البارت الثالث

142 3 0
                                    

#الراوي

علي جانب الطريق و حيث كان جميع سائقي شاحنات النقل يستعدون للعوده للمنازل، كان هناك فقط توم و الذي قد ضل طريقه لان اطار سيارته الضخمة  قد ثقب.

كان النعاس يحوم حول عينيه و هو يقود، يتثائب و يحلم  باللحظة التي قد تلمس بها يديه  البارده و ارجله السرير الناعم و الدافئ بجوار زوجته..

و لكن ما ان لبث ان سمع صوت عالي، يشبه النخر يصرخ به، فرك عينيه و هو ينظر الي الامام وسط العاصفه الشديدة و الرزاز الابيض الذي يشوش شكل اي شئ مان هناك ضباب اسود لرجل ضخم يقف امامه في الطريق.

تنبه عقله الي وقع المشكله،. ليمسك المقود بسرعه و يضغط علي دواسه التوقف..

" انتظر. " صرخ الرجل به و توم لا يزال يستوعب انه قد توقف في اللحظة المناسبه بالفعل.

هل هذا الرجل مجنون؟
هل يريد ان ينتحر امامي الان في هذه اللحظة؟

" ماذا هناك..؟" صرخ توم و هو يري الرجل يقترب منه و يفتح الباب الخاص به و يدخل و هو يحمل امرأه..

" من فضلك اوصلنا الي اقرب مشفي.. انها تنزف..
اسف للطريقه التي اوقفتك بها و لكنها ستتجمد من البرد..! "
اردف ماركوس بسرعه و بعصبيه قليلاََ.

نظر الي الرجل الغامض الذي اقتحم شاحنته بعيون حمراء ساخطة و بدون اذن و جعل نفسه مرتاحاََ و السيده كانت تبدوا في اوسط العشرينات و ما ان رأي الجرح حتي حرك الشاحنه عن فوره..

ليردف بتقطب" حسناََ.. "

انتطلق توم ليغير طريقه مرة اخري، كان يتاففف بداخله و هو يري ان السماء بدات تغير لونها ببطئ فبدل الليل الداكن الذي كان يطمح ان يلحق ان ينام به و لو ساعه، سيعاود الصباح القدوم و سياتي دوامه مره اخري و لكنه نظر الي ذلك الرجل...

كانت همساته جدا واضحة و هو يمرر يده في شعرها و يترجاها بصوت حنون ان تستفيق.
كان من الواضح انها فاقده للوعي، و انها لا تسمعه و لكنه كان يمسك بيدها غقط و يترجاها، و تاره يضمها الي جسده فحسب و يجعلها تلامسه بقدر ما يمكن..

لم يشك الرجل للحظة سوي انها امرأته..
ابتسم وسط كل هذا الغم الذي يشعر به لينظر الي ماركوس.

" لا تقلق،. لقد اقتربنا علي الوصول للمشفي .. اتمني ان تستفيق زوجتك.
لا تجعلها تتجول مره اخري في هذا البرد و خصوصاََ لقد اعلن التلفزيون انه ستكون هناك عاصفه اليوم"

ضم ماركوس تانيا اكثر اليه، و كانما يخبرها  بعيناه.
" لن يحدث .."

لم يلحق ماركوس ان يشكر الرجل و لا ان يعرف حتي اسمه،  فلما رأي فقط الافتة المضيئة  للمشفي وسط الضباب و الظلمة شعر انه قد وصل لحلمه  البعيد،. ليأخذها فورا بين ذراعيه  و يسرع الي النزول من الشاحنة .

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن