الثالث ♡ عشق مؤجل ♡صابرين شعبان

1.1K 85 16
                                    

الفصل الثالث

وعذراً
من رأسكِ العنيد
عذراً
عن قولي لن أحيد
ولكلامي لن أعيد
وأحفظى قولى جيدا
لأنى لا أريد
أن اسمع المزيد

وعذرً
رأسي ليس العنيد
بل رأسك الصنديد
وكلامك العتيد
ستعيده وتزيد
لانى له ، جميعه بك
لا لا لا لا أريد
اسمعت
له ولك لا أريد
خاطرة نونا محمد 🌺

عاد ضياء في وقت متأخر و كان المنزل هادئ ذهب لغرفته على الفور و هو يعلم أن زوجته غفت أو هى حبيسة غرفتها لا تريد رؤيته، نزع ملابسه بتعب و أخذ منشفة كبيرة وتوجه للحمام ليأخذ حمام دافئ يزيل به تعب عقله من التفكير بزواجه و حياته القادمة، كيف يقنعها بالذهاب معه لرؤية طبيبة، مؤكد ستثور غاضبة و تظن أنه يسخر منها و عندها سيسوء وضعهم أكثر، تنهد داخله،  اشتاق للأولاد و البقاء معهم و ها هى تفكر بالذهاب و تركه،  كل هذا لتبتعد عنه فقط لتحمي نفسها،  تظنه أنه تهديد لأمانها، أغلق الماء و جفف جسده بالمنشفة ثم أحاط بها خصره و توجه لغرفته،  كاد يصطدم بها و هى تخرج من المطبخ، سأل باهتمام " هل غفى الأولاد "
" وكأنك تهتم "
كادت تتخطاه لتجده يمسك بذراعها يمنعها " ماذا تقصدين بذلك نغم "
حاولت شد ذراعها من يده بحزم " أترك ذراعي ضياء،  أنت تؤلمني "
" حقاً  ، وماذا ما تفعلينه أنتِ و سيادتك تخبريني برغبتك بتركي و العودة لمنزل عائلتك "
حدقت بوجهه الغاضب بعيون متسعة بخوف ونفت بقوة
" أنا لم أقل هذا،  أردت رؤية عائلتي فقط "
" كفاك كذب نغم،  تريدين تركي و العودة لعائلتك، كل ما اتفقنا عليه ووعدتني به لم يعد مناسب لسيادتك فقط كونك لا ترغبين بوجودي بجانبك،  علمت نغم، علمت أنك لا تريدين وجودي بحياتك سوى أب للولدين فقط "
دفعته بصدره بعنف و صرخت بوجهه " أنا لم أعدك بشيء،  اتفقنا على اعطاء هذا الزواج فرصة لنحاول أن نصلحه و لكنك أناني تريد كل شيء،  أنت تريد منزل و أولاد و زوجة بفراشك "
( زوجة بفراشك)
" وصلنا لم يؤرقك نغم،  حسنا لم لا تخبريني بالضبط، ما الذي يجعلك تريدين الهرب، هل قمت بفعل يؤذيك، هل تخطيت حدودي معك  "
" أجل فعلت "
هتفت بها بعنف و هى تنزع ذراعها بقوة من يده،  فتركها عاقد حاجبيه، وقف متجمدا " كيف؟ "
قبل أن تجيب قال هو بسخرية مريرة " اوه صحيح،  نسيت،  لقد فعلت ذلك بالفعل،  نعم،  لقد أذيتك من قبل،  قمت بخطفك،  اعتديت عليك، سافرت و تركتك، جعلتك تحملين أطفالي جبرا،  تخلت عنك عائلتك،  لم تسلمي من أذى المحيطين بسببي،  لم يسلم أطفالي أيضاً، ماذا أيضاً ذكريني رجاء فمن كثرة ما تسببت لك من ألم، لم أعد ألاحق عددها، اها تذكرت أيضاً، جلبتك لهنا،  ظننت أنه يمكنني الحصول على حياة طبيعية معك،  و هذا كان الطامة الكبرى "
قالت بحرقة و دموعها تغرق وجنتيها " نعم فعلت كل هذا و أكثر "
رد بمرارة " بالطبع،  كما قلتِ تماماً، قبلتنا البريئة تلك أثارت ذعرك و خوفك مني،  ظننت أني سأعتدي عليك مجدداً ،  أطمئني لن أفعل، فلا شيء يعميني، لا غضبي و لا حبي "
هو من تخطاها هذه المرة و توجه لغرفته و كما فعل هو فعلت هى و أمسكت بذراعه قائلة " لقد وعدتني بأن توافق على الطلاق إذا طلبته منك تتذكر؟ "
تحولت زيارتها البريئة لعائلتها لطلاق بخفقة قلب،  بخروج نفس، برفة رمش، دون حتى فرصة للتفكير.. سأل بصوت قاسي وهو يتطلع إليها بجمود
" و هل تريدينه "
قالت بصوت مختنق " نعم "
هل عليه الحرب وحده لإنجاح هذا الزواج ، نعم أخطأ،  علم هذا بكل الطرق بالكون،  و لكن الله يغفر و يعفو و يعطي الفرص للعودة إليه،  ألا تعطي هى، حسنا كفاه تعذيب لها،  يعلم أنها تكرهه و لن تتقبله يوماً فلم يزيد من وقت عذاب كلاهم،  لقد أخطأت الطبيبة، هى لا تحتاج للتفهم بل للحرية و الابتعاد عن مصدر الألم،  حسنا سيحررها،  سيحررها كما تريد،لقد وعد نفسه بفعل أي شيء لسعادتها،وإن كان بالابتعاد عنه سيفعل، قال بهدوء بعد وقت طويل " لدي شروط لذلك نغم "
ارتجفت شفتيها، كانت تعلم أنه سيفعل أي شيء ليصعب عليها الأمور،  بالطبع الأمر يخص أولادها،  سألت بصوت مرتجف " ما هى شروطك ضياء "
قال بهدوء " ستعودين لمنزل عائلتك،  لا بقاء بالمنزل ذلك وحدك، ستوافقين على النفقات التي ستكون للولدين دون جدال،  أبوي سيرونهم كل أسبوع سواء في منزلكم أو في منزل أبي، إذا ذهبت لأي مكان، لا تذهبي وحدك ليكون معك أحد من أخويك أو والدي، شرطي الأخير نغم،  إذا أردت الزواج سيعود الولدين لحضانتي،فلن أترك أطفالي لرجل غريب و أنا حي أرزق و بالطبع لن أضايقك في رؤيتهم و أصعب عليك الأمر "
كانت عيناها و كأنها ملكت كل وجهها من شدة اتساعها،  لا يظن أن حديثه يسبب لها الصدمة لهذا الحد، فشروطه منطقية و مقبولة،  قال بهدوء " فكري و قرري "
تركها و تحرك لغرفته لتوقفه بحرقة وخيبة  " أنت لم تطلب رؤية الولدين؟،  أنت لم تريد رؤيتهم؟ "
" أنت لا تعرفين ما يدور بداخلي،  لا تعرفين ما هى مشاعري،  لذا لا تظهري و كأن هذا جرحك،  أنتِ لا تهتمين بحياتهم بالأساس و كيف سيكبرون،  لا يهمك غير وجودهم بحضنك،  لذا اطمئني لن أفعل شيء يبعدهم عنك "
أنه يظلمها بهذا الإدعاء و لكنها لن تنفي، هذه المرة لم تمنعه الذهاب لغرفته، عادت لغرفتها بعقل مغيب،  لا تفهم ما الذي أوصلهم لهذا و ظنت أن هناك فرصة ليكون زواجهم بخير و طفليهم بين والديهم،  لكن ما الذي طلبه منها بالضبط،  العيش مع عائلتها،  عدم الذهاب لمكان وحدها،  و ماذا،  تتزوج،  من قال أنها تريد الزواج،  لن تسمح له بالاقتراب من طفليها بهذه الحجة. مؤكد كان يبحث عن فرصة ليتركها و يلقي اللوم عليها بسوء علاقتهم،  جلست على الفراش و لم تعرف أنها كانت تشهق بالبكاء حتى وجدت طفليها يتململان بنومهم،  وضعت راحتها على فمها تكتم صوتها و هى تتسأل بألم و بؤس،  لماذا،  لماذا ضياء،  ظننت أنك لن تعود و تؤلمني مجدداً و لكن فعلت و بشكل أسوء مما سبق، بينما كان هو يقطع غرفته كالليث الحبيس يريد أن يعود إليها و يهزها بعنف و يخبرها أن هذا لم يكن ما يريده،  لم يكن ما أراده أبداً،  ما عاد من أجل هذا، ضرب قبضته بالحائط بعنف و هو يقول بصوت بائس " ما عدت لهذا، ما عدت لهذا أبداً"
كيف تحول طلب زيارة لطلب طلاق و فراق عقله لا يصدق و لا يستوعب ما حدث،  كيف طالبته بذلك كيف.
عاد ليجلس على الفراش بتهالك ليستلقي على ظهره و هو يفكر ببؤس أن طرقهم لن تتقابل يوماً.

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن