البارت الرابع و العشرون

94 5 0
                                    

نعتقد اننا جيدون في التخلي، ثم تأتي اغنيه ثم لونا..
او لحنا ، و نعلم ما الذي يؤلمنا في المقام الاول..

#تانيا

"ماذا تفعل الم تسمع ما قاله لك البرت!!
انا لسه عاهره، و لا اريد لأي احد ان يقول هذا عني او عن ابني...
اذهب من هنا..
اخرج!!"

لم استوعب حتي ما اقول و كل عصب بي يكاد ينفجر.
كاد قلبي يخرج من مكانه و انا اتقشعر مكاني من رعب ما به
كل ما اراه هو وجه البرت القمئ و هو يسفك دمه..
و اللعنه لا اريد هذا..

كان شعوري كقاضي ينصف العدل يإعدام ابنه الوحيد  و لكن كأنما كنت اصرخ في الجدار، لم يتحرك..
اعلم انه شجاع و لا شئ يهمه و لكن هو لا يدري مدي كره البرت له..

كنت منهكه بالفعل صحيا و نفسيا و نظراته المتهمه لي اشعرني انني ساسقط من التعب..

"لماذا لا تزال تنظر الي..
الا تفهم.. اخرج!!"

ليبتسم لنفسه بألم و عيناه تدرساني للحظه و هو  يحك لحيته
" يبدوا انك راضيه حقا هنا.. اليس كذلك..؟
يا لي  من غبي! "

اقترب خطوه اكثر،. كانت عيناي تنظران اليه، و انا استمد قوتي من الحائط الذي خلفي..

*لا.. بل انا اتعذب.. *

عقد حاجبه الثخين لي بقلق، ليقترب مني مره اخري و هنا لم اقاومه..

رفعت ذقني له بكبرياء و قلبي ينزف، اذا ظن هذا فليظن، و لكني لم اعد أستطيع الكذب..
انا خائفه كاللعنه ان يصيبه شئ و هو يقول اني احب وجودي مع البرت؟
لاقترب له خطوه و هنا لمست يداي المرتفتان و المتصببتان بالعرق صدره..

لم اخفي الدموع من عيناي و احني رقبته للاسفل للنظر بهما..
و كأنما توقف الزمن..

النسيم الربيعي الذي شعرنا به معا،. اللمسات الساخنه بيننا،. النظرات التي استرقناها لبعضنا..
كل هذا كان يعزف في الخلفيه..
وابل الازهار الذي حل عليه الخريف و جف.. لا زلت احتفظ برائحتهم هنا في صدري.

لتخرج في الاخر شهقه مرتعبه مني..
"ماركوس!"

و كأنما تم قطع الحلم بمقص لينظر لي بطرف عيناه الكهرمانيتين و نصف شفته مرفوع بتسليه مقيته "اهدأي.. علي اي حال البرت ليس بالخارج..
و لن يعود الان.. لفتره"

و بكلمته تلك خرج من الغرفه الي الخارج بدون كلمه اخري ليصفع الباب في وجهي..

البرت ليس في الخارج..؟
لم استطتع حتي الارتياح من تلك الفكره و انا اشعر الي الان بحراره نظراته علي، و لمسته لا تزال علي يدي..

هذه المره لقد خسرته فعلا..

" و لكن من باللعنه الذي بالخارج؟ "

...

#الراوي

في زنزانه عميقه تحت الارض كانت رائحه الرطوبه و الاوساخ ترحب بزائريها من الداخل، لم يقلقوا حتي من تغطيه عيون البرت و هم يسحبونه من ذراعيه الي هوه كبيره، كباب كهف لأن اغماض عينيه لن يكون سوي رحمه به!

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن