الفصل التاسع والعشرون ☆قرار أية☆

172 14 3
                                    

#آية_في_الجنون
الفصل التاسع والعشرون ☆قرار أية☆
#الكاتبة_ندى_محسن

#اذكروا_الله.
☆شعور الأمان الذي لا يضاهيه شيء، لطالما كان بحثي المستمر عنه، التنفس كما لو أنني أحلق في السماء السابعة، نحن مدينين لكل شخص اعطانا هذا الشعور الخاص.. بالأمان.☆
#الكاتبة_ندى_محسن

-قربي.

كان هذا صوت "نوح" الذي يحثها على الاقتراب من أكثر شخص تخشاه في هذا العالم، نظر لها وكأنه يبث بها قوته التي تتعجب لها كثيرًا:

-أهو مبقاش مربوط، ميقدرش يرفع عينه فيكِ، قربي.

اقتربت وهي تحاول أن تقوم بتنظيم أنفاسها، نظرت إلى "خالد" ليتحدث إليها بألم:

-عطشان، خليه يسمحلي أشرب، أنا موصلتكيش للمرحلة اللي أنا فيها.. بلاش تكوني ظالمة.

ظالمة! هل يراها ظالمة بعد كل شيء فعله؟ كيف يكون بتلك الوقاحة وهو يتذكر كل شيء فعله بها، وكيف ينسى وهو من تسبب في انهيارها لأيام وشهور؟ ماذا عن خوفها منه، خوفها الذي يلازمها بمجرد أن تسمع اسمه وارتجافها البغيض الذي يلازمها؟! ابتلعت ما بحلقها وهي تحاول نفض الذكريات التي ستتسبب في انهيارها وضيق أنفاسها لا محال، تقدم "نوح" ليقف أمامها ويحجب عنها رؤيته، تظرت إلى زرقواتيه الغاضبة وهو مطبق على أسنانه قائلًا بهمس لا يصل إلى الآخر:

-اهدي وبلاش تعصبيني بخوفك، مش هيقدر يعملك حاجة، اثبتي وبطلي تترعشي ولا الكتكوت المبلول كدة.

ابتلعت ما بحلقها وحاولت أن تستمد قوتها منه، شعرت بانفاسها تتعالى وسمعت صوت "خالد" من جديد، كان الحديث صعب عليه:

-أيات أنا بعتذرلك.. أنا مكنتش عايز غير قربك.

حاول أن يقف وهو يأن بألم، ابتعدت عن "نوح" لتتقدم منه، ظن أنه سيستميلها لتفاجأه بصفعة قوية ونظراتها الشرسة لم تغادرها كما اعتادها، بل اصبحت أقوى مما كانت عليه وهي تقترب لتبقى أمامه محاولة دفن خوفها داخلها:

-أنت متستحقش الرحمة، مش أنا اللي عملت فيك كدة، أنت اللي عملت في نفسك كدة، حسيت بالألم؟ حسيت بالذل اللي أنا كنت فيه؟!

تمنى لو لم يكن "نوح" هنا، ربما كان سيقتلع شعرها ويذيقها عذاب لن يتخلى عن اصابتها بالجنون، حاول السيطرة على موجة غضبه ويحاول استمالتها:

-أنا كنت غلطان، كنت حقير، عارف ده بس أنتِ كنتِ بتعصبيني و..

قاطعته بصفعة أكثر قوة من سابقتها ليسحق أسنانه وهو يشعر بجروح وجهه عادت لتنزف، صرخت هي به:

-متبررش.. إياك تدور على مبرر للقرف اللي عيشته معاك.

ابتسم "نوح" بزهو وكأنه يخبر "خالد" أنه انتصر ولم تعد ابنة عمه تشعر بالخوف، يا لها من لذة نجح في أن ينولها، اقترب ليقدم لها منديل عنما لاحظ تقززها من لمسها له وتلطخت يدها بقطرة من دماؤه، تناولت منه المحارم وخرجت وهي تتنفس بهدوء، لا تعلم ما الذي حدث، لكنها تشعر أن حمل كالجبال تمت ازالته من فوق صدرها.

آية في الجنون.. للكاتبة ندى محسن|White Rose حيث تعيش القصص. اكتشف الآن