الثاني عشر ♡ حب في الحرب♡ صابرين شعبان

910 59 4
                                    

الفصل الثاني عشر

بعد عدة أيام

تأففت نغم و هى تنهض من الفراش لترتدي مئزرها مسرعة لترى من الطارق في هذا الوقت المبكر،  توجهت للباب لتفتحه،  نظرت لضياء و ما يحمله بدهشة،  قالت ببرود " ماذا تظن نفسك فاعلاً سيد ضياء،  إلى أين تظن نفسك أتي بهذه الحقيبة "
قال ضياء يجيبها بهدوء لامبالي " بما أننا على علاقة وطيدة بوجود طفلينا فكرت أنه على أحد منا أن يتقدم تجاه الأخر بخطوة و يحاول أن يصلح الأمور لذا أتخذت أنا هذا القرار و فعلت و ها أنا ذا "
" أي أمور نصلحها يا سيد "
" أمر رعايتنا لطفلينا ألا يستحقان أبوين بجانبهم "
" و أنا،  أليس لي رأي بالموضوع "
" أظن أنك مثلي تريدين أن تعطي زواجنا فرصة من أجل الولدين "
كبتت غضبها و لم تمنعه من الدخول و هو يضع الحقيبة جانباً " أسمع ضياء تعلم جيدا أن زواجنا منتهي، هى مسألة وقت فقط،  أما نور و نورسين فهم ولديك و لن أمنعك من رؤيتهم، أو أسلبك حقك بهم،  لذا لا أجد داعي لبقائك هنا و يمكنك المجيء عندما تريد رؤيتهم "
" هل انتهيت "
سألها بعد أن صمتت تلتقط أنفاسها،  رمقته بغضب،  هل يظنها تمزح معه،  هى لن تسمح له بالبقاء،  على جثتها
عندما لم تجيب قال بهدوء " هل يمكننا الجلوس و الحديث بتحضر نغمي "
تمتمت من بين أسنانها " لا تقول نغمي هذه مجدداً  ،  و إلا لا تلوم إلا نفسك "
ابتسم بلطف مستفز " حسنا،  كما تريدين،  و الأن،  هل نتحدث قليلاً "
أشارت للأريكة التي اعتاد الجلوس عليها اثناء لعبه مع الولدين،  جلس بصمت و انتظر أن تجلس بجانبه و لكنها لم تفعل، وقفت متكتفة تنظر إليه بصبر " تفضل أنا أسمعك "
قال بهدوء فكما قالت أمه عليه أن يبدأ بإصلاح زواجه ليستطيع الاعتناء بطفليه " لا أعلم ماذا فعلت لتكرهيني لهذا الحد و لا تطيقين البقاء  معي، و لكني أعلم أنه أمر جلل أراه بنظرتك إلي،الأن لا أستطيع إصلاحه فأنا لا أتذكر ما هو و كيف أصلحه،  و لكن ألا يستحق ولدينا أن يكون لهم منزل و والدين و عائلة مستقرة تحيطهم بعنايتها و حمايتها "
زاد زم شفتيها لتدمع عيناها بقهر لحديثه، ألا تريد هذا، أليس هذا ما يضج مضجعها، و لكن كيف تتحمل قربه حتى لو كان من أجلهم الجميع يخبرها أن تصبر و تتحمل و ترضى بما يقدمه لها من مساعدة و اهتمام من أجل طفليها و حياتهم، و لكن ماذا عن حياتها هى قلبها هى قوة تحملها طاقتها، ماذا عنها، فلم تنسى مثله ما حدث، نظر إليها بحزن و أكمل " أريد أن أخبرك أني أسف لم سببته لكِ من ألم، مؤكد لم أقصد هذا و فعلته غصباً عني، و لكن طفلينا ليس لهم ذنب بذلك، أعدك إذا أعطيتني فرصة لأهتم و أعتني بكم، أن لا أضايقك و لن أتسبب في إيذائك مرة أخرى "
هو لن يؤذيها مرة أخرى بالفعل، فلن تسمح له بذلك و لكن هو معه حق طفليها يحتاجان لوالدهم كما والدتهم لا تريد أن يشبا و يشعران بالنقص هما يستحقان أن يغدق عليهم والدهم حبه و حنانه مثلما تفعل هى.. " حسنا ضياء و لكن لا داعي لتبقى هنا،  يمكنك المجيء وقت تريد لن أعترض على وجودك "
" أخبرتك لن أؤذيك نغم و مؤكد لن أفرض نفسي عليكِ إذا كان هذا ما يؤرقك " فهو يرى هذا في توتر جسدها و قلقها المرتسم بعيناها.
أنتفض قلبها فهي تعرف أنه لن يفعل، فزوجها هذا لا يشبه ذلك المغتصب بشيء إلا بالشكل،  ماذا عندما تعود ذاكرته و يجد أنه يقيم معها،  ماذا سيظن بها بعد ما علم عن علاقته و ما حدث بينهم من مشاكل و صراعات،  مؤكد سيتهمها باستغلال فقدانه الذاكرة لتجعله يعود إليها و كأنها كانت تريده، فهذا الرجل ليس كذاك الوغد بنوياه السيئة ،  قالت بصرامة " حسنا ضياء،  من أجل الولدين فقط و لكن لتعلم أنك لست زوجي و لن تكون يوماً،  فلا تحاول أن تمثل هذا الدور أنت هنا أب فقط، و إذا سولت لك نفسك طلب المزيد أعلم أني لن أهتم بصالح الولدين و ستترك منزلي على الفور،  البقاء هنا بقواعدي هل تفهم "
" أتفهم و افهم و لا أمانع نغمي "
" حسنا أول قاعد هى خروجك من منزل إذا نعتني بنغمك مرة أخرى "
اتسعت ابتسامته و قال بلطف " حسنا زوجتي "
صرخت به بغضب " أو زوجتي "
" ماذا أقول إذن "
" لا تقل شيء و الأن لنعرف أين ستظل "
" ضعيني بالمكان الذي تريدينه و لو كان هنا على الأريكة،  لن أمانع "
" أنا أمانع و لتعلم ستقوم بتنظيف غرفتك و المساعدة باعداد الطعام و التنظيف بالمنزل و العناية بالولدين "
" و إذا وجدت عمل هنا فلا أظن أن بقائي دون عمل من صالح الولدين  "
" ليس لي شأن بذلك و لكن عندها تعود لمنزل والدك و تأتي لرؤية الأولاد فقط ففي كلا الأحوال لن تعود تساعد بشيء فلا داعي لبقاءك هنا "
حدق لوجهها الشاحب بصمت لتتركه قائلة " سأرى أي من الغرف تناسبك "
حسنا لا بأس،  المهم أنها تقبلت بقائه و أي شيء أخر فيما بعد..

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن