الفصل الثامن
لوقت متأخر لم يعلم والديه أين مكانه لذا ذهب ممدوح لنغم ظنا منه أنه عاد إليها " هل حدث بينكم شيء يا ابنتي، هل فعل ضياء شيء يؤذيك "
" غير ما فعله سابقاً يا عمي لم يفعل شيء "
" سامحيني يا ابنتي، كان لابد من مواجهتكم هذه ليعرف كل منكم ما يريده من الأخر "
" أنا أعرف ما أردته من ضياء دوماً عمي "
فكر بحزن و يبدو أن ابنه علم أيضاً و إلا ما أختفي لهذا الوقت حتى فلك لم تعرف عنه شيء منذ خرج و تركها و هذا ما جعلهم يظنون أنه عاد لنغم مرة أخرى " حسنا يا ابنتي جئت فقط لأعرف إذا علمت وجهته قبل ذهابه من هنا، ظننت أنه ربما أخبرك "
" لم أعرف يا عمي فلم أتحدث معه حين ذهب "
نهض ممدوح و خرج من المنزل ليتركها و يذهب للبحث عنه، اغلقت الباب و هى تستند عليه و تغمض عيناها بألم، تذكرت مظهره المصدوم بعد حديثها أمس كأنه أول مرة يسمع هذا، هل يظن أنه سيضحك عليها بإدعاء الصدمة و أنه لم يعي لم فعله بها، لقد كان واعي لكل شيء و هو يغصبها على معاشرته طلبه منها أن تصمت و أن لا تحاربه و إلا هى من سيتأذى، صمتها لم يمنع عنها الأذى على أيه حال، لتمر بأسوء و أبشع تجربة يمكن أن تمر بها أنثى، زفرت بحرارة و تحركت لترى طفليها إن كانا أفاقا فهما الشيء الوحيد الذي يجعلها تتمسك بهذه الحياة..**×
" ماذا سنفعل الأن "
نظر الرجل بالمقهى للرجل الممدد أمامه على أريكة من الخشب و الخوص، ليجيب الفتاة قائلاً بضيق " سيأتي لنا بمصيبة هنا، لم يكن عليكِ أعطائه الزجاجة بأكملها أيتها الحمقاء "
" و ما ذنبي و هو من طلب شراب يجعله يتوقف عن التفكير "
" يتوقف عن التفكير و ليس عن التنفس أيتها الحمقاء "
"حسنا ماذا سنفعل الأن"
وضع الرجل راحته أمام تنفسه ليجده ضعيف فقال بضيق " إذا لم يحصل على المساعدة مات من فوره يبدو أنه غير معتاد على احتساء الكحول "
" ماذا سنفعل إذن "
" حسنا أذهبي و أخبري الجميع أننا أغلقنا المقهي لسبب طارئ "
نفذت الفتاة و خرجت و هى تقوم بطرد الرجال الجالسين يحتسون الشاي و يلعبون الدمينو و هم يدخنون بشراهة " هيا أنت و هو سنغلق المقهي فوالد فاتح مريض و سنذهب لنراه "
خرجت تذمرات الرجال و هم ينهضون و يتركون ثمن ما احتسونه ليخرجوا تباعا لتقوم الفتاة بغلق الباب خلفهم و العودة مسرعة لفاتح تسأله بلهفة " ماذا الأن "
قال فاتح بجدية " حسنا تعرفين المنزل القريب من هنا، ذلك على الطريق المرصوف "
" نعم البيت أخر القرية أنه في مكان منعزل "
" حسنا هو أقرب مكان لطلب المساعدة، سنذهب و نلقيه أمام المنزل و نطرق الباب و مؤكد أصحابه سيطلبون له الطبيب أو الشرطة و كلاهم سيساعده، أما إذا فعلنا نحن فمؤكد سيغلق المقهى و نذهب للسجن أيضاً "
وضعت الفتاة يدها على جسده لتقول بقلق " أنها بارد كالثلج أظن أنه لن ينجو "
" ينجو أو لا المهم نخرجه من هنا أيتها الغبية "
" ماذا تريد مني أن أفعل "
" أذهبي و راقبي الطريق لحين أضعه على ظهر العربة و أخرج الحمار "
فعلت الفتاة ليذهب هو و يخرج الحمار يربطه بالعربة ليخرج بعده الرجل و يضعه على ظهر العربة و يلقي عليه شرشف يخفيه. أشارت له الفتاة ليذهب فقال لها بخفوت
" سأحتاج وجودك معي أيتها الغبية "
زمت شفتيها بضيق و قالت بحنق " كان يوم أسود عندما عملت معك "
" بل هو غبائك أيتها الحمقاء، لا نعطي أي زبون غير كأس واحد أو اثنان و أنتِ أعطيته الزجاجة بأكملها "
" و كيف أعلم أنه مع ضخامة جسده سيسقط كالطفل الصغير أو أنه لم يتناول خمر من قبل "
" هذا حتى لا تفعلي غير ما أخبرك به بعد الأن "
" لو مر الأمر بخير لن أعود للعمل لديك "
"أفضل فلا أحتاج لغبية مثلك تأتي بالمصائب لعند قدمي"
توجهوا بالعربة للمنزل و لحسن حظهم لم يصادفوا أي أحد بطريقهم و هذا أشعرهم بالراحة، اقتربا من المنزل فهدئ الحمار و قال بخفوت " سأحمله لهناك و أنتِ خذي العربة و ابتعدي حتى لا يسمع صوت رحيلنا "
" حسنا "
حمله على كتفه ليتمتم بضيق " يبدو كالجثة بالفعل تبا لذلك "
كانت هى قد ابتعدت لمسافة كبيرة عندما وصل لباب المنزل، حاول إنزال الجسد من على كتفه بحذر و لكنه تعثر ليسقطه على الأرض ليحدث جلبة، سمع صراخ امرأة من الداخل " من هناك، من بالخارج "
وضع اللثام على فمه ليخفي نصف وجهه و طرق الباب بعنف حتى تخرج ثم ركض مسرعا قبل أن ينتظر جواب لذلك.
أنت تقرأ
الزواج تأديب و تهذيب و إصلاح ( جميع الاجزاء في نفس القصة)
Chick-Litزوجة دون أن تعلم ( ج1) الملخص ❤❤ و لثغرك حكاية يرويها كلما فغرته و لعينيك حكاية أخرى تحكيها عندما تراني و لنبض قلبك حكايات و يقيني أنه ينبض لي حبيبتي ماذا فعلتِ بي كالدمية أصبحت و خيوطها بين يديك لقلبي ملكتِ و لروحي أسرتِ تَمَرد قلبي...