الفصل السادس والاربعون..
جلست غاده علي أريكه خشبيه أمام المنزل خاصة عائلتها شاردة الذهن في تلك الزيجه التي فرضتها عليها والدتها و على الرغم من حبها لمراد إلا أنها غاضبه منه بل تشعر بخيبة الأمل نحوه فهي لم تكن متوقعة أنه لديه صفة الأنانيه تلك بل لم تكن تري فيه غير المميزات..خفضت بصرها لتملح حذاء رياضي لشخص يقف أمامها، رفعت بصرها لتجده يقف أمامها بملامح ثابته..
داعب هو خصلات شعره وقد كان واضحاً عليه الضيق وهو ينطق على مضض:
_السنه الجايه هقدملك في جامعه خاصهظلت هي تحدقه للحظات ثم رفعت حاجبها باستهزاء وقالت بفتور:
_غيرت رأيك يعني !وجدته يتقدم ليجلس بجانبها يمسح على خصلات شعره محدقأ إلي بنطالها الملاصق لجسدها الذي لا يتناسب مع الوشاح الذي ترتديه، تقلصت تعابيره ببطء وهو يحدقها بنظرات صارمه قائلاً بنبره محذره:
_البسي لبس يناسب حجابك أنتي مش صغيرهحركت غاده نظراتها نحو بنطالها و كنزتها القصيره قليلاً ثم عادت تنظر نحوه قائله بنبره جامده:
_أنا حرهنطقت بتلك الكلمات فقط من أجل أن تزعجه فهي متضايقه منه..
تأمل هو مقلتيها التي تحاول رسم الجمود بهم لتجده يميل عليها ناطقاً بنبره خشنه خافته واثقاً:
_عارف أنك هتسمعي الكلام يا غادهنطق بتلك الكلمات ثم نهض واضعاً كفيه في جيوب بنطاله محدقاً إياها بنظراته قائلاً بنبره هادئه:
_هنستقر في القاهره السنه الجايهنطق بتلك الكلمات وتحرك تاركاً إياها حتي يذهب إلي عمله فسوف يترك البلده التي ظل يقطن بها طوال حياته فقط من أجل أن تكمل هي دراستها تحت مراقبته..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
تلاعبت عبير بثوبها الطويل وهي واقفه أمام تلك الصيدليه الصغيره المتواجدة في المنطقه مع تلك السيده جارتهم التي راحت تتباهي بابن شقيقتها الذي عاد إلي مصر بعد عمله لعدة سنوات في أحد الدول العربية..أشارت إليها تلك السيده إلي ذلك الجالس في القهوه الشعبيه يحتسي الشاي مع ابن عمته وهي تقول بنبره مسروره:
_ عبير، نهي أختك فاضلها سنه و تخلص ثانويه عامه صح؟كانت عبير نظراتها عالقه بذلك الذي صادفته سابقاً في المواصلات تشعر بغرابه في مراقبتها له دائما فهو يأتي منذ أسبوع بصفه دائمه لرؤية ابن عمته..
فاقت عبير من الحاله الغريبه تلك وهي تشعر بجارتها تلوح بكفها أمامها قائله بتعجب:
_عبير إنتي مش مركزه معايا خالص!اهتزت حدقتي عبير وهي تنظر إلي جارتها قائله بتوتر طفيف:
_معاكي ، كنتي بتقولي إيه؟نطقت بتلك الكلمات متسأله لتضيق تلك الجاره ما بين عينيها وقد أرتسمت بسمه طفيفه على شفتيها وهي تنطق بنبره مترقبه:
_عايزه أخطب نهي أختك لرمزي ابن أخويا