البارت الرابع عشر

93 4 0
                                    

#الراوي

كان الجو يكاد ينشر عظام الجنود من برودته،. كان ماركوس واقفاََ كعادته في تدريبه وسط الجنود، يقوم بما عليه بدون كلل رغم الضغف الواضح الذي بدا عليه و رغم  الهالات السوداء التي قد بدات تغير عينيه من اثر التفكير  الذي تحت وطأته.

لم يعرف كيف يفكر او ينام و هو يعلم ان كل شئ يستطتيع القيام به فقط هو التخيل و الدعاء.
لا يعرف اذا كان رساله عمته قد تصل لها تم ماذا، و لا يعلم اذا كانت بخير ام لا..
ما هو تفكيرها  عنه لغيابه كل تلك المدة،. هل استطاعت وضع عذر له لتسامحه ام انها وضعته فورا في القائمة السوداء بدون انتطار لتفسيره..

لن يغضب او يتفاجئ اذا كان هو الخيار الثاني لأنه لو كان مكانها و غابت عنه بدون قول اي كلمة لربما يبدأ  عقله فوراََ  بالتفكير بالاسوأ..

" عسكري ماركوس.. انه دورك ، صوب! "

رفع رأسه فقط ليجد انه كان شارداََ في هذا الزر الذي كان يحمله معه..
الزر الازرق الجميل بين يديه الخشنتين و الوسختين اثر التدريب.
لقد كان قد سقط من فستانها القديم عندما اتت العاصفه..

" فوراََ سيدي.."

التفت امامه ليمسك المدفع اليدوي و هو ينظر امامه و يحاول التركيز  بكل ما يمكنه حتي يتقن التصويب به.

كان الهدف امامه غير ثابت، للوهله الاولي  شعر و كان عينيه تلعب عليه الالعاب و ان الهدف  يتحرك من نفسه..

لا.. لا..

هز رأسه و هو يتذكر مقوله قائد الفرقه الذي بين بكل وضوح.

**" امامكم التدريبات التي ستقومون بها،.
ان قام اي جندي بالتكاسل عن مهامه، سيحرم من اي شئ..
سيتم حبسه لوحده،. و لن يسمح له بارسال اي رسائل  الي عائلته " **

كان ذلك كقطع شريان بالنسبه له..
اليد التي يستطتيع لمس بها العالم الخارجي،. خارج رفات الحرب و خارج كل شئ..
ضم قبضته بقهر و هو يلعن بداخله تومسون من قلبه..
هو السبب بكل هذا..

لولاه كنت حراََ الان..

انتهي التدريب في المساء و لا يزال عقله مشوش، لقد اعطي الرجل معاداََ ان ينتظره في الساحة الرئيسيه.
و لكن ماذا لو كانت خدعة.. ؟

من الممنوع اصلاََ ان ينتظر اي احد في الساحة الرئيسية  بعد انتهاء التدريب.

كان ينظر الي زملائه بالزي العسكري و هو يتجهون الي غرفه الاستراحة، الجميع متحمس لتناول  العشاء و مرهق.
و لكن حتي التفكير في الطعام لم يخطر له و هو اخر شخص يتحرك منهم..

حلم البارحة.. لم يكن عبثاََ..
هناك شئ ما حدث..
انا متأكد..

فكر في نفسه لتسقر شفتاه الي خط مستقيم و يقرر بالفعل التسلل و النزول  لاسفل قبل ان يلتفت احد اليه.

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن