البارت الاول

705 16 0
                                    

#تانيا

تحت الغصون، تحت الشمس العظيمة و تحت القبب العالية لقصور الاثرياء..
في مكان يملأه السعادة..
بعيداََ جدا عن حياة المدينه في قرية يمكن ان يكون عدد لا يتعدي الالفان شخص يعرفها..
في  كوخ هادئ قروي لطيف، وسط اناس عادييون كثيرون
من يبتسم لانه يجد اي شئ ليسعده في هذا الجو الكئيب
حسنا ليست هذه مقدمة الرواية التي اقرأها و التي اضيع في احداثها كل صباح..

بل تلك قصتي  انا..

كنت امر في السوق بطبيعيه، اشتري ما ينقصني،. احاول التوائم مع الذعر المحيط بكل شبر في قريتنا التي كانت ذات يوم هادئة و لطيفة..

لأسمع احد الجيران يصيح
"لقد اشتريت 5 كيلو منه و هذا ما وجدته  علينا ان نخرن الدقيق..
اذا استطعت شراء الاكثر سافعل.."

لم اكن احاول التهويل، لم احاول حبس نفسي في غرفتي و الصراخ مع ان هذا كان كل ما اشعر به داخلياََ..
في الحرب الاولي، مات والدي و الان..
لا يمكنني خساره اي شئ.
في عائلتي الصغيره التي لدي..

اشتريت ما اريد فحسب، طماطم و بصل و لحم.
ما اريد طبخه لليوم لاعود مرة اخري..

وضعت يدي برفق علي بطني ، و انا اخطوا الي حديقه منزلي الصغير..

" مرحباََ تانيا.. هل لديك ما يكفي من الارز..
ساذهب اليوم لتاجر اعرفه يمكنني ان اجلب لك ايضاََ.."

اردت جارتي نيرما بود، انها تكبرني بالسن تقريبا بخمس عشر سنه،. و بما لا ازال اعتبر عروس جديدة فاعتبرها اختي الكبيرة التي لم احصل عليها لنصيحتي..

لوحت لها بالمقابل، و نبض قلبي بخوف و انا اراها تنظر لي ثم الي بطني..
لابد انها لاحظت الحركة التلقائية التي فعلتها..
و يبدوا انها علي عكسي كانت تبتسم لكن بغير حماس لاتنهد..
بالطبع الحمل في هذا الوقت بالنسبه لها فكره يائسه و خصوصاََ مع ما سمعته..

" اجل.. اشتري لي.."

دخلت الي المنزل و اغلقت الباب خلفي.

"لا يمكن لاي احد رؤيه الامور كما انظر، لذا انا من سأقرر.
هو سيتغير...
اعلم ذلك.. عندما يري و يسمع الخبر الجميل الذي لدي.."
قلت لنفسي و انا اضع كيس القماش الذي اشتريته..

حتي انني لن اخبره هكذا بل ساصنع ردائاََ شتوياََ لمولودنا ، لانه تقريبا سيأتي في ديسمبر..

وضعت الحساء الدافئ علي القدر و بدات اضع مكوناته، كان الجزر  و الطماطم طازجين و رائحتهما حقاََ تتناغم مع التوابل.. و انا افكر.
ما الذي يمكنني فعله لاجعله يعلم انني مختلفه عنها..
عندما اسمعه اعلم انه ربما لا يزال يتحدث معها و لكن علي هيئتي انا...

حتي عندما يأتي بصديقه الرسام لمنزلنا، اسمعه لا يزال يتحدث عنها..
يعرف اخبارها، و لا اريد التفكير بهذا..
لكنها كانت شئ ذو قيمة كثيرا في قلبه..

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن