٢٣ : شريعةُ الغاب

1K 100 131
                                    

🌻 السّلام عليكم 🌻

🌻 كيف الحال؟ 🌻

🌻 أشكركم على صبركم 🌻

🌻 قراءة مُمتعة 🌻

✿✿✿

ابتسمتُ، ووُلدَت فكرةٌ في رأسي قبل أن أغفو: إن كنتُ سأوفّق في الأيّام القادمة فكرمى لقلبك النقيّ، الحمدُ لله أنّي لم أبلغ هذا اليوم وأنت بعيدٌ عنّي أو مظلومٌ من قبَلي.

استيقظتُ مع الأذان وعقدة الامتحان كالكُرة في جوفي. صلّيتُ الفجر، وركعتَين لطلب حاجتي، ودعوت الله أن يوفّقني ويقدّم لي ما فيه صلاحي. ارتديتُ ثياباً هادئة الألوان، فهذه ليست مناسبة للاستعراض أو لفت النظر. على العكس، أرغب لو أغدو خفيّاً ولا يكلّمني أحد. لماذا؟ لرغبتي بوجود والديّ، ولإحساسي بأنّ هذا الاستحقاق لن يتّخذ جماليّته أو حماسه الكاملَين في ظلّ غيابهما.

وصلَت عمّتاي. سائقنا لليوم عمّتي سماح، وخالي وعمّي في اليومين القادمَين، أمّا عمّتي هديل فهي مرافقي الثّابت. "أين هادي؟" سألَتني بعدما وجدَت المطبخ فارغاً.
-ما زال نائماً.
-ألن يرافقنا؟
-لا أريد إزعاجه، سوف أحمله إلى السّيّارة ولنتركه في بيت جدّي.
-حسناً، لا بأس... هل جهّزتَ جميع أغراضك؟
-أجل!
-هيّا بنا، الاتّكال على الله.

سبقَتني عمّتي سماح لتحمل هاديًا ولكنّها وجدَته قد صحا. "عمّتي، أين أخي؟" سمعتُه يقول.
-نحنُ على وشك الانطلاق إلى مركز الامتحان، سوف أوصلك إلى بيتنا، هيّا.
-لا، أريدُ مرافقتكم.
-ألستَ مُتعباً؟ الوقت مبكّرٌ.
-أليس اليوم مهمّاً لجواد؟ أريد أن أكون هناك من أجله.

أحاسيسي ناضجةٌ بالفعل، كلمةٌ أخرى مثل هذه وسوف تفور. هربتُ إلى الخارج وتنفّستُ الصّعداء رغم الحرارة، لقد انخفضت رطوبة الجوّ، هل سيكون هادي بخير؟ علّقت نظري على السّماء لاجئاً إلى زُرقتها، ها هي تنجح في التّربيت على قلبي.

منحني تجهّز هادي عشر دقائق من التأمّل والسّكون، أخرَجَني منها بعناقٍ مباغتٍ طويل. انحنيتُ إليه وقبّلته. "لا تنسَ شيئاً من حاجياتك" أخبرته. أومأ مع ابتسامة، أخفتها الكمّامة، ولكنّ عينَيه كانتا كافيتَين. قال بحماس: "انظر أخي، جيب الدّلفين هنا، وجهازي الذّكيّ". سبقَتني عمّتي بالسّؤال: "ولماذا تصطحب الجهاز حبيبي؟".
-أشعر بالرّاحة معكم، ولكن في الخارج ما زلتُ أتعثلم...
-تتلعثم؟
-أتثعلم، أتلثعم... هههه
-(ضحكَت بخفوت) فهمنا مقصدك صغيري.
-لذا، أفضّل أن يبقى معي، في حال ارتبكت.
-هكذاً إذن، لا بأس بذلك.

أثناء جولتنا يوم أمس لاحظتُ الأمر، عندما كنّا نصادف أحداً أو نحتكّ بالمجموعات الأخرى كان يلتزم الصّمت. لا بأس، بلوغه هذه المرحلة إنجازٌ كبير، والوقت كفيلٌ بالمزيد من التقدّم.

صغيري عُد إليّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن