أ: مَلاك

1.3K 75 123
                                    

10/11/2023
_

«طوفـ ـانُنا الأقصى جرى
وعلى العدوّ تفجّرَ
مِن كلِّ طفلٍ نازفٍ
مِن سقفِ دارٍ دُمِّرَ»

«صُهـ ـيونُ تَهوي، من دمِ الشّهـ ـداءِ»⚘️

-

طرق رشادٌ الباب ووقف مرتبكاً، لم يصدّق حين دعاه هادي إلى بيتهم، أبهذه السّرعة؟! حلّ يوم السّبت فجهّز نفسه منذ الفجرِ وجلس يعدّ الدّقائق كطفل، مرّ على المخبز المفضّل وانتقى مجموعةً من المعجّنات والحلويّات ثمّ استحضر العنوان الّذي ذكره هادي وقاد سيّارته بهدوء.

هدوؤه اختفى أمام الباب، أليس تلقّي درسٍ في الأخوّة سبباً غريباً لزيارة أحدهم للمرّة الأولى؟ استدار بعد أن عزم على المغادرة ولكنّ الباب فُتح فجمّده في مكانه، "هل جعلناكَ تنتظر؟ نعتذر". التفت ليرى شابّاً أنيقاً باسم الوجه ولكنّه لا يشبه هاديًا، ثمّ ظهر من خلفه اثنان آخران، أحدهما يشبه كرة اللّطافة إلى حدٍّ ما. "تفضّل،" أضاف الشّابّ الأوّل بعد أن ابتعد عن الباب ثمّ صافحه "أنا جواد".

شدّ رشاد على يده، لقد كان جواد حقّاً، ضحك ثمّ خاطب أحد الشّابّين الآخرين: "ظننتُك شقيق هادي؛ تشبهه أكثر".
-(ضحك) ملاحظتك تسعدني، تشرّفتُ بلقائك، أنا هادي أيضاً.

وسّع رشاد عينَيه ونظر إلى زيد الّذي بادره بالقول: "أنا زيد، وهذا،" أشار إلى جواد "ليسَ شقيق هادي". التفتَ الضّيفُ بسرعةٍ حتّى خيّل إليهم أنّ عنقه سيُكسر "لستَ جواد؟!". ضحك ثلاثتهم وأجاب المعنيّ: "أنا جواد، ولكنّي لست أخا هادي الّذي تعرفه، نحن أصدقاؤه".
-يا إلهي!
-علمنا أنّ الأسماء ستسبّب لك الإرباك، ولكنّ صحّة الصّغير كانت متدهورةً قليلاً لذلك استقبلناك عوضاً عن صاحب البيت، تفضّل بالجلوس.

"ولكن ما به؟!" سأل رشاد بعد أن ألقى بنفسه على الأريكة الفرديّة. تزامن ذلك مع عودة هادي من المطبخ يحمل صينيّة الشّاي، فأسرع زيد إلى إفساح المجال على الطّاولة الكبيرة ليضعها عليها. "منذ أن فتح لنا الباب صباحاً بدا متعباً، ازدادت عوارضه من حينه." أجاب جواد "سأتفقّدهما وأعود".

اجتاز الدّرجات بنهمٍ قاصداً غرفة هادي، فوجّه رشاد سؤاله التّالي إلى زيد: "عوارض ماذا؟".
-الرّبو، ألا تعرف؟
-لا
-إنّه يحمل البخّاخ معه دائماً، منذ متى تعرفهما؟
-عدّة أيّام
-فقط؟!
-امم، لم أتوقّع أن يدعواني بهذه السّهولة.

أومأ زيد وتفقّد المائدة بعينَيه، كان هادي مستمرّاً في نقل الأطباق من المطبخ. نهض رشاد وأفرغ محتويات الأكياس الّتي أحضرها فاجتاحت رائحة المعجّنات السّاخنة جوّ البيت. "يا سلام!" التفتوا جميعاً على صوت جواد، فلاحظ رشادٌ من خلفه شابّاً آنسَته ملامحه، فهو الأكثر شبهاً لهادي، وها هو كرة اللّطافة محمولٌ على جانبه الأيسر!

صغيري عُد إليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن