البارت الواحد و الثلاثون

56 3 12
                                    

# تانيا

كنت احمل العلب في يدي و انا امشي بشرود، و عقلي لا يزال مع هذا الرسام.
من هو..؟ و هل حقا يريد الشهره في هذه المدينه.

لم انسي لماذا جئت لهنا ، لا يزال علي الذهاب لهذا المصنع المشئوم و لكن لتهدأ الاشاعات قليلا اولا..
و لكني لست غبيه لاصدق بأنها لن تلحق بي حتي هنا.

هل ربما ماركوس ايضا اصبح رساما في مكان ما ؟ ، لوحاته خياليه و بالتأكيد لن يترك حلمه بهذه السهوله.
انا اعرفه..
هل عاد الي لندن كما كان يحلم..؟
ام هل وجد عملا اخر..

نبض قلبي بألم جم و انا امشي عبر الشارع الصغير المؤدي اولا للسيده سمانثا.
انها سيده جميله ، ازاح الشيب قليلا من لون شعرها الاسود و حوله للبياض  لكن العيون العميقه و الوجه الجميل هو فقط في مرحله الخريف و هي جميله بشكل مميز.

رأيتها من نافذتها و هي جالسه في الشرفه، هيئتها الارسقراطيه بمعطفها الفروي و الشعر القصير المصفف تجعلني احيانا اتسائل عن قصتها و عن ما اضطرها للعيش هنا.

اجل المكان ليس سيئاً، و لكن يبدوا انها كانت تعيش في اماكن افضل بكثير من هنا.

صعدت الي الدور الثاني و انا اتحامل الالم و لكن و انا اصل الي احخر سلم  في الدرج امسكت بالدرابزين و انا اتنهد بخشونه.

"تحملي يا تانيا.. اقتربنا"
مسحت علي بطني قبل ان اقف امام بابها، مسحت قطرات العرق من علي جبهتي قبل ان استجمع ابتسامه.

طك.. طك

فتحت الباب سريعا، لاسلمها الصندوق الدافئ الخاص بطعامها.

"تفضلي سيدتي..
هل تريدين اي شئ اخر لأحضره لك"

"لا يا حبيبتي.. شكرا لك.
تفضلي "
اخذت الصندوق من يدي لتدخل به الي الداخل قبل ان استغرب قليلا..

هل دعتني الان للدخول..؟

لم ارد ان ادخل فورا من نفسي،. و لكنها خرجت لتنظر لي بعتاب.

" لقد دعوتك فقط لتناول الشاي..
هل انت خائفه مني؟ "

لم يكن لي اي تعامل مع اي من الجيران هنا كثيرا، و لكن كنت اسلم لهم الطلبات كثيرا و اسلم عليهم في الذهاب و الاياب..
و اعرف ان الجميع يتسائل لماكا اخبئ وجهي بشال..
و من انا..
و علي الرغم من ترددي الواضح الا اني دخلت بابتسامه.

"شكرا لك.."

كانت هناك صندوق اخر في يدي و شعرت بالحرج قليلا و انا اجلس علي الاريكه في غرفه المعيشه الصغيره و لكن الانيقه بمنزلها.

"تفضلي"

شعرت اكثر بالحرج عندما رأيتها تأتي بصنيه الشاي الي، لأخذها منها.

"لا تتعبي نفسك.. اجلسي و انا ساضعه"

نظرت لي بعتاب قليلا و من ثم نظرت لبطني، لاشعر بالخجل قليلا و اكمل وضع الصينيه علي طاوله  الشاي..

مشاعر خائنة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن