الأول ♡عشق مؤجل ♡صابرين شعبان

1.4K 90 21
                                    

الفصل الأول

دخل مكتبه بتعب و توجه للسرير بغرفته ليتمدد عليه لينال بعض الراحة،  طرق على الباب ليعود و ينهض قائلاً بفتور " تفضل "
دخلت فتاة شابة شقراء ترتدي ثوب قصير و بالطو أبيض تضع راحتيها به،  كانت ملامحها رقيقة بعيونها البنية و شفتيها المطلية بحمرة خفيفة لم تكن خارقة الجمال و لكنها تسر النظر برؤيتها خاصة أنها دائمة الابتسام " ليث،  هل انتهيت "
" نعم،  انتهت مناوبتي و سأعود للمنزل بعد قليل "
" لم تتهرب من الحديث معي ليث "
" لا أتهرب أشرقت، فقط ليس هناك ما أقوله "
" كيف حال خالتي حبيبة "
" بخير حال،  ترسل لك التحية "
"كيف علاجها،  هل تداوم على الجلسات"
" نعم،  أذهب لاحضرها و أعيدها،  هى تتحسن،  يقول طبيبها أن الورم يتضاءل  "
" ربما كونها عادت بين عائلتها "
" ربما "
صمتت بحرج فهو لا يريد الحديث في أمر علاقتهم و هى لن تعيد ذلك بدورها،  قالت بهدوء " حسنا سأتركك لتستعد للذهاب "
قبل خروجها أوقفها ليث بتوتر " أشرقت "
التفتت إليه بلهفة متسائلة مما جعله يشعر بغصة بحلقه ولم يعرف كيف يخبرها بما يريده دون أن يجرحها أو تحزن، يفترض بها أن تتوقع هذا بعد ما حدث من والدها معه،  قال بتوتر " أردت أن أخبرك أني سأتزوج بالقريب "
شحب وجهها بشدة و ألتوت ملامحها بألم و لكنها تمالكت نفسها سريعا و هى تجيبه بصوت هادئ " مبارك ليث،  أتمنى لك السعادة مع عروسك "
" شكراً لك أشرقت العقبة لك "
ردت ساخرة بمرارة " ربما قريباً، فلا داعي للانتظار أكثر، بعد إذنك "
خرجت من الغرفة شامخة الرأس بخطوات ثابتة مما جعله يشعر بالضيق،وكأنها بدورها لم تهتم به أكثر من الثانيتين حزن التي أظهرتهم ملامحها من أجله،   نزع البالطو ووضعه على السرير و ارتدي جاكيت بذلته ليذهب،  لماذا لا يشعر بالحزن على انتهاء علاقتهم ،  ألم يكن يحبها،  ألم ينجذب إليها فور رؤيتها للمرة الأولى، ويشعر باللهفة لرؤيتها و الحديث معها،  كيف تبدلت مشاعره تجاهها بهذه الطريقة،  هل هو حديث والدها الجارح من جعل قلبه يقسو تجاهها،  أم هو من داخله لم يكن يحبها كما يظن وفقط فكر بها كزوجة مناسبة فقط، لم قلبه لم يتحطم لهذا الفراق، كان يود لو حدث هذا أفضل من الخواء والبرود الذي يشعر به بداخله تجاه الأمر ، أمسك بمفتاح سيارته ليخرج من المشفى يشعر بالفراغ خاصة أنه سيعود لمنزل فارغ،  اشتاق لوالدته و ليساء و لخالته أحلام،  و لكن لا يريد الذهاب بعد حديثه الأخير مع والدته و ابنة عمه، لم يعرف لم فعلت والدته هذا و رغم رغبتها باخباره عن السبب لم يعطيها فرصة لتتحدث، كان ما يشغل عقله أكثر هو علاقتها الغريبة بذلك الرجل و هجومها العنيف عليه و اهانته بتلك الطريقة، هل هذا الرجل الذي تسبب في هروبها و طلاقها،  أم هو طمع بميراثها لذا لم يدافع عنها أمام عائلة والده،  كان يجب أن يلح عليها أكثر لمعرفة ذلك،  وصل للمنزل ليذهب لغرفته مباشرة و ينزع جاكيت بذلته و حذائه و يستلقي على الفراش ينال بعض الراحة قبل أن ينهض ليبحث عن طعام يأكله. يفكر بأي شيء إلا زواجه من ابنة عمه،  لا يريد التفكير بذلك الأن،  خاصة و هو لا يعرف السبب الحقيقي لرغبة والدته،  ما يعرفه أنها فعلت هذا لتساعدها و تنقذها من تلك الزيجة، و إذا كان هكذا عليه أن يتقبل ذلك بصمت، حتى لا يحزن والدته. و هذا هو المهم. عند ذلك صمم على إنهاء هذا الأمر عندما يذهب فلا داعي للتأجيل فلن يتغير شيء.

  الزواج  تأديب و تهذيب و إصلاح    ( جميع الاجزاء  في نفس القصة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن