لمحةٌ من الماضي ،قبل سنة في إيطاليا
كان يجلس على طاولة في شرفة مقهى على زاوية الطريق ،في ذلك المقهى كان يبدأ صباحاته أيام دورته التدريبيه في نابولي ،فتح هاتفه متفقدًا أحاول الطقس وكان هناك توقع هطول أمطار ،في نفس اللحظه هطل المطر عليهم بشده فأبتسم وحدث نفسه :الحمدلله ماخذ أحتياطاتي
النادل بالانجليزيه:نفس طلبك ؟
حمد بالايطاليه :نعم
ضحك النادل :أرى أنك بدأت تتعلم الايطاليه
عاد للتحدث بالانجليزيه:أحاول
النادل :بالتوفيق
حمد :شكرًا ...لو سمحت سأذهب لدورة المياه إن تأخرت دع طلبي على الطاوله
النادل :حسنًا
في نهاية الطريق كانت تهرول مغطية رأسها بحقيبتها خوفًا من أن يخرب المطر شعرها
لمحت المقهى ذو المظلات السودا وقررت اللواذ إليه .
دخلت إلى الشرفه :لو سمحت
النادل :كيف أخدمك؟
ورد :هل لديك منشفة نظيفه؟
النادل :نعم أظن ذلك أنتظري قليلًا
جلست على الطاوله ونظرت لساعتها :يارب ما أتأخر
أقترب نادل أخر ووضع فنجان القهوه أمامها
نظرت له ثم للفنجان :شكرًا
قربت الفنجان من أنفها واستنشقت رائحتها :وش ذا الكوفي الحنون
أرتشفت منه فعاد النادل يحمل المنشفه لها :تفضلي
ورد :شكرًا
خرج حمد من دورة المياه ووقعت عينه على تلك الأنثى التي تجفف شعرها على طاولته وفعلها الغريب ،أستغرب جلوسها مكانه بل إحتسائها قهوته أيضًا !ذهب إليها مستفسرًا :لو سمحتِ كنت أجلس هنا سابقًا وأظن أن هذه قهوتي
وقفت بذعر :أسفه لم أكن أعرف سأعو...
قاطعها بالعربيه :عربيه أنتِ؟
عقدت حاجبيها مستغربه :كيف عرفت ؟
حمد :واضحه لكنتك
ورد :طيب معليش على القهوه كنت أحسب أنه صاحب الكوفي حنون وشافني جايه بالمطر وعطاني
ضحك بشدة جعلتها حائرة في ما قالت :خلاص خذيه كله فنجان قهوه
ورد :طيب بعطيك حقه بكم ؟
حمد :ما يحتاج
أشارت للنادل :بكم فنجان القهوه ؟
النادل :٥ يورو
أخرجت النقود من حقيبتها ومدتها له :خذها
حمد :ما ابي
ورد :طيب بطلب لك غيره
حمد :خلاص الله يهديك
زفرت بتعب وأخذت المنشفه ثم أعادتها للنادل وأشترت مظله من المقهى ثم خرجت
جلس حمد مكانه السابق وطلب فنجان قهوه أخر
بالنسبه لها منذ ذلك اليوم تأخذ أحتياطاتها في المطر أينما كانت
أما هو فمنذ ذلك اليوم لم تغب عن باله وأسماها في خياله "جميلة المطر"
...
في الخارج بدأ الحضور بالتوافد وكانت ورد توزع عليهم المظلات حتى أقتربت من ذلك الرجل ذو البنية الضخمه ،عرفته ففتحت المظله وغطت على وجهها ثم مدتها له :تفضل
صوتها كان مألوفًا له :أعرفك أنا ؟
تجاهلته وهربت بين الحاضرين وعينه لا تزال تراقبها حتى أختفت رتيل :حمد ،لقيتهم ؟
حمد :هاه ؟ مين ؟
رتيل :أوس وصقر
حمد :لا ما شفتهم
رتيل :ثنيان قال أنهم قد جو
حمد :يمكن مشاغيل
رتيل :من وين لك المظله ؟
نظر للمظله ثم لها :وحده عطتني مدري وين راحت
رتيل :عادي وحده تكفينا صح؟
حمد :أي تعالي
في جهه أخرى كانت ورد تختبئ من حمد فقابلت الجده وضحه :وش جابك أنتِ
ورد :هاه ؟
الجده وضحه :نادي لي أمك
ورد :ما عندي أم
الجده وضحه :أعرفكم زين يا بنتي
ورد :يمكن شبهتي علي بس أنا صدق أمي متوفيه
الجده وضحه :أجل مشبهه ،معليش معليش
في جهه أخرى كان حمد يمرر نظره على الحضور بين الحين والأخر بحثًا عن تلك الجميله التي تظهر مرة كل مئة عام وكأنها أسطورة من أساطير الزمان ،مرة سلبت عقله والآن عادت لتسلب قلبه
رتيل :حمد شفيك ؟
حمد :ولا شي بس الاجواء حلوه
رتيل :هذا ثنيان جاء ؟
حمد :أي
ثنيان :السلام عليكم
حمد :وعليكم السلام والرحمه
رتيل :جيت من المطار على طول هنا ؟
ثنيان :أي ،يوم مهم ما أبي أفوته ،بس ياخي من وين لكم مظلات غرقت
رتيل :بروح أشوف لك
وجدها حمد فرصه ليبحث عنها فأعطاهم مظلته:خذوا ذي بروح أشوف لي غيرها
ثنيان :يعطيك العافيه
رتيل :غريبه تمطر بعز الصيف
ثنيان :هذا مطر الصيف كذا فجأه سبحان الله
رتيل :ثنيان لو رحت البيت نمت أحسن تعب لك
ثنيان :وش أبي بالبيت ونوره ماهو فيه ؟
رتيل :كيف يعني الكهرب طفى ؟ غريبه !
ثنيان :أقصدك رتيلي
أبتسمت ثم عقدت حاجبيها :أحترم نفسك حنا بمكان عام
ثنيان :شوي ونرجع البيت مو جوي ذي الحفلات مع الأسف
رتيل :أنا اصلًا جيت عشان البنات
هيام :إنتباه لو سمحتوا ،السلام عليكم ،اليوم يوم مهم لي أنا هيام آل مبارك ولعائلة آل محسن المتمثله في شركائي صقر آل محسن و أوس آل محسن ،أحنا هنا اليوم عشان ندشن مشروعنا أرسان وهو نادي فروسيه بإذن الله ،رح يتم توزيع كُتيبات عليكم فيها نبذه عن أرسان وأشكركم
التفتت لصقر وأوس :بتقولون شي ؟
صقر :أي معاي خطاب
تنهدت هيام :أكيد ممل على كبر هالورقه تفضل
عادت إلى المايكرفون :صقر بيقول كلمه
أنزلقت قدمها بسبب المطر فسقطت
أم ثنيان في حوار مع نفسها:عساك ما تقومين
ملاذ :وش؟
أم ثنيان :ولا شي
مد لها أوس يده :جاك شي ؟
مد صقر يده بنفس الوقت :أساعدك ؟
داهمتها الحيره رغم موقفها الصعب :ااء ...أنا
ظهرت نجد من بينهم وساعدتها على النهوض:تحسين شي ؟
هيام :لا ،هذا سبب من أسباب كرهي للمطر
نجد :المطر ماله ذنب لازم تفهمين
هيام :وين ورد قالت بتعرفنا على أهلها ؟
نجد :مدري مين أتصل على أمها وراحوا
هيام :حتى هي ؟
نجد :أي
هيام :تعرفتي على أمها ؟
نجد :أي كيوت مره
هيام :والبنت طالعه لأمها
نجد :مع احترامي لورد بس أمها والله اكيت منها كذا فيها طاقة حنونه أحس ودي اذوق كيك من يدها
هيام :وش دخل؟
نجد :كذا أحس الامهات الحنونات كيكهم حلو
حمد :لو سمحتِ
هيام :تفضل؟
حمد :كانت فيه بنت شعرها قصير توزع مظلات وين راحت؟
نجد :المظلات تلقاها عند ركن الرسم حطيناها هناك
حمد :طيب هي وين راحت؟
هيام :أنت تقرب لها ؟
حمد :أنا ...لا
عقدت حاجبيها متسائله :وش تبي فيها ؟
حمد : كنت أبي أسجل بالنادي وسألتها هي لكن ما عطتني المعلومات الكافيه
هيام :لو تبي تسأل عن شي المسؤولين عن القسم العام صقر وأوس ورد تشتغل بالقسم النسائي ،لو كان ودك تسجل اليوم داخل بالصاله ذيك تتم إجراءات التسجيل
حمد :تمام يعطيكم العافيه
هيام :بدخل أغير عبايتي وبجي عند البنات اسبقيني
نجد :طيب
دخلت للمنزل الذي كانت تسكنه وغيرت عباءتها ثم فتحت الباب فظهر صقر في وجهها :بسم الله
صقر :ما تعرفين تمشين أنتِ؟
هيام :وش دخلك؟
صقر :طيحتك غبيه
هيام :مو أغبى من وقفتك
صقر :جاك شي الحين نبتلش فيك ولا لا ؟
أبتسمت هيام :فهمت الحين
صقر :وش؟
هيام :تبي تسأل عني بس برستيجك العظيم ما يسمح
صقر :انتِ وذا الوجه بعد متى ودك تتنقبين ؟
هيام وهي تغلق الباب:القرار قراري
صقر :امشي زين لا تطيحين وتفشلينا
هيام :لا تخاف بكون بخير
...
مهيار :وش جابنا لذا المكان
يزيد :راجح دعانا عيب
مهيار :ما عجبني
يزيد :أنا بروح عنده
مهيار :بتروح وتخليني !
يزيد :تبيني أجلس معاك؟
مهيار :لا روح أساسًا أرتاح منك
جلست تقلب بهاتفها دون إنترنت فجلست شروق بجانبها :زعلانه ؟
مهيار :هاه ؟
شروق :أنا شروق أخت هيفاء زوجة خلف
مهيار :اي تذكرتك
شروق :المفروض أجي هنا مع أختي سهام بس تزوجت والمتزوجين الجدد مو هنا طلعاتهم على ما أظن
مهيار :مدري عنهم
شروق :أسمعي تبين أعرفك على صاحبة المشروع
مهيار :لا وش أبي فيها
شروق :يا عمري أنتِ بتتخرجين وأنا الي أعلمك ،
سحبت كرسيها وأقتربت من مهيار وهمست :ترا بسوق العمل تحتاجين علاقات زي كذا ما تدرين متى الايام تحدك عليهم،وبعدين شوفي زوجك كيف علاقاته وانتِ منطويه بذاتك ،بيحسب ما عندك شغله غيره وبيشوف نفسه عليه
نظرت مهيار ليزيد قليلًا ثم لشروق :طيب
شروق :بس عشان علاقتي فيها مو مره كويسه بضطر أعرفك على شلة البنات كلها
مهيار :مالي خلق
شروق :ترا مو كلهم زيي معليك
مهيار :جلد الذات عندك عالي
شروق :السلام عليكم أعرفكم على مهيار
نرجس :زوجة يزيد
غاده:هذي زوجة يزيد المشهوره !
هيام :شدعوه ترا فيها مليون صفه غير أنها زوجة يزيد
أشارت جوانا على وسن :هذي بتكون زوجة راجح خوي زوجك
هيام بحده:اسكتوا من المحادثات الخايسه ما عندكم موضوع غير الزواج !
التفتت لمهيار بوجه أخر :شلونك مهيار ؟
مهيار :بخير
هيام :سمعت أنك باقي تدرسين وش تخصصك؟
مهيار :خريجه بكره حفل تخرجي إن شاء الله ،تخصص محاسبه
هيام :مبروك يا عيوني الله يوفقك
ملاذ :التخصص تحبينه
مهيار بكل كذب :أي
ملاذ :دورتي على فرص التوظيف؟
مهيار :لا بشوف اذا تخرجت
هيام :طيب أسمعي ما أعرف إذا مكاني أفضل مكان لك لكن خلي رقمي معاك لو دورتي وما لقيتي وظيفه تناسبك كلميني رح تتوظفين عندي والشروط أنتِ تحطينها
نجد :العب يالتسويق البطل
أبتسمت مهيار بحرج :تسلمين يا عيوني بس ...
هيام :بدون بس ما أحب ذي الكلمه
أبتسمت جوانا فأنتبهت نهى لإبتسامتها :وش فيك؟
جوانابهمس :نفس كلمة صقر
نهى:وع
ابتهاج :صح كنها مقابله بس كيف تخصص المحاسبه ؟
نرجس :خريجه ذي وتبي تسجل بالجامعه
مهيار :مدري
ابتهاج :كيف ما تدرين ؟
مهيار :مدري كيف بيكون بالنسبه لك أنا حسيته كويس يعني حلو
نهى :إنه لذيذ ويؤكل بالملعقه
نظرت لها مهيار بصمت ثم أنفجرت ضاحكه فضحك الجميع معها
أنحرجت نهى حتى أحمر وجهها :كنت أفكر بصوت عالي
رن هاتف مهيار فردت عليه :الو
يزيد وهو يراقبها من بعيد بإبتسامه:أشوفك تضحكين
مهيار :اي
يزيد :طيب نرجع البيت؟
مهيار :طيب بجيك الحين
اغلقت الهاتف وتنهدت :يلا أنا بروح
غاده :بدري
هيام :هاك رقمي خليه معاك
مهيار :تسلمين يا حياتي
ذهبت ليزيد الذي كان يقف منتظرًا لها وعند أقتربها شعرت بدوار فتمسكت بذراعه :بسم الله عليك شفيك
مهيار :أحس هبوط
يزيد :يمكن السكر ،قستيه؟
مهيار:الجهاز بالسياره
أمسك يدها وأخذها برفق :السياره هناك تقدرين تمشين؟
مهيار:أي عادي عادي
ذهبا إلى السياره فقاس سكرها :منخفض ،متى أخر مره أكلتي
مهيار :كنت باكل بس جيت أنت قلت نطلع ضروري ونسيت
يزيد :الله يهديك كان قلتي باكل عادي مافيها شي
مهيار :نسيت تعرف ذاك الشعور الي فيه شي لازم اسويه بس ناسيته
يزيد :طيب الحين معاك شي تاكلينه؟
مهيار:أي فيه بسكوت بشنطتي
يزيد:كويس
أطال النظر فيها فالتفتت :ما بتمشي؟
يزيد :إلا
...
جهاد :تعشينا بالعافيه الحمدلله ودك نروح مكان ؟
سهام :هاه؟
جهاد :خاطرك بمكان نروحه ؟
سهام :لا أبي البيت
تنهد جهاد وأمسك يدها :أحس أنك زعلانه وشكله عشان السفر ،للأمانه ما خططت للسفر قلت نخطط سوا
سهام :لا عادي
جهاد:شوفي باريس سافرتها طلعت كلها فيران ماهي زي الافلام ولا شي ،جنوب افريقيا خويي سافر لها ويقول حلوه أوروبا حليوه لو بتستمتعين بالاجواء والطبيعه
سهام :العيد باقي له اسبوع
جهاد :أي عادي نعيد برا مو مشكله
سحبت يدها من يده وقالت بتوتر:أحب العيد مع أهلي
جهاد :طيب بعد العيد نسافر ؟
سهام :مدري نشوف
جهاد :لازم يكون السفر خلال أجازتي لأنه أيام الدوام ممنوع اسافر خارج المملكه
سهام :متى تخلص أجازتك ؟
جهاد :الحين كم باقي على العيد؟
سهام :اسبوع
جهاد :بعد العيد بأسبوع تخلص
سهام :يمدي نسافر اسبوع ؟
جهاد :أي يمدي لكن بتكون قصيره ،أوعدك أعوضك بسفره أطول بالاجازه الجايه
سهام :ما أهتم لذي الأمور كثير يعني ...لا تشيل هم
جهاد :بس أنها بتسعدك صح؟
سهام :مين ما يفرح بالسفر ؟
جهاد :خلاص أي شي يسعدك أمري وتدللي وش يقول خالد الفيصل ؟ :
أنت تقرأ
كُن بقربي فإن الروح هائمة
Romanceبعد سنوات من الغربه وسنوات ضاعت في الهروب من الأحزان،نعود لنفس الديار ظنًا منا أننا سنبدأ بدايه جديده ،أمل جديد،حياة جديده،أحباب جدد...ولكن ! يالعثرات الماضي تلاحقنا بكل درب ،وتهزمنا في كل كرب ،وتخيفنا مما هو مجهول ... ٢٠٢٣/٢/٢٦