التاسع ♡ حب في الحرب ♡ صابرين شعبان

860 51 5
                                    

الفصل التاسع

كانت فلك تبكي بحزن و هى تطعم الأولاد، ترفع ذراعها لتمسح دموعها بظهر يدها ڪالاطفال، نظر إليها حازم بحزن " فلكي، كفاك بكاء يا روحي فدموعك تمزق قلبي "
" كيف لا أبكي حازم، لقد نسي كل شيء عن زواجه و زواجي، ظننت أنه بدأ يلين و سيغفر لي بعد قليل ليعود و ينسى ذلك لنعود لنقطة الصفر، عندما تعود ذاكرته سيعود كرهه معه لم فعلنا و فعل هو بنغم "
" أنا أرى بها فرصة رائعة له و لنغم "
" ماذا تقول حازم، فرصة رائعة كيف "
" ألم نكن نبحث عن فكرة نقرب بها بينهم مع براء "
" و ما علاقة هذا بذاك "
" حبيبتي له كل العلاقة، مشكلة نغم أنها تريد أن تبيض ساحتها أمام الجميع عائلتنا و الجيران و الأقارب ليعلموا أنها لم تكن مخطئة بزواجها منه و هو فقط النصيب ليأتي دور الأطفال فعندما يتقبل الجميع زواجهم و يكفون عن نسج الخيالات و الحكايات عنهم حينها سيتأكدون أن نور و نورسين طفلي ضياء و ما سافر و ما تركها كونه وجدها خاطئه بكل كون عمله استدعاه بعد زواجه "
" حسنا و ماذا فائدة فقدان الذاكرة بكل هذا "
" فائدته أن ضياء نسى فعلته معها و عند تقبل فكرة الزواج سيبدأ بالتعرف على عائلته الجديدة و يتقرب منهم و ربما عند حل سوء الفهم مع عائلتها تعود تتقبل ضياء من جديد "
" و لكن كيف ستعود عائلتها لتسامحها و تعلم الحقيقة إذا كان هو بالفعل فاقد الذاكرة "
" هذا يأتي دورنا نحن أبيك و أمك و أنتِ العائلة فلك من تقف بجانب كل فرد منها، إذا عاد ضياء و أوجد له مكان بين عائلة نغم بعد فعلته أعدك أن سوء الفهم سيزول و تنكشف الحقيقة "
" هل تعلم يجب أن أعلم من لوران بالضبط ما الذي علمه بالضبط ليثور علينا أنا و أنت بهذه الطريقة و ينقم من براء و منك بهذه الطريقة و يشرك المسكينة نغم بذلك الانتقام "
" ألم تكن رؤيته لنا معا ذلك اليوم "
" لا أظن هذا فقط حازم، و لكن لن أعرف إلا عند حديثي مع لوران فهى الوحيدة التي تعلم بالضبط ما حدث منذ البداية "
" إذن حان الوقت لندعوها لزيارتنا للثرثرة "
" أظن ذلك " أكدت فلك و هى تولي كامل اهتمامها بالأولاد..

***×
منذ افاق و هو صامت و لا ينظر لأحد منهم، وشعرت والدته بالقلق فربما أصيب بنوع أخر من الصدمات، و لكن الطبيب طمأنهم و أن حالته بخير، قالت بلطف " ضياء بني ما الذي يجعلك صامت هكذا، ألن تعلق على ما علمته"
نظر لوجهها ببؤس " أعلق بماذا أمي، أولاً أفيق لتخبروني أني مصاب بتسمم من احتسائي الخمور لأتفاجئ بأني قد فقدت ذاكرتي و لدي زوجة لأجدكم تخبروني بأني بالفعل متزوج و لدي طفلين، أي جنون هذا، خمر و زواج و أطفال و فقدان ذاكرة و تريدين مني أن أتحدث، ماذا أقول و لم يستوعب عقلي بعد كل هذا "
" ألم تشرب خمر من قبل ضياء "
سألته بشك لتتسع عيناه بحدة " لقد فقدت ذاكرتي أمي ربما فعلت من قبل لا أعرف "
" أنت لم تفقد ذاكرتك ضياء، أنت فقط نسيت نغم و الأولاد و زوج فلك "
" و كل هذا حدث في كم من الوقت "
" تستطيع أن تقول أنك فقدت عامين من ذاكرتك فقط "
سخر بمرارة " عامين، عامين تزوجت بهم و أنجبت أمي لم هذا الوقت بالذات ليضيع من ذاكرتي، أخبريني أمي هل أنا و تلك، أقصد زوجتي، هل بيننا مشاكل، هل تزوجتها غصباً ربما هذا يخبرك إذا تبدل حالي و أصبحت سكيراً "
دخلت نغم غاضبة تقول بحدة و قد فاض بها سماع حديثه و اتهاماته و هى جالسة لا تستطيع الدخول حتى لا يتضايق سيادته من رؤيتها " بل أنا من تزوجتك غصباً لا أنت و والدتك تستطيع أن تقسم على قولي هذا، فكف عن عيش دور الضحية المظلوم أنت لست كذلك "
" نغم يا ابنتي لا داعي لهذا الحديث، ألم نتفق أن نأخذ الأمور بهدوء "
" ظننت أني أستطيع و لكن لم أقدر، أنا أكرهه خالتي و لا أريد البقاء معه، ليس لدي طاقة لتحمله كل ما أريده هو صالح طفلي و أنتِ تعلمين كيف "
نظر لتلك السمراء الصغيرة التي لا يعرف لم تزوجها فهي ليست جميلة و لا لافتة و لا لطيفة ليفكر بالاقتران بها بل و ينجب منها أطفال، ينجب منها يعني كان يقربها و هذا بعيد تماماً عن عقله و هى أمامه " و لم تزوجتني إذا لم تكوني تريدين ذلك من البداية و لم طالما لا تريدين أنجبت طفلين، هل جبرتك على معاشرتي سيدتي، لا أظن أني فعلت فأنت لا تعجبينني بالمرة "
" لقد فعلت ما هو .... "
" نغم يا ابنتي أرجوك لا داعي لهذا الحديث لقد نبهنا الطبيب هل نسيتِ "
تمالكت نغم نفسها و صمتت لكن جسدها كان يعبر عن غضبها المكبوت، قالت بقسوة " ألا تسمعينه خالتي "
" أسمعه يا ابنتي و لكن قدري حالته و هو مازال بالمشفى فقط ليتعافي نغم و كل ما تريدينه سيحدث "
كان يتعجب من والدته و هى تتعامل معها بلطف و تطيب خاطرها و هى تخبرها أن كل أوامرها مجابة، لم، من هى لتتساهل مع فظاظتها و حدتها لهذا الحد، تتحايل عليها لترضيها، نزع سن الإبرة بيده ليتدلي أنبوب المحلول يسيل على الأرض " أظن أني اكتفيت من هذا المكان "
أمسكت به والدته تمنعه من الخروج من الغرفة قائلة
" بني لأين تذهب "
" سأعود للمنزل "
" ممدوح أمنعه "
ترك والده عمه الذي كان يجلس معه بالخارج بعد أن اطمئن عليه و أسرع إليه " لأين أنت ذاهب "
" سأعود للمنزل، لمنزلكم، أظن أن السيدة لها منزلها الخاص لذا لن أضايقها بوجودي "
" تعقل ضياء و أنتظر حتى يسمح لك الطبيب بذلك "
" أنا بخير حال لا تقلق "
" ما الذي حدث ندية "
" لا شيء أنه يتدلل ممدوح "
" حسنا أنتظر هنا، سأذهب لأخبر أحمد لنأخذك للمنزل "
أجلسه على المقعد و أخبر والدته " لا تتركينه يذهب لحين يأتي أحمد يراه "
" نغم يا ابنتي عودي لمنزلك الأن من أجل الولدين "
نظرت إليه بغضب ثم تحركت غاضبة لتذهب. قال ضياء
بحدة " أريد أن أعرف كيف تزوجتها، أنا أكرهها و هى تكرهني فكيف أتزوجها و لماذا "
و لم يكن أي منهم يجرؤ علي إجابة تساؤله هذا..

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن