مشاعر خائنة

البارت السادس و العشرون

#تانيا

ان تشاهد حياتك و هي تندثر بعجز  شئ ..
و ان تكون سبب في ابتعاد حبيبك عنك هو شئ اخر..

شاهدته و هو يمتطي حصانه و يمسح علي شعره بخفه فيما تعبث الرياح بشعره و تداعبه بطريقه لم اتمكن من فعلها.
وجدتني رماديتاه و شعرت بها تكاد تثقب ظهري و انا اهرب..
و لكن حتي لو يفكر الان بي انني خدعته.

ففي الرساله التي تركتها، سيعرف كل شئ..

لم استطتع البقاء للحظه و انا اعلم السم الذي يفكر به.
لم اتفاجئ كثيرا عندما وجدت نيرما في الخارج، و التي استقبلتني باذرع مفتوحه..

عدت لانهار في حضنها و ابكي بكل المراره التي تركتها ايام فراقه عني في قلبي..
لنظرته الاخيره لي  ..
و انا اعلم انني لن اراه مره اخري..

فكرت في اللحاق به ..
فكرت في الصراخ و اخباره الا يتركني..

و لكن بماذا سأفوز..
هل سأستمتع بلحظه من الدفئ معه قبل ان يجده هنري و يقتله..
هل سأكون سعيده حينها..؟
اذا استطتاع الامساك بالبرت فبالتاكيد سيشي  له عن ماركوس..
و لن يمر وقت سوي ان يلحق به.

انقبض قلبي و زاد بكائي و انا اتخيله يتألم مره اخري بسببي.

"انا هنا.. حبيبتي.
لن اتركك... "

اخرجني صوت نيرما الدافئ من خيالاتي المتوحشه ببطئ
و ما كان يدفئ قلبي وجودها هنا و زوجها الذي ظل يحرس في الخارج.

اعلم انهم هنا بطلبه..
بدون حتي ان تخبرني نيرما اي شئ..
انه فارسي..

اعلم انني حتي لو طعنته مثل ما يفكر في ظهره،  فلن يترك الذئاب تأكل لحمي.
كنت اثق برجولته لدرجه انني علمت انه لم يكن ليسلمني بيده الي جلادي..
حبه قوي و نقي لتلك الدرجه..
و ربما انا فقط من لا استحقه.

" تانيا.. تانيا ارجوك حبيبتي.."

ابتعدت عن نيرما بهدوء و انا اعود للخلف  و اتكأ الي الاريكه البارده  خلفي، كل خلاياي تنتفض، تلعنني لترك انفاسي  تذهب..
هل كان ليلتفت لو ناديته ..
هل كان ليسمعني لو اخبرته انه الرجل الوحيد في العالم الذي احببته.. ام كان سيستهزا بما اقول و يذهب.
من يدري...
هل سأستطتيع رؤيته مره اخري..
و هل سيعرف ابدا ان هذا الطفل هو طفله هو..

لم استطتع النظر لعيون نيرما،. كانت نظرات الشفقه في عيونها واضحه،. هي تخاف علي و لكنها لن تفهمني..
لن يفهمني احد..

"تانيا حبيبتي..
ماركوس قد فهم الامر بشكل خاطئ عنجما رآي انك مع البرت.
و لكنه لا يعلم الحقيقه."

لقد كانت دائما تلاحظ و تشتكي مما يفعله معي هنري الايام السابقه.
و لكن مع ذلك تفاجئت عندما سمعت كلماتها.