البارت الاربعون

72 2 3
                                    

#تانيا

تمسكت بقواي الباقيه و انا اقف وجها لوجه امام الاعصار الذي تهربت سنوات من مواجهته،. اعصارا قد بدا بقلبي صغيرا اخبئه و اتجاهله..
حتي عاد كبيرا يحتوي موجه عظيمه..

لقد هربت كما انا الان، وحيده و ضعيفه.. و في بطني نطفه صغيره..
و الان انا مره اخري حامل و لكن ليس بطفل زوجي القاهر المعذب..
بل بحبي المعذب..
الشخص الذي سأظل اتمناه و اتمني لو سرت في طريقي معه منذ بدايه شبابي..
الذي ظل يضحي من اجلي و يحارب..
الذي ساظل اختاره حتي لو كان لدي حياه اخري.

رفعت ذقني بكبرياء امام هنري.
" و ها قد اتيت.. و تحدثت..
و تتحديني  ايضا..
ربما قد نسيتي من انا في تلك السنوات ..
هذا وارد ايضاً ؟"

اقترب مني و انا اسمع صوت زمجره ماركوس و نضاله و لكني لم انظر..

" خائنه تهرب كالعاهرات مع اي.. من الحثاله..
و مع ذلك تتبجح..
هل تعرفين ماذا سافعل بك..؟
لن تتخيلي حتي مدي اشتياقي لك يا حبيبتي "

مرر اصابعه علي ذقني و كل خليه مني تتقزز من لمسته..

" هل استمتعت كثيرا بهروبك .. ؟
هل ظننت حقا ان فأره مثلك يمكنان تفوز علي.."

" اذهبي من هنا...
اهربي.." بح صوته.

زممت شفتي و انا لا اقدر حتي علي النظر له..

" لا تقلق ستلحقها..
و لكنها ارادت ان يكون العرض لك.."
قهقه بسخريه و هو يأمر الرجال بتعذيبه اكثر ليقشعر جسدي من ضرباتهم التي تلمسني انا اولا من الدماء التي تنزف من جسده..

ليهرب هو و يتركني لمصيري..
علي اي حال انا بالنسبه له خائنه.
لماذا يقف و يعرض نفسه للخطر؟

اجل من المفترض ان اهرب لاني اري اللون الأحمر و هو يكتب موتي علي حدقتيه..
هناك طفل في بطني.. اتذكر ذلك
و لكن ما ذنب ماركوس ليدخل بين مشكلتي و مشكلته..

لقد تعذب بسببي بما فيه الكفايه..
و لكن ماذا لو هربت..
سأموت كمداً بسبب ما اصابه بسببي في النهايه

" افعل ما تريد بي..
انا هنا.. اقتلني..
افعل ما تريد.. و لكن اتركه.. ارجوك اتركه.."

عبس و رأيت الشيطان يتجسد في ملامحه
شعرت بثقل لمسته و لكن لم اهتم..
وصلت يده لرقبتي و رايت ابتسامه النصر في عينيه..

"لست بحاجه لترجي مني يا عزيزتي ..
ستترجين كثيرا و لكن اصبري.
لقد اخطأت في حق نفسك ليس في حقي..
انا  انقذتك من القمامه التي كنتي تعيشين فيها.. و لكن
انت اخترتيها لنفسك..
انت من دنست نفسك.. "

انهمرت دموعي في صمت و انا اتقبل كل شئ الا وجع كلماته..
انا لم ادنس نفسي..
لا..
انا لست عاهره..
هو من كان يؤذيني يعتقلني و يحبسني..
انا فقط احببت من اهتم بي،. من فهم اوجاعي..
من عانقني لأول مره بصدق..

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن