تمهيد
وقتها..
كانت ليساء تقف بثوب العرس في منتصف الغرفة تنتظر غير مصدقة أنها أصبحت زوجة سليم و أنها حصلت على حب حياتها أخيرا لقد كانت يائسة عندما عادت بوران و طلبها سليم و ظنت أنه قد ضاع من يدها و ذهب لغيرها بعد أن فعلت من أجله كل شيء يتخيله عقل . حتى أنها كادت أن تسبب في موت بوران بفعلتها و لكن رغم ذلك كان القدر رحيم بها و قد نالت سعادتها أخيرا و اليوم اليوم ستتوج هذا الحب بأن تكون ملك لسليم . تحركت لتجلس على طرف الفراش و قلبها ينتفض منتظرة مجيئ سليم إليها . لا تعرف ما الذي أخره للأن و قد انتهى الزفاف منذ وقت طويل .
***
كان يأخذ أنفاس عميقة من سيجارته و يخرجها بتأني كأنه يفعل ذلك لتساعده على الاسترخاء. عيناه على ضوء الغرفة البعيد يعلمه أن هناك من يزال مستيقظ بانتظاره . سمع صوت ساخر " يا إلهي إن هناك من هرب من المنزل يوم عرسه "
" أنه يدخن أيضاً و هذا يعني أن الأمر كبير و فقد السيطرة "
التفت سليم لحازم ببرود " ماذا تفعلا هنا أيها الأحمقان"
ضحك براء " أرسلنا القدر لنشهد على خيبتك. ماذا فعلت ليساء لك هل طردتك من الغرفة هل خيبت أملها في يومها المنتظر "
" أيها السافلان ابتعدا بلسانكم القذر عن زوجتي و عني "
سأل براء بخبث " حقاً سليم ماذا تفعل هنا في هذا الوقت و تارك عروسك وحدها هل رايت وجهها الحقيقي القبيح بعد فعلتها مع شقيقتي "
ألقى سليم السيجار و تحرك ليرحل قائلاً " سأذهب لأجنب عمي حمدان توديع ولديه المدللين في يوم واحد"
ضحك براء و حازم تبعه و هو ينصرف و حازم يقول
" اغمض عيناك حتى لا تحولك ميدوسا لحجر بنظراتها الحاقدة "
" وغدين " تمتم سليم بهذا و هو يعود لمنزله و غضبه يزداد لم أوصلتهم إليه ليساء بفعلتها ..***×
هبت من على الفراش عند دخوله لغرفتهم " أين ذهبت"
رمقها ببرود " لا شأن لكِ "
" سليم " كان صوتها متوتر لا تعرف ماذا دهاه هل هو نادم من زواجه بها . هل ما زال يحب بوران و يشعر بالغضب لعودتها لزوجها . لماذا طلبها إذن و تزوجها نظر إليها سليم بصلابة و قال بحزم " الأن و قد حصلت على ما فعلت من أجله الكثير و أصبحت زوجتي أنصحك بتجنبي منذ الأن فلست مسؤول عن أفعالي إذا رأيتك تحومين حولي "
" ما هذا الهراء الذي تفوهت به سليم . هل ما زالت تحب بوران . لماذا تزوجتني إذن "
التفت إليها بسخرية قائلاً " تزوجتك لأكف أذاكِ عن خلق الله ليس حباً بكِ "
بدأت تبكي بقهر " أنت كاذب بل تفعل "
كانت رغم عيونها الدامعة تطالعه بتحدى نظرته الساخرة أفقدتها ثقتها بنفسها أمامه و جعلت ما كان بينهم و ظنت أنه قوى هشا كرغوة قدح القهوة الذي يتلاشى و يترسب بالقاع بعد وقت قليل إذا لم يشرب " لو كان لي والد ما فعلتم بي هذا كوني يتيمة جعلكم جميعاً تتلاعبون بي بوران أولاً و الأن أنت "
ضحك سليم بقوة حتى دمعت عيناه " هل تصدقين ما تقولينه عن نفسك حقاً تبدين كالملاك و نحن الشياطين"
" أنت تعلم أني أحبك و مع هذا تلاعبت بي هل لو كان أبي حيا كنت فعلت ذلك بي يا ابن العم "
"لو كان عمي حيا لقام بتربيتك أفضل مما فعل عمي حمدان فكونك يتيمة جعله يغدق عليكِ دلاله و حنانه و لكن للأسف كان جزاءه و ابنته طعنة بالظهر"
اقتربت منه و قالت بقهر " ماذا كنت أفعل و هى تسرق الشيء الوحيد الذي أردته في حياتي لقد أحببتك منذ وعيت على هذه الحياة لم أرى أحد غيرك "
" خطأ أخر يا ابنة العم يضاف لأخطائك الكثيرة أنا لست شيء و لست ملكية لأحد "
" أخبرتك أني أحبك و أنت فعلت ذلك ألم تحبني بدورك لولا عودة بوران لتزوجنا حينها "
" أحمد الله على عودتها فقط رأيت وجهك الحقيقي "
أمسكت بساعديه تهزه بعنف و قالت بهيستريا " و لكنك تحبني أنت تحبني أليس كذلك "
نظر لدموعها البائسة و صوتها اليائس كل ما كان يريده هو أن يفقد ذاكرته للشهور الخمسة الأخيرة ليعود لتلك الفترة التي كان يضع رأسه على وسادته ليحلم باليوم الذي ستكون ليساء ملكه و بين ذراعيه لقد علم الفرق بين حبه لبوران و حبه لليساء ليعلم حينها أي حب بينهما يريد و لكن كل هذا تحطم على صخرة الحقيقة المؤلمة عند عودة بوران مرة أخرى ليكتشف أن كل أحلامه أصبحت كابوس . و هو اللعنة لم يتخطى فعلتها هذه رغم رجاء بوران له أن يفعل . " كنت.. كنت و لم أعد " قال هذا و هو يبعد ذراعيها عن ساعديه و يترك الغرفة..******×******×******×******
يتبع الفصل الأول
زوجتي المخادعة
الجزء الثالث من الزواج تأديب و تهذيب و إصلاح .******×******×******×******
أنت تقرأ
الزواج تأديب و تهذيب و إصلاح ( جميع الاجزاء في نفس القصة)
Chick-Litزوجة دون أن تعلم ( ج1) الملخص ❤❤ و لثغرك حكاية يرويها كلما فغرته و لعينيك حكاية أخرى تحكيها عندما تراني و لنبض قلبك حكايات و يقيني أنه ينبض لي حبيبتي ماذا فعلتِ بي كالدمية أصبحت و خيوطها بين يديك لقلبي ملكتِ و لروحي أسرتِ تَمَرد قلبي...