البارت التاسع و العشرون

55 5 2
                                    

#الراوي

اغلقت عينيها بوجع و هي تضع يديها علي بطنها المضطربه، انها الان بالحافله لا يزال الركاب يصعدون و لم تمتلئ الحافله بعد..

فتحت عيناها و التفت الي الخلف، المدينه التي عرفتها من ان قدمت كعروس  لتتزوج من هنري للمره الاولي..
و لالبرت للمره الثانيه..

اجل انها لم تعد ترتدي اي خاتم منهم و لكن شخص واحد فقط هو من ترك بصمته بها..
هو من لم يضع صحيح خاتم في اصبعها و لكنها سلمته روحها، و ستفني روحها لتجده.

"اخر نداء لحافله هامبرج.."

نادي السائق بصوت عال، لم تنظر كثيرا و لكن لم يتبقي فقط سوي الكرسي الفارغ الذي امامها في الصف..

زادت رهبه البدايات من القشعريره المزعجه في بطنها، ايضا عدم تناولها للطعام قبل النزول جعل المها يتزايد.

نظرت حولها الي الوجوه التي تكاد تكون مهمشه..
يمكن ان ينظر اليها شخص ما عرضيا و لكن حتي مع المها الواضح لم ينظر اي شخص لها و كأنها ضباب او  غير مرئيه..

نظرت للخلف مره اخيره فيما تنطلق الحافله مبتدعده عن المدينه، لتأتيها ذكريات ضحكاتها الفرحه و قلبها الذي كان يغرد بفرح لانها ستنتقل مع زوجها المحبوب لمدينه كبيره كثل برلين..

و لكن هيهات..

مسحت دمعه وحيده و هي تتذكر سريعا كيف انهار حلمها، ليعود عقلها لتعذيبها مره اخري لحديث جاك زوج نيرما..

"انا اعرف هؤلاء النساء..
لا تكوني طيبه.."

"لو كانت تحبه لما عاشت مع البرت.
اي امرأه فاسقه ستفعل .."

كم هو سهل الحكم علي الناس بدون معرفه..
انها مجرد كلمات لا تستهلك اي شئ...
و لكن كم تحطم البشر من الداخل..
لا احد يدري..
ربما كألف اعصار او عشره زلازل.

اجبرت نفسها علي ابتلاع مراره الحزن،  بالتأكيد ستفتقد نيرما..
انها مع كل شئ جاره طيبه و حتي لو كانت تشعر انها تلومخا ببعض الاحيان  علي الاقل هناك شخص ما شبه يفهمها..
و يراعيها..

وضعت يدها علي جيب معطفها، علي اخر نقود في جيبها
و ربما لن تستطتيع ان تجد سقفا فوق رأسها بسهوله، و ربما ستهلك في اي عمل رث ستقوم به..
و لكنها لن تكون تحت  رحمه او حسنه شخص ..

" انسه.. انسه.. وصلنا"

حركت رأسها بأرهاق،. لتفتح عينيها بسرعه و هي تسمع للمره الثانيه صوت السائق.
و قد فرغت الحافله تماما من الاشخاص عداها.

"لقد وصلنا لمدينه هامبرج.."
شاهدت الشفقه في عيون الرجل الزرقاء و هي تحاول الاتكاء علي المقعد خلفها من مزيج الذعر و الاحراج، لتجد ان ظهرها قد تصلب بسبب نومها جالسه كلوح.

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن