١٧ : اختبارٌ ونعمة

1K 103 111
                                    

سلام🌸

مفاجأة؟ أنا تفاجأتُ كذلك😅

فصل جديد لم أحسب له حساباً😅 ولكنّه فعلاً الأخير قبل الموعد المحدّد...

استمتعوا ✨️

✿✿✿

نام هادي فمدّدتُه على السّرير، وشعرتُ بالقشعريرة تسري في جسدي بعد اختفاء دِفئه. دخل الكبار وبرّدوا غليلَهم بتفقّده وتقبيله، ثمّ جلسنا قِبالة الطّبيب أسامة ليفصّل لنا أكثر عن حالته.

"رباط الكاحل ممزّقٌ قليلاً لذا يفضّل أن لا يضغط عليه إلى أن يلتئم، يوجد حذاءٌ لدعمه في حال أراد المشي، يمكنكم تحصيله من مركز المعدّات الطّبّيّة المجاور للمشفى." تكلّم من غير توقّف "في الحقيقة لقد تحسّن بشكلٍ ملحوظٍ من بعد وصولكم، أو بالأحرى بعد لقاء أخيه، هذا ليس جديداً عليّ ولكنّه لا يكفّ عن إدهاشي! أنا أشهد هنا يوميّاً على دور الرّوابط العائليّة في تحفيز شفاء الجسد، تماماً كما تدمّره الأمراض النّفسيّة، الحبّ والعاطفة لا يقلّان أهمّيّةً عن الدّواء،" التفتَ إليّ "وهذا هو المطلوب منك يا جواد في الفترة المقبلة، اغمر أخاك حبّاً، يجب أن يشعر بذلك، يجب أن يعلم أنّه محبوبٌ ومقبولٌ بكلِّ حالاته، وأنّه ليس مُهمَلاً، وأنّ أحداً منكم لم يتخلَّ عنه. عندما تتلمّس منه استعداداً لشرح ما جرى وكيف ضاعَ حتّى وقع بيد الخاطف، أخبِره، ستساعده هكذا على استعادة ثقته بمحيطه القريب،" أشار إلى الكبار "لا بدّ أنّك تدرك الآن أنّه مسؤوليّتك وحدك، قد يتمكّن الكثيرون من مساعدتك في التّحضير لامتحاناتك، ولكنّك الوحيدُ الّذي ستساعد أخاك".

أفرغَ كوب ماءٍ كان على الطّاولة في فمه، رأيتُ عمادًا يشرب منه قبل قليل، هذا الطّبيبُ يثير دهشتي "آه، الحمدُ لله، قد جفّ حلقي... أين كنّا؟ أنصحكم بمراجعة معالج نفسيّ بعد مدّة، فالصّغير لن يتقبّله الآن، هل سبق وزار أحدَهم؟" نقّل نظراته بيننا.
-(أجبتُ) لديه موعدٌ غداً، علَيّ إلغاؤه إذن؟
-صحيح، ولكن اتّصل به وأخبره بالمستجدّات، قد ينفعك بالنّصائح والتّوجيهات إن كان ذا ضميرٍ حيّ.
-سأفعل، شكراً لك.
-وجدتُ أيضاً أنّه بحاجةٍ لنظامٍ غذائيّ، هل يتناول طعاماً مناسباً لحالته؟
-جميع وجباته صحّيّةٌ وتغطّي حاجته الغذائيّة.
-إذن ما سبب هُزال جسمه؟
-(قبضتُ على سترتي) لا أعلم، هذا... يشغل بالي منذ فترة، إنّه ينحف باستمرار.
-قد يكون السّبب نفسيّاً، ولكن لا بأس باستشارة أخصّائيّ تغذية.
-حسناً...
-بالمناسبة، هل معلومات بطاقته الوطنيّة دقيقة؟ ظننتُه في الخامسة عندما رأيته أوّل مرّة!
-لقد أتمّ السّابعة في شهر شُباط.
-وماذا عن حجمه؟
-(أخذتُ نفساً عميقاً) هذه طبيعة جسمه، لقد حرص والداي على متابعته من هذه النّاحية.
-آه، هذا جيّد. أنا أتحدّث معكم بكلّ شفافيةٍ لأنّ البعض لا يلتفتون إلى هذه الأمور، وفي النّهاية يتركون مشكلةً صحّيّةً بسيطةً وقابلةً للعلاج تتفاقم وتستعصي، لذا أرجو ألّا تتحسّسوا من كلامي.
-أنتَ تقوم بواجبك، ونحنُ شاكرون لك.

صغيري عُد إليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن