا :تراني ماسكه البكيه من الصباح كل شوي أتذكره
ملاذ :بقرات أنتوا بتبكون بيوم فرح كذا ؟محد يبكي ترا بذي الأيام
سكتت قليلًا ثم أعطتهم ظهرها ورفعت رأسها
جوانا :ملاذ
التفتت لهم وكانت الدموع في عينيها :بتخلوني أبكي غصب !
وسن :لا تبكون قدامي !ياربي
غطت وجهها بكفيها فأبعدتها جوانا :بنت لا تبكين ! مكياجك أهم
ملاذ وهي تمسح دموعها :صدق لا تبكين خلاص
أشواق بغصه:تعوذوا من الشيطان يا بنات ،الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته لا تشوفكم أمي الحين وتدرون بزعلها كيف
رتيل :فيه أحد؟ ثنيان بيدخل
ملاذ :لالا محد
رتيل :شفيكم؟
أشواق : الغرفه حر بشكل
رتيل :بالعكس بارده
أشواق :وسن مين الشهود؟
وسن :أوس وعمي مساعد
رتيل :أجل أنا بطلع
خرجت فواجهت ثنيان في طريقها وبدت عليه ملامح الضيق فأمسكت يده :ثنيان ،أرجوك تحمل كم ساعه ترا شفتهم كلهم متضايقين داخل
ثنيان :يبكون؟
رتيل :لا بس شفت بملامحهم أنه بيبكون ،تحمل عشانهم لو شافوك متضايق مارح يكملون فرحهم
مسح وجهه وتنهد ثم أبتسم إبتسامة مصطنعه :أنا بخير
رتيل :إبتسامتك مو عاجبتني
ثنيان :أحمدي ربك أني مبتسم بين كل هالظروف
قبلت خده ثم أبتسمت :يمكن كذا تبتسم صح
أبتسم أكثر :خلاص روحي أوس وعمي جايين
رتيل وهي ذاهبه:احبك
وذهبت فبقي هو ينتظر أوس مبتسمًا
أوس :تخليت عن الشماغ خلاص
ثنيان :أفا ليه؟
أوس :صعب توازن بين الشعر الطويل والشماغ
ثنيان :فيه شي بخدي؟
أوس :لا
ثنيان :أحس حكه بس
أوس:امش ندخل
بعد وقت أنتهت مراسم الزفاف فأخذ راجح وسن لجانحهم المخصص وأول ما قاله لها كان بتوتر :آسف أنه كل شي صار بسرعه بس...هذا الأفضل لنا
بلعت ريقها وقالت بذات التوتر محاولةً تلطيف الجو :بالنسبه لك مو بسرعه
راجح :ما فهمت؟
وسن :يعني...أنت من زمان تحب...تحبني
إبتسم راجح وهو ينظر للأمام:حقيقه ما أقدر أنكرها
ثم نظر لها :من زمان وأنا أحبك بسري ،وفرحتي اليوم نستني أنتظار السنين
وسن :أنا بالبدايه ...كنت رافضه ،مدري وش كان يحكمني بس أنصدمت ورفضت بس لما شفت الي أرسلته وفكرت أكتشفت أنه رفضي غلط بحقك وبحث نفسي
ضحك ثم امسك يدها :ما ألومك يوم ترفضين جاك الخبر بطريقه ما تتخيلينها
وسن :تعرف كيف جاني الخبر ؟
راجح :جدتي؟
وسن :لا اسوء ،كنا جالسين ننتظر الغدا وكنت اسولف مع ملاذ جت جوانا قاطعتنا وقالت سمعت أمي وجدتي يخططون لزواجكم أنتِ وراجح
نظرت له بحماس متناسيةً توترها مع الموضوع :أنصدمت لدرجه ! يعني مو يفكرون ولا راجح يحبك ولا راجح بيخطبك لا يخططون خلاص كل شي بيتم يعني ،زعلت وما قدرت أكل معهم مع أن الغدا كان مرقوق وانا...
أكمل عوضًا عنها :تحبينه
تنهدت بخجل:أي
راجح :وأنا تدرين كيف طلع مني الموضوع وانا ساتره سنين؟
وسن :كيف؟
راجح :جدتي حلفت أنام عندها ...
ضحكت قبل أن يكمل :النومه عند جدتي تفضح كل الاسرار
راجح :مجرد بس مديت الفراش تحت وحطيت راسي شفت نفسي اسولف عنك
وسن :وش قلت؟
راجح :ما اذكر من هول الموقف بس أنه اذكر هي قالت لي أنه أنخطبتي وأنفعلت ووقتها هي عرفت طبعًا حلفتها ما تنشر الخبر بس ...فجر ذاك اليوم راحت تخطبك من أخوانك بدون علمي
وسن :توني أعرف
نظر للأرض بإبتسامه:لما تركت الموضوع وما تدخلت فيه كل شي تم سبحان الله وكله بفضل الله ثم جدتي
نظر لها ثم قال :متى أخر مره شفنا توم وجيري مع بعض؟
وسن :توم وجيري ؟
راجح :أي
وسن :يوم كنت أنا بصف ثالث ابتدائي
قام وشغل التلفاز :نعيد الذكرى اليوم
وسن :باقي تحب حلقة البطه؟
راجح :مثل حبي لك
نظر لها :أقصد أنها كبرت مع حبي الي كبر ،ما أقصد أقارنك فيها
وسن :عارفه
...
رتيل :شفيك؟
ثنيان :مو جايني نوم
رتيل :أنا أكلت ورق عنب طلع حامض بزياده جاب لي حرقان الله يسامح اللي سوته
جلس ثنيان وأرتدى خفيه :بروح أتمشى بالحوش شوي بتجين معاي ؟
رتيل :لا مالي خلق
إلتفت لخاتمه دون تذكير من رتيل لإول مره وأرتداه ثم نظر لها :شوفيني أول مره ما أنسى خاتمي
إبتسمت بإنتصار :عساه دوم ما يطلع من يدك
في الأسفل
تنهدت ملاذ وهي تضع دبابيس الشعر على الطاوله :ياربي ذي البنس ما بتخلص براسي
جوانا:تسريحتك صعبه أنا بدون ولا بنسه
أشواق :اذا خلصتي قفلي النور
ملاذ :ليه قررنا ننام سوا؟
نهى :صدق ليه اشتقت لوسن
جوانا :يوم كانت تفز فجأه وتقوم تكتب
نهى :تخرع بس اشتقت لها
جوانا :تراها حرفيًا فوقنا جناح راجح فوق غرفة ملاذ
رن هاتف أشواق فخرجت لحديقتهم الشاسعة لترد عليه :نعم؟
سعيد :منعتيني من نفسك وتبين تسوقين وتتوظفين براحتك بس بعلمك أني تزوجت
بلعت كل قهرها وقالت برباطة جأش:أحسن لك لأنك تحلم تقربني بعد كذا،مين تعيسة الحظ الي خذت خاين ؟
سعيد :كلميها وباركي لها
أشواق :مبروك عليك الزوج المستعمل
ضحكت مشاعل :الله يبارك فيك يا داعمة حبنا ،يعطيك العافيه على كل صرفياتك علينا وبيتك تراه بيتي من قبلك تعالي أنتِ وعيالك لموا عفشكم منه بنرجع فيه أنا وحبيبي
قالت وكأن الدنيا أظلمت بعينيها :عطيني إياه
تنهدت ومدت الهاتف لسعيد :تبي تكلمك
سعيد :اشواق لو رجعتي للبيت ما تقدر تاخذه
أشواق بصراخ:يا قليل الحيا ،يا ذليل ! تسكني ببيت حبيبتك وتقول أنه جديد ! حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفكل خاين ،حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل
سعيد :بقفل أنا بعدين بكلمك اذا هديتي
رمت هاتفها بغضب حتى تهشم وقالت ببكاء شديد:يارب أحرقهم بهالدنيا قبل الأخره يارب ،تعبت وأنت أعلم بتعبي مني
ثنيان :أشواق !
التفتت له وأرتمت بحضنه :تعبت ثنيان قلبي غدا رماد من كثر الحريق فيه ،بليلة عرس أختي يروح يتزوج حبيبته ...والبيت طلع بيتها
أبعدها عنه ومسح دموعها :أي بيت؟
أشواق والكلام يضيع بين شهقاتها:البيت الي سكني فيه وقال جديد بيتها
عانقها وطبطب على ظهرها :خلاص لا تبكين وأنا أخوك
أبعدها عنه وقال وهو يمسح دموعها :والله ما أنام الليله وهو متهني ودمعتك وراه ،تعوذي من إبليس وروحي صلي ركعتين نامي ثم بكره الصبح تصحين الا جايك إشعار بجلسات خلع
أشواق :قهرني حيل
ثنيان :حقك وأنا أخوك ما يضيع وقاهرك ما بيعرف للهنا لون
رفع هاتفه وأتصل على رتيل :رتيل تعاليني بالحوش
جلس بها على الكراسي فحضرت رتيل :شفيكم؟
ثنيان :أجلسي مع أشواق أنا وراي شغل
رتيل بذعر :وش؟
قام وهمس لها :الموضوع ذاك
أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:طيب أنتبه لنفسك ثنيان
جلست بجانب أشواق مواسيةً لها
خارج الفناء خرج ثنيان فوجد جهاد يجلس بسيارته :وين كنت أنت بعد؟
جهاد:هنا مع همومي
ثنيان :عسى ما شر؟
جهاد :زوجتي ياخي تتهرب مني تقل بذبحها تعبت نفسيًا أحس فيني غلط
تنهد ثنيان :تبي تفرغ غضبك؟
جهاد :كيف؟
ثنيان :هواش
ضحك جهاد بسخريه :محنا مراهقين
ثنيان :تخيل معاي أن أختك بعد زواج طويل يخونها زوجها وبليله عرس أختها يتزوج عليها حبيبته وش بتسوي؟
جهاد :بضربه وبذبحه بعد
ثنيان :بالضبط هذا الي بسويه ،سعيد الي الحيوان أشرف منه يخون أشواق
جهاد :دامني بالسياره أركب أنا معاك ،خله يشوف أن آل محسن محد يلعب فيهم
ثنيان :اخ بس ياهي نار في صدري ما تخف الا اذا تخيلت نفسي أضربه
جهاد :بس خلنا نتفق ،ضرب غير قاتل ما ودي نقتله ونبتلش بذي الليله وراي زوجه وعندي أمل فيها
ثنيان :أنا بضربه وأنت خلك معاي إذا شفتني بذبحه اسحبني عنه
جهاد :يا شيخ أنا زين ما أنط عليه قبلك ذا وش يحسب نفسه علينا
ثنيان :الاشاره ما بتهدي!
جهاد :أضغط الفرامل ترا بس ما تأثر
ثنيان :أضغط أكثر !
جهاد بذعر :ما تضغط والله
صرخ ثنيان :أقوى شي!
جهاد بذات الصراخ المذعور :أحسها راخيه ما كنها موجوده !
رويدًا رويدًا كانت السياره تنطلق نحو الاشارة المغلقه ولا أمل في توقفها أنتبه ثنيان لشاحنة ستقابلهم من التقاطع :تشهد تشهد ،لا اله إلا الله لا اله إلا الله ...
في ساعات الفجر الأولى نزلت رتيل لتطمئن على أشواق أو بالأصح لتأخذ خبرًا عن ثنيان الذي هو غائب منذ البارحه
عن ثنيان :أشواق
أشواق :هاه؟
رتيل بمحاولة لإخفاء خوفها :جاك خبر من ثنيان ؟
أشواق :لا
أمسكت بطنها لإلم يلازمها منذ البارحه :أحس الموضوع يخوف من البارح ما جا منه خبر
رفعت عينيها إلى السماء لتمنع دموعها :أخاف صار شي
أشواق :ما جربتي تتصلين؟
رتيل :إلا
أشواق :حتى أنا أتصلت ما يرد
رتيل:أعرف يجرحك بس دقي على سعيد يعني يمكن عنده خبر ،خايفه بشكل غريب أشواق
أخذت تلتقط أنفاسها بذعر :أحس أنه أخر مره أشوفه
نزلت دموع أشواق التي كانت قريبةً جدًا وذهبت لتصب الماء لرتيل:لا رتيل تعوذي من أفكار الشيطان ،كلها وساوس محنا عارفين شي بعد
بلعت ريقها وأخذت كوب الماء :إن شاء الله
نزلت أم جهاد تصرخ بشكل هيستيري :يمه وليدي يمه يمه !
أرتجفت يد رتيل فسقط الكوب من يدها وأنكسر .ركض الجميع نحو أم جهاد بينما بقيت هي ساكنة مكانها وهمست بنفس خائف :ثنيان ...
أنت تقرأ
كُن بقربي فإن الروح هائمة
Romanceبعد سنوات من الغربه وسنوات ضاعت في الهروب من الأحزان،نعود لنفس الديار ظنًا منا أننا سنبدأ بدايه جديده ،أمل جديد،حياة جديده،أحباب جدد...ولكن ! يالعثرات الماضي تلاحقنا بكل درب ،وتهزمنا في كل كرب ،وتخيفنا مما هو مجهول ... ٢٠٢٣/٢/٢٦