الفصل الثامن وخمسون..
سحبها قسوره خلفه من وسط هؤلاء الفتيات التي كانت تتشاجر معهم قبل قليل..تحرك بها تاركين الفتيات يتبادلون النظرات الممتعضه المفعمه بالحنق..
شعرت هي بأنامله مغروسه في رسغها الذي يسحبها منه، أمتعضت ملامحها وهي تهدر بنبره حانقه:
_قسوره أنا..أخرستها نظره قويه محذره من عينيه وهو يتوقف أمام الورشه خاصته..
نهض شعبان الجالس على مقعده و قد راح يوزع نظراته بينهم ، أشار له قسوره بعينيه قائلاً بنبره فظه:
_ روح أقعد شويه على القهوهو بدون مجادله أومأ شعبان برأسه بطاعه ثم تحرك راكضاً نحو القهوه
تابعه قسوره بنظراته ثم سحب تلك ممتعضه الملامح إلي داخل الورشه وهي تهدر من بين أسنانها بنزق:
_عايز إيه ؟ترك رسغها ثم أستدار يسحب باب الورشه مغلقاً إياه و استدار و عينيه معلقه بها يرميها بنظرات جامده ثم راح يوبخ إياها قائلاً:
_ عيله صغيره إنتي عشان أجيبك من وسط خناقه في الشارع !كتفت هي ذراعيها أمامها محدقه إياه بنظرات مليئة بالتحدي الغير مبرر ثم تحدثت قائلاً بنبره حانقه:
_ لأ مش عيله صغيره و البنات دول يستاهلوا عشان كل يوم نفس الحوار بيقعدوا يتريقوا عليا كل ما أعدي من قدامهمحدقها قسوره بنظرات ساخره ثم رفع حاجب ونزل الآخر هادراً بسخرية و قد ارتفعت نبرته قليلاً:
_ تقومي تتخانقي معاهم بالشكل ده ! ، إيه شغل الأطفال ده ، هيتريقوا عليكي يقولوا إيه !ظهر الحزن على ملامحها و قد طأطات رأسها تنظر أرضاً وهي تقول بنبرة مختنقه:
_ بيقولوا أن عمي هو إلي عرض عليك تتجوزني و أن لو مش كده مكنتش أصلا هتبصلينطقت آخر كلماتها وقد أختنق صوتها أكثر شاعره بوغزه في قلبها..
ظهرت علامات التعجب على وجهه مما جعله يهدر على الفور مستنكراً:
_ هما عرفوا منين حاجه زي دي !رفعت عائشه رأسها تحدقه بملامح واجمه ثم أجابته بصوت متحشرج مقتضب:
_معرفشنطقت بتلك الكلمات ثم تحركت تتجاوزه واقفه أمام باب الورشه و هي تقول بنبره خافته مكتومه:
_ممكن تفتح الباب ، هتأخر على الجامعهنطقت بتلك الكلمات وهي تعطيه ظهرها، أستدار هو واقفاً خلفها و بعد ثواني معدوده هدر بخشونه:
_مش عايزه ترجعي بيتك !استدارت هي تحدقه بمقلتيها التي تجمع بهم الدموع وهي تقول بنبره معاتبه خافته:
_ أرجع أزي ! ، و أنت حتي مكلفتش خاطرك تيجي تاخدني من بيت عميوضع قسوره كفيه في جيب بنطاله و عينيه معلقه بها وهو يقول بنبره جافه:
_ زي ما سيبتي بيتك لوحدك ، ترجعي لوحدك