04||شرط واحد

460 22 44
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



°
°
°

|17-10-2022|

في ذلك الوقت المتأخر من الليل وبين القبور المتراصة بشكل منظم في تلك الأرض الشاسعة .. تُذكِر من يمر فوقها أن الحياة .. فانية، وأنه مهما بلغ إليه الانسان .. نهايته ستكون تحت التراب

رغم هذا قليل من يلتفت لتلك الحقيقة .. وقليل مِن مَن يستعد لها!

يقف بلاك في الظلام الدامس أمام أحد القبور ممسكًا بزجاجة نبيذ مُغلقة، لا يظهر شيء من هيئته سوى القليل .. فبدى كشبحًا بين القبور لا ترى ملامحه، أو قابضًا للأرواح ينتظر أن تُفتح أحد القبور

"مرحبًا رفيقي .. كيف يجري الإحتفال بيوم موتك في الجحيم؟ أتمنى أن يكون لائقًا لمخنث مثلك"
نطق بهدوء يخيف من يسمعه من حدته وهو يطالع تلك اللافتة التي حُفر عليها اسم (بروك ديڤين) بينما تهطل الأمطار الغزيرة فوق رأسه مبللة ملابسه بالكامل

صمت لبعض الوقت يستشعر قطرات المطر الباردة تتخلل أسفل ملابسه، بينما خصلات شعره الكثيفة سقطت على جبينه بعدما تبللت بالكامل وبعض الخصلات منها تغطي عيناه النارية والمليئة بالكره والحقد "أتتخيل أن قتلك لم يريحني! لقد تمنيت لو بمقدوري إحياؤك ثانيةً .. وقتلك من جديد بطريقة أشد ألمًا ومتعة"

جلس بلاك القرفصاء أمام القبر، بينما يسند يداه الموشومة على قدميه اليسرى ليتدلى كفه من عليها، وبالأخرى رفعها ليضع زجاجة النبيذ على حافة القبر، وهو يتحدث كما لو كان بروك ديڤين واقفًا أمامه "لكنني شاكرًا لك .. بعد كل شيء .. علمتني كيف أمنع أحدهم من أن يدعس على كرامتي، وكيف يمكنني امتلاك العالم بين أصابع يدي .. تُرى هل لازالت قوتك مؤثرة على الواقع من حولك؟"

رن هاتفه ليخرجه من جيب بنطاله وهو لازال على وضعية القرفصاء، ليضعه على أذنه بعدما ضغط على دائرة الرد دون النظر لاسم المتصل

"لقد عرفنا الفاعل .. بلاك، ما الخطة الآن؟" تسائل ماثيو من الطرف الآخر بينما ينتظر رد زعيمه الذي انغلقت عيناه قليلًا إثر ابتسامته التي بالكاد يظهرها

BLACK DOLPHİN||الدُّلْفِين الأسْوَدُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن