BLACK DOLPHİN||الدُّلْفِين الأسْوَدُ

47||الليالي البيضاء

في هذا البرد الشديد لا تنسوا الدعاء لأهلنا في الخيام بغزة والسودان .. الله يهون عليهم البرد وتوقف الحرب، الله يشفي مرضاهم ويرحم موتاهم ويآمن روعاتهم . ربي يثبتهم ويصبرهم ويرفع عنهم البلاء

°
°
°

وجوه مكفهره ومندهشة وأخرى بلا تعبير؛ رؤية ردات الفعل المختلفة زادت من ابتسامة الثعلب الجانبية التي تعتلي فاه بلاك .. خاصة أعين إريكا الخضراوتين المتحجرة في تواصل بصري معه والتي تبدو في حالة صدمة أكثر من أي شخص آخر داخل حدود القاعة

التقط كارلوس بيده الفارغة كأس من النبيذ الأحمر العتيق الذي ينتشر على طول الطاولة، قبل أن يتحرك ببطء شديد وخطوات واثقة نحو إريكا التي لاتزال الأضواء مسلطة فوق رأسها وأعينها ثابتة كالثلج المتجمد

يرتشف القليل جدا من الخمر الأحمر وبذراعه الأخرى كان يعتمد على عصا الدلفين بين يديه حتى لا تظهر رجفة ساقه المصابة .. وعلى عكس نبرته السابقة بصوته الجهور

كانت نبرته الآن أقل علوًا وأكثر قسوة "قد يعرف بعضكم .. وقد لا يعرف جزء آخر؛ لكن إريكا ليست فقط إحدى تابعيني الذين أثق يهم؛ بل هي الابنة الوحيدة لرافلو ريستوس .. الذراع الأيمن للأب الروحي لنا جميعًا"

تعالت الهمسات والهمهات بين أفراد الجماعة وقد تحولت لنوع من الضوضاء الصاخبة التي لا يمكن السيطرة عليها عندما تم تسليط الضوء على رافلو ريستوس الذي تم كشفه لأول مرة أمام الجميع .. يقف خلفه اثنان من رجال بلاك المسلحين فتداركت إريكا أن والدها قد تم إحضاره تحت التهديد من قبل زعيمها وليس بعيدًا أن يكون قد اكتشف الحقيقة بالفعل

هذا فقط كان كفيلًا بقتل قلبها حية من شدة الرعب والخوف من القادم.

حتى جمود وجه العراب بدأ في التلاشي وهو يرى بلاك يكشف عن مساعده المجهول بالنسبة لكثير من أعضاء المجلس؛ يراقبه إلى أن استقر بخطواته مقابل إريكا والابتسامة الغامضة لا تفارق شفتيه ونبرة صوته الواثقة تبث الصمت في الجميع