البارت العاشر

89 4 0
                                    

#تانيا

لم استطتع ان اظهر في ثوب بؤسي الاسود اكثر امام ذلك الرجل الطيب الذي حاول مساعدتي..
و هو ينتظر معي و الثلج يهطل علينا و الرياح تجعل شعري يلفح في وجهي و يصفعني..
و الدموع المتحجرة تصبح اكثر سخونه و نفس السوال يعاد مرة اخري الي ذهني..

**هل انا حقا كما قالت؟**

هل استحق؟ لأني.. رغبت..
لأني احببت..
هل.. انا حقا عاهرة كما قالت..؟.
.

دمعة.. اثنان..
لم استطتع اخفاء ألمي  اكثر و انا اصعد الي اول عربه اتت،. لم يرفض الرجل ان يوصلني..
و انا لم اهتم للوجهه.
كما لم اهتم بمن سينقذني و انا  مع ماركوس،. و لكن هذا مختلف.

ليس لدي سواي  لأحميني..

كان علي ان اعرف ان سعادتي لا تدوم.
لم استطتع الهناء بأي شئ مما اعطي لي.. سواء في عائلتي.. في الميتم.. او في زواجي.

لقد اعتدت عليه اكثر من الازم.

لففت نفسي بذرعاي و استنشقت نفساََ طويلاََ و انا اخرج نفسي عنوه من احزاني و اسمع صوت الرجل يناديني.

" يا انسة.. هل هناك مكان معين  تريدين ان اوصلك به؟ "

صدر صمت خفيف و انا اسمع صوت صهيل الحصان و حوافره التي تحرك العجلات الخشبيه الصخمه.
كدت ان ارد و لكن كان قلبي يدق بعنف في صدري و انا انظر الي النافذه و احدق بعيون متسعه الي المشهد امامي ..

هل شاهدت خطأ..؟
ربما  هي عربه تشبهها.. ؟

اخرجت رأسي من النافذه و عدت الي الخلف و الرجل يقود العربه بسرعه لاثني رقبتي باقصي ما يمكنني و انا احدق بتلك العربه الواقفه الي جوار النهر و التي تبدوا فارغه..

انها عربه ماركوس و تومسون صديقه..

" سيدي.. سيدي.. ارجوك توقف.."
حاولت ان اكون مهذبه و ان لا ارفع صوتي،. و لكني كنت اخشي ان نبتعد كثيرا و ربما.. ربما قد اصابهما مكروه..

اللعنه .

التفكير في ذلك فقط يجعل اعصابي تنهشها النيران..
كلا يا الله لا تبتليني بشئ مثل هذا..

" حسنا.. هل تريدين النزول هنا..؟ "

اغلقت شفتاي لثانيه و انا انظر الي امارات عدم الصبر علي وجه الرجل، رفع حاجباه لي في انتظار ان اقرر و لم اتردد..

لارفع يدي " حسنا انزلني هنا.."

تنهد و بالفعل شد اللجام ليقف الحصان و انا جمعت فستاني لافتح الباب و انزل من العربه و انظر فوراََ الي الخلف لاحدد مكان العربه.

هرولت فوراََ باتجاهما  و انا اجمع فستاني و اشعر بالهواء بالبارد كرصاصات تثقب بشرتي و قدماي تغوصان في برك الطين المتناثرة علي الطريق اثار المطر..

ربما علقوا في الطين.
ربما..

جريت الي العربه حتي وصلت لاخفض من قبضتي لفستاني و انتقل فوراََ لباب العربه و التي كما توقعت كان الطين يملأ عجلاتها.

فتحت مقبض الباب لاسمع ازيز انفتاحها و يرعبني اكثر عندما كانت الارائك فارغه تماما و حتي كرسي السائق خلف الستار.

" اللعنه " مررت يدي في شعري و انا ادرك انه من غير المحترم ان اقسم
" اين هم... ؟"

دخلت الي داخل العربه و انا ابحث كالمجنونة عن اي اثر يكون لهم، لقد قال انه ذاهب لبيع لوحاته.
ربما اللوحات تكون هنا،. او ربما سطوا عليهم اناس طامعين في لوحاته و قاموا بسرقتها.. بالتأكيد!

حاولت طمأنه نفسي و انا الهث من البرد و ابحث في صندوق العربه،. لاجفل عندما رأيت شخصاََ ما يضع يدي علي كتفي.

"من انت..؟" عدت الي الخلف خطوه و انا اكاد اصرخ عندما رإيت رجلا يرتدي الزي العسكري.

" اذاََ انت تعرفين الاناس الذين كانوا في العربه اليس كذلك..؟"

التصق ظهري الي العربه و وجهي اصبح ساخناََ من البرد و مره اخري بسبب النظرات غير المحترمة التي يوجهها لي.

" انا لم افعل شيئاََ" قلت بدفاع مقهور " ماركوس.. الفنان ماركوس كان هنا و السائق صديقه"

عاد للخلف و رفع حاجبه" تماما.. لقد كانوا هنا! "

ازدادت ثقتي قليلا و رفعت ذقني في وجه الرجل " اذا اين هم.. ؟"

" هذا ما نريد ان نسالك عنه.. من فضلك تفضلي معنا في قسم الشرطة.. "

" ماذا.. ؟" صرخت بدون قصد و انا استوعب ما يقوله،. امسك بيدي بعنف و لاحظت هذه المره ان سياره الشرطة كانت تختبئ بجوار مجموعه من الاشجار هنا..

كم كنت حمقاء..

" ستأتين معنا نسألك بعض الاسئلة..
لماذا انت خائفه هكذا.. ؟"

" ماذا.. ماذا حدث لهم..
هل اصيبوا  بأذي .. ؟"

لم يرد في البدايه و ظل يجرني من معصمي خلفه حتي وصلنا الي عربه الشرطة.
ليفتح الباب و يجعلني ادخل و يجيب عندما صفع الباب خلفي.

" ستعرفين كل شئ عندما نصل"

.....

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن