الرابع ♡ عشق مؤجل ♡ صابرين شعبان

1.5K 94 19
                                    

الفصل الرابع

همست فجر بضيق " أنت متحامل على أخي "
رد ببرود ساخط " حقاً،  ما الذي أوصلها لفراش المشفى إذن "
" ليس بالضرورة أخي "
نظر ليث لسليم الشارد بملامح قلقة،  قال لفجر بلامبالاة
" حسنا سنعلم عندما تفيق ليساء وثقي إذا كان هو لن تظل معه لحظة واحدة "
" ابتعد عن علاقتهم ليث و لا تفتعل المشاكل بينهم دعهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم "
سخر منها ببرود " يا لك من عاقلة "
زمت شفتيها بضيق " لكوني أخبرك أن الرجل و زوجته لا يجب أن يتدخل بينهم أحد،  هذا لا يحتاج لعقل "
سخرت بدورها،  رمقها بتفحص و على شفتيه شبه ابتسامة،  تتحدث كما لو كانت في الأربعين و هى بالكاد ستكمل العشرين،  أنها صغيرة و لكنها تبدو عاقلة و رزينة بالفعل،  قال بلامبالاة " هذا ستحدده ليساء عندما تفيق و تخبرني بما حدث "
" أنت عنيد يا سيد "
" و أنت تظنين نفسك معلمة مدرسة "
سخرت بهزر " يا ليت،  لم أكمل غير الثانوية و أبي قال هذا يكفي "
ابتسم ليث بلطف " نحن بها،  لتكملي دراستك عندما نتزوج "
ضحكت بخفوت "  لم لا " فصمت كلاهم بعد هذا
مرت الطبيبة تتابع حالاتها فنهض سليم و توجه إليها سائلا برجاء " سيدتي،  هل أستطيع رؤية زوجتي رجاء "
" هى نائمة الأن "
" أعلم و لكني لن أفعل شيء يؤرق نومها "
لاحظت لهفته و قلقه فسمحت له بلطف " حسنا يمكنك الدخول لبعض الوقت و لكن لا تزعجها أو تحاول إيقاظها هى تحتاج للراحة و الهدوء "
" أعدك سيدتي "
ذهبت الطبيبة فذهب هو لغرفتها، قال ليث بضيق و هو يذهب إليه " لأين يظن أنه سيذهب "
أمسكت فجر بساعده توقفه بحزم قائلة " يا سيد،  أنه زوجها ووالد طفلها لن يؤذيها "
عاد للجلوس بضيق. فتركته فجر و ابتعدت لأخر الممر تقف بجانب النافذة تراقب باحة المشفى،  مدت عنقها و هى تنظر بدهشة لتلك التي تدخل للمشفى تتلفت حولها كما لو كانت خائفة أن يراها أحد ، تركت جانب النافذة و أسرعت لتذهب و تهبط لتراها،  أوقفها ليث بحزم " لأين ذاهبة "
ألقت طرف حجابها على كتفها قائلة " رأيت أحدهم،  سأذهب لرؤيته و أعود على الفور "
" توقفي فجر،  من هذا الذي رأيته و ذاهبة للبحث عنه هذا الوقت "
" تعالى معي إذا أردت و لكني سأذهب ليث "
وقرنت قولها بالفعل و هى تذهب،  تمتم ليث بسخط و هو يسرع خلفها " ما هذه العائلة التي كانت أمي واحدة منها "
كانت فجر تهبط الدرج بسرعة و خلفها ليث الذي هتف بها بحنق " انتبهي ستسقطين "
و كأن كلمته تحققت و كادت قدميها تلتوي لولا أنه مد يده بسرعة ليمسك بها،  تنفست بقوة " معك حق،  كدت أسقط "
سخر بحنق " يا لك من نبيهة "
ترك ذراعها لتعود و تهبط بهدوء هذه المرة و سار هو خلفها بصبر ،  توجهت لفتاة الاستعلامات سائلة " إذا سمحت الفتاة التي دخلت للتو لأين توجهت "
" لم أرى أحد يدخل لهنا "
" لا تكذبي،  لقد رأيتها تدخل قبل قليل،  لست عمياء "
" أهدئي فجر،  الآنسة ستجيبك،  هذه سياسة مشفى و المرضى لا يجب أن يأخذ معلومات تواجدهم هنا أحد "
ثم التفت للفتاة قائلاً " أنا دكتور ليث يعقوب طبيب جراح،  نريد أن نعرف فقط إذا الفتاة بخير فهى من العائلة و هذا وقت متأخر لتأتي وحدها " لا يعرف كما كان دقيق بحديثه. نظرت الفتاة إليهم بتوتر لتقول بصدق " أنا لم أرها و هى تدخل صدقني،  و لكن لا أطباء هنا متواجد غير الطبيبة النسائية و طبيب الباطنة ربما في عيادة أي منهم لا أعرف "
شكرها ليث بأدب " شكراً لك آنستي،  سنذهب لنطمئن عليها و لكن هل يمكنك أن تخبرينا أين هى العيادة "
أشارت إليهم لباب كبير يفضي لأحد الممرات قائلة " الغرفة الأولى على اليمين و الثالثة على الشمال "
" شكراً مرة أخرى "
و أمسك بيد فجر يقودها بحزم سائلا بهدوء " و الأن لتخبريني من الفتاة "
" زوجة أخي أدهم "
" ربما جاءت لتطمئن على ليساء "
" الثالثة فجرا ليث. ووحدها "
الأمر بالفعل يثير الريبة طرق الباب على اليمين و كانت عيادة الباطنة " لا تتحدثي "
سمح لهم الطبيب بالدخول و بعد سؤال ليث عن زوجة أخيها، أخبره الطبيب بأن لا حالات لديه أو جاءت منذ فترة،  لذا خرج كلاهم و توجها للعيادة النسائية، فطرقت فجر هذه المرة و فتحت الباب قبل أن تسمح لها الطبيبة بالدخول " تبا " تمتم ليث و هو يدخل خلفها،  كانت فجر تنظر للفتاة على سرير الكشف بصدمة، و الطبيبة ممسكة بزجاجة من السائل الشفاف تهم بوضعها على بطنها العارية،  سألت الطبيبة بضيق "كيف تدخلان هكذا"
اعتذر ليث و قال لها " نعتذر لذلك دكتور سننتظر بالخارج"
" لا "
صرخت بها فجر و هى تنظر لسعادة قائلة بذهول " أنتِ حامل "
كانت الفتاة شاحبة و هى تنظر إليها بعيون جاحظة من الخوف " ما الذي أتى بك لهنا "
صرخت بها فجر " أخبريني،  أنتِ حامل؟ "
ردت سعادة بحدة رغم وجهها الذي حاكى وجوه الموتى لرؤية فجر لها " أجل و إذا "
" هل تريدين القول أنه أخي "
" من إذن "
" حسنا لنذهب و نسأله "
هبت الفتاة من على السرير تمسك بيدها بقوة " لا،  انتظري فجر،  رجاء،  لا أريد إخباره الأن لحين نتزوج،  تعلمين زواجنا لم يتبقى عليه وقت طويل "
كان ليث ينظر لرعب الفتاة ليعلم أن هناك كارثة قادمة بسبب فضول زوجته المستقبلية و هذه الكارثة ستقع على رأس أخيها، قالت فجر بقسوة ساخرة " حقاً،  هل ستكون مفاجأة ليلة الزفاف،  أم هديتك له "
بدأت سعادة تبكي ببؤس " لم لا تفهمي،  لقد أخطأنا قبل الزفاف و لكن لا ضير فنحن سنتزوج في القريب و لا تنسى أننا عقدنا القران منذ فترة "
" أسفة،  العائلة يجب أن تعلم هذا،  من حق الجميع يعلم أن أخي سيرزق بطفل من زوجته، التي بالكاد يراها، و التي عقد قرانه عليها منذ وقت قصير، أليس خبر مفرح "
قال ليث بضيق و الطبيبة تتابع بفضول " أظن أن هذا أمر بينها و بين زوجها "
نظرت فجر إليه بحزم و قالت بتصلب "  إذا كان طفل أخي فمن حق باقي العائلة أن تعلم،  أم هو ليس لأخي؟ "
شهقت الطبيبة بخفوت و ضغط ليث على نواجذه من هذا المشهد و الفتاة تبكي صارخة بها " لن أكذب بهذا،  إياك أن تتهميني بشرفي أيتها الحمقاء "
" أن تأتي في هذا الوقت كاللصوص و دون علم أخي زوجك فهذا يثير التساؤل "
" لا تتدخلي بيننا،  سأخبره فور انتهاء الزفاف "
" ليكون قد تورط بك إذا لم يكن طفله "
صفعة عنيفة كادت تسقط فجر ليقوم ليث بدعمها و هو يحيط جسدها بذراعيه " هل جننت سيدتي،  كيف تفعلين ذلك "
" إذا حدث و تركني أدهم بسببك سأقتلك هل تسمعين، و هذا الطفل طفله أيتها الحمقاء. "
خرجت سعادة من العيادة مسرعة تاركة فجر ترتجف بصدمة بين ذراعي ليث...

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن