14

1.1K 32 9
                                    

لمحةٌ من الماضي ،البارحه
راجح :الحين بتقراه ولا بتسمعني؟
جهاد :بسمعك لأن خطك ما يساعد اقرا
راجح :كل زق ترا الي فيني مكفيني
نظر له جهاد قليلًا ثم ضحك :يا الله كيف كذا
راجح :وش؟
جهاد :مين كان يتوقع أنك بتحب ذيك البزر ،استغفر الله بس
راجح :لو سمحت لا تتدخل بقراراتي أنت شفت لك بنت بالشارع وقررت تتزوجها أنا اختياري على بنت عمي
جهاد :بنت الشارع على قولك طلعت بنت عائله مرموقه بنت آل ملهم مو أي بنت
راجح :وبنت آل محسن مو أي بنت بتسمع قصيدتي ولا تريحني من الحين وأروح أنام؟
جهاد :بسمعك بس ليش ما تبي عيال عمي يجون ؟
راجح :لأني مقصد بأختهم بيذبحوني لو دروا
جهاد :صح صح يلا اسمعك
راجح :
عشقت كاتبةً ولست بقارئٍ
قالت: فما نفعي بمن لا يقرأ الكتب ؟
فأجبتها معُجبًا بل بها هائمًا
لست بقارئٍ لأنك روايتي وكتابي
ولست بقارئٍ لأن عينيك أعذب الاشعارِ
ولأنني بين سطورك أغوص بلا وسن
ولأنك حروفي وقافيتي والحاني
حلوتي لا تتعجبي فأنت روايتي وكتابي

جهاد :صح لسانك أغوص بلا وسن
راجح :يعني حلوه ؟
جهاد :أي بس خطك ما يساعد
راجح:كنت مستعجل الحين بعدله
جهاد :طيب السؤال هنا كيف بتوصله لغرفتها؟
راجح :بعطي الشغاله
جهاد :أي وحده ؟
راحح :ساندي
جهاد :وساندي تعلم كل شي لأرين وأرين تعلم كل شي لجدتي وتنفضح
راجح :اساسًا جدتي هي الي جابت فيني هالعيد
جهاد :خلاص لا تزيد الفضيحه
راجح :تصدق هي كاتبه فصل بروايتها مدري بكتابها وجايبته عند ابوي بحط القصيده فيه اذا باقي موجود
جهاد :أجل قم حطها
ذهب لمكتب والده فوجده يجلس وتراجع أدراجه
ابو راجح :تعال شفيك
عاد إليه :لا ولا شي أحسبك نمت ونسيت اللمبات شغاله
قام ابو راجح :بنام الحين رجع ذي الكتب بالرفوف وطف النور ونام
راجح :ان شاء الله
اشار لما كتبته وسن :هذا احطه بالرفوف؟
ابو راجح :لا خله بوديه لراعيته الصباح
راجح :طيب
وضع الشعر الذي كتبه في الصفحة الاولى متمنيًا أن تراه وترأف بحاله
...
في صباح ذات اليوم
استيقظت على طرق الباب :ادخل
ساندي :هذا جابه عم
وسن :عمي ابو راجح؟
ساندي :ايوه
وسن :تمام شكرًا
ساندي :يبغا فطور ؟
وسن :وش مسوين ؟
ساندي :ملاذ سوي بان كيك وماما سوي شكشوكه
وسن :خلاص أنا بقوم اصلي واشوف وش اخذ
ساندي :تمام
قامت وفتحت الستائر فغطت وجهها واغمضت تحسسًا من ضوء الشمس فسقط الدفتر من يدها ،تنهدت وجلست لتأخذه فرأت الورقه التي خرجت من بين الصفحات وأول عنوان بها :إلى عزيزتي صاحبة السن المكسور
أحست بدفء في وجهها عندما تذكرت أن من يعايرها بهذه العباره هو راجح !
قرأت الشعر بتمعن ولم تصدق عينيها فذهبت للحمام ثم خرجت بعد قليل وأعادت قراءته وهنا لاحظت كلمة ممحيه ،كان قد كتب أسفل الصفحه بقلم الرصاص راجح ثم مسحها .مررت إبهامها على السطور بحنيه :أنت كتبت كذا
جوانا :وسن أمي تقول قومي افطري
أخفت الورقه بين كتبها :طيب جايه الحين
لنكمل باقي الاحداث في المقهى
الكاشير :طلبك
أخذته وذهبت إليهم :قد جيتوا ماشاء الله
نهى :ذي قهوتي صح؟
ابتهاج :خذي ثاني مره قومي خذي قهوتك بنفسك لا تحرجين الناس
نهى :مين احرجك ؟ سيف؟
ابتهاج :أنا انحرجت كل الناس يطالعون فينا يحسبون شي لأنه كان واقف قبلي ويوم جيت عطاني طلبه
جوانا :وش دخل الناس فيكم
غاده :يلا نتكلم بالموضوع الي جينا عشانه
وسن :بنات أحس ،بوافق على راجح
ملاذ :كيف ؟
جوانا :كفو كفو كفو
غاده :وش صار وأقتنعتِ؟
هيام :خلاص لا تضغطون عليها
وضعت ورقة على الطاوله وقد كانت تضغطها بيدها بشده :عطاني ذي
ملاذ :قابلك!
وسن :لالا دفتري الي اكتب فيه عطيت عمي يقراه واليوم خلصه الصبح وجابته ساندي طاحت منه ذي الورقه
سحبتها جوانا بسرعه خاطفه :اشوف
غاده :جيبي
جوانا :وش دراك انه هو مافيه أسمه ؟
وسن بتصرفات تشّف توترها :هو كان ...يوم صغار كان يقول لي أم السن المكسور لو حولناها بالفصحى يعني بتصير تقريبًا صاحبة السن المكسور
أبتسمت غاده بتعجب وأخذت الورقه من يد جوانا :راجح كتب كذا !
ملاذ :يمكن عمي طيب
وسن :لا وبعد تحت بالزاويه كتب راجح بعدين مسحها
نهى :ماشاء الله نظرك قوي
هيام :يعني مو متأكد من حبه
رتيل :لا بالعكس هو خايف تعرفه لأنه أنرفض منها مره خايف ينرفض مره ثانيه
وسن :يعني عرف بالمره الاولى ؟
ابتهاج :شكله عرف لأنه عمي رحت عنده أمس كأنه متضايق على راجح
هيام :متضايق لأن وسن راحت لعنده ورفضت ولده
ابتهاج :كان يقول الله يهدي ذا الولد وما ياكل ومدري ايش
تنهدت وسن ونظرت ليديها المتشابكتين بندم
ملاذ :وسن أكيد فكرتي ؟ ما ضغط عليك شي صح
وسن :مدري أحس إني أظلمه
هيام :ترا شعورك بالذنب ضغط نفسي فكري بالموضوع بدون مشاعر
غاده :صعب وهو وصل لذي المواصيل
هيام :نرتب عليك الافكار ؟
سكوتها كان علامة رضا
غاده :راجح ولد عمك يبغاك على سنة الله ورسوله موظف مسعف ساكن بنفس البيت سيارته تعرفينها أهله هم أهلك وأخوياه أثنين بس يزيد و أيمن
نرجس :يزيد متزوج وحده أسمها مهيار معانا بالجامعه وأيمن مصري خاطب وحده من ديرته وبيتزوجها
كانت نهى في محل صدمه من معلوماتهم :لو أن أمكم رضعته معكم أحسن ! ماشاء الله جايبين سي في كامل
جوانا وهي منغمسة في تناول قهوتها:كل البيت كذا وراثه من جدتي أشك أنها كانت تشتغل مباحث
نرجس :وع اسوء وظيفه في العالم كل الي فيها جنوبيين جحودين
ابتهاج :انتِ شفيك مشخصنتها مع الجنوبيين صديقتي جنوبيه
غاده :مدري عنها ،عندها موضوع لكن نشوف لها بعدين شرايك وسن
وسن :موافقه
صرخت جوانا وصفقت ثم نادت على النادل :جيب كيكه احتفال وأكتب مبروك الزواج بسرعه بسرعه
رتيل :اصبري ما صار شي
جوانا :خلاص وافقت وش باقي !
رتيل :ما تدرين وش بيحصل يمكن ما يتوفقون بالزواج خليها لين يملكون
غاده :اذا خطبوا
نرجس :عشان تصير زيك معلقه
غاده :حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا هادي
هيام :نرجس شاطره تفتح مواجع الناس
ضحكت نرجس :وش اسوي الحياه كلها مواجع
رتيل :هاه غاده وش سوا هادي اشوف وجهك متغير
غاده :يقهر ينرفز يستخدم أعلى وأقصى اساليب الاستفزاز
أبعدت الصحون جانبًا ووضعت يديها لتشرح :أمس طالت أعماركم الرجال داق علي بالسوق بدبي بالسوق ،الو غاده شلونك بخير تمام ،وش تسوين ؟ بالسوق ،طيب اذا خلصتي كلميني
أشارت على نفسها بحده :أنا أنا قفلت ،يعني كان يمديني أقول له سولف علي عادي بلبس سماعه وأمشي وعادي بس لا قفلت قلت له تمام بكلمك بعدين وقفلت
ابتهاج :اشربي مويا شوي
غاده :اصبري ،وبعدين رجعت البيت أمس يوم تهاوشت مع وسن كان بسببه تدرون ليش؟
جوانا :قال ولا شي؟
غاده :اسوء اسوء اسوء بكثير يعني لو قال ولا شي بربطها بعقلي وأقول كان مشتاق يسمع صوتي ويوم سمعه ما عرف كيف يصرف
رتيل :طيب وش سوا ؟
غاده :ما رد
ملاذ :اوتش
غاده :والله أنا اوتش قويه جدًا ما رد ثلاث مرات دقيت ما رد
هيام :كان وقت متأخر يمكن نام
غاده :أكرهه أكرهه يا بنات معرف كيف اتعامل معاه
نهى :طيب افصخي الخطوبه
غاده :لا أحبه ! بس أكره تصرفاته يعني ،صدق الانسان ناقص هو حلو كذا عيونه حلوه وجهه مرتب وطوله رزه ويحب أهله بس تصرفاته معي زفت هذا عيبه الوحيد
نرجس :فيه عيب ثاني
غاده :وشو؟
نرجس بسخريه :أصلع
ضحك الجميع عدا غاده التي قالت بغصب :كلوا زق فديت صلعته بس أحسن من جلستكم
نهى وهي تمسح دموعها ضحكًا :سامحيني غاده بس يوم كنت صغيره ...
عادت للضحك فعرفتا جوانا وإبتهاج ما كانت ستقول وضحكتا معها
غاده :خير ؟
نهى :يوم جينا من القصيم ...مقدر
تذكرت إبتهاج إعترافها الذي بدايته مشابهه لقول نهى وتوقفت عن الضحك
نهى :كنتوا توكم خطبتوا أنتِ وهادي وأقول لجوانا وإبتهاج أنه صلعته تصلح زحاليق للنمل
انفجرت نرجس ضاحكه :وربي صدق
هيام وهي تضحك :خلقة ربي يا بنات لحد يطقطق خلاص
نرجس :كان عنده شعر وهو صغير بس قبل يخطب غاده بسنه طاح شعره
هيام :يمكن رساله ربانيه
غاده :أكرهكم تكرهوني فيه أكثر ،ياخي ليش ما أقدر أكرهه أكره إني أحبه لذي الدرجه
رتيل :لا خلاص غاده إن شاء الله بيتم كل شي وبتتزوجون وتستقرون معليك منهم
غاده :أحسدك رتيل ماشاء الله يعني قاعده ببيت أهلك معززه مكرمه تخرجتي جا خطبك ثنيان ،ثنيان أحن رجال في آل محسن وتزوجتوا على طول ممداك تفكرين حتى بأحلام معاه ولا شي
رتيل بحزن :إلا فيه أحلام لكن ربها مو مقدر
فهمت غاده أنها أصابت جرح رتيل "الاطفال":آسفه ما كنت أقصد ،أكيد ربي بيحقق أحلامك وبتفرحون إن شاء الله أنتِ وثنيان وتقر عيونكم ،لأنكم صابرين
وسن:صدق رتيل ما عمري شفتك تشتكين بذا الموضوع على أحد ،عندي إحساس أنه رح يصير لأنك صابره ذا الصبر العظيم
هيام :رغم إني عرفتك قريب لكن شفت فيك حنيه وطيبه ما شفتها بأحد رح يعطيك الله الطفل الي هي مخلوقه فيك عشانه
تنهدت رتيل :إن شاء الله
جوانا :عادي أعتبريني بنتك ثنيان يقول لي لو جبت بنت مستحيل أحبها مثلك
ضحكت رتيل وضمت جوانا :وهو صادق انتِ بنتنا الاولى
نهى :أمحق بنت
ملاذ :غرتي ؟
نهى :أي غرت أحب رتيل وخالي ثنيان وأخرتها يحبون جوانا ! وع من زينها
نرجس :على قول أبوي إذا تهاوشوا عليك المراهقات هذا يدل على أنك أفضل شخص بالعالم
ملاذ :وهو صادق رتيل مافيه مثلها
نهى :العروسه العروسه
وسن :مين؟
غاده :سهام
نرجس :نروح نسلم عليها؟
ابتهاج :لا هم يجون إذا عرفونا ما نبي نحرجهم
قامت غاده :لو إني مكانهم بفرح لو عزموني أهل زوجي
هيام :بتعزمينهم؟
غاده :أي
ملاذ :أجل قومي نهى شيلي مناديلك
نهى :مب مناديلي !
ملاذ :وش فيها إلا شوكلت شفتك تمسحين فيه كم عبايتك
نهى :حقي بيدي هذا حقك
ملاذ :حقي؟
نهى :أي شفتك تمسحين جوالك فيه
ملاذ :صح صح نسيت
نهى :ملاذ نسيانك الزايد يخوف
ملاذ :تعبانه هالفتره شوي أكيد بنسى
سهام :السلام عليكم
غاده :بالغصب جبتها
ضحكت سهام بخجل :ما بغيت أزعجكم
نرجس :أي ازعاج يا عيوني تعالي شروق جنبي
شروق :كان عندي بعد نظر يوم تعلقت بسهام وهي طالعه
نرجس :كنت متضايقه وشفتك راحت ضيقتي
شروق :فعيني إن كانك صادقه
جلست سهام بين غاده وإبتهاج ووضعت هاتفها على الطاوله
غاده :شلونك ؟
سهام:تمام الحمدلله أنتوا شلونكم؟
غاده :بأحسن حال الحمدلله
رتيل:كيف تجهيزاتك للعرس عسى تمام
سهام :تمشي الحال كل شي تقريبًا جاهز باقي كماليات
رتيل :عاد الكماليات كانت توتر أكثر شي
سهام :أي الحين طالعين من السوق قاعدين ندور غرض ما لقيناه قلنا نمر نتقهوى شوي ونكمل
ملاذ :وش تدورون يمكن نساعدكم
سهام :عطر مو نوع محدد بس أبي عطر ريحته خفيفه وفيه ريحة مسك وثابت
ملاذ :أنا أحب مسك إبراهيم القرشي شوفيه لو عجبك
سهام :شفته وفيه اثنين عجبوني بس ما احسها الاحسن لسى برجع وبشوف
غاده :بس أنتبهي يكون فيه ريحة عنبر جهاد يتحسس من العنبر
سهام :إن شاء الله
...
دخلت الغرفه ووجدتهما نائمين فأقتربت لتوقظهما لكن شيئًا ما معنها ! وجودهم في نفس المكان ونوم راكان وميلاف بهذا الشكل شبيهٌ جدًا بصباحات قد مضت ...
قبل شهور وفي صباح اليوم الأخير،أستيقظت بشكل غريب عليها كل الايام الماضيه مليئه بالشجار والخصام من أولها لأخرها ولكن هذا الصباح مختلفٌ تمامًا وكأن فيه نزعة حب،التفتت لميلاف التي استيقظت بصمت وأشغلها نور النافذه عن البكاء :صحيتي يا مامي
حملتها ووضعتها بجانب راكان الذي لا يزال يغط بالنوم ريثما تحضر لها الحليب :أنتظري هنا بجيب ننه
ميلاف :ننه
مها :اشش بابا نايم
ذهبت للمطبخ وحضرت الحليب ثم عادت وأعطت ميلاف واستلقت بجانبها تتأملها وتهمس :يا حلوك يا ميمي يا حلو خدودك
استيقظ راكان على همسها وبقي ينظر لها بتعجب من مزاجها الغريب ثم قال وكأنه يريد لفت إنتباهها:صباح الخير
نظره له بإبتسامه غير مسبوقه في هذه الايام القاسيه :صباح النور ،نمت كويس؟
راكان والتعجب لا يزال ملازمه :أي
مها :عادي تجلس عند ميلاف بروح أصلي الفجر
راكان :طيب
خرجت من الغرفه ثم عادت وتسندت على الباب :اسوي لك فطور حبيبي؟
رفع حاجبيه بصدمه وهمس:حبيبي !
مها :شفيك ضايع اليوم ،تبي فطور ؟
راكان:وش بتسويين؟
مها :مدري بشوف إذا دخلت المطبخ ،أنت فيه شي بخاطرك ؟
راكان :لا
مها :تمام بشوف وش اسوي لك

كُن بقربي فإن الروح هائمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن