الرابع عشر ♡♡ حب في الحرب♡♡ صابرين شعبان

844 56 15
                                    

الفصل الرابع عشر

بعد هذا لم يتحدثا مجددا في أمر الخلايا و هم يتناولون الطعام بصمت و للعجيب أن شقيقيها لم يأتوا اليوم و كأنهم كانوا على علم بما سيفعله و يعلمون أنها ستغضب لذا لم يحضر أي منهم.  قال ضياء بهدوء " لماذا لا نذهب لزيارة عائلتك معا نغم؟"
نظرت إليه بصمت و هى لم تستوعب بعد ما يقوله، قال ضياء " لم لا تجيبي "
" أجيب على ماذا "
" قلت لم أراكِ تذهبين لرؤية عائلتك منذ جئت للعيش معك هنا "
" لا لشيء غير أن شقيقي لا يتركاني "
" و لكن هناك والدك و باقي عائلتك،  لم أرى أحد منهم يأتي لزيارتك هنا "
ومن السبب في هذا،  أليس أنت،  هل تخبره ليعلم ما فعله بها و لأي حد أوصلتها فعلته،  خسرت عائلتها و كانت هذه الضربة القاضية لها، لم تهتم به و تخشى على مشاعره، ليذهب للجحيم، قالت بلامبالاة " ربما ذهبت يوماً،  لا تشغل عقلك بي، أعلم أنهم بخير "
" أنا أريد التعرف عليهم أيضاً،  أريد التعرف على والدك و أخيكِ معاذ،  والولدين أليسوا من حقهم معرفة جدهم و خالهم الكبير،  أخيكِ متزوج أليس كذلك،  لديه أطفال؟ "
" ضياء رجاء لدي ما يشغل عقلي و لا أريد حمل إضافي "
"هل طلب زيارة عائلتك حمل إضافي"
" نعم إذا لم يسبق أن دخلت منزلنا منذ تزوجنا "
" هذا يعني أنه حان الأن الوقت لأتعرف عليهم و أعرف كل شيء عن عائلة زوجتي "
" ونحن على وشك الطلاق " قالت بمرارة و هى ترمقه بألم،  رد بهدوء " هذا الأمر سابق لأوانه أظن أنه علينا فعل ما هو في صالح طفلينا،  ألا تشاركيني هذا الأمر "
لم تعرف كيف تجعله ينزع هذا الأمر من رأسه و بعد أن سألها عما يفعله بالخلايا،  كانت قد قررت أن تدعهم فلقد قام بشرائهم من أجلها و انتهى و لكن لا يخدعن نفسه و يظن أنها ستنسى كل ما حدث بمجرد جلبه لهذا و بناء سور حول المنزل بكاميرات مراقبة،  تفاجأت في اليوم التالي باستعداده للذهاب لمنزل والدها و قد طلب أن تذهب معه كونه لا يعرف منزلهم،  كيف تخبره أن عائلتها لا تتقبله أو تطيقه كما لم تعد تهتم بها، قالت بهدوء " لا أستطيع الذهاب الأن دون أن أخبرهم "
" تخبريهم ماذا،  هل تحتاجين لأخذ موعد لرؤية عائلتك"
لم تستطيع أن تخبره بالحقيقة و أنها و منذ ذلك الوقت لم تخطو لمنزلها، حسنا يريد أن يعرف كيف سيستقبلونه على راحته ليتحمل ذلك،  ربما يستحق أن يعلم ذلك بطريقة مؤلمة،  يستحق  ،  و ها هى تقف بجانبه تحمل نورسين بينما هو يحمل نور ينتظران الباب يفتح ليدخلوا،  كانت تشعر بالتوتر و بالكاد تتحكم في دموعها و هى تعلم كيف ستطرد شر طرده من هنا،  و كل هذا بسبب ذلك الواقف بجانبها،  فتحت زوجة شقيقها الباب لتجد ابتسامة مشرقة تضيء وجهها و هى تهتف بسعادة جمة " نغم،  يا إلهي نغم،  لا أصدق أنك عدت للمنزل بعد كل هذا الوقت "
ضمتها نغم دامعة " اشتقت إليكِ زوجة أخي "  على الأقل هناك أحد سعيد بمجيئها. قالت صافية بحرارة و عيون دامعة"  و أنا أيضاً نغم اشتقت إليكِ يا فتاة كم كنت أتلهف لمعرفة أخبارك من الوغدين الصغيرين "
ضحكت نغم دامعة " ألن تنسي أبداً زوجة أخي لقد اعتذرا منك على ذلك اليوم "
فكرت صافية أن اعتذارهم لم يجدي نفعا و حياتها قد خربت مع زوجها " سامحتهم نغم لا تقلقي،  هيا أدخلوا أبي يجلس مع معاذ و الجميع "
نظرت لزوجها قائلة " تفضل أولاً فأنت من يريد المجيء لا أنا "
حملت صافية نورسين من بين ذراعيها قائلة بحنان " أعطني قطعة السكر هذه،  كم تمنيت رؤيتهما " قبلت الفتاة مرارا و دخلت خلف ضياء و نغم للردهة الواسعة الجالس بها الجميع،  هب فهد و عامر فرحين عند رؤيتها
" أختي أخيراً  فكرت بالمجيء ورؤيتنا "
قال ضياء بهدوء..
" ظننت أنه حان الوقت لأتعرف على عائلة زوجتي "
أشاح والدها بوجهه بعيدا عنهم بينما معاذ نظر إليهم بجمود " نحن لسنا معتادين على استقبال الضيوف في وقت مبكر و لكن لدينا من الذوق حتى نحسن ضيافتكم رغم ذلك "
قالت زوجته بتحدي مبطن " من الضيوف معاذ،  نغم ابنتنا و صاحبة منزل،  أنظر لطفليها الصغيرين يا عمي أنهم رائعين "
" لا تظنوا أني سأتقبلكم رغم هذا "
قال ضياء بهدوء "  إذا كنت أخطأت بحقكم فلا تعاقب نغم بذنبي،  إذا كنت ترفض وجودي هنا يمكنني الذهاب و لكن نغم تظل ابنتكم "
نظر والدها إليها بقهر و قد تأخرت هذه المواجهة كثيراً 
" ابنتي،  ابنتي التي لم تحترمني أو حافظت على سمعتي و شرفي "
" أبي أرجوك لا تقل هذا،  يعلم الله أني حافظت على شرفك و سمعتك و لم أفعل ما يشين "
" أنتِ تحملين عارك بين يديكِ و تظنين أني سأصدق حديثك هذا،  أليس زوجك هذا الذي جاء و قال متبجحا أنكم تحبان بعضكما و قال أنكم متزوجان سرا  "
" لم نكن متزوجان و لم يكن بيننا علاقة،  أبي أستمع إلي أرجوك "
قاطعها ضياء بهدوء " هل ما يقوله صحيح "
نظرت إليه بقهر و صرخت بوجهه " ماذا تنتظر أن أخبرك و ماذا ستقول لهم و أنت لا تتذكر أي شيء "
" بل أعرف كل شيء "
نظرت إليه بصدمة،  هل تذكر كل شيء،  هل علم ما فعله بها،  سألت بحرقة " هل عادت ذاكرتك "
" بل علمت كل شيء،  لهذا أنا هنا اليوم "
قال معاذ بغضب " ما الذي تتفوهان به،  هل تسخران منا بهذه الكذبة الساذجة "
قال فهد بتوتر " بل هى حقيقة أخي لقد فقد ضياء ذاكرته و لم يعد يذكر ما حدث "
" و لكنه يقول أنه يعرف كل شيء فكيف هذا،  هل تظنون أنكم  ستأتون لهنا و تخترعون كذبة لنصدقكم "
رد ضياء بحزم " سيد معاذ سواء كنت أكذب أم لا،  أنا هنا لأخبرك بالضبط  ماذا حدث ذلك الوقت و يمكنك أن تحكم بكذبي أم صدقي "
" أي كان ما حدث فهو لن يغير أنها قامت بجلب العار لعائلتنا "
سمعوا صوت طرق على الباب ليقول فهد بتوتر " سأرى من القادم "
سمعوا صوت غاضب و دخول عاصف لرجل يحاول فهد أن يمنعه الدخول،  وجد ضياء زوجته تنكمش و هى تقترب من مكان وجوده و كأنها تخشى ذلك القادم،  قال الرجل صائحاً " ما الذي تفعله هذه هنا يا عمي،  ألم يكفينا العار الذي ألحقته بنا و رأسنا الذي مرغته في الوحل "
رد ضياء بعنف قبل أي يجيب أي من الواقفين " ألزم حدك أيها الوغد هذه تكون زوجتي و لديها اسم و عندما تتحدث عن زوجتي تتحدث بأدب،  من أنت ليكون لك رأي بما يخص زوجتي و عائلتها  "
كان الرجل يزيد ضياء ضخامة و ملامحه الخشنة بشاربه الكث و حواجبه الغليظة تبث الرعب في قلب نغم،و جعلته بعيدا تماما عن الجاذبية رغم ملامحه المنتاسقة و التي تبدو للوهلة الأولى وسيمة و هو بعيدا عن الغضب بعيناه السوداء القاتمة و جبينه العريض و شفتيه الرفيعة  القاسية التي يزمها بغضب الأن بعد حديث زوجها، لطالما خشيت نغم المعتصم ابن عمها حماد منذ كانت صغيرة في الرابعة عشرة و هى لم تحب نظراته إليها،  و رغم أنه يكبر أخيها معاذ بعامين أي أنه يكبرها اثنا عشر عاما إلا أن نظراته لها لم تكن نظرات طفلة تصغره بالكثير أبداً و رغم زواجه لم يلين أبداً من طباعه القاسية،  مسكينة زوجته تلك الفتاة التي تشبه قطعة الكيك المغلف بالكريما و التي لا تعرف لم تزوجته و هى الفتاة الثرية التي تستطيع الحصول على أي رجل بمركز عائلتها و ثرائها و لكنها تزوجت ذلك الجلف القاسي المعتصم، قال محمد بغضب " ليصمت الجميع،  و أنت معتصم ما الذي جلبك هنا عند الصباح و من أخبرك بقدوم نغم لهنا اليوم "
" و هل هذا يهم يا عمي من أخبرني،  أم من جاء بهذه الفاسدة لهنا "
وضع ضياء نور بين ذراعي والدته المرتجفة و قال بأمر
" أذهبي للداخل مع زوجة شقيقك و لا تخرجي إلا إذا طلبك والدك "
" لنعود للمنزل "
قالت بإنهيار و هى لا تستطيع التحكم بيديها التي ما زال يمسك بهما حول نور و قال بلطف " سنعود و لكن بعد قليل هيا أذهبي حبيبتي و لا تقلقي "
خرجت لفظة التحبب منه بسلاسة و لم تلقى صد من ناحيتها فعقلها كان منشغل بما سيحدث بعد مجيء المعتصم
بعد ذهابها و فهد يقودها بعد نظرة تفاهم مع ضياء التفت للمعتصم قائلاً بهدوء " و الأن ماذا نعت زوجتي للتو "
و كانت لكمته قوية و رغم ذلك لم توثر به بغير تراجعه لخطوتين و هو يمسح خيط الدماء الذي سال من جانب فمه.
" أيها الحقير سأريك كيف ترفع يدك علي "
كان يهم بالهجوم عليه حين وقف معاذ بينهم و والده يهتف بغضب " توقفا عن هذا و أخرجا من منزلي "
" لن أذهب حتى أقول ما جئت لأجله و بعد ذلك سأخذ زوجتي و أولادي و أرحل "
عاد الطرق الحاد على الباب ليقول محمد بغضب " ما هذا اليوم،  أصبح منزلي حديقة عامة لكل من يرغب بالمجيء لهنا دون إذن "
قال عامر بقلق " سأفتح أنا "
أسرع ليفتح الباب ليجد ممدوح يقول بخوف " أين ضياء عامر "
" تفضل سيد ممدوح "
قال هذا معاذ ليقول ممدوح بخجل متوتر " أنا اعتذر من المجيء دون موعد و لكن علمت أن ضياء هنا مع زوجته"
" ما الغريب بمجيء زوجتي لمنزل عائلتها أبي "
" ضياء بني لنعود للمنزل و سأخبرك بشيء هام يخصك أنت و زوجتك "
" شيء مثل ماذا أبي "
نظر لمحمد الجالس بملامح قاسية و معاذ الواقف متجمد بينما عامر القلق فهد الذي أنضم إليهم بصمت، و معتصم الذي ينظر بقسوة و غضب لضياء و كأنه يتوعده و كأنه ألد أعدائه،  قال ضياء بهدوء " هل ستخبرني أني قمت بخطف زوجتي الليلة السابقة لزواجها من براء حمدان،  أم ستخبرني أني أدعيت أنها زوجتي و هى لم تكن كذلك حينها ، أم ستخبرني أني هددتها و قمت بابتزازها حتى توافق على ما سأقوله أمام عائلتها ، أم ستقول أني بعد أن تزوجتها أعتديت عليها و تركتها في اليوم التالي و سافرت،  هل ستخبرني أنها مرضت عندما علمت بحملها و أنها زاد مرضها بعد أن انجبت،  هل ستخبرني أني حطمت حياتها و جعلتها علكة في فم كل حقير هنا و هى ليس لها ذنب، هل ستخبرني أن الجميع هنا يشكك في نسب طفلي كونهم ولدوا مبكراً  عن موعدهم،  هل هذا ما تريد أن تخبرني به؟، لا تقلق علمت كل هذا مجدداً "
كان الصمت يلف الجميع بعد حديث ضياء الصادم،  لم يقطعه أحد منهم و كل واحد يقلب ما تفوه به في رأسه سأل والدها بشك و كان أول من خرج من صدمته
" خطفتها؟!!!! "
أجاب بمرارة  " حتى أنتقم من براء حمدان و حازم زوج شقيقتي "
خرج معاذ من صدمته و هتف بغضب أعمى " اعتديت عليها "
" قالت أنها ستعود لبراء ما أن تخبره الحقيقة عن ما فعلته فجن جنوني لحديثها "
" يا إلهي أيها الوغد اعتديت على شقيقتي "
" أعماني غضبي و هى كانت الضحية "
تمتم والدها بقسوة " قلت أنكم متزوجان و تحبان بعضكما "
" كنت أكذب لم أرها غير مرة واحدة قبل أن أفعل ما فعلته "
سأل معتصم  بصرامة و غضب  " الطفلين ولودوا بعد ستة أشهر من زواجكم "
" بل سبعة،  ولادة مبكرة لسوء حالتها النفسية و الصحية"
كرر معاذ بعدم تصديق و لا شيء مما قاله يدخل لرأسه غير أن شقيقته الصغيرة تعرضت للاعتداء حتى لو كان زوجها فهي قد تعرضت لذلك و لم تجد أي منهم بجانبها يحميها أو يدافع عنها " قمت بالاعتداء عليها  "
لم يجب ضياء و هز كتفيه بقلة حيلة و هو يعلم مدى صدمتهم،  قال والده ببؤس " يجب أن نتحدث سيد محمد أرجوك "
قال والدها بقسوة " في ماذا،  في أن ابنتي تعرضت للظلم من الجميع و أننا أول من تخلى عنها "
أكد ممدوح "  هو لا يتذكر شيء و لم يكن يعرف كل ما تفوه به صدقني لم يعرف أن نغم تأذت بسببه و حدث كل هذا معها فيما بعد "
" و هل هذا سينفي فعلته بابنتي "
" عمي هل ستصدق هذا،  أظنه يكذب حتى يجعلنا نشعر بالذنب تجاهها،  هى ليست بريئة عمي لا تصدقه"
" هل أحضر براء و حازم حمدان هنا حتى تصدقوا هذا "
" براء يعرف بكل هذا "
سأل معاذ بصدمة و هو لا يصدق أن صديقه أخفى عنه شيء كهذا،  رد ضياء " ليس كل شيء،  يعرف سبب فعلتي و لم أفسدت زواجه من نغم و لكن ليس أكثر من هذا "
صرخ معاذ بجنون " بل يعرف يا إلهي أنه يعرف "
سأل محمد بقهر " لماذا الأن،  لماذا و أنت حتى لا تتذكر ما فعلته "
" لا يهم إذا كنت أتذكر أو لا المهم أني علمت و كان يجب أن تعلموا الحقيقة لتتخذوا قراركم "
" قرار ماذا " سأل والدها بمرارة
قال ضياء بهدوء رغم شحوب وجهه و ذلك الألم الذي بدأ ينبض في رأسه يخل بتوازنه " ما يرضيكم لتأخذ ابنتكم حقها مني "
أمسك المعتصم بياقة قميصه و هزه بعنف " لو ما تفوهت به حقيقة لن يكفي غير موتك "
نزع ضياء يده عن قميصه و قال ببرود " الأمر يخصني و عائلة زوجتي و أنت لا شأن لك،  لست والدها أو شقيقها "
قال محمد بأمر " عد لمنزلك معتصم و ما حدث هنا لن يعرف به أحد خارج هذه الغرفة مفهوم "
" هل ستسمح له بالذهاب من هنا عمي،  لقد لطخ شرفنا و لا يكفينا غير موته "
" قلت أذهب معتصم أذهب و إياك و الحديث في هذا مع أحد "
قال بعناد " بل لن أذهب لمكان يا عمي حتى أعلم ما ستفعله معه "
نظر محمد لمعاذ بهدوء و الذي أمسك بكتف المعتصم ليقول بحزم  " ستعلم و لكن عندما ينتهي أبي أذهب الأن لمنزلك و سأتي إليك للحديث "
رمق معتصم ضياء بقسوة و حقد قبل أن يخرج و هو يتوعده داخله،  نظر معاذ و محمد لضياء ليقول الأول بصرامة " و الأن أيها الوغد و أمام والدك ستخبرنا بكل شيء منذ ذلك اليوم الذي أختفت به نغم و وجدتها في ذلك الكوخ لآل حمدان.. "
قال ممدوح بحزم " بل أنا من سيخبركم سيد محمد فأنا من كنت حاضر في كل ما مرت به نغم و ضياء لم يعلم بأي من هذا حتى عودته "
أشار محمد لممدوح بالجلوس قائلاً  " تفضل سيد ممدوح و لا تغفل شيء حدث  في هذين العامين المنصرمين "
بدأ ممدوح يسرد لهم ما حدث متجنبا بعض التفاصيل مثل اليوم التالي الذي سافر به ابنه أو ذلك الوقت الذي انهارت و كانت رافضة طفليها و لكن ضياء لم يسمح لوالده بهذا و هو يقاطعه من وقت لأخر و يخبرهم بما حدث حتى انتهوا و ساد الصمت المكان،  عامر و فهد القلقين و معاذ  المتصلب و نظرات الإجرام على وجهه و محمد الذي لمعت عيناه بالدموع و هو لا يصدق أن كل هذا مرت به ابنته و هى لم تجد منهم العون،  قطع معاذ الصمت و قال بحقد " أتركني أقتله يا أبي "
قال ممدوح بألم  " بني أرجوك يكفينا ما حدث لنغم لن نضعها في مزيد من الألم "
قال معاذ بغضب " بالطبع هذا ما تقوله لتنجي ابنك "
قال ضياء بحزم " جئت لأقول الحقيقة و لا يهمني أي شيء سيحدث لي بعد ذلك "
نظر معاذ لوالده " أبي "
كان محمد صامتا بحزن فقال معاذ ليحثه على الحديث
" أنت لن تتركه ينجو بفعلته أبي "
" كل هذا عانته ابنتي و لم أكن بجانبها لأحميها من الألم"
رد معاذ بحزم " حدث و أنتهى يا أبي الأن كيف سنعيد حقها من ذلك الحقير "
" سأتقبل كل ما تفعله فأنا أستحق العقاب "
كان ممدوح سيتحدث عندما قال ضياء بحزم و هو يوقفه
" أتحمل أي شيء لتستعيد نغم حياتها "
سب عامر داخله زوج شقيقته فهذا لم يكن اتفاقهم و أنه سيخبر والده كل شيء في أول لقاء لهم لقد قال أنه سيحاول أن يعيد علاقتهم بخير و لم يقل أنه سيلقي نفسه في فم الأسد من أجل خاطرها،  قال معاذ بحزم
" أبي إذا لم تقل شيء سأفعل ذلك بنفسي "
" ماذا تريدني أن أقول،  هل أقتله فأجعل طفليها يتيمين أم أجعله يطلقها فأعطي سبباً أخر للجميع ليتخذون من سيرتها مصدر لثرثرتهم، و أجعلهم يصدقون كل ما يتفوهون به عنها ،  ماذا تظن أن أفعله و لا يعود على ابنتي بمزيد من الألم و العذاب "
رد ضياء بصوت متحشرج من الألم " كل ما تأمر به سأفعله يا عمي "
" لا تقل عمي هذه أيها الوغد "
نهره معاذ بغضب فقال ممدوح ببؤس " أنصت لي الأن يا سيد محمد و كن واثقا أن ما أقوله سيكون في صالح نغم ابنتك و طفليها "
" بل تريد أن تنقذ ابنك من غضبنا فأنا الأن أريد قتله بعد فعلته معها "
" صدقني بني لطالما فعلت ما هو في صالح نغم و كانت هى في أولى أهتماماتي "
قال محمد بحزن " قل ما تريد سيد ممدوح أنا أسمعك و أعلم أنك اعتنيت بها حين تخلى عنها الجميع  "
قال ممدوح بحزم " تعلم أن ضياء لا يعمل هنا و لديه عمله بالخارج،  لديه أيضاً منزل حياة كاملة عندما عاد،  عاد من أجل نغم ليرى ما تريد فعله بزواجهم و ينفذ رغبتها،  هو لم يكن يعلم أي شيء عن ما حدث معها صدقني و لم يعلم عن الطفلين و الذين غيرا كثير من خططه "
"أبي لا تحتاج أن تبرر جريمتي فهي ليس لها مبرر"
" جيد أنك تعلم أنها جريمة "
قال هذا معاذ
رد ضياء بهدوء " أعلم ذلك جيدا"
" ماذا تريد قوله سيد ممدوح لننهي هذا الأمر "
عاد ممدوح يجيب تساؤل والدها " هناك حلين فقط،  أولاً  أن يسافر ضياء و نغم و يعيشون بالخارج بعض الوقت و تعود نغم بعد ذلك لتخبر الجميع أنها لا تتحمل العيش بالخارج و يكون طلاقهم مبرر،  و ثانيا،  هو أن يظل ضياء هنا معها بمنزلهم و يعيشون بشكل عادي أمام الجميع و يعلمون أن علاقتكم أصبحت بخير و أنك سامحت ابنتك و بعد ذلك يعود هو للسفر كما يفعل و هذا سيعطينا مزيد من الوقت لزواجهم لنؤكد أنهم بخير معا و إذا أرادت نغم الطلاق لا بأس أما إذا كانت تريد البقاء معه من أجل الولدين و تكون علاقتهم مقتصرة بالوقت الذي يعود به من عمله ليكونوا زوجين أمام الناس فهذا يعود لها "
" لا أريد السفر أو الابتعاد عن طفلي "
قال معاذ بغضب " ليس لك حق بذلك أيها الوغد "
" ماذا كانت تريد نغم " سأل والدها بمرارة
رد ممدوح بحزم " نغم لا تريد أن يستمر زواجهم و كل ما يهمها طفليها و لهذا هى معه للأن "
" ستعود لمنزلنا مع أولادها و هو سيطلقها و الأن "
قال هذا معاذ غاضبا فرد والده بحزم " معاذ الأمور لا يجب أن تتعالج هكذا،  لقد تضررت سمعتها بما به الكفاية"
نظر لضياء بقسوة و قال " أقسم لولا أنك والد طفليها لدفنتك موضعك بعد فعلتك هذه بحق ابنتي و لكن لتعيش بسلام بعد الأن يجب أن أوافق والدك في أن على الجميع أن يعلم أن علاقتكم بخير و أن الطفلين لكم و أننا عدنا بخير معها،  لذا و منذ الأن ستعود لمنزلكم و تأتون لرؤيتنا من وقت لأخر و ليكون أمام الجميع أنت زوج صالح و تعتني بابنتي و يمكنك السفر لبعض الوقت و العودة لحين تقرر نغم ما تريده بعد الأن "
لم يجب ضياء و لكن على الأقل لم يجعلوه يطلقها و يبتعد عن طفليه في الحال،  قال معاذ بحقد " و لا تظن سنتركك ستكون تحت أعيننا أيها الوغد و إياك و فعل شيء يسيء لشقيقتي منذ الأن ستجدني أمامك و أقسم أن أحطم رأسك "
رد ممدوح " هذا ما نريده أن تكون نغم بخير مع طفليها "
و لكنه لن يخفي أنه أستراح لهذا القرار فهو أفضل من السفر معه و إنهاء حياتهم بسرعة فربما وجدوا طريق لبعضهما و يسود علاقتهم الهدوء..

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن