BLACK DOLPHİN||الدُّلْفِين الأسْوَدُ

01||آستريا ريغان

°
°
°

|سول إيلتسك-روسيا|
|15-3-2011|

وسط الظلام الدامس وأشجار الغابات المرتفعة .. تعالت أصوات صفارات سيارات الشرطة وخطوات الجنود المُحملة بالأسلحة تركض هنا وهناك بحثًا عن السجين الهارب قالبًا المدينة رأسًا على عقب

وجميع الأطراف تتحدث عن تلك الواقعة الأشبه بالمعجزة، فهروب سجين من سجن الدُلفين الأسود هو شيء لم يسبق له أن حدث في ذلك العصر

لطالما عُرف هذا السجن بمدى وحشيته وحراسته المشددة التي تجعل هناك طريقة واحدة فقط لخروج أحد السجناء من داخله .. وهي الموت
فقد صُنف من أسوأ السجون بالعالم وأشدها

وهذا شيء طبيعي نسبة لكونه مكانًا خُصص للقتلة السفاحين والإرهابيين وحتى آكلي لحوم البشر، لأُناسًا تجردوا من إنسانيتهم ليتبقى فقط وصمة العار تلاحقهم بعدما كُتب عليهم البقاء داخل تلك الجدار العاتية مدى الحياة

والآن حدثت المفاجأة لأول مرة بهروب أحد السجناء منه .. مما تسبب بكارثة أمنية بتلك المدينة لعدة ساعات وهم يبحثون في كل رقعة

بينما على الضفة الأخرى كان الهارب يحمل جسده المُدمى نتيجة إصاباته برصاص الجنود الذي طاله، وتنزلق قدماه العاريتان بالأرض المبللة نتيجة الأمطار الغزيرة فوق رأسه

بينما لا ينير طريقه سوى ضوء النجوم التي تملؤ السماء .. لم يسمح لجسده بالإنهيار، فسقوطه هنا يعني سقوطه للأبد واستسلامه للموت، وهذا شيء لا يناسب شخص مثله

نجح أخيرًا في الوصول لقارعة الطريق وهو يشعر بخشونة الأسفلت أسفل قدماه .. أعلن جسده استسلامه في تلك اللحظة

مصطدمًا بركبتاه على الأسفلت وقد أمتزجت دماؤه بقطرات المطر الغزيرة .. ليظهر ضوء سيارة قوي مقابل له مجبرًا إياه على إغلاق عيناه وقد توقفت أمامه مباشرة

ليسقط جسده معانقًا الأرض الصلبة تزامنًا مع صوت إرتطام كعب حذاء امرأة تنزل من السيارة ممسكة بمظلة تحميها من المطر متجهة صوبه بخطوات متزنة