#ماركوس
أن استدير للوراء و اري كل تلك الضحايا التي دمرتها الحرب،. كل هذه العائلات التي شردت و تفرقت اوجعني كانت اثارهم علي الطرقات و المشاهد التخيليه لكيفيه انتهاء حياتهم وحدها تغرس في عظامي كل يوم..
لم اختر البقاء هنا، و لكن تعب حصاني و انتهت المؤن و كان علي ان اجد اقرب مدينه لاستقر قليلا بها، و بالصدفه وجدت هذا الكوخ.
كانت الشمس مشرقه بشده في السماء، و رغم الجو البارد الا ان نورها كان اوضح من اي مصباح..
انه اليوم الأول لي في هذا الكوخ الصغير..
و بيني و بينها الاف الكيلومترات الان..و ما زال صوتها بتردد بنفس القوه لي..
**انا لست امرأه فاسقه..
لا اريد ان يتم اتهامي مره اخري انا و الطفل..
اذهب..**لقد ارادت ان اذهب.. فذهبت..
ان كانت ستصبح اكثر راحه هي و طفلها..
فليكن..كان مضغ الجمرات اسهل علي من قول هذا..
و لكنها الحقيقه الوحيده و لا فائده من الانكار..وضعت الموقد علي النار و فركت عيناي من رماد كوابيسي التي ظلت تلاحقني ، كانت اثار احلامي عنها ظاهره علي من البارحه..
شعرها الاحمر الناري و صوتها يتردد في اذني و هي تناجيني بهذا الصوت الضعيف..هل ارادت توديعي.. ام الاعتذار ..
علي اي حال هل سيفيد الان..؟
لقد بنت حياتها سريعا بعد ما ذهبت..
ما فائده الاعتذار الان..؟غلت المياه و تدافعت الفقاقيع علي السطح، لاغلق البراد و امسك بطرف المنشفه.
"ااه.." شتمت تحت انفاسي و انا اري اول نقطه سوداء في الصفحه البيضاء لليوم.
كدت ان القي البراد بالكامل علي الارض من سخطي ..
و لكن سيظل مزاجي اتعس ان لم اتناول كوب قهوتي اللعين.
لأملأ كوب القوه الخاص بي حتي اخره ليتناثر الفائض علي الطاوله..و حتي مع هذا الموقف الصغير لم يستطتع عقلي الا يقارن الاحداث..
هذا كان حبك لها..
و لكن.. هي لم تعد تريدك ..
لديها طفل الان..
طفل لعين منه..ضربت قبضتي في الطاوله الخشبيه و النار تمر في عيناي و انا اتخيل لمسه لها..
كيف سمحت له..؟؟سالت قطرات من الدم الساخن علي مفاصل يدي و انا امسك مره اخري بكوب القهوه المغلي و اشرب منه..
لعل حرارته تخفف قليلا الحريق هنا في صدري..انها تريده..
حسنا...لم اشعر بالحراره هذه المره و انا انهي الكوب و اضعه جانبا ليصدر صوت قعقعه علي الطاوله لاغسل يدي..
نظرت الي القهوه المسكوبه و اردت مسحها،. و لكن بدلا من ذلك
تخيلت مزجها باللون الاحمر..
هل سيكون هو درجه لون شعرها..؟
ام ان شعرها متوهج اكثر.. ؟
أنت تقرأ
مشاعر خائنة
Romanceالحب.. هو ذلك النور الذي يقذف بداخلنا بدون تخطيط،. بدون اراده.. حتي عندما نكرهه. لقد كان غامضاََ، و تحت سمرته و هذا المظهر المغرور الذي يعطيه كانت نظراته تلين عند النظر لي.. لقد كرهته، كرهته لأنه كان كل شئ اردته.. كل شئ. حلمت به سراََ ، تلك النظره...